بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
تنويه بسيط للضيف حتى لا يتذاكى علينا ويُضييع الوقت جدلا
إذا أردت أن تعرض شئ فعليك بالدليل و عليك بالصحيح من الأحاديث
ومن الإجماع فى التفسير والشرح
فليس كل ما فى التفاسير صحيح ( فهناك من المفسرين من يضع أقوال ومسائل لما ليس مُجمع عليه و إنما ينقل كل ما قيل وهناك فى التفاسير إسرائيليات و ما هو موضوع وما هو موقوف و إن كنت لا تستطيع أن تفرق بينهم فلك أن تسألنا لأن التفاسير عندنا غير موحى بها مِن الروح القدس
فإن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين والعلم أما نقل مصدق عن معصوم وأما قول عليه دليل معلوم وما سوى هذا فإما مزيف مردود وأما موقوف لا يعلم أنه بهرج ولا منقود وحاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلبس به الألسن ولا يخلق عن كثرة الترديد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن عمل به عدل ومن دعا أليه هدي إلى صراط المستقيم ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله قال تعالى { فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } وقال تعالى { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } وقول تعالى { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد * الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } وقال تعالى { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور }
كتاب: مقدمة في التفسير
المؤلف : شيخ الإسلام ابن تيمية
و فققكما الله الى الهُدى والى صراطه المستقيم
المفضلات