أرجو منك عدم الفلسفة والتكلم عن جهل
سأرد بمشيئة الله على كل مغالطاتك فى قصص الأنبياء
عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته
-------------------------------
(أولا) : بالنسبة لقصة يوسف عليه السلام :
فالكثيرون يعتقدون أن المراد من الآية الكريمة :
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين) .... أن سيدنا يوسف هم بامرأة العزيز بمعنى أنه كان على وشك أن يفعل معها الفاحشة لولا أنه رأى برهان وإشارة من ربه فصرفته عن ذلك
ولكن الحقيقة مختلفة تماما وكلية عن هذا
-------------------------------
فالحقيقة أن امرأة العزيز همت بسيدنا يوسف لتوقع به فى الفاحشة
ولقد هم بها هو أيضا....
نعم هم بها وهذا ما ذكرته الآية الكريمة
ولكن كيف هم بها ؟؟ ....
وهل نبى الله كان على وشك إتيان الفاحشة ؟؟
بالتاكيد لا ...
فعندما همت به لتوقعه فى الفاحشة ....
هم هو بها ليبعدها عنه .... لا بالمعنى الذى يرد الى كثير من العقول
بدليل أنه عندما قالت له (هيت لك) ..... أى تهيأت وتجملت لك أى أن الفرصة سانحة ومواتية والأبواب موصدة والجو شاعرى ...
قال يوسف بلسان الصدق (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) .... ويقصد العزيز زوجها الذى رباه وأحسن إليه ....
فهل هذا قول رجل يهم بممارسة الجنس ويريده فعلا وقد تهيأت له المرأة وتزينت وتعطرت ؟؟؟؟
فيوسف عليه السلام لم يهم بها ليمارس معها الجنس ...
وإنما هم بها ضربا ودفاعا عن نفسه ...
-------------------------------
إن القرآن الكريم أسلوبه معجز يتميز بالإختصار البليغ ودقة الألفاظ ...
والدليل أن فعل الهم لم يعبر عنه بألف الإثنين ....
فلم يقل الله (ولقد همّا ببعضهما)
أو (ولقد هم كل منهما بالآخر)
وذلك لتأكيد اختلاف همّ يوسف عن همّ امرأة العزيز....
ففى قوله تعالى : (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ... عبر الله سبحانه وتعالى عن فعل الإستباق بلفظة واحدة مثناة بألف الإثنين فقال : (واستبقا الباب) ولم يقل (واستبق الباب واستبقت الباب)
وذلك لأنه يستحيل عقلا أن يظن عاقل أن رجلا وامرأة فى هذا الوضع يستبقان الباب من أجل نية واحدة ...
إنما هو فرار (نية الرجل) ... ومحاولة للحاق والإمساك (نية المرأة) ....
فعند اختلاف النية في الإستباق عبر الله عنها بفعل واحد .....
فإن كان عبر عن فعلين مختلفين بفعل واحد مع العلم ....
فإن التعبير عن (الهم) بلفظتين منفصلتين يعني تمام الإختلاف في النية
والدليل على نية يوسف هو .... (قميص يوسف)
فلو كان قد هم بها فى الفاحشة وهى أيضا ترغب فى ذلك
فلماذا سيجرى هاربا ؟؟؟
لماذا ستجذبه من قميصه ؟؟؟ وكيف ستقطعه من الخلف ؟؟؟
هذا دليل على أنه قد هم بها ضربا ودفاعا عن نفسه ....
-------------------------------
وأما قول الله تعالى : (لولا أن رأى برهان ربه) بعد قوله : (ولقد همت به وهم بها)
فالكثير يفهمها بأن يوسف عليه السلام لو لم يريه الله البرهان لكان قد وقع معها فى الزنى !!!! وهذا غير صحيح .....
فعندما كانت امرأة العزيز تهم بيوسف وهو يهم بضربها وطرحها أرضا دفاعا عن نفسه ... رأى آيات ربه تتجلى فى انفتاح الأبواب المغلقة بإحكام من تلقاء نفسها .... فعندما رأى يوسف هذه الآية العجيبة جرى نحو الباب خارجا من الحجرة وهى تجرى وراءه محاولة الإمساك به ... فلم يفعل ما كان يهم به من ضربها
-------------------------------
لماذا لم يقُل الله تعالى : (ولقد همَّتْ به لكنه لم يهم بها) ؟؟؟
لو قال الحق سبحانه ذلك لكان قد فهم من قوله :
1- أن يوسف عليه السلام كان عنينا أو عاجزا جنسيا أو مخصى (غير مكتمل الرجولة)
2- أن نيتهما كانت ستفهم بالتأكيد فى هذه الحالة أنها واحدة فهى قد همت (بشىء) بينما هو لم يهم بـ (نفس الشىء) !!!!
-------------------------------
والدليل على صدق هذا الكلام وبراءة يوسف :
1- عندما استبقا الباب ووجدا العزيز زوج المرأة واقفا قالت المرأة : (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم) .... دافع يوسف عن نفسه قائلا : (هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي) ....
وشهد شاهد من أهل المرأة فقال :
إن كان قميصه قطع من الخلف فهو صادق وهى كاذبة لأن معنى هذا أنه كان يركض هربا منها وهى تجذبه إليها (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ)...
وإن كان قميصه قطع من الأمام فهى صادقة وهو كاذب لأن معنى هذا أنه كان يراودها عن نفسها ويحاول اغتصابها وهى تدفعه عنها دفاعا عن نفسها وشرفها .... فوجد العزيز أن قميصه قطع من الخلف فعلا وليس من الأمام.....
2- إمرأة العزيز نفسها ... لأنها عندما شهد الشاهد بكذبها فطن العزيز إلى خدعتها وخيانتها فقال ليوسف لا تخبر أحدا بهذا حفاظا على سمعته وشرفه أن تلوكهما الألسنة :
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) ...
فقالت واعترفت :
(وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ) أى انه طلب العصمة امتناعا عن الوقوع فى الفاحشة
ولم تقل (ولقد راود كلانا الآخر عن نفسه) !!!
3- قال الشيطان لرب العزة : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ...
هذا اعتراف من الشيطان بأنه ليس له سلطان على عباد الله المخلصين ..... ويوسف منهم حيث قال الله تعالى :
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ )
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ)
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)
(وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(
يؤكد إقرار الشيطان أنه لا يستطيع أن يقرب عباد الله المخلصين ... فهناك (مًخْلِصِين) و (مُخْلَصِين) ....فالمخلص هو من جاهد فكسب طاعة الله .... والمُخْلَص هو من كسب فجاهد وأخلصه الله لنفسه
4- قال الله تعالى : (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) ....
ولم يقل (كذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء) ....
لأن الأخيرة معناها أن يوسف يبحث عن معصية الزنى ويشتهيها ولكن الله يعصمه منها ويمنعه ويصرفه عنها .... أما الأولى فمعناها أن الله تعالى منع الفواحش والسيئات أن تقترب من يوسف لأنه من عباده المخلصين
فإذا كان الله تعالى منع الفاحشة أن تأتى إلى يوسف فكيف له أن يبحث عنه والله مانعها أن تأتيه ؟؟؟
5- أن يوسف عليه السلام كان معروفا بحسن الخلق والإستقامة وعدم الإقتراب من السيئات والمنكرات بشهادة نسوة المدينة .... فعندما أرسل العزيز لإخراج يوسف من السجن لتفسير الرؤيا قال يوسف للرسول ارجع إلى ربك فاسأله عن أمر النسوة اللاتى قطعن أيديهن ... فسألهم العزيز عن ارتكاب يوسف للفاحشة ..... (قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء)
6- قول الله تعالى :
(الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)
(وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى) ....
هذه الآيات لم ترد على لسان يوسف وإنما وردت على لسان امرأة العزيز .... بعد اعترافها بأنها هى من همت بالفاحشة مع يوسف عليه السلام ...
-------------------------------
(يتبع لتفنيد افترائك على أنبياء الله داوود ولوط ويونس) ......
المفضلات