اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

رابعا:

الآية الرابعة التي تتحدث عن التحريف

+ سورة المائدة (41): " … ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم لم يأتوك يحرفون الكلم عن بعد مواضعه يقولون: إن أوتيتم هذا فخذوه، وإن لم تؤتوه فاحذروا"
أما الآية فهي كالآتي

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ «41»


المائدة 41


إتقوا الله في نقل الآيات فهذا قرآن وليس إنجيل !!

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

(1) يقول الإمام عبد الله يوسف علي في تفسيره ص 260: " يهود كثيرون كانوا شغوفين أن يمسكوا على النبي الكذب فكانت آذانهم مفتوحة للحكايات التي تقال عنه حتى من الناس الذين لم يأتوا إليه"

(2) ويفسر عبارة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه قائلا: ""إن اليهود لم يكونوا أمناء مع كتابهم إذ كانوا يحرفون معانيه"
للأسف لم أستطع الإطلاع على تفسير الإمام عبد الله يوسف علي (ملحوظة للأخوة هل هناك أحد يستطيع أن يعطى لي لينك لتفسير هذا الإمام)

وعلى افتراض صحة هذا الكلام وأن المقصود هنا التأويل المعنى فقط فالآيات الأخرى تدل يقيناً على التحريف اللفظي مثل

َوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُون

السورة البقرة آية 79

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

(3) يقول الإمام الزمخشري: "روي أن شريفا من خيبر زنى بشريفة، وهما محصنان، وحكمهما الرجم بحسب التوراة. فرفضوا رجمهما لشرفهما، فبعثوا رهطا منهم … ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقالوا إن أمركم محمد بالجلد والتحميم فاقبلوا. وإن أمركم بالرجم فلا تقبلوا. وأرسلوا الزانيين معهم. فأمرهم النبي بالرجم. فأبوا أن يأخذوا به، فجعل بينه وبينهم حكما هو الحبر اليهودي ابن صوريا … فشهد بالرجم" وقالوا في ختام القصة أن النبي بعد شهادة الحبر اليهودي ابن صوريا أمر برجمهما. فرجموهما عند باب المسجد، لأقامة حد التوراة عليهما. وهكذا أجمع المفسرون أن أسباب نزول هذه الآية في سورة المائدة هو هذه القصة. فالتحريف المقصود هو في تفسير حكم الرجم بالجلد، وليس تغيير نصوص الكتاب المقدس.
وأقرأ ما قاله الإمام الزمخشري مما ينسف ما تريد إيهام الناس به نسفاً

ومعنى { سَمَّـٰعُونَ لِلْكَذِبِ } قابلون لما يفتريه الأحبار ويفتعلونه من الكذب على الله وتحريف كتابه من قولك الملك يسمع كلام فلان. ومنه (سمع الله لمن حمده) { سَمَّـٰعُونَ لِقَوْمٍ ءاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ } يعني اليهود الذين لم يصلوا إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجافوا عنه لما أفرط فيهم من شدّة البغضاء وتبالغ من العداوة، أي قابلون من الأحبار ومن أولئك المفرطين في العداوة الذين لا يقدرون أن ينظروا إليك. وقيل: سماعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أن يكذبوا عليه بأن يمسخوا ما سمعوا منه بالزيادة والنقصان والتبديل والتغيير، سماعون من رسول الله لأجل قوم آخرين من اليهود وجهوهم عيوناً ليبلغوهم ما سمعوا منه. وقيل: السَّمَّاعون: بنو قريظة. والقوم الآخرون: يهود خيبر { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } يميلونه ويزيلونه { عَن مَّوٰضِعِهِ } التي وضعه الله تعالى فيها، فيهملونه بغير مواضع بعد أن كان ذا مواضع { إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا } المحرف المزال عن مواضعه { فَخُذُوهُ } واعلموا أنه الحق واعملوا به { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } وأفتاكم محمد بخلافه { فَٱحْذَرُواْ } وإياكم وإياه فهو الباطل والضلال


أما القصة فهي كالآتي

وروي أن شريفاً من خيبر زنى بشريفة وهما محصنان وحّدهما الرجم في التوراة، فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطاً منهم إلى بني قريظة ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقالوا: إن أمركم محمد بالجلد والتحميم فاقبلوا وإن يأمركم بالرجم فلا تقبلوا، وأرسلوا الزانيين معهم، فأمرهم بالرجم فأبوا أن يأخذوا به فقال له جبريل: اجعل بينك وبينهم ابن صوريا، فقال: " هل تعرفون شاباً أمرد أبيض أعور يسكن فدك يقال له: ابن صوريا " ؟ قالوا: نعم وهو أعلم يهودي على وجه الأرض ورضوا به حكماً. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنشدك الله الذي لا إلٰه إلا هو الذي فلق البحر لموسى ورفع فوقكم الطور وأنجاكم وأغرق آل فرعون والذي أنزل عليكم كتابه وحلاله وحرامه، هل تجدون فيه الرجم على من أحصن؟ "
قال: نعم، فوثب عليه سفلة اليهود، فقال: خفت إن كذبته أن ينزل علينا العذاب. ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كان يعرفها من أعلامه فقال: أشهد أن لا إلٰه إلا الله وأنك رسول الله النبي الأمي العربي الذي بشر به المرسلون، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزانيين فرجما عند باب مسجده { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ } تركه مفتوناً وخذلانه { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } فلن تستطيع له من لطف الله وتوفيقه شيئاً { أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ } أن يمنحهم من ألطافه ما يطهر به قلوبهم؛ لأنهم ليسوا من أهلها، لعلمه أنها لا تنفع فيهم ولا تنجع

وإنظر إلى ما ختم به الزمخشري تفسيره وتأمل

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ }
[النحل: 104]،
{ كَيْفَ يَهْدِى ٱللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَـٰنِهِمْ }
[آل عمران: 86].

والتفسير كاملاً هنا
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...&Page=1&Size=1


اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

(4) جاء في الجلالين "نزلت هذه الآية في اليهود إذ زنى منهم اثنان، فتحاكموا إلى النبي، فحكم عليهما بالرجم. فجيء بالتوراة، فوجد فيها الحكم بالرجم، فغضبوا"
ما جاء في تفسير الجلالين :

{ لَمْ يَأْتُوكَ } وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } الذي في التوراة كآية الرجم { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ } التي وضعه الله عليها أي يبدّلونه { يَقُولُونَ } لمن أرسلوهم { إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا } الحكم المحرف أي الجلد أي أفتاكم به محمد { فَخُذُوهُ } فاقبلوه { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } بل أفتاكم بخلافه { فَٱحْذَرُواْ } أن تقبلوه


http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...&UserProfile=0

وقبل أن تتكلم عن سبب النزول يجب أن تعلم أن القاعدة الشرعية تقول بعموم اللفظ وخصوص السبب وللتوضيح أقول إن نزل حد أو حكم في حادثة ما (مثلاً رمى المحصنات ) فكان هذا سبب النزول فلا يعنى ذلك أن الحكم أو الحد خاص بهذه الواقعة بل بأي واقعة تشابهها (فأي شخص يرمى المحصنات بعد ذلك ينطبق عليه نفس الحكم وهكذا) فنحن هنا بصدد تفسير لا سبب نزول وسواء هذا أو ذاك ففي الحادثة سبب النزول أكبر دليل على تحريفهم حتى في زمن الرسول


اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

(5) إن استشهاد النبي محمد بحكم التوراة هو دليل أكيد على اقتناعه بعدم تحريف الكتاب المقدس.
بل هو دليل نبوءته (صلى الله عليه وسلم ) فكيف علم أن التوراة بها حكم الرجم رغم إنكار اليهود لذلك وأعتقد أن آيات الرجم موجودة إلى الآن وهى أصدق دليل على صدق نبوءته (صلى الله عليه وسلم ) وكذب اليهود والنصارى وتحريفهم في كل وقت وكل حين

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني


وهكذا نرى أن لفظ التحريف الذي ورد بالقرآن الكريم إنما يقصد به موقف فريق من اليهود من حادثتين شهيرتين هما:

1ـ تأويل اليهود لحكم الرجم بالجلد.

2ـ نفي قراءة "النبي الآتي" على أنها "النبي الأمي"
بل هذان على سبيل المثال لا الحصر فالتحريف في هذان وغيرهم ويا سبحان الله إن إثباتكم أن اليهود حرفوا فيما يتعلق بالنبي الأمي وصفاته لخير دليل على أنه رسول من عند الله كما هو موجود في التوراة والإنجيل الحقيقتين صراحة وكما هو موجود في الكتاب المقدس المحرف مواربة وعليه فإنا نطالبكم بالإيمان بجميع آياته ومنها

(( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ))

المائدة 73

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

فمن أساليب البيان التي استخدمها القرآن الكريم: أسلوب التخصيص في مظهر التعميم، كقوله في سورة النساء (53) "أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله" وقد فسر الإمامان الجلالان ذلك بالقول: يحسدون الناس صورة تعميمية يراد بها التخصيص وهو شخص النبي محمد إذ يحسدونه على النبوة وكثرة النساء"
أما الآية فهى 54 وليست 53 ونصها

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا

أما قول الجلالين فهو

{ أَمْ } بل { يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } أي النبي صلى الله عليه وسلم { عَلَىٰ مَا ءَاتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } النبوّة وكثرة النساء، أي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لاشتغل عن النساء { فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرٰهِيمَ } جدّه كموسى وداود وسليمان { ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ } والنبوّة { وَءَاتَيْنَٰهُم مُلْكاً عَظيماً } فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حُرَّةٍ وسُرِّية

ونحن لم نقل أن الإنجيل والتوراة كلها محرفة ولا تخلوا من كلام الله بل فيها ما هو كلام الله وفيها ما هو محرف

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

هذا هو أسلوب التخصيص في مظهر التعميم الذي استخدمه القرآن الكريم في استخدام عبارة "يحرفون الكلم عن موضعه" فهذه صورة تعميمية يراد با التخصيص أي:

1ـ تأويل اليهود لحكم الرجم بالجلد.

2ـ نفي قراءة "النبي الآتي" على أنها "النبي الأمي".
ومَن مِن المفسرين قال أن التحريف قاصر على هذين الموضعين دون غيرهم قديماً وحديثاً ؟؟؟؟ وهذا رد دهشام عزمى فى هذه النقطة تحديداً :

-----
من المعلوم أن أهل كل كتاب هو الأولى بمعرفة معانيه فمن له اختصاص بالقرآن الكريم ، ومزيد علم بمعانيه ومقاصده ودقائقه يعلم بالاضطرار من مراده ما لا يعلمه غيره .
فإن النحاة أعلم بمراد الخليل وسيبويه من الأطباء ، والأطباء أعلم بمراد باستير وهارفي من النحاة ، والفقهاء أعلم بمراد الأئمة الأربعة من النحاة والأطباء ، وكل من هذه الطوائف يعلم بالاضطرار من مراد أئمة هذا الفن ما لا يعلمه غيرهم .

لهذا عند فهم النص القرآني ومراد الله تعالى منه يجب الرجوع لأئمة التفسير وفهم القرآن قبل أن يندفع المرء مدفوعًا بتحيز معين أو فكرة مسبقة زاعمًا أن آية معينة خاصة بواقعة معينة أو قوم معينين .

وقد فعل النصراني هذا في رجوعه لكلام المفسرين في فهمه لآية سورة النساء ، أما عند فهمه لقوله تعالى (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) فقد قفز بنفسه لاستنتاج وتخمين مراد الله تعالى من كلامه دون الرجوع لما قاله أهل العلم والاختصاص . والمرء يعذر النصراني في هذا فهو يريد ان يثبت لمن يقرؤون كلامه أن القرآن لا يتهم اليهود بتحريف كتابهم وهذا ما دونه خرط القتاد ، إلا إذا قام النصراني بتجميل وتزيين كلامه ، وكما يقول الناس : أنا لا اكذب ولكني أتجمل .

هذا هو سبيله الوحيد لتحقيق هدفه من الكتابه ووضع المقالات ، خاصة أن سعر المقال قد ارتفع هذه الأيام وصار بالدولار الأخضر الأمريكي الجميل ، والمنظمات التنصيرية تدفع بلا حساب ، وكله حسب طول المقال وتسويد الصفحات بالكلام والنقل من البخاري والطبري والجلالين .. وكما قيل : أنا لا اكذب ولكني أتجمل .

نعود للآية الكريمة ونقول : أن الأصل في فهم النصوص القرآنية هو عموم اللفظ حتى مع خصوص السبب فقد نزلت آية الظهار في سلمة بن صخر ، وآية اللعان في شأن هلال بن أمية ، آية الكلالة في جابر بن عبد الله ، وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم . ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعاً ذائعاً بينهم .

فإن كان هؤلاء الصحابة ، وهم أقرب الناس عهدًا بنزول القرآن ، وأكثر الناس علمًا بمراد الله تعالى في كتابه ، وأخص الناس معرفة باللغة ومسالكها ، قد درجوا على اعتبار عموم اللفظ بغض النظر عن خصوص السبب ، فلم لا نسير نحن على فهمهم وهداهم رضي الله عنهم أجمعين ؟

هذا بخصوص مسألة العام والخاص والتي تباهى بها النصراني المسكين على أنها من المسائل التي لا يعرفها العامة - أمثالنا - وتحتاج لمن هو مثله في معرفة علوم اللغة البلاغة والبيان .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما ينقل عنه السيوطي في الإتقان : (( ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أوفي قوم من اليهود والنصارى أوفي قوم من المؤمنين، فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق )) السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ج1 ص30 .

صدق شيخ الإسلام ؛ فإنه لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق !

فما بالك وقد قاله نصراني هزيل يزعم أن العامة الجهلاء الدهماء - أمثالنا طبعًا - لا يلمون أساليب التفسير القرآني بحسب علوم اللغة والبلاغة والبيان التي جاد بها الله على قريحته .

أما المراد من الآية الكريمة فيقوله لنا الإمام النسفي في تفسيره :
{ يُحَرِّفُونَ الكلم عَن مواضعه } يميلونه عنها ويزيلونه لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلماً غيره فقد أمالوه عن مواضعه في التوراة التي وضعه الله تعالى فيها وأزالوه عنها مقامه وذلك نحو تحريفهم «أسمر ربعة» عن موضعه في التوراة بوضعهم «آدم طوال» مكانه . ثم ذكر هنا «عن مواضعه» وفي المائدة { مِن بَعْدِ مواضعه } [ المائدة : 41 ] فمعنى «عن مواضعه» على ما بينا من إزالته عن مواضعه التي أوجبت حكمة الله وضعه فيها بما اقتضت شهواتهم من إبدال غيره مكانه ، ومعنى { مِن بَعْدِ مواضعه } أنه كانت له مواضع هو جدير بأن يكون فيها ، فحين حرفوه تركوه كالغريب الذي لا موضع له بعد مواضعه ومقاره والمعنيان متقاربان . ا.هـ. مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج1 ص256 طبعة دار الكتب العلمية .

لاحظ أن المفسر فهم الآية على عمومها ولم يذكر ما حرفوه إلا بغرض وضع أمثلة ، وليس أن هذه الأمثلة هي فقط كل ما وقع في الكتاب من تحريف .. وهكذا في بقية التفاسير ولولا ان طرا لي طاريء الآن لأكملت الرد على هذا المتهوك .

والله أعلم .

---إنتهى كلامه

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النصراني

فماذا نقول للعامة الذين لا يلمون بأساليب التفسير القرآني بحسب علوم اللغة والبلاغة والبيان؟؟
فماذا نقول للعامة الذين لا يلمون بأساليب التدليس والكذب على العلماء وإثبات ما لم يقولوا بهتاناً وزوراً ؟؟