فأول إجراء تفعله أن تراجع كتب التفسير ركز على تفسير البغوي تفسير ابن كثير تفسير القرطبي وتفسير الطبري ومن التفاسير المتأخرة تفسير أضواء البيان وتفسير الساعدي وتفسير الألوسي وبقي كتاب أرجو الله تبارك وتعالى أن ييسر له من ينزله في الانترنت وهو كتاب تفسير الشيخ القاسمي رحمه الله رحمة واسعة نعم هذه أغلبها الآن - الذي ذكرتها - موجودة في الموسوعة الشاملة وهذه والله يا أخوان نعمة من الله وفضل كبير من الله لكم أنتم ، يقول أحد العلماء المعاصرين يقول حين ضعفت ذاكرة الأمة وأصبح الناس لا يحفظون كالسابق هيأ الله لهم هذه الأجهزة الحاسوبية حتى تكون عونا لهم على فقه دينهم وبحث مسائل الدين الشرعية .
فإن تحصيل الكتب بحد ذاته ليس معناه علم ليس هو تحصيلا للعلم وربما تجد عالما بحرا وليس معه من الكتب شيء وربما تجد من عنده من الكتب الكثير لكن قد يصدق عليه قول الله تبارك وتعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الجمعة : 5 .
حمار حملت عليه كتب كثيرة جدا هل يفهم منها شيء ؟ لا ، فكذلك الذي يحضر الكتب وهولا يعرف كيف يتعامل معها ولا يعرف ما مضمون هذا الكتاب وما طريقة هذا الكتاب إلى آخره لا يكون بارك الله فيكم ممن قد فقه ما في هذه الكتب .
بالنسبة لما زعم أنه اعتراض أو أنه تناقض في القرآن الكريم مثلا ما هي الكتب التي ممكن أن نرجع إليها في هذا الباب ؟ نريد من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين ما هي الكتب التي ممكن تساعدني في هذا من غير كتب التفسير؟
مع أن كتب التفسير تجد فيها الخير الكثير مثلا من كتب المعاصرين دفع أيهام الاضطراب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، وكتاب تأويل مشكل القرآن للعلامة الأمام الكبير أبن قتيبه ، من الضروري والمهم جدا أن تقتني هذا الكتاب .
طيب إذا زعم أن ما في القرآن يخالف حقيقة علمية معاصرة ، نحن أولا نريد أن نقف مع ما يسمى بالحقائق العلمية اليوم ودعوني أسألكم سؤالا هل الاكتشافات الطبية أو الفلكية أو ما يتعلق بالملاحة والبحار وغيرها هل يحصل فيها أحيانا اضطراب بمعنى هل ممكن أن يكتشفون اليوم أن هذا الآمر نافع ثم يكتشفون أنه ضار هل ممكن يكشفون اليوم أن هذا فعله كذا وكذا ثم بعد فتره يقولون أن هذه النظرية خاطئة ؟ الجواب نعم إلى الآن نعم والواقع يؤكد ويدلل على أن هناك أمور مهمة جدا بل وحتى بعض البقاع من الأرض لم يستطع العلم الحديث بكل ما أوتي من الامكانات أن يتوصل إلى حقيقتها فمثلا مثلث برمودا كلكم تعرفون هذه البقعة ما حقيقة الأمر ما الذي يحدث كيف وكيف هل أحد يستطيع أن يثبت ؟ بالطبع لا .
السؤال الثاني : هناك أمور فعلها الناس في سالف الزمن إلى الآن عجز العلم الحديث أن يتوصل إلى شيء مثلا كيف بنا المصريون القدامى الأهرامات ؟ كيف بنيت هذه الأهرامات إلى الضخمة العظيمة جدا كيف بنيت إلى ألان لم يعرفُ ولم يتوصلوا إلى الطريقة ... صح ، مع أن هذه الأهرامات من صنع البشر وكانت الامكانات عندهم بالنسبة للأمكانات التي عندنا اليوم وعند العلم الحديث تعتبر امكانات ساذجة وبسيطة جدا ومع ذلك إلى الآن لم يكتشفُ كيف بنيت هذه الأهرامات ، إذا نخلص إلى نقطة مهمة أنه ليس كل اكتشاف علمي يسلم له ، قد يكون اكتشافا خاطئا قد نكتشف في ما بعد أن هذا الموضوع غير صحيح قد نكتشف في ما بعد أن هذه المعلومة منقوضة وهكذا
لكن هناك نظريات علمية لا يجادل فيها أحد كون البحر مالح كون السمك لا يعيش إلا في الماء أليس كذلك ؟ - بالنسبة للحيوانات المائية - كون الإنسان بارك الله فيكم لا بد في وجوده على الأرض أو لا بد في ولادته من عنصر ذكري وعنصر أنثوي بأي طريقة لا بد فالحقائق العلمية الثابتة لا يمكن أن تتناقض مع القرآن لا يمكن بحال من الأحوال وليس هناك مثال واحد يرقى بأن يقال له تناقض مع القرآن بأن يقال له حقيقة علمية ، أما الحقائق العلمية المضطربة فهذه لا اعتبار لها ولا اعتبار بها ، ومع ذلك إذا زعم هذا الأمر فهناك كتب كثيرة وبحوث منشورة حتى على الانترنت تتكلم عن هذه النقاط وتبين بطلان هذه المزاعم .
طيب ننتقل يا أخوان إلى الاعتراضات على السنة النبوية ، طبعا لاحظوا الآن أننا دخلنا في أمور تفصيلية وإلا هناك طعون توجه إلى القرآن من حيث المصدر مصدر القرآن فقد يقول قائل أنه أخذ من البشر وقد يقول قائل أصلا هو من اختلاق محمد صلى الله عليه وسلم قد يقول قائل هذا الكلام وهذه كلها منقوضة أظنكم تعرفون الرد عليها أكثر مني ، أو قد يقولون أنه اخذ من أهل الكتاب أو يقول قائل أنه اخذ من الوحي النفسي ، ولكن الآن لم يعد احد يطرق هذا الكلام بعد المستشرقين ، الآن من يقول انه من الوحي النفسي عنده شيء من ألحاد ، الآن خلونا نأخذ هذه الافتراضات افتراض افتراض ، الآن ربما بعض الأخوة ليس عنده معلومة سابقة عن هذا الموضوع خلونا نأخذ الافتراض الأول الافتراض الاول أن يكون هذا القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم نأخذ هذا الافتراض ونناقشها في نقاط محدده نقول بارك الله فيكم أولا محمد صلى الله عليه وسلم مكث أربعين سنة من عمره عليه الصلاة والسلام وهو لا يعرف عن الوحي شيء ولا يعرف عن النبوة شيئا ومكث أربعين سنة لم يتكلم عن الكتب السابقة ولا عن الأنبياء السابقين ولم يتكلم عن مريم عليها السلام ولا عن قصص الأمم السابقة ومكث عليه الصلاة والسلام هذه الفترة وهو إلى أن توفاه الله - كما تعلمون - وهو لا يعرف القراءة ولا الكتابة ثم نزل عليه هذا الوحي من ربه سبحانه وتعالى ، هذه النقاط التي ذكرتها لكم الآن وهي أحوال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة هي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة يونس كما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم (قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) يونس : 16 .
عمر أربعين سنة لا يعرف هذه الأمور أي شيء أطلاقا لا من أمور الوحي ولا يسفه الأصنام ثم بعد أن أتاه الوحي عليه الصلاة والسلام بين هذه المسائل المهمة ، طيب أنا أسألكم سؤال أخواني ، لو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يحسن الشعر ولا يحسن القراءة ولا الكتابة بل ولم يطلع على كتب السابقين بل ولا على أي كتاب أخر ومع ذلك يأتي بمثل هذا القرآن العظيم - أيها الاكارم - لماذا لم يأتي أعدائه بمثل هذا القرآن ؟ وفيهم الأدباء وفيهم الكتاب وفيه الشعراء والفصحاء لماذا عجز أعداءه عن محاكاته وعن تحديه الذي تحداه الله تبارك وتعالى به ؟ (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء : 88
لو كان هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم هل كنا نجد فيه هذه الآيات من العتاب وفي بعضها ما فيها من عتابه صلى الله عليه وسلم ؟ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التحريم : 1 , (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) التوبة : 43 .
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً ) الأحزاب : 37 .