هو كذلك يا ضيفنا المحترم فهد شبعان
فسيدنا زكريا عليه السلام أفضل وأشرف من عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل إن جميع الأنبياء والمرسلين أفضل وأشرف من عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
هل يرضيك هذا ؟ هل هذا ما تبحث عنه ؟
لقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( فأكرم الناس يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله )
ولكن
إذا ما رجعنا إلى مشاركتك الأصلية نجد فيها ما يلي :
ضيفنا الكريماقتباساحبتي في الله .. الرسول صلى الله عليه وسلم هو أشرف المرسلين, ولكن عندي بعض الأسئلة جزاكم الله خير:
ففي لسان العرب معنى "شرف": الشَّرَفُ: الحَسَبُ بِالْآبَاءِ.
أراك أصبحت على قناعة تامة أن الشرف لا يكون إلا بالنسب أو
جعلت النسب هو الشرف بما نقلت من لسان العرب ( الشرف : الحسب بالآباء )
وبنيت على ذلك شبهتك التالية :
- كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف المرسلين بالرغم من أن والده ليس نبيا ونسبه ليس من نسب اليهود ؟ -
وبالرغم من قناعتي أن سؤالك لا يشكل شبهة لأي مسلم دارسا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
أنني سأرد عليك وعلى المسيحيين قبل أن يستغلوا شبهتك ، خاصة أن المسيحيون يعتقدون
أن الشرف والخلاص يجيء من اليهود كما قال لهم يسوع في يوحنا حسب ترجمة الأخبار السارة أو كما هو في ترجمة الحياة
( لأن الخلاص هو من عند اليهود ) يوحنا 4 : 22
وبذلك يكون
كل من يأتي من سلالة اليهود أو من سلالة بني إسرائيل هو أشرف ممن يأتي من سلالة غيرهم من الأمم
ولذلك حاز يسوع على الخلاص والشرف لأنه من سلالة اليهود أيضا بالرغم من وجود أربع زانيات في سلالته
فمهلا ضيفنا الكريم فالأمر بالنسبة لنا كمسلمين مختلف تماما
لأننا من جهة لا نعتقد أن اليهود أبناء الله ومن جهة أخرى نعتقد أن البشر متساويين في بشريتهم
فقد أخبرنا ربنا بقوله
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
وكما ترى ضيفنا الكريم
فإن التفاضل بين البشر في ميزان الله لا يكون بالحسب والنسب والآباء
وإنما يكون بالتقوى أي بالإيمان والخوف من الجليل وبالعمل بالتنزيل
والإستعداد ليوم الرحيل
فالله أمرنا بالعدل والإحسان وصالح الأعمال ونهانا عن الفحشاء والمنكر والبغي
وبذلك يكون المؤمن التقي أفضل وأشرف وأعلى منزلة من الكافر ومن المشرك حتى وإن كان إبن نبي
فإن كانت الأنبياء قد اصطفاهم ربهم وشرفهم بالنبوة والرسالات على الناس وفضلهم على جميع خلقه
فكيف بالنبي الخاتم
الذي نال شرف اصطفاء الله له من بين اولئك الأنبياء الكرام عليه وعليهم الصلاة السلام ؟
وفي الأصلاب الطاهرة جعل الله نسبه ينتقل فيصل إلى إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ؟
والذي به ختم الله الأنبياء والرسل العظام
وبرسالته ختم الله الرسالات
وأظهر الله دينه على الدين كله رغم أنف الكافرين والمنافقين
وأنزل الله عليه كتابا مصدقا للكتب السابقة ومهيمنا عليها
وتعهد الله بحفظ الكتاب الذي أنزله عليه بينما يد التحريف امتدت إلى غيره من الكتب وتلاعبت بها
وقد أرسله الله للناس كافة بينما كانت الأنبياء تبعث إلى أقوامهم خاصة
وصلى الله عليه وجعل ملائكته يصلون وأمرنا الله أن نصلي عليه وأن نسلم تسليما
واصطفى الله له أصحاب يحيطون به وينصرونه ( لا يتخلون عنه ولا يتركونه يهربون عراة ) ويبلغون عنه رسالته
وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء ولو كان نبيا بعده صلى الله عليه لكان منهم
وبعد كل ذلك
وعده الله بالوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة في الجنة
ووعده أن يكون أول من تنشق الأرض عنه
ووعده الله أن تكون أمته وأتباعه هم أكثر أهل الجنة
حيث ياتِ بعض الأنبياء ولا أحد معهم ويأتِ بعضهم ومعه الرجل والرجلان والمائة والألف وغير ذلك
بينما يكون السواد الأعظم من أهل الجنة في ركبه ولواءه صلى الله عليه وسلم
ووعده الله بأن يكون شهيدا على من سبقه من الأنبياء والأمم
ووعده الله بأن يكون شفيعا للمؤمنين يوم الحساب
أبعد كل هذا ألا يستحق يكون هو سيد الخلق وسيد الأنبياء وإمام المرسلين ؟
أبعد كل هذا ألا يستحق أن يكون هو أشرف المرسلين منزلة وأرفعهم مقاما ؟
بلى
فإن الشرف والتشريف لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
مكرمة له وتعظيما من الله خالق البشر وصاحب الأمر الذي لا يسأل عما يفعل بينما الخلائق تسأل
فطاعة لأمرك ربنا نقول
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد
المفضلات