(2)





وفهْم "البُنُوّة" على أنّها تأليهِ لعُزيْر هو فهْمٌ فاسِد مبني على المُغالطات .!!




يتساءَل المسيحي المُغالِط فيقول :
كيْفَ يقول القرآن أن اليهود عبدوا عِزْرا على أنّهُ الله؟!!! ...


وهكذا صاغَ المسيحي السُّؤالَ بِما يوحي أنه سؤالٌ مُنْضَبِط , ولكِنّهُ في حقيقةِ الأمر سؤالٌ مبْني على المُغالطة .. والمُغالطَةُ أيّاً كانَ نوْعُها هِيَ الوسيلَةُ الوحيدةُ لا غيْرها والتي يعْتمِدُ عليْها المسيحي في حِوارِهِ مع المُسْلِمين ... ولا يوجَد وسيلةٌ أخرى قد يعْمَدُ إليْها المسيحي المُتهجِّمُ لترْويجِ بِضاعتِهِ ..!!




فكيْفَ غالطَ المسيحيُّ في هذا السؤال؟!

قامَ بِحقْنِ المُغالطاتِ في ِقياسٍ يبدو منْطِقِيَّاً لِمن لم يُمْعِن فيه , وسأذْكُر تفْصيل ذلِكَ , ولاحِظوا ودقِّقوا كيف ببهلوانِية وخِفَّة يد .. أخرج المغالطة في هذا السِّيناريو :




تفْصيل المُغالطة :
1- "ابن الله" هو "الله نفْسُه" .. (المقدمة الصغرى) ......

(وهُنا مغالطة بالحذْفِ والحجْر والتعميم .. فالصوابُ أن يقول :" ابن الله عند طائِفة معينة في المسيحيةهو الله نفسه " , ولكنه قد حذَف كل المُلوّن بالأحمر لكي يستطيع المغالطة في المقدمة التالية من القرآن الكريم ... ومعلوم أن : "معنى ابن الله " في المسيحية تخْتلِف من طائِفة لأخرى , فقيّد المعنى وحجرَهُ على طائِفتِهِ هو , وقام بتعميمِها على جميعِ الطوائِف , ثمّ حذَف المُلوّن بالأحمرِ أعلاه , وبالتالي أوْهَم المُسْتَمع والقارىء أنه شيء مُسلّم بِهِ وقاعِدَة عامّة عِنْدَ الجميعِ أن معنى ابن الله لا يفيد في المسيحية إلا الألوهِيّة فقط , وهذا باطِل وغير صحيح .. وبالتالي كانت هذه المُقدِّمة باطِلة )


2- قالت اليهود : عُزيْر هو "ابن الله" .. (المقدمة الكبرى)
(هذه المُقدِّمة الكُبرى التي يُريد أن يُخْرِجها عن معناها ويُطوِّعها لمغالطتِهِ فأخذها من القرآن كما هي ليحْقِنها بالمغالطة أعلاه , ولاحِظوا أنها تتكلّم عن قوْل اليهود وليْسَت عن النصارى ... ولكِن هُنا يُحاوِل تمرير المغالطاة السابِقَة بتعميمِها على اليهود أبْضاً )


3- فهذا يعني أنّهُم قالوا: عزيْر هو الله نفْسُه .. (النتيجة) .....
(وهاهي النتيجةُ جاءت مغْلوطة , بل ومُحمّلة بمزيدٍ من المغالطات , وما بُني على باطِل فهو باطِل , فقد عرفنا أنه في المغالطةِ الأولى في المقدمة الأولى , قد قام بحذْف الجزؤء المُلوّن بالأحمر الآتي: " ابن الله عند طائِفة معينة في المسيحيةهو الله نفسه ", وهكذا ينْتَقِل إلى تععميمِ القوْلِ على اليهود أيْضاً .. وهكذا أطْلق المعنى النصراني على اليهودية أيْضاً .. ومعلوم أن : "معنى ابن الله " في اليهودية تخْتلِف من طائِفَةٍ لأخرى بل ويخْتلِفُ عن معناها في المسيحية ... !!)



ثمّ أخيراً يصيغ شُبْهَتَهُ في هيْئَة سؤالٍ فيقول :
كيْفَ يقول القرآن أن اليهود عبدوا عِزْرا على أنّهُ الله؟!!!


قلْبُ الطاوِلَةِ على أصْحابِها:




1- اثْباتُ أنّ "ابن الله" في المسيحية لا تعني أنه الله نفسُه فقط !!


1) إثْبات أن مفْهومَ البُنُوّةِ في المسيحِيّة لا يعني في الأصْلِ التأليه , بل هم فيهِ على عقائِد مختلِفة :
1- المسيح : تفْسيرٌ على أنّ : الإعْتِراف بأن المسيح هو ابن الله هو مرادف للاعتراف بأن يسوع هو المسيح .!!

2- الله نفْسُه (المعادلة بالآب ) وله طبيعة الله وصفاته

3- مجازيوروحي وليْسَ على حقيقتِه :كذلِكَ فالمسيحُ قد أطْلق ابْني الرعْد على تلميذيْهِ ولم يقْصِد أنهما الرعد نفسُه.!

4- البار: مرقص 15: 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال: «حقا كان هذا الإنسان ابن الله!» , ونفْسُ الفقْرةِ في لوقا 23: 47 .. " فلما رأى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا: «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا!»

5- ملِك اليهود: لوقا 23: 37 .قائلين: «إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك».... بينما في متى 27: 40 "....خلص نفسك! إن كنت ابن الله ..."



2) أمْثِلَة لكثيرُ من الطوائِف المسيحية (عبْرَ القرون ) تؤْمِن بمُعْتقداتٍ مُخْتَلِفَة لمعنى أن يسوع ابن الله :
أ) النصارى في القرن الأول نظروا إليْها من النظرة الهيلينيّة (1) , فرأت أنهُ ابن الله , أي تعني الرجل المقدس كموسى وأنبياء العهد القديم.
ب) النصارى المُتهوِّدون "الأبيونيون" في القرن الميلادي الثاني والثالِث آمنوا بأن يسوع ابن الله بِمَعْنى أنهُ قدِّيسٌ صالِح , لا بِمَعْنى أنهُ اللهُ على الحقيقة.

ج) جماعة رأت أنهُ ابن الله من النظْرة اليهودية للمسيح , فالمسيح هو ابن الله ملِك اليهود , والذي صار ابن الله بمجرد ما قام من بين الاموات (رومية 1: 4) (2)

د) الآريوسيين في القرن الرابع , هو ابن الله وليْسَ الله نفْسُه , وغير مُساوٍ له في الجوهر !



2- مناقَشةُ معنى قوْلِ "ابن الله" عِنْدَ اليهود . وهل يعْني الألوهِيّة؟!!

هذا تعميم فاسِد , و حجْرٌ على المعْتَقَد اليهودي بتعميم مفْهوم طائِفة مسيحية عن "ابن الله " ونِسْبتِها إلى قوْلِ اليهود .. ويبقى أن نُناقِش القضِيّة اليهودِيّة مِن كِتاباتِهِم .... وهذا ما سنُناقِشْهُ لاحِقاً إن شاء الله