رسالة يوشع فتى محمد: فلنكف عن الإختباء و لنخرجهم من هذا التيه !



اعتنقت الإسلام و لله الحمد و الإسلام يجُب ما قبله.

[ إخوتي الكرام ... ]

أنا لا أسافر حول العالم و أحكي قصتي هذه لكي أرفه عنكم أو أسلّيكم ( رغم أن بعضهم قد ذكر بأن قصتي مسلّية نوعًا ما) ..

ليس هذا هو السبب الوحيد , و إلا فبمقدوركم الإصغاء لنفس القصة عبر "اليوتيوب" , و لكن أسرد هذه القصة لأن هناك ملايين البشر مثلي تماماً ؛ مثلي عندما كنت عام 1998 أبحث عن الحقيقة ؛ متخبطًا في الظلام.

على الأرجح هناك الملايين في "ولاية كاليفورنيا" و في جنوب الولاية و منطقة "لوس انجيلوس" , و مئات الآلاف - إن لم يكن الملايين من البشر- في مقاطعة "اورانج" [ التي ألقي محاضرتي فيها الآن ] وحدها, جميعهم يريدون معرفة الحقيقة , فقد سأمت أسماعهم هذه الترهات و النفايات التي تلقى على مسامعهم كل يوم , لقد ملّوا ما يبثه بينهم "أولياء الشيطان" من أباطيل مرارًا و تكرارًا !

أتعبتهم هذه الحياة المادية و خنقت أرواحهم ظروف هذه المعيشة الضنكا.

نحن المسلمون بمقدورنا حل جميع مشاكلهم ...

لكن أتدرون ماذا نحن فاعلون ؟

نضن عليهم بهذا الحق و تلكم الحلول و نحتفظ بهذا كله هنا منزويًا بين جدران المساجد.

أقول : نحن [ المسلمون ] لدينا حل أي معضلة في العالم.

هل تريدون حل مشكلة الجوع ؟

الإسلام لديه الحل.

هل تريدون حل مشكلة الفقر و الفاقة ؟

الإسلام لديه الحل.

هل تريدون حل المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها هذا البلد [ أمريكا ] ؟

الإسلام لديه العلاج الفوري!

نُشِرت مقالة - مؤخرًا - في صحيفة "الواشنطن بوست" تذكر أن أكثر الأسواق انهيارا في هذا البلد هي : العقارات و الاستثمار.

أسهم جميع المتعاملين في هذين السوقين في هبوط و سقوط سريع , ما عدا قطاعي "التمويل الإسلامي" و "سوق العقار الإسلامي" فأسهمهم في ارتفاع حثيث , ليس سريعًا و فاحش الربح بين يوم و ليلة , و لكنه مضطرد و مستقر و يمتاز بالثبات و القوة.

هاتان الفئتان تمتازان بالثبات و الاستقرار و المتانة , من وجه نظر اقتصادية , حتى أنه بلغ الأمر بالمتخصصين الإقتصاديين في العاصمة ؛ البحث عن وسيلة يمكنهم من خلالها فهم و تبني هذه المفاهيم و التشريعات الإسلامية التي تنتهجها تلك الشركات و المؤسسات في مجالي الإستثمار و العقار , و مِن ثمّ ضخ هذه المباديء في أوردة هذا النظام المتداعي المضطرب ؛ في محاولة لإعطاءه بعضًا من الإستقرار و الثبات , فقد فطنوا لحقيقة أنه لا يمكن تحقيق الثروة أو "أن تصبح غنيًا بين ليلة و ضحاها" حسب المفهوم الإسلامي و لكن سوف تتمتع بالإستقرار و الثبات ؛ المفقود حاليًا.

المغزى هنا هو أنهم بدأوا معرفة الحقيقة بأن الإسلام لديه الحل , و لكن نحن نعرف هذا مسبقًا !

نعم!

نحن نعرف بأن الإسلام لديه الحل , و لكننا نخفي هذا العلاج عن الناس , سواء علمنا هذا أو جهلناه , قسرًا أو طواعية , نحن نخفي هذا الأمر عن الناس بالفعل.

هناك آية في القرآن الكريم عن توعّد الله لليهود بما فعلوه في دينهم , من كتمانهم للحق ...

قال الله تعالى :

"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة : 159 - 160]

هؤلاء اليهود أخفوا ما علموا من الحق بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم , و نحن نعلم الحقيقة عن الإسلام و نخفيها بدورنا أيضًا !

نحن المسلمون نلهج بالدعاء و التوسل لله كي يغيثنا و يمنحنا الكرامة و العزّة , و هو قد منحنا إياها في هذا الدين !

كل ما يريده المسلم قد تحصّل عليه فعلاً في هذا الدين العظيم , دين الإسلام.

كل شيء تطلبه من الله عز وجل تجده في كشف حساب مفتوح مهيّأ لأجلك , المطلوب منك فقط أن تبحث عنه و تجده.

لن أطيل عليكم و أذكر الآيات الكريمة التي ترسّخ هذا المفهوم , و لكن إذا أردت الحل لجميع مشاكلكم في الدنيا و الآخرة فأقرأوا سور "الصف" من الآية 10 إلى الأية 13 .

[ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" ]

لدينا العلاج الناجع لأي مرض في العالم !

و سأضرب لكم مثلاً , لأني أريد أن تترسخ هذه الكلمات في قلوبكم و تعلق بأذهانكم إن شاء الله:

لنقل بأنني أنا و أحد الإخوة في الدين - اسمه "عبد الله" - مترافقين و متزاملين و نسكن معًا منذ سنينًا طوالاً.

أُصيب الأخ عبدالله بمرض عضال و مؤلم جدًا , ألم ممض لا يطيقه إنسان , هذا الداء لا يقضي عليه فورًا , و لكنه مثل الموت البطي و الكرب المُضني ؛ لا يجد معه نومًا أو يسيغ معه طعامًا أو شرابًا.

كلّما آتي للمنزل , أجده يتلوى على الأرض من شدة الآلام , و أنا عليم بما يعاني منه من آفة مهلكة و عذاب متواصل لا ينقطع.

هَب أنني وجدت يومًا بالمصادفة العلاج الذي يبريء أسقامه و يزيل آلامه , و أخبرني أحدهم بأن أثر هذا الدواء فوري الشفاء لحالة عبدالله أو أي حالة مشابهة , و سوف تنقطع المعاناة للأبد.

أخذت هذا الدواء و وضعته في جيبي , و لم أعطيه لعبد الله.

و لكن لماذا لا أعطيه لعبدالله ؟

أولاً... أنا مشغول كثيرًا لدي عملان باليوم و السفر و التنقل اليومي يأخذ جل وقتي , إذا أراد عبدالله الدواء فليتحصل عليه بنفسه.

ثانيًا ... أنا لست طبيبًا ! لا أستطيع أن أصِف لعبدالله دواءً و أنا ليست لدي المعلومات الكافية في هذا المجال. إذا أراد أن يُعالَج فليذهب لطبيب كي يساعده , أنا لست طبيبًا !

ثالثًا ... عبدالله عنيد و لا يستمع لي و له طريقة تناسبه في الحياة , لذا حتى إن تكلمت معه عن هذا الدواء و ما فيه من فوائد و أنه سوف يشفيه , فعلى الأرجح أنه لن يطيع قولي على أي حال , و لن يأخذ الدواء , فلماذا أبدد وقتي ؟

(هل تبدو هذه الأعذار مألوفة لديكم ؟)

حسنًا , لنفترض أنني لم أعطي الدواء لعبد الله , ثم يموت !

يموت بطريقة مؤلمة جدًا فوق ما تتصورون.

أريد أن أسألكم سؤالاً تقريريًا ....

" هل تعتقدون بأن الله يوم القيامة سوف يسأل عبدالله و يسائلني عن هذا الأمر لأنني ظلمته بتركي له يعاني و يتألم و بيدي ما يخفف هذه المعاناة و يزيل هذه الآلام ؟"

أنا متأكد بأن الله سوف يسئلنا عن هذا الأمر , و لكن أتعلمون ماهو الجميل في الإسلام ؟

إذا كان عبدالله مسلمًا صالحًا و صبر على هذا المرض , فإنه سوف يلقى ربه شهيدًا - إن شاء الله - و يمكنه أن يقف أمام الله يوم السؤال و يطلب لي الصفح و المغفرة من جناب الكريم و يقول " قد غفرت له يارب , فأغفر له" , و الله تعالى يغفر لي و يصفح عني - إن شاء عز وجل -.

لكن المرض الذي أحدثكم عنه , هو المرض الذي يسير به غير المسلمون , و في كل يوم , و هم لا يعلمون بذلك.

هذه العلّة لا تترافق معها أعراض مادية أو جسمانية ؛ إنه مرض الشرك و الجهل بالله سبحانه و تعالى.