و بالنسبة لحركة الأرض
فالنصوص القرآنية تكاد تصرح بحركة الأرض حين تنسب السباحة فى الفلك لليل و النهار
قال تعالى
الانبياء (آية:33): وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون
يس (آية:40): لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون
فكيف يتحرك الليل و النهار فى فلك (مدار دائرى ) لو لم تكن الأرض تتحرك بهما ؟
و قوله تعالى
النمل (آية:88): وترى الجبال تحسبها جامده وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون
و مما يشهد بأن الآية تتحدث عن الدنيا
أولا
الآيات قبلها كانت تتحدث عن يوم القيامة ثم انتقلت للحديث عن الليل و النهار ثم عادت للحديث عن القيامة مرة أخرى ثم عادت للحديث عن الجبال
أى أن الآيات تتبادل الحديث عن الآخرة و الدنيا و ليس أنها تتحدث عن الآخرة فحسب
ثانيا
وصفه تعالى لمرور الجبال مر السحاب بأنه صنع الله يوحى بأن الآية تتحدث عن الدنيا
أما قولك أن صنع الله تتحدث عن السحاب فلا يخلو من تكلف
ثالثا
ختام الآية بقوله تعالى إنه خبير بما تفعلون يناسب الدنيا و ليس الآخرة
و أنا أتعجب - أخى الكريم - من قيامك بنقل تفسيرات غريبة لآية مرور الجبال من كتاب قصة الخلق و تصديقك لمؤلف الكتاب و كأن كل ما يقوله حقيقة و عدم اقتناعك بالعلم الحديث
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات