تحية طيبة وبعد

رداً علي مداخلتك والتي يفهم منها أن جل ما تتكلم عنه في المداخلة وأعني المداخلة رقم ( 117 )

أنك تتكلم عن أني أتكلم بكلام وأرد عليه فيما بعد ولكني لم أفعل هذا .
فقلت أن الجحيم هو مكان إنتظار الأشرار .
ولكني قلت أن الأنبياء دخول الجحيم قبل مجيء المسيح .
ولكني عللت علي إستنكارك أن الأنبياء من الأشرار بقولي
( أنه لم يكن هناك فرق واضح بين الأشرار والأبرار قبل مجيء المسيح )
بل كان الكل أشرار . ليس لخطيتهم فقط ( وغني عن البيان أن الإنسان كله خطاء وبما فيهم الأنبياء - والامثلة كثيرة فإليك داؤود وإبراهيم ويونان وغيرهم من الكتاب المقدس ذكر عنهم أنهم أخطأوا . وإليك إبراهيم وداؤود ويونس ويوسف الصديق من القرأن قد أخطأوا ) بل لخطية أدم أبيهم طبعاً ولعلك تذكر أن الخطية الوحيدة تستوجب الموت أي الإبتعاد عن الله في الجحيم . وهذا سبب وجودهم هناك قبل مجيء المسيح . والذي عندما جاء أعطي للبشر كل البشر بما فيهم الأنبياء غفران الخطايا ودخلوا لا بإمكانيهاتهم وطهارتهم وأعمالهم الحسنة بل بهبة الغفران من الله . أم لك رأي مخالف سيدي . فكل البشر خطاء وحق عليه عقاب الله حتي الانبياء ولكن دخول الجنة هبة يأخذها الإنسان دون إستحقاق لها ولكن هبة من الله بغفرانه لخطايا البشر فليس إنسان بلا خطية ولوكانت حياته يوم واحداً علي الأرض ولأأخذ مثلاً حضرتك وشخصي الضعيف وكلنا يعرف خباياه فبينك وبين نفسك هل تذكر يوم لم تخطيء فيها .
هل حين قال الله في سفرالتكوين
( فتنسم الرب رائحة الرضا . وقال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصوّر قلب الانسان شرير منذ حداثته . ولا
اعود ايضا أميت كل حيّ كما فعلت . )( تك 8 : 21 )

فهل وضع جملة عرضية بعد كلمة منذ حداثته ( عدا الأنبياء ) أم أن الأنبياء ليسوا من البشر . طيب إقرأ هذه من القرأن لتعرف أن الأنبياء والرسل هم بشر أيضاً .
( ابراهيم (آية:11): قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا ان ناتيكم بسلطان الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
إن الأنبياء والرسل هم بشر وتنسحب عليه الأية في سفر التكوين ( 8 : 21 )
والقول ( لان تصوّر قلب الانسان شرير منذ حداثته ) وتعني أن الإنسان شرير وعليه يكون مكانه ( الجحيم ) فما في ذلك بالله عليك هل ترفض ما أقر به الله .

وفي قولك عزيزي ما نصه :
فمعني ذلك اني لم اخطيء عندما قلت ما تزعمونه ان الجحيم
هو مكان انتظار الابرار


لقد أوضحت في مداخلة سابقة والتي قلت فيها
( أنه لم يكن هناك فرق واضح بين الأشرار والأبرار قبل مجيء المسيح )
وحضرتك قرأت هذا الكلام وهذا يعني أن الأنبياء كما قلت كانوا حينها ( أشرار )
كما وضحت بعاليه . وأنت قرأتها ولا أعرف إذا كنت وعيتها ولكنك ترفض هذا الكلام
وعليه يكون هذا مخالفاً لكلام الله نفسه عن البشر بمن فيهم الأنبياء ولعلي أذكرك أن الله يعلم عن الانبياء ما لا تعلم حضرتك ، وحين يتكلم الله لا نقول نحن إلا فهمنا ما قلته يارب وأطاعناه .
أو أنك لم تعيها وها قد شرحت بعاليه كلامي هذا وماذا يعني أيضاً . والكلام مدلل عليه من الكتاب المقدس ومن القرأن الكريم أيضاً . ومن الإسلام نعلم وتعلم حضرتك أيضاً
( أن كل إبن أدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ولم توضع أيضاً جملة عرضية تقول ( عد الأنبياء من ابناء آدم بعد ( كل إبن آدم ) ولم توضح جملة عرضية تقول ( لكن الانبياء ليسوا من أبناء آدم ) . وعليه تنسحب هذه في الإسلام علي الأنبياء أيضاً
ولكن لعلي أذكر أن إسلام القرآن الكريم شيء وإسلام الأخوة المسلمون شيء أخر .
فأنت ترفض ما يقره القرآن الكريم والأحاديث النبوية . والتي تؤكد أن المسيح عيسي أبن مريم هو فقط من كل البشر - وأمه في بعض الأحاديث - الذي لم ينخسه الشيطان عندما ولد فجاء ينخسه فجاءت النخسة في الحجاب . أكيد حضرتك تعلم هذه الأحاديث وتعيها تماماً . ولكن لماذا ترفض ما تريد هذه الأحاديث أن تفهمنا أياه لماذا . لا أعرف .
ولكن لعل يكون السبب هو
1 - التسليم بأن الأنبياء لا يخطئون .
2 - وحيث أن رسول الإسلام من الأنبياء لا يخطيء لهذا السبب .
3 - وعليه لا نضع أفعاله تحت مجهر البحث لأننا مسلمون من الأساس بأنه لم يخطيء
وعليه نخرج رسول الإسلام من دائرة البحث . وهذا أرفضه أنا لأن الإنسان من القديم أدخل الله نفسه في دائرة البحث فكيف يمكننا أن نخرج رسول الإسلام وننزهه عن ما قمنا به حيال الله نفسه . ( ألعله أعظم من الله - حاشا لله ) . هذا هو علي ما أظن هو السبب المريض وراء إصرار الأخوة المسلمون لرفضم ان يكون للرسل والأنبياء أخطاء مخالفين بذلك تعاليم الديانات كلها بما فيهم دينهم هم أعني ( القران الكريم )
ولكن إذكرك يكشف الحق بإتباع الطريق الحقيقي ويكشف الصح بإتباع الطريق الصحيح في البحث ومهما آل إليه بحثك فهو صحيح وحقيقي .
ولعلي أذكرك بقول الشيخ إبن تيمية في كيفية التعرف علي الرسول الحقيقي من المزيف
وعليه أقصد هنا بهذا الكلام ليس أن أقول أن رسول الإسلام مزيف لا سمح الله ولكني
أذكر ان الشيخ إبن تيمية هو أيضاً يوصي بأن نخضع الأنبياء تحت البحث للتعرف علي صحة ما أتوا به وهل هو من عند الله أم لا . أي أنه يتحض فكرة أن الأنبياء لا يخطئون أو انهم لا يمكن إخضاعهم للبحث ومعرفة سلوكهم ومعرفة بالتالي هل ما يوحي إليهم ويقولون أنه أوحي إليهم من قبل الله هل هو فعلاً من عند الله أم لا

وفي قولك وهذا نصه :
والله يا عزيزي انت مجادل بحق ولا تقول الحق
كيف تزعم بنزول المسيح الي الجحيم لاخراج الابرار
ثم تقول مستحيل فكيف للنور ان يسكن الظلمة وللطهارة ان تدخل في مكان نجاسة
الم تقولوا ان الجحيم مكان انتظار وليس مكان عذاب؟؟؟
فماذا اذن هي الظلمة والنجاسة يا رجل؟؟؟


يا سيدي إتفقنا مراراً أن المراوغة لا تجوز بين الباحثين عن الحق فأنا قلت نزل إلي الجحيم . وأسهبت في الرد علي القول أنه طرح وأنها ليست لها نفس معني نزل .
وهنا أقول وبنفس الكيفية ورداً علي سؤال مكرر فكراً مختلف نصاً
وهو أنك تدعي أن ( يسكن = نزل ) وهذا فارق كبير وله نفس الرد علي النقطة بعاليه
أعني الفرق بين ( طرح - ونزل )
بمعني أن يسكن بمعني يقيم بمعني أن يكون هذا بيته وهذا لا يجوز لله أن يكون الجحيم مسكن له حاشاه . فأنا وجميع المسيحين نقول أنه نزل إلي الجحيم ولم نقل ( سكن الجحيم ) والفارق واضح لمن يبحث بحق ولا يجادل او يراوغ .

وفي قولك وهذا نصه :
هل يليق بانبياء الله ورسله الابرار ومن اتبعهم ان يكون
مكان انتظارهم هو الظلمة والنجاسه


أجبت عنها مراراً وتكراراً واخر مرة أجب عنها كانت بعاليه في هذه المداخلة بعينها .

وفي قولك وهذا نصه :
قلت واتهمتني بتقويلك وتقويل شنودة واثبت للجميع
وبردودكم انكم من تزعمون ان الجحيم هو مكان انتظار
وليس مكان عذاب والكل مع بعضه في الجحيم كما هو هذا قولك


نعم إن الجحيم هو مكان انتظار ليس مكان العذاب والكل مع بعضه في الجحيم ( ابرار واشرار ) وهذا صحيح ولكن كان هذا قبل مجيء المسيح حيث قلت أنه لم يكن هناك فارق واضح بين الأبرار والأشرار . ولكن لم يعد هذا فيما بعد مجيء المسيح والقيام بالعمل الكفاري . وعليه فتح الفردوس أي مكان إنتظار الأبرار فيما بعد . وعليه أصبح الجحيم مكان إنتظار للأشرار فقط . حيث يسكن الأبرارالفردوس حيث شهد المسيح لهم بخلاصه للابرار أنهم أبرار بتبريره أياهم من الخطية ( خطية آدم وخطيتهم التي فعلوها بأنفسهم ) والتي تبرروا منها بغفران الله لهم في المسيح ( أي في عمل المسيح الكفاري ) والتي لم يكن ليغفرها الله لهم إلا ( في المسيح يسوع وعمله الكفاري لغفران الخطايا ) . وهذا ما تريد أن تقوله لنا أنه حتي الأن ما زال الجميع في الجحيم ونحن لم نقل هذا بل قلنا حتي جاء المسيح . فصار الأبرار في الفردوس ( وهو مكان إنتظار الأبرار ) والأشرار في الجحيم ( وهو مكان إنتظار الأشرار ) كل منهم ينتظر القيامة
حيث ينتقل الأبرار من الفردوس إلي ملكوت الله أي الملكوت السماوي للحياة مع الله
وهذا هو المقر الأخير للأبرار . وينتقل الأشرار إلي جهنم النار وهو المقر الأخير للأشرار .
ولم يدخلوا مباشرة إلي المقار الأخيرة لكليهما لأن ذلك يأتي بعد أن يحكم الله عليهم
ولعلي أذكر أنه بالنسبة لمن لن يقفوا في الدينونة وهؤلاء قد دينوا فعلاً فلا يمكثون في مكان إنتظار الأبرار أو الأشرار بل يذهبون مباشرة إلي المقر النهائي للأشرار لإنهم دينوا بمجرد رفضهم لخلاص المسيح وقد وضحت هذه قبلاً .

وفي قولك وهذا نصه :

كيف للجحيم ان يكون مكان انتظار وليس مكان عذاب
وانت تصفه بالظلمة والنجاسة؟؟؟؟؟


يا سيدي هناك فرق واضح بين الظلمة والنجاسة وبين العذاب .
وهذا الفرق هو الفرق بين الجريمة ( الظلمة والنجاسة ) وبين العقاب ( السجن والإعدام ) .
فهل تتساوي السرقة مع السجن أو تتساوي القتل مع الإعدام .
يا سيدي المكوث في الخمارة يتساوي مع القبض علي المخمور والحكم عليه بالسجن .
يا سيدي أن المكوث هو الظلمة والنجاسة ولكن السجن هو العقاب .
ثم أن العقاب يتكلم الكتاب المقدس عنه أنه بحيرة من نار وكبريت وهي لا تطفئ ودودها لا يموت . وهذا هو العقاب وليس مجرد التواجد في مكان ظلمة أو نجاسة فقط .

وفي قولك وهذا نصه :
كيف نزل المسيح ليأخذ الابرار ومن امن به
وسعادتك تقول ...............مستحيل
لان الجحيم ظلمة ونجاسة ؟؟؟


يا سيدي أنا أقول يستحيل أن يطرح المسيح في الجحيم أو يسكن فيها ولكني أقر بأنه نزل إلي الجحيم ليخرج الأبرار منها وهذا علي فكرة حدث مرة واحدة ولن يحدث ثانية أبداً . وأظن أني أوضحت الفرق بين النزول و( الطرح والسكني )
فللمسيح أن ينزل فيها ولكنه لا يطرح او يسكن فيها وأوضحت الفرق في إسهاب في مداخلة سابقة أكيد حضرتك قرأتها .

وفي قولك وهذا نصه :
وعنها قال المرتل فى المزمور " لا تترك نفسى فى الجحيم , ولا تدع قدوسك يرى فسادا " مز 16 : 10 ..


أشكرك لأنك أتيت بهذه الأية علي فم أحد الأنبياء . فهذه الأية توضح أن هناك فرق بين الجحيم والذي يمكن أن يخرج الإنسان منه وبين مكان أخر لا يمكن الخروج منه
( النار ) والذي يعرف المسلمون أن هذا المكان قيل عنه في القرآن الكريم .
( البقرة (آية:162): خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )
( ال عمران (آية:88): خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )

إذا يتكلم داؤود عن الجحيم ومع ذلك يعرف أن هذا المكان يمكن أن يخرج منه
بينما حضرتك تعرف أن النار يخلد فيها الأشرار . وهنا نقف علي تساؤلين
1 - داؤود يتكلم وكأنه دخل الجحيم وهو احد الأنبياء فكيف يدخل الجحيم ويقول هذا بلسانه وحسب فكرك حضرتك ترفض أن يكون هذا للأنبياء وها هو واحد منهم يؤكد أنه دخلها ويطلب من الرب أن يخرجه منها ؟ .............. وهذا أولاً
2 - كيف لداؤود أن يطلب من الله ان يخرجه منها ونحن نعرف تماما أن من يدخل جهنم النار لا يخرج منها بل ( يخلد فيها حسب نص الآيات القرءانية بعالية )
ليس أمامنا إلا التسليم بأن هذا المكان ( الجحيم ) والذي يمكن لمن يدخله أن يخرج منه يختلف عن ( جهنم النار ) والذي من يدخل فيه لا يمكن أن يخرج منه بل يخلد فيه .

الرجاء إعمال تفكيرك في الأمر بعالية والرد علي هذين السؤالين ليس لي بل لنفسك

وفي قولك وهذا نصه :
اذن وكمثال لانبياء الله المصطفين مثل يوحنا المعمدان (يحيي عليه السلام)
والذي بعدما كان يد بيد بجوار يسوع يدعو الي الله ويامر بما امر به الله
ثم تركه يسوع (لو كان الله في زعمكم) رغم كل ما فعله من بر وخير وعبادة
ناهيك عن صلة القرابة بينهما وانه عمد يسوع...........اليس كذلك
ثم بعد كل ذلك تركه يقتل وينشر بالمنشار.........
فلماذا لم ينقذه ويرحمه من هذا العذاب لو كان هو الله في زعمكم؟؟؟؟
او حتي يحييه..........؟؟


لا ليس هذا فحسب بل إليك ما هو أصعب فكيف يكون المسيح أبن الله ويتركه الله ليموت علي عود الصليب معلقاً وله هذا الهوان إذ قد حسب لعنة إذ علق علي الصليب .

لا يا سيدي تخطيء إذ تزن الذهب بميزان الغلال .
الذهب يا سيدي يزن بميزان الذهب . وهذا يستخدم موزاين أدق توضح حتي الجرام
فزن معي الأمور بميزان الذهب ( ميزان الله ) في نقاط .
1 - الإنسان في الأرض هو في قبضت الشيطان يمكنه أن يغويه وأن يجعله يخطيء .
ويكون من الصعب علي الإنسان أن يحافظ علي نفسه وبجهد يستطيع الصديق هذا
2 - الشيطان يحاول تكراراً ومراراً أن يوقع بالإنسان وهذا هو عزاب الصديق وجهاده
ضد الشيطان . وليس له خلاص من هذا الشرير ( الشيطان ) إلا بالبعد عنه .
3 - لن يتثني ذلك للقديس او لمن يريد ذلك إلا من خلال الخروج من نفوذ الشيطان
والذي يمتد إلي أقاصي الأرض . فليس إنسان يحيي علي الأرض إلا وله إمكانية
علي إيقاعه في الخطية .
4 - الحل الوحيد يكون في إنتقال الإنسان من الأرض إلي السماء بالنسبة للأبرار وعليه
يكون الحل الوحيد هو الموت . أما كيفية الموت فلا تهم بالنسبة للبشر جميعاً الأهم
هو أين ستذهب إذا ما مت .
وعليه يكون الموت مرهوب بالنسبة للمن يعرف أنه سيخرج من هذا العالم إلي السماء
بل يشتهيه . ولا يهم كيف يموت ولكن في رأي المؤمن كيف يموت لا تعني مات علي السرير أم مصلوب أم مقتول أم منشور ولكن كيف تعني للمؤمن ويهتم بكيف سيموت
هل وهو مستعد للقاء الله وإذا مر من باب الموت هل سيدخل إلي السماء ( الفردوس )
أم هو غير مستعد للقاء الله وأنه إذا دخل من باب الموت سيدخل إلي ( الجحيم )
هذا هو ما يهم المؤمن . أم كيفية الموت ( علي السرير أم مقتول أم مصلوب ام منشور )
هذا لا يهتم به الروحيون مش مهم المهم أن يموت فيذهب ليحيي مع الله
وعليه يكون الإنسان المؤمن يحب الموت ولا يهرب منه وإليك الدليل
( 23فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاِثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً. 24وَلَكِنْ أَنْ أَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَلْزَمُ مِنْ أَجْلِكُمْ ) ( في 1 : 23 )
هل رأيت معلمنا بولس الرسول وهو يتكلم عن الموت مسميه ( إنطلاق ) وليس موت
يعني نقطة بداية وليست نقطة نهاية ( هذا هو ميزان الذهب )

ولعلك ما زلت تري أن الموت علي السرير أفضل . ولكني أقول لك زن الأمور بميزان الذهب لتري أن الموت علي السرير أسوء الميتات علي الإطلاق بالنسبة للمؤمن لماذا ؟

تعرف أن الإنسان المسيحي المؤمن يحب أن يلتقي الله هذا مفروغ منه ومفروغ منه أيضاً ان بقائه علي الأرض يعرضه للوقوع في الخطية وربما لا يجد لنفسه غفران فيدهمه الموت قبل أن يتوب . وعليه يتمني الإنسان حال كونه باراً أن تنتهي فترة بقاءه تحت الإختبار متعرضاً لتجربة الشيطان له في أي وقت . وعليه كلما قل زمن الحياة لهذا الإنسان وهو مستعد كلما كان ذلك أفضل . أولاً لأنه مستعد ويعلم أنه عندما يموت يحيي مع الله في الفردوس وهذا هو الأهم من البقاء حياً فهذه الحياة علي الأرض لا تقارن أبداً بالحياة مع الله في الفردوس . وعليه مهما بلغت عظمة حياته علي الأرض تظل أسوء منها في السماء .
وحيث ان الموت الطبيعي يأتي عند الشيخوخة أتكلم في الأغلب الأعم . عليه تكون فترة الإختبار كبيرة وهذه تكون بالنسبة له عذاب إذ وهو بار يتألم لكونه يحيي في عالم الأشرار ويرى الشر بعينيه وهو لا يريد ذلك بل يؤلمه .
وعليه يريد أن يأتي الموت سريعاً فكيف يكون ذلك . ليس بيده أن يقتل نفسه ليخرج من هذا العالم الذي جعل للشيطان سلطان علي من يحيون فيه .
ولذا يتدخل الرب بطريقة ما فيقتله أتباع القتال ( الشيطان ) ويموت المؤمن وبذلك يكون قد قدم الشيطان خدمة للمؤمن إذ يقدم له خدمة توصيله إلي الله سريعاً وهذا ما يتمناه المؤمن في كل يوم
وبالمناسبة ففي حادث الأسكندرية مثلاً تمكن الشهداء من الخروج من الجسد والذهاب إلي الله مباشرة وفي نفس اليوم بمنتهي السرعة ولو كانوا إنتظروا حتي نهاية عمرهم كانوا إما أن يغلبوا من الشيطان فيموتون في خطاياهم او يتأخرون عن لقاء الرب لهم وهذا في حد ذاته بالنسبة للمؤمن مؤلم جداً
وهذا ما كان يبرر أن يذهب المسيحيون بأنفسهم في عصر الإستشهاد ليلقوا مصرعهم
أي يموتوا من وجهة نظر غير المؤمن الذي يقيم للحياة وزن ( ميزان الغلال )
ولكنه بالنسبة لهم لا يكون موت بل هو إنتقال من أرض التعاسة إلي سماء الفرح مع المسيح ( الله ) وهوا بذلك يكون إنتقال من الضيق إلي السعة من الموت إلي الحياة
من الحياة في الارض تحت سطوة الشيطان وأعوانه إلي الحياة مع المسيح ( الله ) بعيداً عن سطوة الشيطان أحياء إلي الأبد ( ضمنوا الحياة مع الله ) ولم يكونوا كذلك وهم علي الأرض . هذه واحدة
والثانية أن هؤلاء الشهداء إن لم يكونوا مستعدين فإن دمهم فقط يبرأءهم من الخطية
وهذا لماذا للآية التي تؤكد ذلك وهي
( وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة )( عب 9 : 22 )
وحيث أن الشهداء سفك دمهم إذا سفك دمهم قد طهرهم حتي لو لم يكونوا كذلك
وعليه يكون الشهداء قد تلقوا هدية التطهير من يد قاتليهم ودخلوا من باب الموت إلي الفردوس كل هذا تم دون مجهود منهم وفي لمح البصر بأكثر سرعة .
أظنهم يشكرون قاتليهم لهذه الهدية وأنا أشكرهم أيضاً . ولكني أشفق عليهم
إذ كن مقرر للشهداء ان يموتوا ولكن قد دفعوا هم ثمن موتهم بتحلمهم لعبئ القتل
فصار عليهم هذا الدم وعقابه هو الدم أيضاً فإما أن يسفك دمهم علي الأرض .
أو أن يحل دمهم للشيطان في جهنم النار الأبدية . فبهذه الفعل ضمنوا الحياة مع المسيح للشهداء في فردوس النعيم . وحكموا علي أنفسهم بالبقاء مع القتال ( الشيطان ) في المكان الذي يحيي فيه ( جهنم النار ) وهذا ما أشفق عليهم بسببه
وهذا ينسحب ليس علي هذا الحادث فقط بل علي كل شبيه به
وليس حينما يقتل الشهيد شخص مسلم فقط ولكن حتي لو إستشهد علي يد أي شخص حتى لو كان مسيحي .

وفي قولك وهذا نصه :
ايضا انا اعرف ادريس عليه السلام
اما اخنوخ هذا لم اسمع به ولا يهمني ايضا


لا يا سيدي فكوني أنا لا أعترف بـــ ( أدريس ) فأنا ليس علي شيء لأني لا أومن بالكتاب الذي جاء فيه ذكر ( إدريس ) وهذا لا يوقعني تحت طائلة عقاب ديني لي .
ولكن حضرتك لا يمكنك أن تقول كما قلت انا ( لا أعرف أدريس ) فتقول ( لا أعرف أخنوخ ) بل أنت تعرفه لأنك قد أتيت في مداخلتك بالقول ( أدريس ) ووضعت بين قوسين ( أخنوخ ) بمعني أنك تريد أن تقول أنك تعرف أدريس وتعرف أخنوخ وتعرف أن أدريس في الإسلام يعنى به أخنوخ في المسيحية هذا من جهة .
ومن جهة أخري فإسلامك يجعلك مضطراً لمعرفة ما جاء به الكتاب المقدس وبأنبيائه
وماذا قالوا وبأي شيء تبنأؤا به وأي أحكام ونواهي أرسلوا بها من قبل الله
وعليه عدم معرفتك بأخنوخ يضعك تحت طائلة العقاب الديني لمعتقدك الذي يعرفه ويعترف به حيث يعترف بالكتاب المقدس وبأنبياءه .
إذا أنا وما أقول لا يضعني تحت طائلة عقاب ديني ولكن أنت وما تقوله يضعك تحت طائلة العقاب الديني . يعني الفرق بيني وبينك بأن قولي هذا لا يجعلني مذنب بينما قولك هذا يجعلك مذنب .

وفي قولك وهذا نصه :
انهم في الحجيم السماوي هو مكان انتظارهم


طبعاً لا أقول هذا فليس الجحيم مكان يستطيع أن يعيش فيه ذوات الأجسام البشرية
بل الأرواح فقط . وعليه لا يكون بالطبع إيليا أو أخنوخ في الجحيم .
ولا يصح أن نقول عنهم ذلك لأن الكتاب المقدس يقول عن أخنوخ مثلاً
( وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه )( تك 5 : 24 )
وطبعاً غني عن البيان أن من يحيا في الجحيم لا يكون مع الله إذا مع الله تعني أنه ليس في الجحيم حسب نص الأية بعاليه ( مع الله )
( 11 وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء )( مل 2 : 11 )
وطبعاً غني عن البيان أن الجحيم يهبط الأشرار إليها ولكن إيليا صعد في العاصفة إلي السماء . وهذه لا يوجد فيها جحيم .
وعليه لا إيليا أو أخنوخ ذهبوا إلي الجحيم بل إلي السماء مع الله وهذا من منطوق الآيات بعاليه .
وهذا هو سبب عدم موتهم لأن الله لم يريد أن يتركهم يذهبوا إلي الجحيم وموتهم كان سيودي بهم إن يذهبوا إلي الجحيم . وذلك لأنهم لم يقترفوا من الخطايا الشخصية ما يجعلهم من العدل أن يدخلوا الجحيم . وعليه ولأن الله عادل لم يميتهم فيسلموا بسبب الموت إلي الجحيم وفقاً لحكم الله علي أدم أن يموت هو وبنيه ويكونوا في معية الشيطان في الجحيم كما أسلفت وأوضحت .
ولعلك تجد لأي منهم خطية فعليه شخصية لأي منها في الكتاب المقدس طبعاً حتى ترد قولي هذا . وإن لا فما أقوله يكون صحيح . وهو علة عدم موتهم .
ولكن كونهم لم يموتوا حتى الأن أي بعد أن جاء المسيح فهم إذا ماتوا لن يدخلوا الجحيم حسب الفكر المسيحي للخلاص . ولكن لأنهم سيدخلون الفردوس فلما لم يموتوا
ذلك الرد عليه يكون لأن الله له رسالة لهاذين الرجلين ونبوة تنبأت عنهم أنهم سيأتون في نهاية الزمان . حسب النبوة في سفر الرؤيا .
( 3 وسأعطي لشاهدي فيتنبآن الفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا . 4 هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان امام رب الارض . 5 وان كان احد يريد ان يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل اعداءهما وان كان احد يريد ان يؤذيهما فهكذا لا بد ان يقتل . 6 هذان لهما السلطان ان يغلقا السماء حتى لا تمطر مطرا في ايام نبوّتهما ولهما سلطان على المياه ان يحوّلاها الى دم وان يضربا الارض بكل ضربة كلما ارادا . 7 ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما ) ( رؤ 11 : 3 - 7 )

وفي النهاية أظن أني رددت عليك في مداخلتك بردود مقنعة وهذا ً من فم الرب
وليس من عندي فأنا إنسان أمكانياتي بسيطة جداً ولكن الله يقويني .
الذي قال عنه بولس الرسول أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني .

ختاماً أستودعك في يد القدير فيحميك بسلامه ومحبته لك وللجميع

محب حبيب