أرد عليك أنا يا أخى:

أعتقد بأنه لا يُمكن إطلاق صفة الكُفر و الإلحاد على كل من يشذ بعض الشيئ عن الدين .....

و لا ننسى الصوفية و جهودهم فى نشر الإسلام..... حيث أن بلداً إسلامياً كالسنغال ، يبلغ عدد المسلمين فيه ما يُقارب 98% من تعداده ..... كلهم ينتمون للطرق الصوفية و بالأخص الطريقة التيجانية!..... فلا يُمكن إخراج هؤلاء من زُمرة المُسلمين!!

و إلى جانب ذلك ، فالنموذج السيئ الذى سبق أن ذكرته ، و هو لرجل يُقارب الستين من عمره يُقابله نموذج طيب لشاب قابلته أثناء عملى فى الجيش ..... و كان فى مُنتصف العشرينات وقتها و ينتمى إلى الطريقة الرفاعية ....... و كان من أطيب الخلق و أدمثهم خلقاً....و أكثر الناس على الإلتزام بالصلاة و المنهج الإسلامى فى التعامل و العبادات ...... إلى جانب أنه أنقذ الكثير من الجنود من بعض الحيات و العقارب التى كانت تُهاجم مخابئهم ببعض التعويذات التى لا نفهمها ..... و لكنه كان يفعل ذلك دون أجر و دون إنتظار كلمة شكر!!!

لذلك ، فأنا لا أوافق على إطلاق صفة الكفر أو الإلحاد على المُتصوفين أو الشيعة !!!

و لنُطلق عليهم صفة أن بهم شطط أو جنوح أو أنهم أصحاب بدعة فى الإسلام ..... و لكن صفة الكُفر و الإلحاد هى صفة كبيرة و إخراج من الدين ..... لا يستطيع مُسلم واحد أن يقولها ....فطالما هم ملتزمون بأركان الإلام الخمس ، التى نتفق عليها جميعاً و يقرأون و يؤمنون بمُحمد و ما أنزل عليه من قرآن يحبونه و يتعبدون به ...... فما وجه الكُفر و الإلحاد....

و لنتذكر مُراجعة عُمر لأبى بكر فى حروب الردة(رضى الله عنهما) (أتُقاتل قوماً يقولون أن لا إله إلا الله و أن مُحمداً رسول الله!) ... إلا أن أبو بكر كان يُقاتل وقتها للحفاظ على ركن ركين من أركان الإسلام الخمس : ألا و هو الزكاة ..... و حتى لا تكون بدعة و طريقة بين الناس أنه يُمكن تفصيل الدين على حسب المقاس ..... فقوم يتركون الصلاة و آخرون يتركون الزكاة و قوم يتركون الحج ..... و ما إلى ذلك ..... ثم يدّعون أنهم مُسلمون !!! .... و لهذا كان عُمر على حق فى تساؤله و أبو بكر ، أيضاً ، على حق فى إجابته (و الله، لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله، لقاتلتهم عليه) .....

و لا الصوفية و لا الشيعة يُفرطون فى أى من أركان الإسلام الخمس ....بل يعتزون بها و لا يتهاونون فيها ..... و فيما عدا بعض الشطحات مثل تبجيل الشيوخ و الأوراد فى الصوفية ....و حب على و آل البيت ، ذلك الحب المُبالغ فيه لدى الشيعة (و الذى يُماثل فى بعض الأوجه تقديس اليسوعيون الصليبيون لليسوع (فيما عدا التأليه بالطبع!)).....فإن هؤلاء و هؤلاء مُسلمون ، موحدون و يشهدون بأن لا إله إلا الله و أن مُحمداً رسول الله

هذا رأييى، و الله أعلم