الأخت عائشة
هذه الآية لا تشير إلى الثالوث اللاهوتي للنصارى؛ ولذلك فهي تتناول فرقة قد انقرضت، ليس لها وجود الآن، الثالوث المنتشر بين النصارى الآن هو الثالوث اللاهوتي (الأب، والابن، والروح القدس)، فالأب هو أول الأقانيم الثالوثية، والابن هو ثاني الأقانيم الثالوثية، الذي تجسَّد في جسد يسوع، فهو ليس جسد يسوع بل تجسَّد في جسد يسوع، وقد يستعمل النصارى كلمة "يسوع باعتبار الابن"، أو المسيح باعتبار الابن"، وهذا لتَمييز أقنوم الابن عن بقية الأقانيم من اتجاه، ولتمييز أقنوم الابن عن الناسوت (الجسد) من اتجاه آخر، والنصارى يقولون: أنَّ أقنوم الابن اللاهوتي - وهو الأقنوم الثاني - مولود غير مخلوق، والمولود غير المخلوق حسب ادِّعائهم ليس هو جسد يسوع، بل الأقنوم الثاني من اللاهوت، وأنا أكرِّر هذا الكلام لأنَّ الكثير من المسلمين يظنون أنَّ النصارى يشيرون إلى جسد يسوع بأنَّه المولود غير المخلوق، وهو إذا انطبق على طائفة نصرانية انقرضت، فهو لا ينطبق على النصارى الذين يؤمنون بالأقانيم الثلاثة، ولكن الجسد (الناسوت) بشأن بعض الفرق النصرانية "لم يفارق اللاهوت"، فكون "اللاهوت لم يفارق الناسوت" يؤدي إلى نتيجة أنَّ الناسوت غير مخلوق أيضًا، وهم قد لا يرضون بهذا الكلام، ولكنهم ملزمون به، فهو لازم من لوازم كلامهم.. وبشأن الروح القدس فهو ليس مريم، بل هو الأقنوم الثالث من اللاهوت النصراني.
المفضلات