البحث عن ذى القرنين !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

البحث عن ذى القرنين !

النتائج 1 إلى 10 من 30

الموضوع: البحث عن ذى القرنين !

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي العين الحمأة !


    العين الحمأة



    نستكمل رحلتنا العلمية فى البحث عن ذى القرنين ......


    الكثير من علماء الجيولوجيا يعتقدون أن حركة القارات فى أثناء زحزحتها أو إنزياحها بفعل حركة الصفائح التكتونية قد حدثت بالتدريج و ببطء شديد على مدى ملايين السنوات. و يُقدر مُعدل الإنزياح التكتونى أو القارى بحوالى 12 – 15 سنتيمتر فى العام ...... و على هذا الحساب يكون المُحيط الأطلنطى قد إحتاج إلى مائة مليون عام لكى يصل إلى إتساعه الحالى. و هذا المُعدل يتناسب مع كمية الماجما التى تُقدر بحواى 20 كيلومتر مُربع التى تتصلب فى قاع المُحيط لكى يتكون منها القشرة المُحيطية الجديدة التى تُبطن المُحيط الذى يتمدد فى كل عام.

    و لكى نتفهم كيفية حدوث هذا الإتساع المحيطى الذى نتج عن تباعد القارات يُمكن أن نلجأ للتفسير الفجائى لهذا الأمر أو الحركة الفجائية للصفائح الأرضية نتيجة لحدوث الطوفان.

    و هذا التصور الطوفانى يعتمد على وجود قارة وحيدة عملاقة فى الفترة ما قبل الطوفان مُحاطة بمُحيط واحد مُتصل من المياه الباردة و هذه القارة العملاقة و ذلك المُحيط مُبطنين بصخور باردة و أكثر كثافة عن الصخور الموجودة فى طبقة الوشاح الأرضى من تحتها . و لكن مع حدوث شق كبير فى تلك القارة الضخمة نتيجة لنشاط زلزالى ضخم أو شيئ من هذا القبيل ...... فإن الصخور المُبطنة لتلك القارة العملاقة و التى تفصلها عن طبقة الوشاح تبدأ فى التساقط من ذلك الشق إلى داخل طبقة الوشاح الساخنة فى الأسفل.

    و هكذا فإن الصخور القارية تبدأ فى التساقط فى مناطق الشقوق تلك بصورة مُتزايدة و تشد الصخور المُبطنة لقاع القارة بعضها البعض فى تلك الهوة الحارة حيث صخور الوشاح الساخنة المُلتهبة. و هنا تنشأ توترات و إنضغاطات فى الصخور الحارة المُلتهبة الموجودة فى طبقة الوشاح الأرضى. و هذه الإنضغاطات بداخل طبقة الوشاح تتسبب فى حدوث فراغات فى طبقة الوشاح مما يتسبب فى سقوط المزيد من الصخور المُبطنة لقاع المُحيط فى تلك الشقوق. و هكذا ، فإن النتيجة هى تهاوى قاع القارة بالكامل فى داخل طبقة الوشاح ...... و تفقد القارة العملاقة بطانتها الصلبة الباردة. و فى نفس الوقت ..... فإن إلتقاء الصخور الصلبة المُبطنة لقاع القارة مع الصخور الساخنة المُلتهبة فى طبقة الوشاح تؤدى إلى تسرب كمية هائلة من الطاقة من تلك الصخور المُلتهبة المضغوطة . و يبدأ الوشاح فى البروز من أسفل القارة مما يؤدى إلى إنزلاق الصفائح الحاملة لتلك الأجزاء إلى الأجناب مُفسحاً المجال لدخول المياه فى ذلك الشق و يبدأ الماء فى الفصل بين الصفائح القارية المُتباعدة مُكوناً المُحيط بينما يبرز الشق فى قاع المُحيط الوليد حيث تندفع الصخور من و إلى طبقة الوشاح بفعل تيارات الحمل مُكوناً النتوء الوسط مُحيطى ...... و هو نتوء يُشبه السلاسل الجبلية موجود فى أعماق المُحيطات الأرضية كلها و يلتف حول الكرة الأرضية بكاملها و يتقاطع مع بعضه فيما يُشبه حروف T أو Y .





    النتوء المُحيطى فى وسط المُحيط الأطلنطى


    و هذا بدوره يؤدى على تيارات حمل هائلة فى طبقة الوشاح الأرضى. و بالتالى فهذا يدفع بالصخور المُلتهبة فى طبقة الوشاح على أعلى بفعل تيارات الحمل تلك ...... و تتسرب من داخل تلك الشقوق المُحيطية حيث تبدأ فى تسخين المياه بينما تبرد هى لتُكون قاعاً جديداً للمُحيط. و ينجُم عن ذلك تبخر كمية هائلة من مياه المُحيط فى وقت واحد ..... و التى تتصاعد فى شكل نافورات عملاقة تمتد إلى أعلى السماء و يُمكن رؤيتها على بعد مئات الكيومترات (فار التنور) ...... فالفوران يعنى تلك النوافير العملاقة و التنور يعنى أن تلك المياه ساخنة و مُلتهبة. و هذه النوافير العملاقة الضخمة و التى تنطلق إلى أعلى بسرعة تفوق سرعة الصوت كالطائرات النفاثة تحمل معها كمية هائلة من مياه المُحيط إلى أعلى فى أثناء إنطلاقها فى الجو. و الماء المقذوف به إلى طبقات الجو العليا بتلك القوة الجبارة كان يعود مرة أخرى إلى سطح الأرض و على مدى آلاف الكيلومترات فى شكل أمطار غزيرة أو سيول مائية جبارة ...... و كأنما إنفتحت أبواب الماء من السماء ...... و لعل هذا هو السبب فى قول الله تعالى عندما أمر الطوفان بأن ينتهى أن كان أمره (وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي) ...... كأمر لتلك الأمطار الغريبة بالتوقف عن النزول .

    و بينما يغلى قاع المُحيط ....... فإن القاع يتمدد و يتزايد فى الحجم و تنزاح بالتالى مياه المُحيط إلى أعلى لتُصبح أعلى من مستوى الأرض ..... هذا إلى جانب ذوبان الجليد المُتراكم على سطح الأرض أيضاً و فى الأقطاب نتيجة للأمطار الساخنة. و تبدأ مياه المُحيط فى الزحف على الأرض جارفة أمامها كل ما تجده فى طريقها و حاملة معها كل الكائنات المائية المعروفة من البلانكتون إلى الحيتان لتستقر على ما كان معروفاً باليابسة و لكن لم يعد هناك يابسة ...... و أصبحت الأرض ما هى إلا كوكب مائى كبير و لا يوجد به يابسة سوى سفينة نوح التى تتقاذفها أمواج المُحيط الأرضى الضخم فقط ....... و تلك الأحياء منها من لم يستطع الرجوع إلى المُحيط مرة أخرى بعد إنحسار المياه فبقيت كرواسب و حفريات بحرية موجودة على سطح الأرض و حتى فى قلب الصحراء.

    ثم تحت ضغط تلك الكتلة المائية الهائلة بدأت الصفائح الأرضية فى التباعد عن بعضها و الإرتحال بالتدريج إلى مواقعها الحالية.

    و الإشكال يبدو هنا فى الزمن الذى يُحدده العلم فى كيفية حدوث ذلك و هو يُقدر بمئات الملايين من السنين ...... مع أن معلوماتنا عن وجود الإنسان على الأرض لا تتعدى بضعة مئات الآلاف من السنين ....... فهل يُمكن أن يكون الطوفان هو السبب ...... و هو الذى من المُحتمل أنه قد حدث منذ بضعة مئات الآلاف من السنين فقط ...... و لكى نرد على تلك الإشكالية ..... أجدنى أستشهد بالبيت الحكيم لأبى العلاء المعرّى ...... فيلسوف الشعراء و شاعر الفلاسفة :



    صاح هذه قبورنا تملأ الارض فأين القبور من عهد عاد
    خفف الوطأ ما اظن اديم الارض
    إلا من هذه الاجساد

    و هكذا ، يجد الإنسان و العلم نفسه حائراً فى تحديد كيفية بداياته على الأرض ....... فمن قائل أنه مئات الآلاف من السنين ..... و من قائل أنه بضعة ملايين ...... و بين هذا و ذاك !!!! ..... و سنجد أيضاً شيئاً هاماً ...... أن الطوفان حطّم كل شيئ ....... و يبدو أن الطوفان كان سيناريو ليوم القيامة أو نهاية الأرض ...... و لكنه سيناريو مبتور أو ناقص لأن الأرض عادت للحياة مرة أخرى حيث ورثها عباد الله الصالحون (نوح و من إتبعوه)

    {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء 105

    و سيناريو القيامة ذلك لا نعرف السبب إليه و لكن يبدو أن الأرض قد إمتلأت بالكثير من المظالم و إنتشر الكفر و الشرك بالله فيها إلى درجة تُحتم تطهير الأرض من الشرور ...... و هكذا فإن الطوفان أفنى كل من كان على الأرض وقتها و كذلك كل شيئ كان على سطح الأرض ....... و ربما بإنحسار المياه و رجوعها مرة أخرى إلى المُحيطات الجديدة المُتكونة ..... فإنها سحبت معها كل شيئ كان على الأرض بما فيها القبور و الجثث و ما إلى ذلك ....... و هكذا بدأت الأرض بداية جديدة من بعد الطوفان. بداية جديدة فى كل شيئ ...... و ربما يبحث العلم عن تلك البدايات الجديدة و لكن البدايات القديمة ...... أو أصول الجنس البشرى فهى ربما تكون مطمورة فى أعماق المُحيطات أو فى باطن الأرض ..... بداخل طبقة الوشاح الأرضى ...... حيث لا يُمكن أن تطالها يد الإنسان أو تنقيبه !

    و العلم مُتغير دائماً بمقدار ما يفتح الله به على الناس من علم ...... أو بمقدار ما ينكشف عن أعينهم من غطاء ......

    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22

    و أتذكر أننى وقت أن كنت طبيباً صغيراً فى فترة إمتياز التدريب ...... كان الإتجاه الطبى وقتها و ما تعلمناه ...... أنه فى حالة النزلات المعوية التى تُصيب الأطفال فى صورة قيئ و إسهال و تتسبب فى موت الأطفال من الجفاف و فقد محاليل الجسم فى القيئ و الإسهال مع العرق نتيجة لإرتفاع درجة الحرارة ....... أن العلاج الأساسى هو منع كل شيئ يتناوله الطفل بالفم لمنع التلوث الناتج عن الأكل و الشراب و الإكتفاء بالمحاليل الوريدية عن طريق وضع إبرة صغيرة فى أحد الأوردة فى فروة رأس الطفل الصغير ...... و لكن بعد بضع سنوات تغير الإتجاه الطبى 180 درجة كاملة ..... فقد أصبح هناك حرص على الغذاء و السوائل و الإستمرار فيهما لتعويض ما يفقده الطفل من سوائل و غذاء فى القيئ و الإسهال ...... إلى جانب إعطاء الطفل المحاليل عن طريق الفم و الإمتناع عن الحقن فى الوريد الذى لم نعد نلجأ إليه إلا فى حالات الضرورة القصوى فقط ....... و سُبحان مُغير الأحوال .......

    و كذلك حالات التغير الجينى فى أنسجة الشخص الواحد ..... أى أن يحمل الشخص أكثر من كود جينى واحد فى أنسجته المُختلفة فيما يُعرف بظاهرة الخيميرا (Chimera)....... و هذا يعنى بمنتهى البساطة أن فحص الحامض النووى ليس دقيقاً مائة بالمائة ...... و أن ظاهرة التنوع الجينى موجودة بين بنى البشر ....... و هذا ببساطة يعنى أن خلايا الدم فى شخص ما قد تكون ذات تركيب جينى مُعين ...... و قد تكون خلايا أنثوية ...... بينما خلايا عظامه على سبيل المثال ذات تركيب جينى مُخالف و ربما تكون ذكورية !!!! ........

    و هذا الرابط عن قصة ليديا فيرشايلد التى إتهمها القضاء الأمريكى (فى عام 2002) بأنها قد سرقت أولادها أو خطفت أولاد إناس آخرين و نسبتهم إليها لأن تركيبهم الجينى يختلف عنها ...... و لم يُبرأها القضاء إلا بعد ولادتها تحت حراسة مُشددة و فحص جيناتها و مُقارنتها بجينات المولود الذى من المؤكد أنها قد وضعته ...... و تأكد إختلاف تركيبها الجينى عن تركيب مولودها !!!

    و هذا رابط آخر لنفس الموضوع


    و هذا رابط لملف .pdf يتناول الموضوع بصفة طبية بحتة:


    و سبحان الله القائل .......

    {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }النحل8

    و أيضاً :

    {عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ }الواقعة61

    و بحثنا العلمى يفترض أن ذى القرنين المذكور فى سورة الكهف كان موجوداً قبل الطوفان ...... حيث كان الإرتحال فى كل بقاع اليابسة سهلاً و مُيّسراً ....... حيث لا توجد حواجز مائية تمنع الإنتقال من أقصى شرق كتلة اليابسة إلى أقصى غربها كما جاء فى الآية الكريمة .

    و الطوفان أيضاً أدى إلى إنقراض الأجناس البشرية التى سبقت الإنسان العاقل أو الإنسان الآدمى ....... و تلك الأجناس البشرية المُنقرضة ..... ربما كان لديها بعض العقل و تستخدم الأدوات ..... و لعلهم هم المقصودين بالتعبيرات (قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً) و كذلك (قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ....... و ليس لدينا أدلة عن كونهم مُكلفين أو غير مُكلفين ...... و لكنهم فيما يبدو أنهم كانوا مخلوقات عاقلة بدليل إستخدامهم للأدوات ....... و سنأتى لهذا الحديث فيما بعد.


    ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً{90} كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً{91} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93}﴾ (الكهف)

    و من المؤكد أن تلك الأجناس المُنقرضة كإنسان جاوة و إنسان بكين و إنسان نياثدرنال قد عاصرت الإنسان الآدمى ...... و ربما حدث بينهم بعض التزاوج بالرغم من إختلافهم فى التركيب الجينى ...... و ربما أن الحروب التى قامت بين تلك الكائنات الأشباه آدمية المُنقرضة هى السبب فى إعتراض الملائكة و تساؤلهم فى إنكار عندما أخبرهم الله بأنه سيجعل فى الأرض خليفة :

    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

    فالخبرة المُتولدة لدى الملائكة عن تلك الأجناس البشرية ...... و التى لم تكن فى الحقيقة مُكلفة بإعمار الأرض أو خلافة الله فى الأرض كما يتضح من السياق القرآنى ..... أنهم ليسوا إلا مُفسدين و سافكين للدماء ...... و أن المخلوق الأرضى الجديد لن يختلف بأى حال عنهم ...... و كان الرد الإلهى العملى هو أن يُثبت لهم أن المخلوق الجديد مؤهل لخلافة الأرض و أنه يمتاز بشيئ جديد عن المخلوقات التى سبقته بل و عن الملائكة ذاتهم مما يحعله جديراً بخلافة الأرض و أن يكون مُسيطراً عليها :

    ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34}﴾ (البقرة)

    و هكذا إستحق آدم ... بما أفاء عليه الله من علم و معرفة ..... أن تسجد له الملائكة كلهم .... بمن فيهم المُقربون منهم كجبريل و ميكال ...... إلا إبليس اللعين صاحب ألعن صفة فى الوجود و هى الإستكبار ...... و هو السبب فى كل المآسى البشرية التى أبتلى بها بنى البشر !

    و هكذا .... كان الطوفان بمثابة نهاية لتلك الإرهاصات البشرية المُنقرضة و لم يعمر الأرض بعدهم إلا بنى آدم من ذرية نوح و من كانوا معه على الفلك .

    و دليلنا على أن أولئك القوم الذين إلتقى بهم ذو القرنين من الأجناس البشرة المُنقرضة ..... قوله سبحانه و تعالى فى الآية رقم 90 من سورة الكهف (قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً) ..... أى أنهم لا يستترون من الشمس سواء فى البيوت أو فى الإيواء إلى الكهوف ....... و هى سمة من سمات البدائية الشديدة جداً و تجعلهم أشبه بالرئيسيات العليا كالشمبانزى و الغوريللا التى لا تتخذ بيوتاً أو مساكن فى الكهوف ...... و كذلك قوله تعالى فى الآية رقم 93 من سورة الكهف (قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ...... و بالطبع إختلاف اللغات و اللهجات وارد ....... و لكن التعبير القرآنى بكلمة قولاً ..... يعنى الكلام فى حد ذاته ...... و ليس مُجرد اللغة أو اللهجة ....... و إختلاف اللغة أو اللهجة غير وارد بدليل قول الله تعالى :

    ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85}﴾ (الكهف)

    فمن مكنّ الله له فى الأرض و من آتاه الله من كل شيئ سبباً لن يجد صعوبة بأى حال فى التفاهم مع أى أقوام بشرية ..... أو حتى غير بشرية ...... فهو مُتمكن من الأرض و حاكم عليها ...... و لكن وصف القوم بأنهم لا يفقهون قولاً يعنى أنهم بطيئوا الفهم و ليسوا على مستوى الذكاء الذى يُتيح لهم التواصل بسهولة مع ذى القرنين أو غيره .

    و نجد أن القرآن لم يُعبر عن عدم فهم الكلام سوى فى هذه الحالة فقط ....... بينما نجد نبى رحالة آخر مثل إبراهيم (عليه السلام) فى خلال رحلته من أرض الرافدين إلى مصر ثم إستقراره فى أرض الكنعانيين و رحلته إلى مكة المباركة حيث الوادى الغير ذى زرع ...... بالتأكيد قد صادف أقوام ذوى لغات و لهجات مُختلفة لم يأتى القرآن على ذكرها أو ذكر أى صعوبة فى الفهم أو التفاهم بين إبراهيم و تلك الشعوب التى صادفها ....... و كذلك الرسول موسى (عليه السلام) فى رحلة هروبه من مصر و لقاءه بالبنات و والدهم الذى إستأجره و زوجه إحدى بنتيه ..... لم يذكر القرآن أيضاً وجودعدم تفاهم بين موسى و هؤلاء القوم الذين ينتمون إلى منطقة مُختلفة ...... و بالتأكيد كانت اللغة أو اللهجة مُختلفة ........ و كذلك النبى يوسف (عليه السلام) و رحلته فى أرض مصر حيث كان المصريون لا يتحدثون بالتأكيد لغة الكنعانيين حيث كان يقطن يوسف أو العبرية التى ربما كان يتحدث بها يوسف و أهله من نسل إبراهيم ....... و ليس لدينا دليل على وجود لغة ما للتخاطب لدى الأجناس البشرية المُنقرضة لأنه لا توجد لدينا عينات للحنجرة أو للجهاز التنفسى لتلك الأجناس يُمكن عن طريقها إكتشاف وجود أحبال صوتية للنطق من عدمه ...... فكل ما لدينا من بقايا تلك الأجناس هى بعض العظام ..... فمن المدهش أن كل ما لدينا من إنسان بكين هو نصف عظمة فك لأمرأة تنتمى لهذا الجنس ...... و لا شيئ سوى ذلك !!! ....... و لكنهم ..... كأى كائنات عاقلة أو ....لنقل ..... شبه عاقلة ...... لا بد و أنهم كانوا يمتلكون ملكة اللغة بطريقة ما ....... و اللغة أو المنطق ....... هى شيئ مُشترك لدى جميع الكائنات ....... و هى الهبة التى منحها الله لنبيه سليمان فى إطار المُلك الذى لا ينبغى لأحد من بعده ..... أى أن يفهم منطق الكائنات كلها و طريقة حوارها مع بعضها البعض ....... فليس مُستغرباً أن تكون لتلك الأجناس البشرية المُنقرضة لغة ...... و أن ذو القرنين تمكن من التفاهم معهم بتلك اللغة أو حتى بلغة الإشارة ...... و القرآن يُشير إلى بطء فهمهم ...... حيث أن التعبير (لا يكادون يفقهون قولاً) يوحى ببطء الفهم و إن كان يوحى أيضاً بالفهم (بطريقة ما) على أية حال !

    و هكذا نكون قد حددنا ماهية هؤلاء الأقوام التى تقابل معها ذو القرنين و إن م نستطع تحديد ماهية ذو القرنين ذاته نظراً لعدم وجود دلائل على شخصيته فيما عدا تلك الصورة المُبهمة التى جاء ذكره فيها فى القرآن ...... و لكنه يقينياً ...... بالنسبة لهذا البحث الذى نُجريه ...... ليس الإسكندر الأكبر أو قورش ..... أو أى من الشخصيات المعروفة ....... و إن كان يتشابه فى بعض الصفات مع جلجامش صاحب الأسطورة الشهيرة ....... أو أى من الآلهة الأسطورية التى تتناولها الملاحم و الأساطير عن الآلهة ذات القرون لدى كافة شعوب العالم المُختلفة ...... و هذا دليل واضح و أكيد على وجود تلك الشخصية الفذّة.

    و الدليل الآخر على أن تلك الأجناس البشرية التى إلتقى بها ذو القرنين هى من الأجناس البشرية المُنقرضة ...... هو سيطرة ذو القرنين على أولئك الأقوام و علوّه عليهم و تحكمه فيهم .... فالجنس البشرى الآدمى ...... بما حباه الله من قدرة عقلية و ملكات فكرية مؤهل للسيطرة على غيره من الأجناس ...... سواء الحيوانات أو تلك الأجناس البشرية المُنقرضة ...... فهو يُسيطر و يُهيمن عليهم ....... و القرآن لم يُحدد لنا إن كانت تلك السيطرة أو الهيمنة التى تهيأت لذى القرنين كانت عن طريق القوة أو العقل ..... و لم يُحدد ما إذا كان ذو القرنين يغزو الأرض مُنفرداً أو على رأس جيش من البشر ؟ ...... و أكثر المُفسرين ينحون إلى أن ذو القرنين كان قائداً عسكرياً يفتح البلاد و يحكم الأرض ...... و لكن الإحتمال الثانى قائم أيضاً و بقوة ....... فمن مكنّ الله له فى الأرض و أوتى من كل شيئ سبباً .... لا يحتاج إلى قوة عسكرية أو جيش لتحقيق ذلك التمكين ...... فالأسباب أو القوة التى يملكها و التى حباه بها الله تكفيه و تزيد !

    ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً{87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً{88} ﴾ (الكهف)

    و ربما القوم الوحيدون من بنى البشر أو المُكلفين هو أولئك القوم لدى تلك العين الحمأة ..... فالقرآن لا يصفهم بأى صفات تدل على بدائيتهم ...... بل يُدلل على أنهم مُكلفين ...... و سوف يُحاسبون عن أعمالهم فى الدنيا (بواسطة ذى القرنين) و الآخرة (بالحساب الإلهى) ...... و هذا دليل على أنهم من بنى البشر أو الإنسان الآدمى المُكلف .

    و لكن أين تلك العين الحمأة (Murky Water) ؟

    والعين الحمئة فى القاموس هى ذات الحماة وهي الطين الأسود المنتن والحامية الحارة.

    و أين توجد تلك العين الحمأة ؟ ...... يقول القرآن أنها فى أقصى غرب الأرض ...... و كما سبق و أن قلنا أن الأرض التى سار فيها ذو القرنين كانت أرضاً واحدة .... ربما تملك بعض البحار الداخلية مثل بحر قزوين ...... إلا أنها كانت وحدة واحدة مُتصلة و لا يحدها من الغرب أو الشرق إلا ذلك المُحيط المائى العظيم ......

    إذن فلا شك فى أن ذو القرنين وصل إلى أقصى غرب الأرض ...... حيث المُحيط العظيم ...... أى وصل إلى الساحل الغربى لأمريكا .... التى كانت بقسميها الشمالى و الجنوبى ، ما زالت مُتصلة بباقى اليابسة و لم تنفصل عنها بعد .

    و المياه الطينية السوداء تعنى مصب نهر عظيم يصب فى المُحيط و يجرف أمامه الأطنان من الطمى و الغرين فى مصبه حيث يتسبب ذلك فى تلويث مياه المُحيط بذلك الطين و الغرين الأسود بما يوحى بأن مياه المُحيط قد أصبحت سوداء ..... على إمتداد عدة كيلومترات ....... بسبب ذلك الإندفاع النهرى الضخم .....

    و لكن ما هو ذلك النهر الأمريكى العظيم ....... هنا تبدو المُشكلة ...... فى البداية ظننت أنه نهر كولورادو فى أمريكا الشمالية و الذى يسير فى جزء من الصدع أو الفالق الأعظم (The Grand Canyon) و هو فالق جيولوجى و يُعتبر من أضخم و أقدم الفوالق الأرضية على سطح الأرض و يفصل بين ولاية كاليفورنيا فى الغرب و باقى الولايات المُتحدة فى الشرق ...... و منطقة الصدع الأعظم هى أكثر المناطق زيارة فى العالم ......ز إذ يزورها سنوياً ما يزيد عن 40 مليون شخص ....... و تأتى الأرض المُقدسة (مكة و المدينة) فى المرتبة الثانية ......

    و نهر كولورادو ..... بالرغم من أنه نهر صغير يصب فى المُحيط الهادى فى خليج كاليفورنيا ..... إلا أنه نهر شديد الإندفاع و يندفع بعنف فى داخل الصدع الأعظم ...... و أتذكر أننى شاهدت برنامجاً تسجيلياً يتناول الصدع الأعظم و ذلك النهر ....... و أتى فيه أنه قد تم إقامة سد على هذا النهر فى عام 1995 ...... و نظراً لقوة إندفاع هذا النهر فإن هذا السد من المُتوقع أن لا يصمد أمام قوة هذا النهر (الشرس) لأكثر من ثلاثين عاماً فقط قبل أن يفترسه ذلك النهر المُتمرد ...... و أتى فى ذلك الفيلم الوثائقى أيضاً أنه فى العصور الجيولوجية السحيقة أدت الحمم البركانية إلى سد مجرى النهر فى جزء من الصدع أو الفالق الأعظم ........ و لكن هذا النهر المُتمرد تمكن مرة أخرى من شق طريقه إلى المُحيط فى نفس مساره السابق و نحر بقوته و شراسته ذلك السد العتيد من الحمم البركانية و الركام المُتراكم !

    و لكن للأسف ...... فإن نهر كولورادو مُجرد نهر صغير ...... و رواسبه لا تؤدى إلى إسوداد مياه المُحيط بتلك الطريقة التى يصفها القرآن ! ...... و لم يكن يوماً فى أى من العصور الجيولوجية جزءاً من نهر أمريكى عظيم يُزيح الأطنان من الطين و الغرين إلى المُحيط بتلك الصورة الى رآها ذو القرنين.

    و لا أنكر عليكم ...... فقد أصابنى الإحباط ..... و أمانتى العلمية و الدينية لا تسمح لى بالتدليس (كما يفعل البعض من إياهم ! ) من أجل إثبات إيمانى ....... و أخذت فى البحث ...... و وجدت المُفاجأة !

    إذ أن المواصفات التى ذكرها القرآن عن نهر عظيم و ضخم ..... نهر جبار شديد الإندفاع و يُلقى بآلاف الأطنان من الطين و الغرين الأسود فى المُحيط فى كل يوم سوى نهر واحد ....
    نهر الأمازون
    ...... ذلك النهر الشرس المُتوحش و المُستعصى على كل مُحاولات التهذيب و التحكم أو السيطرة ....... نهر قوى يسير فى وسط غابات إستوائية كثيفة ذات تربة طينية شديدة الخصوبة و السواد ...... لدرجة أنه لو زُرع فيها الحجارة أو الزلط لأنبتوا ! ..... نهر يجرف آلاف الأطنان من المياه المُحملة بالطين و الغرين إلى المُحيط لدرجة تجعل من مياه المُحيط عذبة و ذات لون أسود على إمتداد عشرات الكيلومترات ...... أو على إمتداد البصر ...... كما يُمكن أن يراه ذو القرنين !

    و لكن نهر الأمازون يصب فى الأطلنطى (شرقاً) و ليس المُحيط الهادى (غرباً) ...... و بالتالى لايُمكن أن يكون هو ذلك النهر الذى وقف ذو القرنين عند مصبه !

    و لكن إليكم المفاجأة العظمى و التى أتت بشكل إلهام إلهى و نزع للغطاء عن بصرى و بصيرتى:

    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22




    و الصورة توضح أن الأمازون فى الواقع ..... و فى الأصل كان يصب فى إتجاه الغرب (أى فى المحيط الهادى) ...... قبل أن تسد جبال الإنديز مسار النهر إلى مصبه ...... فأخذ النهر مصباً آخر فى إتجاه الشرق ..... إلى الأطلنطى !


    http://news.softpedia.com/newsPDF/Am...ific-38648.pdf



    و هذا المقال يؤكد ما سبق ما قلناه عن توحش نهر الأمازون و جبروته و أنه يصب الملايين من الأمتار المُكعبة من المياه فى المُحيط يومياً و أن قوة إندفاع النهر (المُتوحش و الشرس) فى المُحيط تدفع مياه المُحيط أمامها .... و تتراجع ملوحة مياه المُحيط الجبار إلى الخلف لمسافة تزيد عن مائتى الكيلومتر بسبب قوة إندفاع هذا النهر. هذا هو الحال اليوم ...... فما بالنا فيما مضى من الزمان حين كانت الغابات الإستوائية أشد مطراً و أقوى و أغزر مما هو الحال الآن ....... فهذا النهر الجبار لا بد و أنه كان يجرف معه ملايين الأطنان من المياه المُحملة بالغرين و الطمى إلى مصبه الرئيسى فى المُحيط الهادى ...... حيث كانت مياه المُحيط عذبة طينية تغرب فيها الشمس كما رأها ذو القرنين !!!!

    أليس هذا إعجازاً يُحسب للقرآن ؟!!!!

    أما بالنسبة للتواريخ ..... فأرى أنها تواريخ تقريبية و لا تعنى شيئاً فى حالة عدم وجود دليل عليها ...... و أيضاً فى حالة عدم وجود دلائل صلبة و قوية على تاريخ وجود الإنسان على ظهر الأرض ....... و لا ننسى أن الطوفان فى حد ذاته ....... كما أوضحنا سابقاً ...... غير معالم سطح الأرض و معالم الحياة على ظهر الأرض ...... فالطوفان يُمكن إعتباره بمثابة خلق آخر للأرض و بنى البشر على حد سواء . و لا ننسى أن سلاسل الجبال (بما فيها الإنديز) نتجت عن حركة القارات و زحزحتها و إصطدام الألواح القارية بالألواح المُحيطية ....... و هذا الإفتراض يعتمد فى الأساس على الطوفان الذى حدث و أدى إلى الزحزحة الفجائية للقارات و تباعدها عن بعضها .

    و هذا هو الخبر كما جاء على موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC):



    فاصل و نعود لنتحدث عن يأجوج و مأجوج !
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Amazon-2.jpg‏ 
مشاهدات:	4191 
الحجم:	177.1 كيلوبايت 
الهوية:	4858  
    الصور المرفقة الصور المرفقة    
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 19-10-2007 الساعة 02:29 AM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي يأجوج و مأجوج (1)



    نبدأ حديثنا عن يأجوج و مأجوج فى الفصل الأخير من بحثنا عن ذى القرنين بهذا القول عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر محمد صلى الله عليه وسلم"

    أى أننا لن نأخذ أى معلومات عن يأجوج و مأجوج إلا من خلال القرآن و الأحاديث (الصحيحة) الغير قابلة للرد أو النقض ....... عن الرسول عليه الصلاة و السلام.

    أريد أن أقدم حديثى عن هذه المخلوقات العجيبة و المُثيرة للجدل بملحوظة إستوقفت إنتباهى ..... أن هذه المخلوقات موصوفة أيضاً فى كتب اليهود و النصارى (العهدين القديم و الجديد) ....... و نجد أن أوصافهم فى الكتب السماوية الثلاثة تكاد تكون مُتطابقة و إن كانت لا تخلو من الإبهام أيضاً ....... و المنطقى أنه طالما إتفقت الكتب الثلاثة على شيئ (مع يقيننا أن الكتابين الآخرين مُحرفين و لم يسلما من العبث الكهنوتى الشيطانى اللعين) فهذا التوافق يُعتبر فى حد ذاته دليل لا يقبل النقض ...... و إتفاق القرآن مع هذه الكتب فى تلك النقطة أو غيرها شهادة لتلك المقاطع المذكورة فى تلك الكتب و التى يتفق معها القرآن بأنه لم تنالها يد التزوير و التدليس و التحريف الكهنوتى الشيطانى.

    تعالوا أولاً نرى ما يقوله الكتاب المُقدس عن يأجوج و مأجوج (Gogg and Magogg) :

    العهد القديم:

    تكوين 10 :
    2 بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.

    الأيام 1 : 1
    5 بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.

    عزرا 38
    2 يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج ارض ما جوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه
    3 وقل.هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال
    .

    عزرا 38
    14 لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل لجوج.هكذا قال السيد الرب.في ذلك اليوم عند سكنى شعبي اسرائيل آمنين أفلا تعلم.

    عزرا 38
    16 وتصعد على شعبي اسرائيل كسحابة تغشي الارض.في الايام الاخيرة يكون.وآتي بك على ارضي لكي تعرفني الامم حين اتقدس فيك امام اعينهم يا جوج

    عزرا 38
    18 ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على ارض اسرائيل يقول السيد الرب ان غضبي يصعد في انفي.

    عزرا 39
    1 وانت يا ابن آدم تنبأ على جوج وقل.هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال.

    عزرا 39
    6 وارسل نارا على ما جوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين فيعلمون اني انا الرب.

    عزرا 39
    11 ويكون في ذلك اليوم اني اعطي جوجا موضعا هناك للقبر في اسرائيل ووادي عباريم بشرقي البحر فيسد نفس العابرين وهناك يدفنون جوجا وجمهوره كله ويسمونه وادي جمهور جوج.

    عزرا 39
    15 فيعبر العابرون في الارض واذا راى احد عظم انسان يبني بجانبه صوّة حتى يقبره القابرون في وادي جمهور جوج

    و نقطة أخرى هامة جاءت فى عزرا 39 : 6 ...... إذ من الواضح فيه أن مملكة ماجوج تلك موجودة بالقرب من البحر أو فى إحدى جزائره ..... حيث تطالهم نار الرب مع سائر سكان جزائر البحر !

    العهد الجديد ...... جاء ذكرهم فى آية واحدة فى سفر رؤيا يوحنا :


    رؤيا 20 :

    8 ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.

    و نجد أن العهد القديم يُفسر جوج هذا على أنه ملك لمملكة يُقال لها ماجوج و أنه من نسل يافث إبن نوح ...... و هذا نوع من التسطيح التوراتى المُعتاد ....... فلقد خص اليهود أنفسهم بالنسل السامى من سام إبن نوح ...... و لا حظ التشابه بين إسم سام (فى اللغات الشرقية السامية مثل العربية و العبرية) و معانى السمو و العلو و الإرتفاع ......... أما باقى الأجناس من زنوج و روم و جنس أصفر ...... فهى تنتمى لأبناء نوح الآخرين ...... بل أن النزعة العنصرية ضد الزنوج تتبدى فى جعل الزنوج من نسل حام إبن نوح الملعون من أبيه !!!

    تكوين 9 :

    21 وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه.
    22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا.
    23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا الى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما الى الوراء. فلم يبصرا عورة ابيهما.
    24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير.
    25 فقال ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لاخوته.
    26 وقال مبارك الرب اله سام. وليكن كنعان عبدا لهم.
    27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام. وليكن كنعان عبدا لهم


    و النظرة العنصرية هنا فاضحة و واضحة و تؤكد أن هذا الهراء لم يُكتب إلا قُبيل إنتصار اليهود على الكنعانيين فى المعركة الشهيرة التى قتل فيها نبى الله داود ملك الكنعانيين العظيم جالوت ...... و أن هذا الهراء كُتب أثناء الحروب السجال بين بنى اليهود و الكنعانيين و التى كان الكنعانيون يُذيقون فيها اليهود أهوال القتال و بأسهم الشديد و أنهم بحق قوماً جبارين ....... فجعلوهم ، و هم البيض البشرة ، من نسل حام الملعون من أبيه ...... و أن نسله (من الكنعانيين و الزنوج) يكونون عبيداً لنسل سام (اليهود) و يافث (الأروام) !

    و نجد أن سفر الرؤيا يضع صورة ليأجوج و مأجوج مُشابهة لتصوير يأجوج و مأجوج فى الأحاديث النبوية الشريفة (التى سنأتى على ذكرها) و تصويرهم على أنهم كثيروا العدد كرمال البحر !

    و لنعد إلى التناول الإسلامى ليأجوج و مأجوج و نُحلل كل شيئ بالتفصيل

    أولاً : هل أخبرنا القرآن بأنهم بشر أو كائنات ؟ هل أخبرنا رسولنا الصادق الأمين بأنهم بشــر أو كائنات؟ نرى في الآيات ذكر كلمة "قوم" جاءت لوصف السكان في الغرب و الشرق و من هم دون السدين أما يأجوج و مأجوج فلقد وصفوا بأنهم مفسدون في الأرض و لم يشر القران أنهم "قوم" . ماذا يحتمل هــذا ؟ . الإجابة: يحتمل أنهم ليسوا بشــر. لقد وصف سكان تلك المنطقة الشيء الذي يفسد أرضهم بأنة يأجوج و مأجوج . من الغريب أن نجد اقتران هاتين الكلمتين سويا لوصف ذلك الشيء المفسد فهو ليس فقط "يأجوج" أو "مأجوج" بل لابد أن نذكر الكلمتين معا في أي موضع بأن يقال " يأجوج و مأجوج" . بحثت عن أصل هاتين الكلمتين في كتاب لسان العرب للعلامة بن منظور فوجدت التالي :


    " أجج: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سيده: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار , ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبليتان من خلق الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز. وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِيج النار.؛ قال: ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً، وكذلك مأْجوج؛ قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين يقول: ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين "


    قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [سورة: الإسراء - الآية: 70] . هل يعقل أن يخلق الله من بني ادم أقوام فقط للإفساد و لم يتغير طبع أو اسم هؤلاء القوم منذ آلاف السنين و كيف يتفق هذا مع ما جاء في تعاليم الإسلام أن لا فرق بين الأمم بالمولد أو الأصل بل بالعمل و تقوى الله. و نتذكر عكرمة بن أبي جهل و صفوان إبن أمية , و غيرهم . فهل يشترط أن يكون الابن مثل الأب أو العكس. أن تكون أمه ما صالحة بالكامل أو فاسدة بالكامل منذ المولد ليست فكرة إسلامية..... بل إنها نتاج لفكرة وراثة الخطيئة الموجودة لدى النصارى و التى يتحججون بها فى إثبات ألوهية إلههم الميسوعى المسخ بحجة أنه إبن الله الذى بعثه لإفتداء بنى البشر و تكفيراُ عن الخطايا البشرية . و هذا يرجح أن لا يكون يأجوج و مأجوج من البشر. فلو كانوا من البشر ، فإن مُحمداً ...... الرحمة المُهداة هو مبعوث إليهم بالتبعية ....... و نجد أن من البشر و من الجن من آمنوا برسالة مُحمد لأنه مبعوث للعالمين كافة أو لكل الناس (و الناس هنا تعنى الإنس و الجن كما جاء فى سورة الناس : قل أعوذ برب الناس . ملك الناس . إله الناس ........ و هى كلمة تشمل كل مُكلف من الإنس و الجن و لا تعنى البشر وحدهم على الإطلاق) ....... و طالما هُم مشمولين بدعوة مُحمد ، فلابد أن يؤمن به بعضهم ....... و نجد أن دعوة مُحمد وصلت أقاصى الأرض من اليابان و الصين حتى هنود أمريكا و أمريكا الجنوبية ...... بل و حتى بين زنوج أستراليا ...... لم تمنعها أى عوائق أو سدود من أى نوع ........ و أى سد هذا الذى لا يُمكن تسلقه أو ثقبه من بين بنى البشر ؟ ....... هل يعوق السد الحديدى بنى البشر عن نقب السد أو حتى هدمه و هو الذى بناه بشر مثلهم ....... هل يعجز بنى البشر عن هدم الهرم الأكبر لو أرادوا ذلك ....... حتى بأياديهم العارية و دون إستخدام مُتفجرات؟


    أن الأقوام في شرق و غرب مملكة ذو القرنين لم يشتكوا من أن يأجوج و مأجوج يفسدون في أرضهم , مع أنهم يعيشون في نفس الفترة الزمنية , و هذا يؤكد أن إفساد يأجوج و مأجوج لم يكن عام بل أقتصر فقط على الأرض خلف السدين. و لم نسمع عبر التاريخ عن أقوام مقاتلين شرسين و عددهم كبير يكتفون فقط بإفساد منطقة محددة من الأرض.


    و الإفساد فى الأرض جاء فى القرآن على عدة معانى .......... فهو يعنى فى بعض الأحوال الكُفر و الصد عن سبيل الله ....... و فى أحيان أخرى يعنى القتل و التنكيل و إهلاك الزرع و الحرث و النسل ........... و هذا هو ربما المعنى المقصود لإفساد يأجوج و مأجوج ....... و هو نفس المعنى فى الأحاديث النبوية التى تتناول هذه المخلوقات و التى سنأتى على ذكرها لاحقاً ..... فهم يهبطون على الأرض كالجراد و يُهلكون كل شيئ يجدونه فى طريقهم ........ و لكم ما يعنينا هنا الآن هو أن الشيء المفسد لم يكن موجوداً طيلة الوقت . فقد كان خروج المفسدون على فترات, الأرض تكون صالحة فيأتي المفسد في فترة معينة من السنة يفسد جزء من الأرض ثم يزول ذلك المفسد و يقوم أهل تلك المنطقة بإصلاح ما فسد و تستمر الحياة , و منطقيا لا تصلح الأرض للسكن لو كان المفسدون فيها طول السنة لرآهم ذو القرنين . كذلك, إن كان المفسدون موجدون فتـرة تشــيد ذو القــرنين الســد لأعاقوا عملية التشـييد و التي لابــد و أنها استغرقت وقت طويل نظرا لضخامة السد.

    نرجع للقوم الذين اشتكوا من أن يأجوج ومأجوج مفسدون في أرضهم ماذا طلبوا من ذا القرنين؟. لقد طلبوا بناء "سد" بينهم و بين ذلك المفســد و في هذا تأكيد أن المفسدون ليسو بشر وإلا لطلبوا أن يخلصهم بأي وسيلة أخرى بالقتال مثلاً. ثم و لماذا لم يحاول ذو القرنين هداية يأجوج و مأجوج لتعاليم الله أو يعاقب الضالون منهم كما فعل مع أهل مملكته في الغرب و الشرق , هذا يؤكد أن المفسدون ليسو من البشر. لا يختلف أثنين أن السدود استخدمت وما زالت لغرض حجز السوائل أو ما شابه من متدحرج أو منساب و ليس لحجز البشر وخصوصًا أن البشر تستطيع التسلق أو الدوران من جهات أخرى. و أن البشر منذ القدم استخدموا الحبال و السلالم و صنعوا الكثير من الأدوات التي احتاجوها لتسير أمور حياتهم مثل القتال و الصيد و خلافة. لذا لن يكون السد حماية من دون حراسة و لم تشــر الآيات لأي نوع من الحراسة لهذا الســد بل أنة بعــد بنائه كان في ذلك رحمة من عند الله فلقد وفر حماية للقـوم خلف السـد من الفساد الذي كان يلحق بهم و يستمر ذلك حتى يقترب الوعــد الحق و عندها يجعله الله دكاء و يرجع ذلك الشيء المفســد للإفساد مرة أخرى و لكن بشــكل أشــد و أعنف و بقوة تدميرية هائلة و ذلك حسب و صف الآيات. تنشأ السدود و منذ القدم لأغراض عدة أهما للخزن أو الحماية و الواضح أن سد ذو القرنين هو سد حماية.

    سؤال آخر , هل كان سد يأجوج و مأجوج سد حقيقي ؟. الإجابة نعم كان سد حقيقي بدليل وصف القرآن لطريقة بناء السد حيث أنه من سدود الحماية الترابية (ردم) " فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً" و لقد بني بين الصدفين ( جوانب السدين) , له قلب صلب و غير منفذ من الحديد والنحاس , و لكن كيف بنى ذو القرنين السد؟ هذا سؤال فني حساس و لقد وصف القرآن الطريقة بشكل واضح مختصر , فكيف كانت..!


    قبل شرحها نود الإشارة أنه عادة عند صهر أي معدن يوضع في بوتقة حرارية توقد عليها حرارة عالية و ترتفع درجة حرارة المعدن في البوتقة حتى تصل لدرجة الانصهار فينصهر المعدن و يصبح سائل القوام فـإذا سكب فسوف ينساب المعدن المنصهر مع الجاذبية الأرضية و يتشكل حسب الظروف التي و ضع فيها من حرارة و محيط. و لو تخيلنا كيف يمكن لذو القرنين أن يشيد هذا السد الضخم و كيف يمكنه صهر الحديد و النحاس ( درجة انصهار للحديد هي 1537 والنحاس 1084.5 درجة مئوية) و صب جـدار أملس عمودي قائم من المعدن المنصهر!. تغلب ذو القرنين على هذه المشكلة الفنية بطريقة و صفها لنا القرآن:

    قال تعالى "قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ رَبّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتّىَ إِذَا سَاوَىَ بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتّىَ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيَ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) " [سورة: الكهف ]


    و بتتبع ألفاظ الآيات جيدا نرى أن ذو القرنين أنجز عمله حسب الخطوات التالية:

    أولا: ردم ذو القرنين جسم السد و المتكون من ثلاث أجزاء , ردم أمامي و ردم خلفي و في الوسط بين الـردم الأمامي و الردم الخلفي وضع زبر الحديد ( حجارة تحوي خام الحديد) و معها مادة قابلة للاشتعال و ترك في الردم فتحات للتهوية تساعد في دخول الهواء اللازم لعملية الحرق. و لقد ردم هذه الأجزاء على طبقات إلى إن ساوى القمة بالكامل مع السدين المجاورين (كلمتي "حتى" و "ساوى" تدلان على الاسترسال في الردم و مساواته في طبقات). و جمع القطر (النحاس) و جهز وسيلة تساعد لنقل النحاس لأعلى الردم.

    ثانيا: أمر بإضرام النار في الحديد الخام و المادة القابلة للاشتعال و ساعدت الفتحات في إيصال الهواء اللازم للحرق عن طريق النفخ, و انتظر حتى انصهر الحديد.

    أخيرا: أفرغ النحاس على الحديد المنصهر , و يكتسب النحاس من حرارة الحديد و يبدأ في الانصهار و الحديد يفقد حرارة و يبدأ يتصلب و لأن درجة حرارة انصهار النحاس أقل فإن الحديد يتصلب أولا , و يقوم النحاس بتعبئة الفراغات الباقية و عندما يتصلب النحاس يصبح قلب السد قوي و غير منفذ أما جوانبه فملتصقة بالسدين القديمين أما من الأمام و الخلف فهو من الردم. لقد شكل جسم السد على هيئة بوتقة كبيرة من الردم الأمامي و الردم الخلفي و في الجوانب كان الجبلين. و صهر المعدن في الوسط يجعل قلب السد ثابت و غير منفذ. و تسلق هذا السد من الأمام أو الخلف ليس بالأمر الصعب على البشر أو الكائنات الحية .

    وهناك إعجاز أخر بأن وصف المولى عز وجل ثبات ذلك السد وعدم انهيار" فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْب " وهذا هو وصف لأهم طريقتين لانهيار أي سد ترابي (سـد مكون من ردم) بسبب المياه المحجوزة خلف السد حيث أنه في نظريات انهيار السدود ينهار السد إما بالتظهير أو النقب كالتالي:

    في الطريقة الأولى ترتفع المياه المحجوزة خلف السد حتى تعلو قمة السد وتتدفق أعلى منه وتهبط من الجهة الأخرى بشدة تؤدى إلى تأكل جسم السد تم انهياره . و هذا ما و صفته الآيات " فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ "

    في الطريقة الثانية يحدث تسرب في جسم السد يكون ثقب أو فتحة صغيرة ومع التسرب يحدث أتساع في هذه الفتحة وتأكل في الردم المحيط بالفتحة وتكبر هذه الفتحة إلى أن ينهار السد. و هذا ما و صفته الآيات " وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْب "

    ونرى التطابق ما بين هذين الطريقتين تمامًا مع ما ورد في النص القرآني و لقد لاحظ اللغويون الفرق ما بين استخدام الكلمتين "اسطاعوا" و "استطاعوا" و أن الكلمة الأولى فيها سهولة الفعل و هو التظهير و الثانية فيها صعوبة الفعل و هو النقب و هذا فعلا أيضا صحيح فالانهيار بالطريقة الأولى يكون أسرع من الثانية و لو تكلمنا عن المياه فنقول أن نقب المياه للسد أصعب من تظهره . و هذا يعطينا مؤشـر بأن السد الذي بناه ذو القرنين يحجز خلفه سائل.

    و لكن كيف سينهار الســد ؟. أتى النص القرآنى بوصف سبب الانهيار ويكون ذلك عندما يفتح يأجوج و مأجوج .نرى هنا طريقة أخرى تسبب إنهيار السدود تنتج بسبب تكون شروخ أسفل أو في أكتاف الســد و الناتجة بسبب حركة الأرض أسفل أو بجوار الســد و يكون ذلك لأسباب عدة منها الهزات الأرضية أو الشروخ الناتجة عن حركة طبقات الأرض. و يحصر العلماء في العصر الحديث الكثير من هذه الشــروخ, و الشرخ هو إنفتاح و هذا مطابق تماما النص القرآني " حَتّىَ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ " .لكن ماذا لو إنهار السد ؟. هناك الكثير من السدود تنهار في مختلف بقاع الأرض وتسبب خسائر , لكن سد يأجوج ومأجوج يختلف فهو مع علامات الساعة وسوف يحدث دمار عظيم يتبع انهيار هذا السد فلماذا؟.

    ألفاظ الآيات دقيقة و تصف ما بعد انهيار السد, نرى كلمة يموج في قوله تعالى " وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ." هذا يؤكد أن إنهيار السـد حقيقي و أنه يحجز كم كبير من الكائنات فى حالة إزدحام شديد حيث يتبع إنهيار السدود موجات عاتية تدمر بعنف. أما كلمة "حدب " فلقد جاءت في لسان العرب كما يلي:


    "الحَدَبُ: الغِلَظُ من الأَرض في ارْتِفاع، والجمع الحِدابُ . والحَدَبةُ: ما أَشْرَفَ مِن الأَرض، وغَلُظَ وارْتَفَعَ، ولا تكون الحَدَبةُ إِلاَّ في قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ، وفي قصيد كعب بن زهير : يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، * من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزيِيلُ وحَدَبُ الماءِ: مَوْجُه؛ وقيل: هو تراكُبُه في جَرْيهِ. الأَزهري : حَدَبُ الماءِ: ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قال العجاج : نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِيرِ "

    نرى الحدب يصح أن يكون أعلى الموجة (مقوس), و يصح أن يكون الأرض المرتفعة بشكل مقوس (حدب). في المعنى الأول يتفق ذلك مع ما يحدث بعد الانهيار حيث يكون التدفق سريعاً و بصورة مُتسارعة. و المعنى الثاني يصف إنسلال تلك المخلوقات فى صورة موجات مُتلاحقة كموجات التسونامى الجبارة لتُدمر الأرض و تُفسد فيها بعد كل تلك القرون من الحبس من وراء السد.



    فاصل و نعود لإستكمال الحديث فى ماهية يأجوج و مأجوج
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 22-10-2007 الساعة 02:06 AM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




البحث عن ذى القرنين !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ذو القرنين
    بواسطة المعرفة في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 13-07-2008, 12:20 AM
  2. الرد المرغوب على شبهة ذو القرنين و الغروب
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-03-2006, 01:20 PM
  3. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-12-2005, 03:49 AM
  4. شبهة حول الاسكندر ذى القرنين
    بواسطة وليد في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-08-2005, 11:49 AM
  5. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

البحث عن ذى القرنين !

البحث عن ذى القرنين !