واللهِ يا أخوة أرى أن المناظرة قد انتهنت بهذه المداخلة :-
.
اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف البتار مشاهدة المشاركة


أرى أن هذه المناظرة انتهت قبل بدايتها لأن شهادة القرآن بعصمة الكتاب المقدس الحالي مرهونة بجزئين وهما :-

الجزء الأول :-

1) القرآن تحدث عن التوراة والإنجيل فقط ولم يذكر شيء عن كتاب اسمه الكتاب المقدس الذي إلى الآن لا نعرف من الذي قدسه .

2) هذا الكتاب المدعو مقدس لا يمكن أن يحذف الأسفار والرسالات التي تحتويه .

إذن الجزء الأول يُبطل المناظرة من بدايتها .

الجزء الثاني وهو الأهم :-

عندما نتحدث عن التوراة والإنجيل المذكوران في القرآن علينا أولاً أن نتعرف عنهما كما ذكرهم القرآن لكي لا يأتي شخص يحمل كتاب وأطلق عليه التوراة أو الإنجيل ويقول هذا هو الكتاب الذي ذكره القرآن فآمنوا به .

لذلك الله جل وعلا لم يتركنا في ضلال بل أوضح لنا ما هي التوراة وما هو الإنجيل وما هي الفقرات التي يتضمنها لنتأكد بأن هذان الكتابان هما التوراة والإنجيل الحق .

لذلك قال تعالى :

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
آل عمران:3

وهنا يجب أن نلتفت إلى أن الحق قال عن القرآن: "نزل" وقال عن التوراة والإنجيل: "أنزل". لقد جاءت همزة التعدية وجمع ـ سبحانه ـ بين التوراة والإنجيل في الإنزال، وهذا يوضح لنا أن التوراة والإنجيل إنما أنزلهما الله مرة واحدة، أما القرآن الكريم فقد نزله الله في ثلاث وعشرين سنة منجما ومناسباً للحوادث التي طرأت على واقع المسلمين ، و"نزل" تفيد شيئا قد وجب عليك؛ لأن النزول معناه: شيء من أعلى ينزل، فالأعلى هو من خالق الكون والبشر .

وقد أشار الله عز وجل أن المسيح حمل معه كتاب لبني اسرائيل اسمه : الإنجيل


ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ
الحديد:27

وهذه الآية تؤكد عدم شهادة القرآن لكتاب الكنيسة لأنهم لا يؤمنوا بأن المسيح جاء بكتاب وأن الأناجيل الموجودة حالياً ليس للمسيح شأن بها ولا يعرف عنها شيء .

ولم يتوقف الله عز وجل عن شرح التوراة والإنجيل بل قال :-


الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

إذن بشارة رسول الله :salla-s: مكتوبة في التوراة والإنجيل كما كشف الله لنا .


وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
الصف:6

إذن المسيح بشر برسول يأتي من بعده .

وساعة يقول الحق عن القرآن: "مصدقا لما بين يديه" فمعنى ذلك أن القرآن يوضح المتجه؛ إنه مصدق لما قبله ولما سبقه، إنه مصدق للقضايا العقدية الإيمانية التي لا يختلف فيها دين عن دين؛ لأن الديانات إن اختلفت فإنما تختلف في بعض الأحكام، فهناك حكم يناسب زمنا وحكم آخر لا يناسب ذلك الزمن. أما العقائد فهي لا تتغير ولا تتبدل، وكذلك الأخبار وتاريخ الرسل، فليس في تلك الأمور تغيير. ومعنى "مصدق" أي أن يطابق الخبر الواقع، وهذا ما نسميه "الصدق". وإن لم يطابق الخبر الواقع فإننا نسميه "كذبا".

وإذا كان القرآن قد جاء مصداقا لما في التوراة والإنجيل ألا تكون هذه الكتب هداية لنا أيضا؟
نعم هي هداية لنا، ولكن الهداية إنما تكون بتصديق القرآن لها، حتى لا يكون كل ما جاء فيهما ومنسوبا إليهما حجة علينا. فالذي يصدقه القرآن هو الحجة علينا، فيكون "هدى للناس" معناها: الذين عاصروا هذه الديانات وهذه الكتب ، ونحن مؤمنون بما فيها بتصديق القرآن لها.... الإمام/ الشعراوي .

إذن : قوله تعالى : مصدقا لما بين يديه ، أي يطابق الخبر الواقع ، والخبر الواقع هو بشارة رسول الله :salla-s: بهذه الكتب .

فأين هي هذه البشارة ؟

إن وجدت هذه البشارة آمنا بها وشهد القرآن بهذه الكتب وآمن المحاور المسيحي بالإسلام ورسالة الرسول :salla-s: وانتهت المناظرة ، وإن لم توجد هذه البشارة فإذن القرآن لم يشهد بعصمة الكتاب المدعو مقدس وايضاً انتهت المناظرة ولكن نسأل الله الهداية للمحاور المسيحي .
.
حفظ الله أستاذي الحبيب السيف البتار وأطال لنا في عمره .
.