السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اﻷخ قلم من نار
لا بد من فهم اﻵيات جيدًا من خلال أسباب النزول، وغيرها.
سؤال: هل لن يغفر الله للذي كان مُشْرِكًا ثم ترك الشرك؟
الجواب: لا، ولا أدلَّ على ذلك من مشركي مكة الذين أسلموا، فلو فهم سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - أنَّ المغفرة لن تحصل حتى باﻹيمان لما دعاهم للإيمان، ﻷنَّه في الحالين لن يُغْفَر لهم، ولكن الصحيح هو أنَّ حكم عدم المغفرة يتوقف على الثبات على الشرك، والعناد في اتباعه واﻹعراض عن الحق لا بجهل بل بعناد، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
انظر أخي الفاضل كلمة الشرك أخص من كلمة الكفر، وكلمة الكفر أعم من كلمة الشرك، فالشرك يطوي الكفر داخله، ولكن الكفر لا يطوي الشرك داخله، ﻷنَّ الشرك حالة واحدة من حالات الفكر إلى جانبه أحوال كفرية متعددة، مثل كفر النعمة..
إذا سمعنا كلمة الشرك بالله، فلا بد أنْ نفهم مباشرة أنَّه يندرج تحت الكفر.
اﻷخ قلم من نار
بناء على جوابي الذي قبل هذا الاقتباس، وهو أنَّ كلمة الشرك أخص من كلمة الكفر، والكفر أعم، فالشرك بالله حالة واحدة من أحوال الكفر المتعدِّدة، ولهذا فالذين يدخلون في حكم الكفر حسب اﻵية التي في الاقتباس ليسوا كل الكفار، بل الكفار الذين أشركوا بالله، فالنصارى الذين كفروا بنوة سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - ليسوا داخلين في حكم اﻵية رغم أنَّهم كفار، فقد أباح الله للمسلم المحصنات من النصارى بناء على أنهم أهل كتاب - رغم أنَّ الكتاب لم يبق منه إلا القليل -.
وبناء عليه فالكافرة من نوع المشركة والمحصنة - في نفس الوقت - لا تدخل في حكم اﻵية.
بالجملة الكفر أنواع كثيرة، وكذلك الشرك، ولكن الشرك متفرع عن الكفر، ﻷنَّه أخص من الكفر.
المفضلات