بسم الله الرحمن الرحيم



اخوانى الاعزاء اقدم اليكم مقارنة بسيطة بين عظمة القرأن الكريم و بين كتاب الفرقان الحق كما اسموه الملحدين واليهود و المسيحيين .

بداية اعتذر اليكم عن قيامى بهذه المقارنة لانه لايوجد وجة للمقارنة بين القرأن وهذا الكتاب ولكن عند تصفحى لاحد المنتديات المسيحية وجدت احد الاعضاء يدعى "
"hopeless_refugee "
كتب موضوع بعيد كل البعد عن ابسط قواعد الموضوعيه تحت عنوان "هزيمة اله الاسلام فى التحدى القرأنى " وطبعا هذا المدعوا استشهد بايأت التحدى للبشر فى القران الكريم فى ان يأتوا بمثله وقال " اليوم اقدم اليكم الفرقان الحق دليل على هزيمة اله المسلمين " .

وطبعا هذا المدعوا لم يأخذ بابسط قواعد البحث الموضوعى و التحرى بصدق لذلك حاولت ابحث عن موضوع هذا الكتاب " الفرقان الحق" لكى مدى صدق ونزاه هذا المدعوا ومن خلال البحث قد توصلت الى الحقائق الاتية وحاولت اكتب هذه المشاركة هناك بس للاسف اغلقوا الموضوع لضمان عدم الردود .


عظمة القرأن


المعنى اللغوى :

المعنى اللغوى لكلمة القرآن قد اشتُقّ اسمه من ( القراءة ) بمعنى الاستقراء والتحليل والفهم وتأكد هذا المعنى بأن أول كلمة نزلت من القرآن هي ( اقرأ ) وأول أداة ذكرت فيه هي ( القلم ) .

المعنى الاسلامى او الدينى :

القرآن اسم يطلق على كلام الله عز وجل المنزَّل على خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه و آله ) خاصة ، و لا يسمى بذلك غيره وهو اسم لمجموع ما هو موجود بين الدفتين الكتاب و المشتمل على مئة و أربع عشرة سورة ، أولها سورة الفاتحة و آخرها سورة الناس .

من بعض الاعجاز البيانى فى القرأن الكريم :


نكرة مكررة ثلاث مرات في آية واحدة :

قال الله تعالى في سورة الروم:

" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ(54) ".

يجب التذكير بالقاعدة البيانية: النكرة إذا تكررت فإنها في كل مرة تفيد معنى جديداً.
( ضعف ) نكرة تكرارها في نفس الموضع يفيد أن الضعف الأول غير الثاني وغير الثالث.
المراد بالضعف الأول: النطفة ( ضعيفة فهي ماء مهين ).

والضعف الثاني: الطفولة ( لأنه بحاجة إلى رعاية أمه في مرحلة الرضاع وعناية خاصة حتى يجتاز مرحلة المراهقة ويصل البلوغ ).

والضعف الثالث: الشيخوخة ( لأنه يعود في مرحلة الشيخوخة ضعيفا عاجزا.. ضعيف الفكر.. ضعيف الحركة والسعي والنشاط ).

واللطيف في الآية أن ( قوة ) وردت نكرة وكررت مرتين.

إذاً.. القوة غير القوة .

القوة الأولى: قوة فترة الصبا ( الصبي قوي مندفع كثير الحركة ).

القوة الثانية: قوة الشباب ( قوة الجسم والمشاعر والأحاسيس والهمة والعزيمة والانطلاق في الفكر والأحلام والطموح ).

" ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا " ،القوة الأولى تقود إلى القوة الثانية.

هذه الآية الكريمة تلخص حياة الإنسان على الأرض وتبين أنها تقوم على خمس مراحل:
1.الضعف : وهو جنين في بطن أمه .
2.الضعف : وهو رضيع في حضن أمه .
3.القوة : وهو صبي مندفع .
4.القوة : وهو شاب نشيط فاعل .
5.الضعف : وهو شيخ عجوز هرم ..

هنا روعة الإعجاز البياني القرآني .. التعبير الحق البليغ .. عن أدق التفاصيل .. بأقل عدد من الكلمات.. في نظم محكم بديع.. دون أن يخل بالسياق ... في جرس موسيقي يأخذ بالألباب !

يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " ‏- الحج‏:73

أول جانب بلاغي نلمسه في هذه الآية الشريفة هو ما يعبر عنه بـ ( جدة اختراع المعنى أو سلامة الاختراع ), والمقصود به الإتيان بمعنى لم يُسبق إليه, فالمعنى الذي تضمنه التعبير القرآني " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا " لم يأت به أحد من قبل, ويعتبر من أبلغ ما قيل في تجهيل الكافرين وتسخيف أحلامهم.

من ضمن الفوائد البلاغية التي يستفيدها المتأمل في هذه الآية الكريمة هي أنها من أقوى دلائل ( المذهب الكلامي ) الذي يعتبر أحد فنون علم البديع.

المقصود بالمذهب الكلامي هو أن يأتي المتكلم بحجة عقلية قاطعة لإثبات صحة ما يدعو إليه وإبطال دعوى خصمه, فعلم الكلام عبارة عن إثبات أصول الدين بالبراهين العقلية القاطعة, وبلاغة الأسلوب في هذه الحالة وقوة تأثيره يتناسب مع مدى قرب هذه البراهين من المنطق والعقل.

دعونا نتأمل المذهب الكلامي في هذه الآية الشريفة :

ابتدأ سبحانه وتعالى خطابه إلى الناس بصفة عامة والمشركين بصفة خاصة ببيان عجز تلك الأصنام المعبودة عن خلق هذه الحشرة الصغيرة حتى مع اجتماعها وتساندها وتضافرها.

ثم تحداهم بما هو أسهل من الخلق, وهو عجز تلك الأصنام عن مقاومة الذباب, حيث يسلبها ما وضع عليها من عسل ونحوه- حيث دأب المشركون على إغراقها بالعسل والزعفران والمسك – وهي لا تملك المقاومة, أو استرداد ما سلب منها, وفي هذا عرض لمشهد هزيمة تلك الأوثان أمام هذا الكائن الصغير الحقير.

هذا التدرج القرآني في العرض يرسم حجة عقلية قاطعة عن ضعف تلك الأوثان, وتفاهة عقول من عبدوها.

إكمالا للفائدة أود الإشارة إلى المذهب الكلامي كفن بلاغي.

أول من أشار إلى هذا الفن هو الجاحظ, من خلال إعطاء بعض الأمثلة عليه, وقد ذكره ابن المعتز في كتابه ( البديع ) فقال : " وهو مذهب سماه عمرو بن الجاحظ المذهب الكلامي ...."

ساكتفى بهذين الايتين فقط حيث ان المجال كبير جدا من هذه الناحية


تفاهت الفرقان الحق


المعنى اللغوى :

كلمة (الفرقان) في اللغة تعني الذي يفرق بين الحق والباطل، فلا يجوز أن نقول "فرقان حق" أو "فرقان باطل" هذا خطأ لغوي واضح، فإذا كان عنوان الكتاب بهذا الشكل فما ظنك بمحتوياته؟

المعنى العام :
مجموعة من السُّوَر تتجاوز الخمسين لفَّقَتْها ، فى الفترة الأخيرة على غرار القرآن الكريم ، بعضُ الجهات التبشيرية المتعاونة مع الصهيونية العالمية بتخطيط أمريكى بغية أن تحلّ مع الأيام فى نفوس المسلمين محل القرآن المجيد.

وفى هذه السُّوَر هجومٌ كله إقذاع وفُحْش على سيد الأنبياء والمرسلين ، واتهامٌ بذىء بالكفر والضلال والنفاق لـه عليه الصلاة والسلام ، وتسفيهٌ لكل شىء جاء به الإسلام من توحيدٍ ونعيمٍ أُخْرَوِىّ وصلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ وجهادٍ وطهارةٍ وتشريعاتٍ أسريةٍ … ، وادِّعاءٌ بأن كتاب الله إنما هو وحىُ شيطانٍ إلى شيطان ، وتمجيدٌ للتثليث المسيحيى ومداعبةٌ من طَرْفٍ خفى لليهود …

يعرض على أنه وحى سماوى . أُوحِىَ إلى من ؟ لا أحد يعرف ‍! متى أُوحِى ؟ لا أحد يعرف ! فى أية ظروف أُوحِى ؟ لا أحد يعرف !


التحكيم النزية لقرأن العبيد

حسبما هو موجود فى الموقع المشار إليه آنفا ، على نحو خمسة وأربعين نصًّا يُطْلَق على الواحد منها " سُورَة " تقليدا مفضوحا للقرآن ، وكل من هذه السُّوَر يتكون من عدد من الآيات يتفاوت ما بين عدد أصابع اليد الواحدة أو أصابع اليدين والقدمين لا يزيد عن ذلك .
إلا قد لاحظت أن ترقيم هذه السُّوَر غير متسلسل دائما حتى إن أول سورة ، وهى " سورة المحبة " ، قد أخذت الرقم ( 2 ) ، كما أن ترقيم السورة الأخيرة ، واسمها " سورة البهتان " ، هو ( 59 ) ، ومعنى ذلك أن هناك فجوة فى بعض الأحيان بين السورة والتى تليها ، فهل ينبغى أن نفهم من هذا أن هناك سُوَرًا ناقصة ؟ لكن لماذا ؟ وما هى هذه السُّوَر ؟ وأين ذهبت ؟ لا أدرى .

كذلك يلاحظ أن أسماء طائفة من سور " الفرقان الحق " قد أُخِذَتْ من أسماء سور القرآن الكريم ، مثل " النور والنساء والمنافقين والطلاق " . أى أن من افْترَوْا هذا " الفرقان " لم يَسْطُوا فقط على نصوص آيات القرآن ليصنعوا منها هذا الترقيع الرقيع بل سَطَوْا على أسماء بعض سوره الكريمة ، وإن كانوا قد نقلوها من محلها الطاهر الشريف إلى ذلك الكنيف !

أما الأسماء الأخرى التى لم يأخذوها من أسماء سور القرآن الكريم فمنها " الأساطير والغرانيق والجنة والمحرّضين والكبائر والرُّعاة والشهادة والإنجيل "، وإن كانت كلها رغم ذلك فى الهجوم على القرآن : فـفى " سورة الأساطير " مثلا يزعمون أن القرآن ما هو إلا أساطير الأولين كما كان وثنيو العرب يقولون قبل أن يكذّبوا أنفسهم بأنفسهم ويؤمنوا به ، وفى " سورة الغرانيق " يدّعون أنه كان فى القرآن آيتان تمجدان الغرانيق ، أى اللات والعُزَّى ومَنَاة ، ثم حُذِفتا فيما بعد.

أما "سورة الرعاة " فهى هجاء للصحابة والعرب الأوائل الذين حملوا الإسلام إلى العالمين والذين يحاول أولئك اللصوص السُّطَاة أن ينالوا منهم بالقول بأنهم لم يكونوا متحضرين ولا أغنياء بل كانوا مجرد رعاة ، وكأن التلاميذ الذين كانوا يلتفون حول المسيح كانوا من أصحاب القصور ومن خريجى الجامعات ، ولم يكونوا من صيادى السمك والعُرْج والبُرْص والعُمْى والمخلَّعين والممسوسين والعشّارين والخطاة على حسب ما جاء فى الأناجيل نفسها ! إننا بطبيعة الحال لا نبغى أن ننال من الفقراء والمساكين والمسحوقين ، فنحن لسنا من أغنياء القوم ولا من السادة ، لكننا أردنا فقط أن ننبه هؤلاء المأفونين إلى مدى السخف والسفالة التى ينساقون إليها فى العدوان على ديننا ورسولنا وصحابته الكرام .

الحكم على سورة واحده من هذه التفاهة (سورة الفتحة)

لما تتضمنه عادة فاتحة الكتاب من أهمية تجعلها تحتل مكان الصدارة منه.
وكنّا بدأنا ـ انطلاقاً من ذلك ـ بدراسة الآية الأولى من السورة المذكورة ، وها نحن هنا نستكمل دراستنا البلاغية لما بقي
منها كاملاً دون تجزئة ، وذلك لارتباط الآيات ( المزعومة ) المتبقية ارتباطاً معنوياً فيما بينها مما يدفعنا لدراستها مجملة، من غير تطويل مملّ أو إيجاز مخلّ وهذا نص الآيات المتبقية بدءاً من الآية الثانية :

( 2 ) مهيمن يحطم سيف الظلم بكف العدل ويهدي الظالمين
( 3 ) ويهدم صرح الكفر بيد الإيمان ويشيد موئلاً للتائبين
( 4 ) وينزع غلَّ الصدر شذى المحبة ويشفي نفوس الحاقدين
( 5 ) ويطهّر نجس الزنى بماء العفة ويبرئ المسافحين
( 6 ) ويفضح قول الإفك بصوت الحق ويكشف مكر المفترين
( 7 ) فيأيها الذين ضلّوا من عبادنا توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين .


مهيمن ومهام أخرى !!!
تبدأ الآية الثانية بالاسم ( مهيمن ) وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ( الفرقان ) .
والمهيمن – حسب ما جاء في معاجم اللغة – هو الشاهد و الرقيب . ومن ثمّ فليس هنالك من مهمةٍ للشاهد أو الرقيب غير مهمة المراقبة والمشاهدة بغية إقامة الحجة والدليل على المراقَب أو المشاهَد.
غير أن المهيمن ( الرقيب ) في هذا النص يحطم ويهدي ويهدم ويشيد ويطهر ويُبرئ .. وليس في الأفعال الواردة في النص مما يناسب مهمة المهيمن غير فضح قول الإفك وكشف مكر المفترين على أنهما من نتائج المشاهدة والمراقبة .
وهذا يدل على فهم خاطئ لمعنى كلمة ( مهيمن ) فجاءت في النص مرادفة لكلمة المتحكم أو المسيطر وما في معناهما .

معادلة القوة والضعف

لو تأملنا العبارات الواردة في النص لأدركنا أنها تقوم على افتراض وجود ميزان بين قوى الشر وقوى الخير ، ولكن معادلة العلاقة بين الخير والشر تستند إلى وجود شر ذي قوة وبطش مزوَّد بأدوات تساعده على البقاء، وخير لين الجانب ، ضعيف، هزيل، مجرّدٍ من كل ما يمنحه القدرة على مناهضة الشر.
ومع هذا فإن الخير المجرد من وسائل القوة، الذي يحمله الفرقان الحق – حسب النص – قادر على هزيمة الشر مع ما يمتلكه الأخير من أدوات البقاء والسيطرة .
تأمل هذا الخلل الواضح في معادلة القوة والضعف :
كف العدل تحطم سيف الظلم
يد الإيمان تهدم صرح الكفر
صوت الحقيفضح قول الإفك

إن الصورة الفنية التي أُريد لها أن تُظهر قدرة الحق على الوقوف في وجه الباطل قدّمت المعنى على عكس ما أريد لها ، وعرّت الحق من معاني القوة التي يتضمنها فبدا ضعيفاً هزيلاً ليّناً .

أفلا يحتاج سيف الظلم المجرَّد ، وصرح الكفر المشيّد، إلى قوة تجابهه ؟ أم أنَّ يداً فارغة وكفّاً عارية قادرتان وحدهما على فعل ذلك ‍!!؟

أرادت العبارات المذكورة إظهار ضعف الظلم فأمسكته سيفاً، وبيان هشاشة الكفر فأسكنته صرحاً، ووصفت ادعاء الكاذب بالقول، بينما منحت صاحب الحق صوتاً ...!!
أوَلم يكن من البلاغة أن يكون السيف للعدل، والصرح للإيمان، والقول للحق ( وفرق كبير بين القول والصوت سنأتي على ذكره بعد قليل ) ...؟؟
أفعال في غير موضعها
جاءت هذه السورة حافلة بالأفعال ، غير أن معظمها جاء استخدامه خالياً من البلاغة ... فانظر في هذه الأفعال وتأمل:
يحطم سيف الظلم:

والتحطيم هو تهشيم الأشياء الصلبة وتفتيتها، وهو مختلف عن الكسر الذي يحول المكسور إلى قطعتين وهو غير التكسير الذي يعني تحويل المكسور إلى قطع ... لكنه دون حدّ التفتيت والتهشيم.
والأَولى مع ذكر السيف استخدام الفعل (يَكسِر- يُكَسّر)، فالسيف فيما أعلم يُلوى أو يكسر أو يكسَّر !!

يهدي الظالمين:

والهداية للضّالين ، أما الظالمون فقد تم كسر شوكتهم واستئصال شأفتهم حسب ما جاء في العبارة السابقة: ( يحطم سيف الظلم ).
فهل يُستهدى الظالم بعد الحرب عليه، أم أن الدعوة إلى الهداية تسبق إعلان الحرب واللجوء إلى القوة ؟
أما أن تأتي الهداية بالقوة فهذا إكراه لا يناسب منهج العقائد التي تأتي بها الكتب وتدعو إلى تأملها العقول !!!

يهدم صرح الكفر ويشيد موئلاً للتائبين:

هنالك كفر وهنالك توبة ... فإذا كان الفرقان سيهدم صرح الكفر فأين هم التائبون ؟؟ هذا معناه أحد أمرين :
إما أن يكون التائبن جزءاً من صرح الكفر المتهدم وهم بذلك هالكون فلا توبة !!!
أو أن يكونوا خارج صرح الكفر فهم مؤمنون أساساً فلا حاجة للتوبة من الكفر .. إذ لا كفر !!!
ثم أليس الأَولى أن يُشاد موئل للتائبين من الكفر أوّلاً ثم يُستتابوا فإن لم يستجيبوا هُدم صرح الكفر بهم أوعليهم وأهلكوا...؟؟

ينزع غل الصدر شذى المحبة:

يأتي الفعل ينزع بعد الأفعال يحطم / يهدي / يهدم / يشيد . ويظنّ القارئ أن فاعل هذا الفعل هو ذاته فاعل الأفعال السابقة أي ( الفرقان ) لكنه يُفاجأ عند إكمال العبارة بكلمة ( شذى ) على أنها فاعل الفعل ينزع وهو فاعل مؤخر لمجيء المفعول به مقدماً عليه .
إذاً من ينزع غلَّ الصدر هو شذا المحبة وليس الفرقان.

وبسبب مجيء الفاعل المؤخر ( شذى ) منتهياً بحرف علة ، مما يعني تقدير الحركة على آخره تقديراً ، فإن الأمر قابل للالتباس ، فمن الممكن أن تكون الحركة المقدرة ( ضمة ) ويكون الاسم (شذى) فاعلاً ، أو ( فتحة ) ويكون بدلاً من غلّ ( وإن لم يستقم المعنى ) وتقتضي البلاغة دفعاً لهذا الالتباس أن يُقَدَّم الفاعل على فعله ( ينزع ) فيصير مبتدأ ، إشعاراً بأنّ الجملة غير معطوفة على الجملة الفعلية فليس من ينزع غل الصدر هو الفرقان وإنما شذى المحبة !!

فتصبح: وشذا المحبة ينزع غل الصدر ...
وشذى ( هكذا بالألف المقصورة ) حسب ما جاءت في النص، خطأ إملائي واضح ، فالأصل فيها أن تكتب بالألف الممدودة ( شذا ).


توبوا وآمنوا فأبواب الجنة مفتوحة للتائبين:

يا أيها الذين ضلوا توبوا وآمنوا ...

التائب من الضلال إلى الهدى ألا يعني أنه آمن ، فما الحاجة إلى الفعل آمنوا إذا كانت التوبة تتضمن معنى الإيمان أو العودة إلى الإيمان ؟؟
وإذا كان ثمة ضرورة لذكر التوبة والإيمان معاً، فأين جزاء الذين آمنوا على إيمانهم إذا كانت
( أبواب الجنة مفتوحة للتائبين ) ؟؟

الإضافة.. ارتباط لا بلاغي
لنتأمل العلاقة بين المضاف والمضاف إليه في العبارتين التاليتين : -
يطهِّر نجس الزنى :

إن هذا الفرقان يطهر نجس الزنى ، وليس نجس الزناة !!
ومعنى هذا الكلام أن للزنى نجساً ... فإن سكبنا ماء العفة على هذا النجس وأزلناه أصبح الزنى طاهراً لا نجس فيه ... والطاهر مباح !!؟؟ فهل بعد هذه البلاغة .. بلاغة !؟
- قول الإفك / صوت الحق :

القول كلام له معنى في ذاته. والصوت قد لا يحمل في ذاته معنى، فحروف المدّ أصوات قد لا تحمل دلالة بمفردها، وإنما تشكل لبنة في بنية أكبر تحمل دلالة وهي ( الكلمة ).
فكيف يكون للكذب قول واضح يحمل معنى، بينما يكون للحق صوت لا معنى له إذ يمكن أن يكون الصوت مجرد ضوضاء .
وبعد :
هذه فاتحة الفرقان الحق ... فإذا كانت فاتحة الكتاب على ما رأيناه من فهم خاطئ لبعض معاني المفردات ، وخلل في تركيب الصورة الفنية، وسوء في تلازم الكلمات وتعاقبها ( كما في الإضافة ) .
إذا كانت فاتحة الكتاب على هذا الشكل فأية لغة هشّة، وأية بلاغة عاجزة تلك التي يحملها هذا الكتاب؟؟
إنها تفاها .. لا إعجاز !!