السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعالوا نتصارح علشان نتصالح

ما هى حقوقنا وواجباتنا

نبدأ بحقوقنا:

المأكل، المشرب، الملبس، المسكن، التعليم ، المواصلات، الحصول على وظيفة ، مرتب يفى باحتياجاتنا الأساسية ، أماكن ترفيهية لنا ولأولادنا

هل هناك إحساس بأى تفرقة بين المسلم والمسيحى فى هذه الحقوق؟

أتصور الرد لا

فكلنا فى الهم سواء

رائع جدا متفقين

إذًا فيم إختلفنا؟

مختلفين فى عقيدتنا؟

صحيح

ولكن لا يلزم أحد أحدا بعقيدة الآخر وعندى دليلى فى الإسلام



" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "(256) سورة البقرة



" لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) سورة الكافرون
.
.
.

أسمع صوت مسيحى يقول: " بتقولوا علينا كفار"

أجيب :ماذا تقول يا أخى على المسلمين أليسوا كافرين أيضا من وجهة نظر عقيدتك

فلم العجب؟

فلنفهم أكثر ماذا تعنى كلمة كافر؟

كافر تأتى من الفعل كفر أى ستر وغطى

ومنها يأتى الفعل بنفس المعنى باللغة الإنجليزية cover

إذن أنت ترانى كافرة لأننى أغطى إعتقادى ولا أرى أعتقادك والعكس صحيح.

فما العيب فى ذلك؟

إذا أحببت أنا أن أتعرف على إعتقادك فاسمح لى بأن تعطينى فرصة لذلك

وإذا أحببت أنت أن تتعرف على عقيدتى فأسمح لك بذلك.

ذلك مع مراعاة أن الإسلام يحدد كيفية دعوة المسلم لغير المسلم للإسلام حيث يقول الله تعالى:

" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (125) سورة النحل

فإذا خرج كل منا بإيمان أقوى من ذى قبل بأنه على الحق فله ذلك

ودليلى فى الإسلام كما قلت من قبل لا إكراه فى الدين

وعلى الرغم من إختلافى معك فى عقيدتى إلا أن دينى لا يسمح لى بأن أستهزأ بدينك ولا أسب رجاله بل أؤمن بعيسى عليه السلام وأصلى وأسلم عليه كما أصلى وأسلم على نبينا نبى الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ولا نجد غضاضة فى ذلك بل على العكس إن لم أؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام أو فرقت بين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا عيسى عليه السلام أو أى من أنبياء الله أكون كافرة مصداقا لقوله تعالى:


" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (285) سورة البقرة

فبداية الآية تقول آمن. إذًا من لم يؤمن بمحتوى الآية يكون غير مؤمن

بل نؤمن أيضا بالسيدة مريم العذراء ونقول عنها أنها صديقة مصداقا لقوله تعالى

" مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ " سورة المائدة

بل يوجد فى قرآننا الكريم سورة كاملة إسمها سورة مريم فى الوقت الذى لا توجد سورة باسم فاطمة ( بنت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) ولا سورة بإسم عائشة ( أحب زوجات النبى إلى قلبه) وهذا دليلنا على إحترامكم وإحترام أكبر رموز دينكم.

فى ماذا نختلف أيضا ؟

فى دور العبادة؟

تعالوا نسأل أنفسنا بصراحة وليس ضروريا أن نسمع إجابة

فى زيارتك للكنيسة كل أحد وجمعة بل كل يوم، توجد صفوف من المقاعد يجلس عليها المصلون أليس كذلك؟

كم عددها وهل تكفى للمصلين أم يقل عددها عن عدد المصلين مما يتسبب فى وقوفهم طوال فترة الصلاة؟

هل توجد كنيسة فى كل حى أم أن هناك أحياء بكاملها لا توجد بها كنيسة؟

هل مساحة الأديرة ستوضع فى إعتبارك عند المطالبة بالمزيد من الكنائس؟

هذه القضية لم يبدأ الحديث فيها مسلم فهى لا علاقة بها بالمسلم الفرد

فالمسلمون يصلون فى المساجد إذا كانت مساحتها تكفى لهم، وإذا لم تكفِ فإنهم يفترشون الأرض بالشوارع والطرقات، ويمكنهم الصلاة فى أى مكان حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " ( صحيح )أخرجه مسلم

فلا حرج لدينا إن صلينا فى الشوارع أو الطرقات مهما كان الجو حارقا فى الصيف أو باردا وممطرا فى الشتاء

ولكن أنادى فيك أخى المسيحى صوت العقل والعدل سائلا إياك وأقرب لك مقصدى بهذا المثال:

إذا كان معك مقدار من المال وكان لديك إبنان، واحد منهما لديه من الأولاد إثنين والآخر لديه سبعة أولاد مثلا ونويت أن تهب مقدارا من المال لهما فماذا تعطى لكل منهما؟

أتقسم المال على إثنين؟

أم ستضع فى الإعتبار حجم أسرة كل منهما وتزيد مقدار ما تعطى للإبن صاحب الأسرة الكبيرة بما يتناسب مع حجم أسرته؟

أيكون فى ذلك ظلم للأخ صاحب الأسرة الصغيرة؟

أم يجب على كل منهما مراعاة ظروف الآخر؟ وتبقى بينهما روابط الحب والمودة والأخوة

ماذا يوجد فى صدرك أيضا غير ذلك؟

إذا كنت تفكر فى ما تسميه أسلمة المسيحيات فأدعوك لقراءة مقال لى تحت عنوان رسالة هادئة إلى عقل كل مسيحى

هل تفكر فى الخطاب الدينى وشدته؟

أذكرك بأن هناك أيضا من رجال الدين المسيحى من يتشدد فى خطابه الدينى ويثير الفتن ويستعدى الطرف على الآخر فالصراحة تستوجب الإعتراف بأن هذا الخطأ يوجد فى الطرفين.

لذا أدعوك بالإستماع إلى الشيوخ المسلمين المعتدلين أصحاب المنهج الوسطى

كما أدعوك إلى قراءة هذه الآية من القرآن الحكيم

" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (8) سورة الممتحنة

" إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (9) سورة الممتحنة

فهذا قول ربنا للمسلمين عامة وقوله واضح لا يحتاج إلى تفسير

وهنا يأتى دورك عندما تكون ممن تتحدث عنهم الآية 8 أو لا قدر الله تكون ممن تتحدث عنهم الآية 9 من نفس السورة سورة الممتحنة

والآن هل مازال هناك ما يزعجك؟ أرجو المصارحة حتى نصل إلى المصالحة

أستطيع الزعم وكلى ثقة بأن ما كتب عاليه هو رأى التيار الرئيسى للمسلمين فى مصر وإذا شذ عن هذا التيار من شذ فلابد أن نتذكر سويا أن هناك من يشذ أيضا عن التيار الرئيسى المسيحى ممن ينادون بتسليح المسيحيين أو التدخل الأجنبى.

وهنا يأتى واجبنا جميعا بألا ندع الشواذ عن القاعدة يتحكمون فى مصائر هذا التيار

وأن نجعل كلا التيارين تيارا واحدا تجرى فيه سفينة مصر والمصريون بدون تفرقة أو تمييز

وأن نمسك بأيادينا سويا ونبدأ فى البناء ونسد أذاننا عمن يريدون بنا الرجوع إلى الوراء

أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ، وإن كان فى هذا المقال من خير فمن الله وحده سبحانه وإن كان فى هذا المقال خطأ فمنى ومن الشيطان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته