أخي الحبيب سعد إن للحديث شجون .. فدعني أعلق أنا أيضاً أو إن شئت فقل هو نفس المعنى ولكن من جانب آخر .
هناك حالات للتشابه بين الكلام الوارد في الإسلام وما ورد شبيه به في الكتب السابقة :
1- إن هذه الكتب الموجودة بين أيدي الناس ليست كلها من كلام البشر بل إننا نعتقد إعتقاداً جازماً أن هذه الكتب فيها بعض كلام الله إما يكون قد تناقلته ألسنة الناس عن الأنبياء وإما ما بقى بعد التحريف وأستُعسِر تحريفه لإنتشاره وكثرة تردده وبالتالي فإن وجِد في الكتب ما يشابه ما هو موجود في الإسلام فهذا لأن الأصل واحد والمنبع واحد ألا وهو الوحي من عند الله فلا يعتبر إقتباساً ولكن المشكاة واحدة ينبع منها نور واحد .
2- نحن نقطع أن الكتاب المقدس قد حُذف منه وزيد فيه وخاصة بعد الإسلام وهذا ليس بغريب على أهل الكتاب ويشاء الله سبحانه أن يكون المثل الذي طرحه أخي قسوره هو من نفس العينة وهي نفس النقطة التي أشار إليها الأستاذ سعد وبيان ذلك كالتالي :
لقد قال بولس هكذا في رسالته هكذا :
كو 2: 9 بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه
وقد قالها في القرن الأول الميلادي - فرضاً جدلاً - فلابد أن هذه الفقرة كانت موجودة في العهد القديم أو أن بولس كاذب . ولقد اشتهر في القرون الأولى إلى الرابع التحريف الشديد وكثرة الكتب المزورة والتي أشار إليها لوقا في مطلع إنجيله وأشار إليها بولس نفسه في رسائله كذلك انتشر تحريف اليهود ليكيدوا في النصارى ويثبتوا كذب دعوتهم فحذفوا كثير من الاستشهادات التي استشهد بها الإنجيليين كمثال قول متى أنه يدعى من الناصرة وغيرها الكثير .
لا أختلف معك أن الإنجيليين لفقوا نبوءات ولكن هنا يتبين أن اليهود حرفوا مكيدة في النصارى .
فلا يُستبعد حينها أن يحرف اليهود والنصارى مكيدة في المسلمين وهذا لا يضيرنا خاصة إذا علمنا أن الكتاب المقدس ظل حبيس الكنيسة ممنوع منعاً باتاً على العوام قرائته حتى أواخر القرن الثامن عشر عند خروج ( مارتن لوثر ) زعيم البروتستانت وقبلها محرم على الناس قرائته ولا يدري أحد ما الذي أضيف وما الذي حُرف مع كثرة إختلاف النسخ الموجودة الآن .
3- هذه الكُتب لانقطاع سندها وضياع أصولها أثر عظيم في الشك فيها والطعن بتلفيق معظمها وارد جداً وليس المسلمين فقط هم من طعنوا فيها بل سبقنا من القرن الأول والثاني علماء كثر من النصارى أنفسهم واليهود وحتى من الوثنيين , فليس هذا بجديد عليهم ولا مُستغرب منهم أن يحذفوا ويضيفوا بعد ظهور الإسلام .
وخلاصة ما أريد قوله أن إن تشابه كلام هنا أو هناك فلا يخرج عن سببان :
1- إن منبع ما أنزل على محمد وعيسى وموسى عليهم الصلاة والسلام واحد وبالتالي فقد يتشابه بعض ما تبقى في كتبهم بدون تحريف مع بعض ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
2- قد يُضاف في كتابهم أو يتم تعديل بعض الكلمات الفاحشة بما تناسب ما وجدوه في الإسلام من مكارم الأخلاق بعد ظهور الإسلام حتى لا يُعاب عليهم شيئ ويكون هذا الشيئ أو التعليم محموداً في الإسلام ( وهذا مجاله ضيق ولكنه وارد ) .
وجزاكم الله خيراً .
المفضلات