إلهي .. سيدي .. ربي .. أغـثـني
وخذ بيدي و من بـُـعدي .. أجرني

إلهي .. أنت ذو صفح .. جميل
و جـُـود واسع .. و عظيم مـّن

إلهي .. من سواك يزيل همّي
ومن أدعوه مضطرا يجبني

إلهي .. قد جنيت و أي عبد
ضعيف الخلق .. مثلي .. ليس يجني

إلهي .. ليس أجدر بالخطايا
و بالتقصير .. والزلات .. مني

إلهي .. لو أتيت بكل ذنب
فلا أولى بعفو منك عني .. إلهي




خذ يا إلهيَ من روحي ومن بدني ... خذ يا إلهيَ من جرحي ومن شجني

خذ من حياتيَ ما يرضيك مرخصة ... ففي رضاك إلهي أعظمُ المننِ

فإن رضيتَ فيا سعدي ويا بِشَري ... وإن سخطتَ فيا غبني ويا حزني

إليك أمري وعمري وانقضى أجلي ... إن شئت حان وإن ما شئت لم يَحُنِ

فكيف أُغلي متاعاً أنت واهبه ... لولاك ما كانت الدنيا ولم أكنِ

رخيصةٌ فيك روحي حين أسكبها ... على رمال الفدا للدينِ والوطنِ

رخيصةٌ فيك أشلائي إذا انتثرت ... وما تفحّم في النيران من بَدني

رخيصةٌ فيك آلامي وهل شُغُلي ... إلا بذكرك بين الطعن والثَخَنِ

ودمعُ بنتي رخيصٌ واعتلال أبي ... وشوقُ أمّي في عبْراتها الهُتُنِ

رخيصة فيك لوعاتي ومسكنتي ... وغربتي في فراق الأهل والسكنِ

رخيصةٌ فيك أيام الوصال وما ... للنفس فيهن من حُسْنٍ ومن حَسَنِ

رخيصة فيك أحلامٌ مدبّجة ... طارت رؤاها على طيفٍ من الوسنِ

رخيصةٌ هذه الدنيا وزخرفها ... ولو ملكتُ بها عرشَ ابن ذي يزنِ

إن العقيدة أغلى من جماجمنا ... وكلُّ أمرٍ نفيس ٍ دونها يَهُنِ

أنت المجيرُ من الدنيا وجذبتها ... فكم تمطّت بقلب الحاذق الفطنِ

يا رب حسبي من الدنيا إذا منحت ... شقٌ من الأرض أو شبرٌ من الكفنِ

يا خالقي منك محيانا ومرقدنا ... ومنك ربي نعيمُ السرِّ والعلنِ

بعثت خيرَ عباد الله يصحبُهُ ... جبريلُ والصحب في صفوٍ من الزمنِ

فأخرجتُ أمةُ التوحيد رائدةً ... كأنّها قبلُ لم توفضْ إلى وثنِ

وقلت لي: "قل هو الرحمن" فانسكبت ... "آمنتُ بالله" في قلبي وفي أُذني

وصنتني عن خُطا شركٍ ومُبْتَدع ... لولاك يا فالق الإصباحِ لمْ أُصنِ

فاحفظ لنا ديننا واكشف ملمّتنا ... وصن بنا حرمة الأركانِ والسننِ

منك اعتدادي وآمالي ومُتّكلي ... لعل لي منك عُقبى ظنّي الحَسَنِ

نجيّت ذا النونِ في لجّ البحار فمن ... يُنجينِ إلاّك من دوامة الفتنِ

منك الهدى والعطا والعفو منهمرا ... والجبن والشحُّ والإعراضُ من لَدُني

( أبوتراب الظاهري )