الاخوة الاعزاء المحترمين
هناك عدة ملاحظات يجب اخذها فى الاعتبار
عندما قال الكتاب على لسان الملاك عن يوحنا المعمدان
و يتقدم امامه بروح ايليا و قوته (لو 1 : 17)
اى اسلوب وطريقة ومنهج وقوة يوحنا سوف تكون نفس اسلوب وطريقة ومنهج وقوة ايليا
فهو كشخص اسمه يوحنا ولكن كعمل واسلوب وطريقة ومنهج وقوة يوحنا وايليا واحد
لذلك حينما سئل يوحنا هل هو ايليا كشخص قال لست انا
لان شخص ايليا ليس هو شخص يوحنا
فان ايليا التشبي ليس يوحنا ابن زكريا
ولكن الاثنين واحد فى العمل والمنهج والطريقة والاسلوب والقوة
ولذلك قال السيد المسيح عن يوحنا المعمدان انه ايليا واضاف المزمع ان ياتى وهو كان يشير الى النبؤة القائلة هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن( مل 4 : 5 ، 6)

وتنبأ الانبياء ايضا عن يوحنا قائلين• صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لالهنا. كل وطاء يرتفع و كل جبل و اكمة ينخفض و يصير المعوج مستقيما و العراقيب سهلا. (اش 40 : 3 ،4 )

• هانذا ارسل ملاكي فيهيئ الطريق امامي و ياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود (ملا 3 : 1)
ولقد اشار السيد المسيح ايضا الى هذه النبؤات
فى ( مر 11 : 10 ، لو 7 : 27 ) فان هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.
وطبق يوحنا هذه النبوءات على نفسه قائلاً
قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي. ( يو 1 : 23 )

وقد شهد يوحنا ان الشخص الذى كان يهيئ الطريق امامه هو يسوع المسيح1. وقت العماد : حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه. و لكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي ( مت 3 : 13 ،14 ) اى ان يوحنا اعترف ان السيد المسيح اعظم منه
2. وبعدها فى يوم اخر : نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي. و انا لم اكن اعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء. (يو 1 : 29 ـ 31 )
وهنا ملاحظتان
• كان لابد لكى يبدأ السيد المسيح عمله يجب ان يأتى من يهيئ الطريق امامه بمعمودية التوبه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء
• يعترف بألوهية السيد المسيح ويقول انه رجل صار قدامي لانه كان قبلي برغم ان يوحنا اكبر من السيد المسيح بالجسد بــ 6 أشهر فكيف كان قبله ؟؟؟
3. وارشد يوحنا فى مرة ثالثة تلاميذه الى السيد المسيح: و في الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. ( يو 1 :35 ـ37 )
4. ومرة رابعة حينما اُخبر يوحنا عن السيد المسيح انه يعمد :اجاب يوحنا و قال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء. انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه. من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص. الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع و الذي من الارض هو ارضي و من الارض يتكلم الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع. ( يو 3 : 27 ـ 30 )
وهنا يعلن يوحنا
• انه ارضى اما السيد المسيح من السماء وهو فوق الجميع
• ان السيد المسيح هو العريس الذى له العروس وينبغى ان ُيتبع
• ينبغى ان السيد المسيح يزيد لانه فوق الجميع
5. وبعد ان قبض على يوحنا والقى فى السجن ظل بعض تلاميذه مرتبطين به ولكنه اراد ان يجعلهم يتبعون السيد المسيح فاخبرهم بمعجزاته وارادهم يروا اعماله العظيمة لان عمله قد تم فارسلهم بسؤال هل انت المسيح ام ننتظر آخر ؟ لكى ينظروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم
فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله. فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه و ارسل الى يسوع قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر. فلما جاء اليه الرجلان قالا يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا انت هو الاتي ام ننتظر اخر.
و في تلك الساعة شفى كثيرين من امراض و ادواء و ارواح شريرة و وهب البصر لعميان كثيرين.
فاجاب يسوع و قال لهما اذهبا و اخبرا يوحنا بما رايتما و سمعتما ان العمي يبصرون و العرج يمشون و البرص يطهرون و الصم يسمعون و الموتى يقومون و المساكين يبشرون.و طوبى لمن لا يعثر في.
( لو 7 : 18 ـ 23 )
وهنا نلاحظ ان السيد المسيح تعمد ان يصنع معجزات متعددة بعد قدوم تلميذى يوحنا لانه علم ماذا كان يقصد يوحنا
من هذا كله نستنتج ان السيد المسيح ويوحنا المعمدان لهما نفس الاتجاه وكل منهم يشهد للآخر ولا يتعارض احد منهما مع الآخر وحينما قال السيد المسيح عن يوحنا المعمدان انه ايليا كان يعنى انه جاء بأسلوب وطريقة ومنهج وقوة ايليا وحينما قال يوحنا انه ليس ايليا كان يعنى ليس ايليا كشخص كما اوضحنا سابقاً

(ومن له اذنان للسمع فليسمع )