السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اﻷخ ميجو
هل ستستشهد باﻵية:"آمَنْتُ بالذي آمَنَتْ به بنو إسرائيل"؟
إنْ كان الجواب بـ"بلى".
أقول: أساسًا فرعون نطق بها آخر دقائق حياته، ثم أنَّ نطقها كان في زمن يختلف عن زمن إدعاء الألوهية، فالزمن الذي ادَّعى فيه الألوهية، يُحْكَم على فرعون فيه بِحُكْمٍ خاصٍ، والزمن الذي نطق فيه بـ"آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل"، يُحْكَم على فرعون فيه بِحُكْمٍ خاصٍ، فاﻷحكام هنا تختلف بإختلاف اﻷحوال.

وبناء عليه، ففرعون في حاله اﻷول كافر غير مشرك؛ ﻷنَّه يقول بأنَّه إله، وهو بهذا لا يختلف عن الذين ينكرون الله خالق الكون، فهؤلاء يتخذون أهواءهم آلهتهم، وأهواءهم من هذا الكون المنظور، وفرعون جعل من نفسه إله، وهو من هذا الكون المنظور، فكلاهما يشتركان في نفي اﻹله الذي هو ليس هذا الكون المنظور، ولا هو من هذا الكون، فكل منهم كافر غير مشرك، ونبغي ألاَّ نسقط إيماننا بالله عليهم ثم نقول: "إنَّهم مشركون"، فهذا الحُكْم مبني على اسقطاتنا اﻹيمانية عليهم، ونحن لا نتكلَّم عن الحُكْم الذي نسقط أو ننزل فيه إيماننا بالله عليهم، بل عن الحُكْم الخالي من أي إنزال إيماني (إسقاط إيماني) منَّا نحن.