بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحباء بارك الله فيكم وجعل بكل حرف تكتبونه حسنه وكل حرف تقرأونه حسنه ومحى عنكم سيئة ؛؛ وجعل هذا المنتدى قبس نور من الايمان ليهتدى به من ضل الطريق الى الله؛ اللهم نقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وثبتنا على دينك الحق لانك انت الحق ولا ترضى غير الحق؛ امين.
عبد الله السودانى شاب مثل كل الشباب المسلم الذى يترك بلادة ويهاجر طلبا للرزق ولقمة العيش الشريفة ؛؛ عبد الله انسان هادى وامين مع ربه ونفسه ومع الاخرين والبسمة لا تفارق محياه ابداً ؛؛فقدر الله ان تحط رحالة بارض الحرمين الشريفين .. فاراد الله له ان يعمل فى مؤسسة لبيع الادوات الكهربائية وان يكون هو المسؤل عن المبيوعات لامانته واخلاصه فى العمل ؛ ومن نعم الله على عبد الله ان لاتفوته صلاة فى المسجد نسبة لقرب المسجد من مكان عملة .
ولحكمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ان يجعل لعبد الله جيران من التابعية الفلبينية يسكنون فى الطابق الذى يعلو المؤسسة مباشرة وهم من النصاره كلهم ودائماً ما يمزحون مع عبدالله ويتبادلون معه القفشات وهم ذاهبون الى العمل او عائدون وفى بعض المرات ينعتونه بالمطاوع كناية لتدينه ومواظبته للصلاة فى المسجد فما كان من عبد الله الا ان يتبسم فى وجوههم وينصرف .
ومع مرور الوقت قد سخْر الله لعبد الله احد هؤلاء الفلبينين لا ياتى للمحل والا وقت الصلاة والاذان
فيقول ممازحاً لعبدالله بعربيته الركيكة المكسرة (ابدالله يلا يلا روهى روهى سلاة سلاة ) اى عبدالله
يلا يلا اذهب الى الصلاة فماكان من عبدالله الا ان يبتسم فى وجهه ويقول له بطيب خاطر بلهجتة السودانية ؛؛ يازول مالك ؛ انت عاوز منى شنو ؟ انت داير تعلمنى دينى ؟ ثم يضحك ويصرف الى المسجد وقد تكرر هذا الامر مرات كثيرة من الفلبينى ولا يكون الا فى اوقات الصلاة تحديداُ ويكون رد عبد الله هو هو دون تزمر يازول انت مالك داير تعلمنى دينى .. الى ان اتى يوماً وعبدالله يهم بالذهاب الى المسجد وعند باب المحل لا يجد الا والفلبينى فى انتظاره وما كان من الفلبينى الا وان صاح بعبدالله (ابد الله انت ايش اعمل هنا يلا روهى روهى سلاة ) فما كان رد عبد الله فى هذه المرة الا ان كمشه بيديه الاثنين وقال له شو انت مجنني كل مرة صلاة صلاة وانت لا تصلى فلن اتركك هذه المرة حتى تجرب الصلاة بنفسك ؛؛ واخذ يجر فى الفلبينى الى المسجد والفلبينى يبدأ بالصياح ويقول له انا كرستيان ؛؛ انا كرستيان فيرد عليه لن ينفعك هذه المرة ان كنت كرستيان او بوذى حتى.
لازم صلاة صلاة مافى طريقة تفكك .. فلكم ان تتخيلوا المنظر ؛؛ والفلبينى على هذه الحال الى ان دخل المسجد .
يقول الراوى لهذه القصة واحسبه صادق ان شاء الله لانه مدير مكتب الدعوة فى منطقة الرياض الذى اكمل الفلبينى فية اشهار اسلامة ؛؛ يقول الراوى عندما ادخل عبدالله الفلبينى الى المجسد كانوا من اوائل المصلين الواصلين وما الا وخمسة دقائق حتى امتلأ المسجد واقيمت الصلاة واستسلم الفلبينى تماما ووقف عبدالله فى الصف الثانى من الامام وجعل الفلبينى الى الحيط حتى لا يهرب اثناء الصلاة ؛؛ وعندما قال الامام السلام عليكم معلن انتهاء الصلاة ما كان من عبدالله الا وان يمسك الفلبينى من يده ويجرى به جرى الى الامام ويقول له يا شيخنا دقيقة من فضلك هذا الفلبينى يريد ان يسلم ؛؛ فماكان من الامام الا وان يمسك مكبر الصوت وينبه المصلين ان يبقوا فى اماكنهم لان لهم اخ يريد ان ينطق شهادة التوحيد لا اله الا الله وان محمد رسول الله فكبر المصلين تكبيرة اهتزت لها جدران المسجد وصعدت للسماء دون وسيط من احد وتقيلها الله قبول حسن فلقنه الامام الشهادتين
فنطقها دون عناء او تردد وعبدالله يردد معه الا ان اكمل نطقها ؛؛ وانهال عليه المصليين عناقاً وتقبيلاً وبكاءاً يقول الفلبينى لقد عانقنى احد المصليين من كبار السن حتى ظننت ان روحه ستفيض
من كثرة البكاء وكل من بالمسجد قدم له يد العون كل واحد واستطاعته يقول خرجت من المسجد وانا ثري فما حصلت عليه فى ساعات لن احصل عليه كل بقية عمرى فى العمل ؛يقول لقد دخلت المسجد مجبراً ولا اعلم شيئاً عن الصلاة ولا حتى دين المسلمين وكنت احسب ان هؤلاء المسلمين الا اناس
مهوسيين ومصابين بامراض لازم يغتسلون منها خمسة مرات ؛؛ وكنت انوى ان اقطع صلتى بهم مجرد ان تخلص صلاتى فلكن هيهات ؛؛ يقول والله عندما خرجت من المسجد خرجت انسان اخر تماما
غير الذى دخل . يقول شعرت بامرين لم اشعر بهن فى حياتى قط ؛ يقول الامر الاول شعرت بطمأنينة
وسكينه لم اشعر بها فى حياتى ابداً وان وزنى كوزن الريشة كانى اريد ان اطير واحلق فى السماء والامر الثانى يقول شعرت بانى ملك ؛؛ يقول انا العامل البسيط الاجنبي فى البلد الذى لا يكاد يعرفنى احد ولا يعيرنى انتباه ؛؛ تقف امامى كل هذه الجموع ؟ بثريهم وفقيرهم وشيوخهم وشبابهم واميرهم وغفيرهم ليقبلوا راسي ويهبونى اموالهم ! فالحق ماهذا الدين الا دين الحق؛؛ يقول خرجت من المسجد وانا عايش فى عالم اخر ؛ ملكوت اخر ؛ حاله لا اكاد اصفها فى تلك اللحظة حتى قطع عبدالله السودانى حبال افكارى ببشاشته المعهوده رافعاً سبابته (اسمع يازول تانى مرة اوعك تجى تقول لى الصلاة الصلاة سامع .)
يقول الشيخ الراوى ؛ عندما احضروا الفلبينى لاستخراج شهادة الاشهار سألته لاتثبت من اسلامه فقلت له ماذا تريد ان تفعل انت الان ؟ لقد دخلت الدين مكره ومجبر فكان رده لى نعم لقد دخلت مجبر ومكره لكن الان لو اجتمعت كل البشرية لتخرجنى منه لما استطاعوا ذالك فمن تذوق حلاوة هذا الدين لن يتركه ابداً .
يقول الشيخ الراوى .. فى زمن قليل تعلم الرجل الاسلام وحسن اسلامه ونذر نفسه ووقته لله وللدعوة فى سبيل الله ؛ اتدرون فى فترة قليلة لم تتجاوز بضع شهور كم اسلم على يد هذا الفلبينى ؟
ان قلتها لكم لن تصدقوا .. يقول الشيخ وهو يحلف بالله ان من اسلم على يد هذا الداعية الجديد اكثر من ستمائة فلبينى فى منطقة الرياض فقط ؛؛ فيالك من فلبينى محظوظ لان يهدى الله بك شخصاً واحداً الى الايمان بالله وطريق الهدى خيراً لك من حمر النعم فما بالك بستمائة
نسأل الله ان يثبتنا وان يسخرنا للدعوة فى سبيله وان يهدى بنا للحق آمين
اخوتى فى الله لا تبخلوا علينا بدعواتكم فالدعوة بظهر الغيب مجابة واجرها عظيم
بارك الله فيكم ونفع بكم
آمين يارب العالمين