

-
[B]الخطاب (23)
الأعزاء السيد ماركوس والسيدة ماركوس
أعطى لنفسى حرية تحرير هذا الخطاب لكم من باكستان . والوسيط بينى وبينكم هو ابنتكم العزيزة ، الآنسة مارجريت ماركوس ، والتى كانت تراسلنى تقريبا منذ سنة ونصف . بالإختصار فسأشرح الأسباب التى دعتنى لكتابى هذا لكما .
أعتقد بأنكما تعلمان بأن ابنتكما قد درست الإسلام لعدة سنوات ، وحتى قبل اعتناقه رسميا ، فقد بدأت فى كتابة مقالات دفاعا عنه . وفي وقت لاحق ، بعد دراسة متانيه والمداولات الواجبه ، أعربت رسميا عن عزمها على الدخول في حظيره الاسلام وقبول الإيمان به طريقا لحياتها . وبما أنى تابع متواضع للإسلام ، وقد قضيت كل حياتى فى تعزيز كل قضاياه ، فاهتماماتنا المشتركة أوصلتنا للتعارف الوثيق فيما بيننا .
وما قد ذكرته لى من الصعوبات الحالية التى تلاقيها ، جعلتنى أشعر بأن ليس لها مستقبلا فى أمريكا . وأعتقد أنها ل بقيت بأمريكا فى هذه الظروف ، فستتدمر حياتها كلية . ، لهذا فقد نصحتها ، مخلصا ، بأن تحاول العيش فى بلد مسلم ، وإن هى فضلت المجئ لباكستان ، فهى مرحب بها فى منزلى كمأوى لها ، ليس كضيفة مؤقتة ، ولكن كعضو دائم بالأسرة . أحمل لها احتراما كبيرا لما تحمله من صفات وقيم ، وأتمنى رعايتها كشخص عزيز على وقريب منى كأى شخص أرتبط به رباط الدم . وبهذه الروح ، فقد دعوتها للحضور لمنزلى وأن تعيش معنا كعضو من العائلة . وهى مستعدة لقبول دعوتى لها ، ولكنها مترددة للحضور مالم يأذن لها أبواها الأعزاء ويباركوا هذه الخطوة .
هذا هو السبب فى تحريرى خطابى هذا لكما .
وإذا كنتم علمتم أى شئ مسبقا عنى ، فلن يكون هناك شئ إضافى أذكره لكما . وبما أننى شخص غريب لكما ، فلا أملك إلا أن أؤكد لكما أن تضعوا ثقتكم فى وأن تكونوا فى غاية الإطمئنان بهذا الخصوص . من الطبيعى أن يكون تجاوبكم الأولى هو أنكما لا تفضلون هجرتها من أمريكا إلى بلد شرقى ، ولكن إذا تعمقتما أكثر فى الموضوع ، واضعين صالح ابنتيكما فى الحسبان ، أتمنى أن تتفقا معى بأن هذا هو الحل الوحيد للخروج من المأزق الذى تجد هى فيه نفسها .
وباكستان لها ، هى أفضل البلدان الإسلامية لأن اللغة الإنجليزية هى لغة المخاطبة والفهم ، كما أن المتحولون للإسلام لهم تقدير كبير بها . وأما بالنسبة لى ، فيمكنكم سؤال الآنسة مارجريت عنى . وأنا على يقين بأن أبنائى وزوجتى سيرحبون بها ككفء لهم ، وربما أكثر ويعوضوها عن أسرتها الأمريكية . وأتمنى من الله ألا يكون لديكما سبب فى القلق عليها .
مع أطيب التحيات
المخلص لكما
أبو الأعلى
يتبع
الخطاب (24)
عزيزى المودودى
أشكر لك خطابك الكريم المحرر فى 18 أبريل ، والذى فيه دعوة لابنتى ، مارجريت ، لتعيش معك فى منزلك . فأنا وزوجتى قد تأثرنا بعمق من كرمك لعرض ضيافتك لها .
فمنذ اعتناقها للإسلام من عام مضى ، خصوصا وأنها متحمسة له ، فيبدو أن وجودها بمجتمعنا يشكل لها صعوبات عملية . تتطلع مارجريت لقبول دعوتك لها ، ونحن كوالديها ، مستعدين أن نعطيها رضانا عن ذلك ، بالرغم من أن هذا يعنى أنها ستعيش فى مكان بعيد عنا . خصوصا وبالنظر إلى الإندفاع الذى أبدته ، فنأمل أن يتيح لها هذا الفرصة لأن تعيش سعيدة ويكون هناك معنى لحياتها .
الذهاب إلى بلد مختلف فى الثقافة لاشك يحتاج مزيدا من الصبر أثناء فترة التأقلم . وبالنظر إلى العطف والتفاهم الذى أبديته فى خطاباتك معها ، وحماس مارجريت ، فأنا مقتنع بأن دخولها فى حياة عائلتك سيكون ناجحا .
ويسعدنى أن ألاحظ فى خطابك لمارجريت نصيحتها بخصوص تغيير جنسيتها وزواجها . وإنطلاقا من أبوتى ، أتمنى أن تتخذ خطوات مستقرة بعد إقامتها بباكستان فترة مناسبة .
ستذهب لبلدك مع مباركتنا ، وسنستمر فى متابعة سعادتها ، ولذلك فلتأخذ حريتك للكتابة لى فى أى وقت عن أحوالها .
تشاركنى السيدة ماركوس أن ننقل لك ولزوجتك وأبناءك امتنانا القلبى .
المخلص جدا
هاربرت س. ماركوس
انتهت الخطابات بين المودودى مريم جميلة وعائلتها
ويتبع آخر خطاب من مريم جميلة لوالديها بعد عشرين سنة من إقامتها بباكستان[//B]t]
كنت قد ترجمت هذا الخطاب لأحد الإخوة الكرام ، لينشره فى كتاب يعده لمثل هذه القصص ، وقد استأذنته بنشره لكم ، فأذن لى مشكورا ... وذلك لأهمية هذا الخطاب الذى صدر من ابنة محبة لوالديها ، وتخشى عليهم البقاء على الكفر ، فالفرصة أمامهم تضيق ، وهى تتمنى لهم كل الخير .
خطاب مفتوح لوالدى بقلم مريم جميلة
( 1 )
كتبت مريم جميلة ... يهودية مشهورة اعتنقت الإسلام ... هذا الخطاب المفتوح لوالديها ]
أبى وأمى الأعزاء أعيش الآن بباكستان منذ أكثر من عشرين عاما ، خلالها اكتسبتم عائلة إضافية جديدة محبوبة ، لا شك أنها أضافت سعادة لسعادتكم . لقد بلغتم عمرا ناضجا ، والحمد لله ، فقد عشتما طويلا بصحة جيدة ، أكثر مما توقعت . كما أنكما قد قرأتما كل مؤلفاتى وكتبى عن الإسلام التى أرسلتها لكما ، بعقلية متفتحة وذهن واسع الإدراك . لهذا لستم فى حاجة لأية مقدمة للموضوع الذى أريد أن أناقشه معكما الآن ، وكل ما سأقوله لن يكون غريبا عنكما . أتسآل ، هل تدركون كم أنتم محظوظون جدا ؟ بما أنكما تتمتعون بصحة معقولة ، وأنكما قادرين للإعتناء بأنفسكما ، ويمكنكما الإستمرار بالتمتع بحياة طيبة . وهل فكرتما فى إحدى المرات ، فى الإيمان المأساوى لمئات الآلاف من كبار السن الآخرين الأمريكان ، ضحايا الأمراض المزمنة ، والوهن ، الذين يتزاحمون على المستشفيات ، وبيوت التمريض ( والتى هى فى الحقيقة تعتبر مخازن للجثث ) ، وبيوت المسنين ، وعنابر مؤسسات الأمراض العقلية ؟ وهل فكرتما كذلك ، فى العدد الهائل للكبار الأرامل الذين يعيشون فى غرف قذرة ، فى رعب دائم من هجمات متوقعة ، أو سرقات ، من الشباب الجانح الذى يفترس الضعفاء وكبار السن ، دون وازع أو خوف من العقاب ؟ سوء معاملة الكبار هى نتاج مباشر ، لعدم وجود الأسرة التى تحميهم . هل أختكم الكبيرة عمتى ، روزالين ، التى تعيش فى حماية أسرة متحابة ، عطوفة ، ومنزل سعيد ، هل فكرت كم هى محظوظة بالنسبة لمثيلاتها الأمريكيات اللاتى لا ينلن وضعها ؟ لابد أن تعرفوا أن المجتمع الذى نشأتما فيه ، وقضيتما كل حياتكما فيه ، يتفكك ، وعلى حافة الإنهيار . الواقع أن الإنحدار هذا كان واضحا منذ الحرب العالمية الأولى ، الفوضى الأخلاقية فى غياب أية قيم محترمة ، أو معايير ثابتة للأخلاق والسلوك ، والهوس الجنسى الفاسد وانتشاره فى وسائل الإعلام الترفيهية ، سوء معاملة الكبار فى السن ، معدلات الطلاق التى فى ارتفاع متزايد بين الأجيال الحديثة ، والزواج الدائم والسعيد أصبح نادرا ، الإعتداء على الأطفال ، تلوث البيئة ، استنزاف الموارد النادرة وذات القيمة ، الأوبئة التناسلية ، الإضطرابات العقلية ، إدمان المخدرات والكحوليات ، الإنتحار كعنصر متقدم فى أسباب الوفيات ، الجريمة ، التخريب ، الفساد الحكومى ، واحتقار القانون بصفة عامة ... وكل ذلك له سبب !!! السبب فى ذلك هو فشل العلمانية ، والمادية ، وغياب القيم الأخلاقية ، وتجاوز التعاليم الإلهية ، والقيم الأخلاقية . العمل فى التحليل النهائى ، يعتمد على العقيدة والمبدأ ، فالمقاصد إذا كانت خاطئة ، لابد للعمل أن يقاسى . لا شك أن قراءة هذه الملاحظات ستصيبكما بالإزعاج . ستحتجون بما أنكما لستما لاهوتيين ، ولا فلاسفة ، ولا علماء اجتماع ، فلماذا تضايقينا بمثل هذه الأمور " العميقة " ، فى حين أنها لا تقع فى دائرة اهتماماتنا المباشرة ؟ وفوق كل هذا فنحن سعداء بحياتنا وقانعين بها كما هى . أنتما تريدان فقط الإستمتاع بحياتكما الآن ، تعيشا كليا فى الحاضر ، وتقبلا ما تجئ به الأيام . إذا كانت الحياة رحلة ، فلا يعتبر ذلك تهورا فى أن نبحث عن الراحة والسعادة ، ولا نفكر فى نهاية هذه الرحلة ؟ لماذا ولدنا ؟ ما معنى الغرض من الحياة ، ولماذا سنموت ، وماذا سيحدث لكل منا بعد الموت ؟؟؟ أبى ، لقد ذكرت لى عدة مرات ، أنك لن تقبل الدين التقليدى ، لأنك مقتنع بأن الدين يتعارض مع العلم !!! فالعلم والتكنولوجيا ، قد زودتنا بمعلومات عن طبيعة العالم ، وأتاح لنا الراحة الوفيرة والرفاهية ، زاد من كفاءة محاربة الأمراض وعلاجها ... نعم ، ولكن العلم لا يمكنه أن يبين لنا ماهية الحياة وماذا بعد الموث ... العلم يقول لنا فقط " كيف " ولكنه لا يستطيع أن يقول لنا " لماذا " ؟ هل للعلم أن يقول لنا ما هو الخطأ من الصواب ؟ ما هو الجميل وما هو القبيح ؟ ولمن نتجه فى أعمالنا ؟ ... الدين هو الذى يجيب عن ذلك .
( 2 )
ما يحدث اليوم لأمريكا ، هو تكرار لما حدث للإمبراطورية الرومانية فى مراحلها الأخيرة للسقوط . المفكرون يعلمون أن العلمانية ، لا تصلح لتكون الأساس السليم لنظامنا الإجتماعى . وهم يبحثون بقلق فى اتجاهات آخرى ليجدوا الحل ، ولكنهم ما زالوا لم يجدوا هذا الحل . هذا الهم ، لا يحمله فقط قليل من علماء الإجتماع ، بل إن الأمرض الناتجة عن التفكك تؤثر عليك وعلى وعلى كل شخص آخر منا . فى مراحلها الحرجة ، تبنت الإمبراطورية الرومانية القديمة النصرانية كمنقذ لها ، ومن ثم سيطرت الكنيسة على أوروبا لأكثر من ألف سنة . وقد أدى هذا إلى وضع حد لكثير من الفساد الإجتماعى والروحى للبشر . ولكن للحظ العاثر ، أثناء أعتماد مفاهيم أخرى للحياة ، فقد خلطت الكنيسة بين النصرانية والوثنية والعلمانية ، وتبنت كهانة ولاهوتية لم تصمد أمام عهد النهضة والتقدم العلمى والثورة الفرنسية العلمانية . وبينما هجر النصرانيون الأوروبيون والأمريكان ، كنائسهم وبيعهم ، أرسلت الإرساليات الإستعمارية والمستغلة ، لتنصير الناس فى آسيا وإفريقيا . بعد النصرانية ، فاليهودية هى ثانى دين فى أمريكا ، وهى التى تسيطر سياسيا ، واقتصاديا ، وتهيمن على الميديا . ولكن اليهودية كانت دوما ضيقة الأفق وعشائرية ولا ترحب بمعتنقين جدد . لم تكن فى وقت من الأقات دينا عالميا . وقد كانت الحركة الصهيونية التي أدّتْ إلى مؤسسةِ دولة إسرائيلِ، هى التعبيرُ العلمانيُ للقوميةِ والقبليّةِ اليهوديةِ . الأعمال الوحشية المخيفة التى ترتكبها إسرائيل فى فلسطين المحتلة ، والعدوان الغير مبرر على لبنان المجاورة ، ومحاولة الإبادة الجماعية لعرب فلسطين وحرمانهم من كل حقوقهم الإنسانية والسياسية ، هى انتيجة المنطقية للنظرة الضيقة التى تتملك اليهود . وهذا أيضا السبب فى أن الأحبار الأورثوذوكس ، لا يرفضون الإعتقاد بأن ما تقوم به إسرائيل لا يجوز إنتقاده وأنها لا تخطئ أبدا ، ويدعمونها فى كل ما تفعل . فهذه الأخلاقيات والتصرفات الواضحة تبطل تماما أن تكون اليهودية هى دين المستقبل . يشكل المسلمون الدين الثالث بأمريكا ، وعدلات من يعتنقوه فى زايد سريع اليوم . لم يبقى الإسلام محصورا فى الأماكن البعيد بالصحارى والأحراش الإفريقية ، بل ظهر الآن كذلك على الساحة المريكية . هناك الآن ثلاثة ملايين مسلم فى أمريكا ، وهذا العدد فى تزايد سريع . هناك آلاف من الطلبة الممتازين من المسلمين يدرسون بجامعات أمريكا ، مدربين تدريبا عاليا ، ويعملون فى شتى المجالات . وفى العقدين الماضيين ، هناك الآلاف من المواطنين من كل المستويات ، الذين اعتنقوا الإسلام . فى البداية ، كان معظم من اعتنقوا الإسلام هم من السود ، الذين وجدوا فيه ، الكرامة ، الشرف ، إحترام الذات ، والأخوة العرقية كما فعل مالكولم اكس ، ولكنه فى السنين الحديثة ، دخل الإسلام أكثر وأكثر من البيض ذوى الأصول الأوريية ، باحثين عن التوجيه فى كل أمور حياتهم المضطربة السابقة ، مضحين بالكثير نتيجة اعتناقهم له ، ومتحملين المشاق فى سبيل ذلك . قليل منهم هم من المحظوظين ، مثلى ، الذين لهم آباء متفهمين ومحبين مثلكم . كثير من النوع الآخر ، قاسوا من الإحتكاك بذويهم الغير مسلمين . الكنائس وعابد اليهود مهجورة فى أ]امنا هذه ، فى حين أن المساجد والمراكز الإسلامية ، مليئة بروادها من المسلمين ، مزدهرة فى كثير من المدن الأمريكية الهامة ، وتجتذب أعدادا متزايدة كل يوم . معظم المسلمين الجدد فى أميركا من الشباب النابه والمتعلم جيدا . ما هو الذى جذب هؤلاء الشباب الأمريكى للإسلام ؟؟؟ الأمريكان اليوم ، شبابا وشيوخا ، يبحثون بإصرار عن الهداية الحقة . لقد ذاقوا المرارة مما يسمى بالحرية الشخصية ، والفرص التى يتمتعون بها دون وازع من ضمير بالنسبة للآخرين ، ولا معنى لها فى الحقيقة إلا تدمير المجتمع . العلمانية والمادية ، لا حيلة لهما لتقديم حلول لبناء القيم الأخلاقية للأمريكان ، على مستوى الفرد أو المجتمع . وكذلك ، فالنصرانية واليهودية لم تستطيعا ذلك أيضا ، ولهذا يتجه الكل إلى الإسلام . كمسلمون جدد ، يجدون فى الإسلام ضالتهم ، ويجدون الصدق ، والراحة النفسية ، والحياة الأمينة . وللمسلمين ، فإن الموت ليس نهاية كل شئ . ويتطلعون لآخرة كلها نعيم مقيم ، وسعادة دائمة . هذه التوجيهات موجودة فى القرآن الكريم ، وفى أعمال وأحاديث محمد عليه الصلاة والسلام ، وهذه التعليمات والتوجيهات ، ليست لأناس يعيشون فى زاوية بعيدة من العالم ، ولكنها للبشرية كلها . ستجد فى الإسلام الحلول لجميع المشاكل ، من اقتصادية ، واجتماعية ، والسياسية التى تواجهنا الحين فى الغرب . بالإضافة ، فالإسلام ليس باردا ، وبعيدا ، وغير شخصى . المسلمون عندهم إيمان راسخ بالله سبحانه وتعالى ، ليس فقط فى أنه الخلق ، والقيوم ، والذى يحكم العالم ، بل بأن الله هو المحب للمؤمنين وهو الذى يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وكما هو مذكور فى القرآن الكريم ، أقرب إليهم من حبل الوريد . وبما أن القرآن الكريم ، وحى من عند الله ، وقد وعد الله بحفظه ، فلم يحدث ، ولن يحدث ، أن يتطرق إليه تبديل أو تحريف . وبما أنه كامل بكمال الله ، فلن يدعى أحد بأنه يمكن له تحسينه ، أو مراجعة نصوصه ، أو إعادة تشكيله . وبما أن محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الرسل ، قتوجيهاته لن تعلو عليها توجيهات أخرى . القرآن والسنة ، موجهة إلى كل العالم وفى كل الأوقات ، فى الشرق وفى الغرب . وبما أنها لكل زمان ومكان ، فلن يطرأ عليها أى إلغاء ، أو أن تصبح غير صالحة لعهد ما . يا أبوى ، لقد أصبحتم فى سن متقدمة ، وما بقى من عمركما إلا القليل . ولكن ما زال أمامكما متسعا من الوقت . إذا كان قراركما إيجابيا ، فستربطون بالتى تحبكم كل الحب فى باكسنان ، ليس فقط بوشيجة الدم ، بل أيضا برابطة الدين . وسيستمر حبنا هذا الموجود بالدنيا ، بل سنلتقى سويا فى الآخرة متحابين أيضا . وإذا كان قراركما سلبيا ، فسأخاف عليكما ، من أن هذه السعادة والراحة والحياة الرغدة ، المؤقته ، ستنتهى فى وقت قصير . وحالما يأتى أمر الله وتنتهى الحياة ، فسيكون الوقت متأخر للأسف أو الإعتذار . العقاب سيكون شديدا ولا مأوى من العذاب ولا هروب . وأنا كابنتكم المحبة الشفوقة ، تريد أن تنقذكم من هذا المصير ، ولكن القرار يقع كلية عليكما ، لكما كل الحرية للقبول أو الرفض : مستقبلكم يعتمد على قراريكما الآن .
كل حبى و تمنياتى لكما الطيبة ،
ابنتكم المخلصة مريم جميلة
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الوهاب ; 02-12-2007 الساعة 11:14 PM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة دفاع في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 25-07-2009, 06:20 PM
-
بواسطة أبو عبد الوهاب في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-12-2007, 02:23 AM
-
بواسطة muad في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 25-03-2007, 05:35 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 01-05-2006, 01:01 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 11-01-2006, 05:19 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات