الفصل الأول - 5 :- رسالة بطرس الأولى كانت موجهة الى بنى اسرائيل فى الشتات و ليس الأمم
المقدمة :-
ينسب البعض هذه الرسالة الى بطرس وكان هو وأخيه أندراوس من تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام واسمه الأول سمعان واسم أبيه هو يونا (مت 16 :17 ، 16 :18 )
وبالرغم من محاولات نسب تلك الرسالة الى بطرس الا أن هناك العديد من الأدلة التي تنفى أنه قام بكتابتها ، فقد كثر فى تلك الأزمان من يزيف الرسائل ويكتبها بيديه ثم ينسبها الى أحد من الذين عاصروا المسيح عليه الصلاة والسلام وهناك العديد من الرسائل والأناجيل الزائفة ، فلم يتحدد قانونية الأناجيل والرسائل الا فى فترة متأخرة طبقا لهوى وأفكار من قاموا بذلك ، ولكن أي كان حقيقة كاتبها فان هذه الرسالة كانت موجهة الى المسيحيين من بنى اسرائيل الذين تشتتوا بفعل الاضطهاد فى فلسطين ولم تكن أبدا رسالة عالمية
ذكر الكاتب فى الرسالة أنه كتبها من بابل (بطرس 5: 13 ) وهناك اختلاف فى الآراء حول تحديد مكان (بابل) هذه فهناك من يقول أن المقصود بها هو بابل القديمة فعلا ، وهناك من يقول أن المقصود هو بابليون فى مصر القديمة حيث كان يوجد بها عدد كبير من اليهود المشتتيين ، ويقول الكاثوليك أن تلك الرسالة تكم تم كتابتها من روما وأن المقصود ببابل هو روما حيث كانت بابل قديما عاصمة اضطهاد واستعباد اليهود فى عصر السبي البابلي وأن روما فى زمان المسيح عليه الصلاة والسلام كانت عاصمة استعباد اليهود ، ولكن يشكك الأرثوذكس فى ما يزعمه الكاثوليك من أن تلك الرسالة تم كتابتها من روما
أما اعتقاد كاتب الرسالة بأن المسيح عليه الصلاة والسلام حجر الزاوية (بطرس الأولى 2 :6 الى 2 :8 ) نابع من فهمه الخاطئ بأن حجر الزاوية هو من يجمع الاسرائيلي المتمسك بالناموس والاسرائيلي المتشبه باليونانيين أي اليهودي واليوناني وكلاهما من بنى اسرائيل
للمزيد عن المعنى الحقيقي لليهودي واليوناني راجع هذا الرابط :-
أي أنه يتحقق على يديه نبوءة هوشع لذلك نراه فى تلك الرسالة يشير الى تلك النبوءة التي كانت تتكلم عن بنى اسرائيل فقط وليس الأمم (بطرس الأولى 2 :10 ) فيجتمع بنى اسرائيل المشتتين عقائديا مثل تشتتهم فى الأرض، فكان دائما من كتبوا العهد الجديد يشيرون الى ذلك
للمزيد عن حال اليهود فى ذلك الزمان - راجع هذا الرابط :-
فهذه الرسالة كانت موجهة الى الذين أمنوا بالمسيح عليه الصلاة والسلام من بنى اسرائيل فقط ولم تكن معنية بالأمم كما سيتضح ان شاء الله من خلال مباحث هذا الفصل فلم تكن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام رسالة عالمية ولم يكن من اتبعوها أو من بدلوا فى دينه بعد ذلك من خارج بنى اسرائيل سواء المقيمين فى فلسطين أو المشتتيين فى دول العالم المختلفة .
ولم يكن هو النبي حجر الزاوية المرسل الى العالم أجمع
و يحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-1-5) :- من كاتب رسالة بطرس الأول
المبحث الثاني (2-1-5) :- رسالة بطرس الأولى حددت الموجه اليهم تلك الرسالة فهم من آمنوا من بنى اسرائيل وتشتتوا ولم توجه الى العالم
المبحث الثالث (3-1-5) :- من عملوا ارادة الأمم وعبدوا الأوثان هم بنى اسرائيل
المبحث الرابع (4- 1- 5) :- الذين كانوا غير مرحومين ثم سيكونوا مرحومون هم بنى اسرائيل فسفر هوشع يتكلم عن بنى اسرائيل الذين عاقبهم الله عز وجل ثم رحمهم
المبحث الخامس ( 5-1-5) :- استخدام كاتب الرسالة للكثير من العهد القديم لتأكيد أفكاره تعنى أنه يخاطب أشخاص لديهم خلفية سابقة عن كتب بنى اسرائيل ولم يكن يخاطب الأمم
المفضلات