المبحث الثالث (3-3-3) :- وصول الفساد الى فئة اليهود الذين قاوموا اليونانيين فى السابق وتركهم لأجزاء من الشريعة
تغير اسلوب اليونانيين فى عهد الملك أنطيوخس أبيفانيوس (الرابع) لتحويل اليهود عن دينهم حيث أخذت تلك المحاولات طابع العنف والاجبار وحرق كتبهم فى محاولة منهم لاخفاء أي أثر لدين اليهود الحقيقي
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 32 ثم هجم على المدينة فجاة وضربها ضربة عظيمة واهلك شعبا كثيرا من اسرائيل
1: 33 و سلب غنائم المدينة واحرقها بالنار وهدم بيوتها واسوارها من حولهاوأيضا :-
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار
وكان من يرفض الانقياد يتم قتله أو سبيه وتشتيته فى بلاد اليونان
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
وأيضا :-
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
وأيضا :-
1: 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر
1: 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم
وأيضا :-
15: 40 فبلغ كندباوس الى يمنيا وجعل يرغم الشعب ويغير على اليهودية ويسبي في الشعب ويقتل وبني قدرون
فانقاد بعض اليهود لهؤلاء اليونانيين وارتدوا عن الشريعة ودمجوا الأفكار اليونانية الوثنية مع أفكارهم
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
1: 12 و في تلك الايام (( خرج من اسرائيل ابناء منافقون )) فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم (( ان يصنعوا بحسب احكام الامم ))
1: 15 (( فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم ))
1: 16 (( و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم )) وباعوا انفسهم لصنيع الشر
1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
1: 59 (( و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار ))
1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك
1- ظهور المكابيين و أتباعهم لمقاومة تهلهن بنى اسرائيل فى فلسطين
استخدام اليونانيين للعنف لالغاء أي أثر لشريعة اليهود وفتنتهم فى دينهم نتج عنه صراع بين المتمسكين بالشريعة من جهة وبين المقلدين لليونانيين من جهة أخرى
فأصبح هناك اليهودي المتمسك بتقليد الأجداد وبالشريعة وعلى رأسهم المكابيين بزعامة الكاهن متتيا (متاثياس) ومن بعد وفاته ابنه يهوذا المكابي ثم بعد مقتله أصبحت الزعامة فى ابنه الأخر سمعان المكابي الذى ورثة سلالته الملك والكهنوت على اليهود فيما بعد (مكابيين الأول 2: 1 الى 2: 28 ) ، وأيضا الحسيديين (المكابيين الأول 2: 1 الى 2: 44 )
فى مقابل اليهودي اليوناني (اليهودي الهيليني ) الذى ارتد عن الشريعة ومزج الأفكار الوثنية مع دين أجداده ، وكلاهما من بنى اسرائيل فنشبت حرب أهلية بين الطرفين فى فلسطين انتهت بانتصار مؤقت لليهود المتمسكين بالشريعة بقيادة المكابيين فى فلسطين بينما ظل تأثير هذا الفكر الوثني الممزوج بالدين اليهودي موجود بقوة فى الشتات (راجع سفري المكابيين)
2- استمرارية الفكر الهيليني بين بنى اسرائيل حتى وصل الى ملوك المكابيين
نظرا للمقاومة التي أبداها المكابيين على هذه الهجمة الشرسة على دينهم من اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل فكانت الحروب بين الطرفان
فهادن اليونانيين الحقيقيين وأتباعهم من بنى اسرائيل المكابيين فى الظاهر ولكنهم عملوا بحذر فى الخفاء ليحققوا هدفهم حتى أن فى أواخر عصر المكابيين ظهر ملوك متأثرين بأخلاق وأفكار اليونانيين
كما نجد تحول فى أسماء حكامهم الى أسماء يونانية والتخلي عن الأسماء العبرية مثل الإسكندر جنايوس ، ألكسندرا
واستمر الصدوقيين فى ميلهم للثقافة والنفوذ اليوناني فكانوا ينكرون الغيبيات و وجود الملائكة (أعمال 23 :8 )
هذا بالاضافة الى تصديقهم تلك القصص الكاذبة والملفقة على أنبياء الله عز وجل
وهذا يوضح تمكن اليونانيين من تحقيق هدفهم فى تدمير الثوابت والرموز الدينية لبنى اسرائيل وعلى تغلغل الثقافة اليونانية بين اليهود وحكامهم
فحتى سلالة المكابيين الذين قاد أجدادهم المقاومة ضد انتشار الفساد والأفكار الهيلينية تشبهوا باليونانيين وانجذبوا اليهم
المفضلات