بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
فقد حرصت الكنيسة على عقد الكثير من المجامع لكي يناقشوا شؤون دينهم ولكي يبحثوا فيما انتهى اليه كتابهم ومصادر عقيدتهم. وقد ذكرت لنا المصادر التاريخية بعض ما كان يدور في هذه الاجتماعات وعندما تم كشف فضائحهم وتزويرهم وبهتانهم وافترائهم على الله تبارك وتعالى اصبحت هذه الاجتماعات سرية كي لا يطلع احد على الخلافات الحادة التي تنشب بينهم ولكي لا يدري احد بحجم التزوير الحاصل في عقيدتهم.
وهذا الامر ليس تجني عليهم بقدر ما هو سرد للوقائع التي اثبتها التاريخ لعل هناك من يقرا بين السطور فيكشف المستور.
لقد احتار امر النصارى بعد قيامة المسيح من قبره واختفائه بعد ذلك هل سيعود قريبا ام لن يعود؟ هل نبقى في اطار اليهودية ام ننفصل عنها؟ ثم قرروا بعد ذلك، القرار المشؤوم بادعاء انهم اصبحوا انبياء بعد المسيح وعليهم نشر رسالته فالفوا الانجيل وادعوا انه من الله تعالى.
لم تكن الكذبة الكبرى قد حيكت بعد وظهر الخلاف بين اساقفتهم ورهبانهم في الاجتماعات الاولى حول شكل هذه العقيدة الجديدة وعدد الكتب وما الذي يجب ان نقبله وما الذي يجب ان نرفضه الى غير ذلك من الامور. واليكم نبذة عن هذه الاجتماعات الكنسية كما يسطرها احد كتابهم ويدعى (توماس ميشال اليسوعي) في كتاب له بعنوان (مدخل الى العقيدة المسيحية) وهو عبارة عن محاضرات القيت في تركيا.
"اولا: مجمع نيقيا سنة 325 . (قام جدال بين اثنين من اللاهوتيين أثناسيوس وآريوس حول أمر طبيعة الكلمة. فقد اعتبر أثناسيوس ان الكلمة التي تجسدت في يسوع هي ازلية وغير مخلوقة وكائنة مع الله منذ البدء. فيما اعتبر آريوس ان كلمة الله ليست ازلية بل مخلوقة في الزمن خلقها الله قبل خلق العالم. وكان ان تدخل الامبراطور لصالح أثناسيوس وشجب رأي آريوس"
"ثانيا: مجمع أفسس سنة 431 : كان نسطور وهو أسقف من سوريا قال بان يسوع كان في الواقع شخصين بشري والهي ولكن المجمع المنعقد في أفسس رفض هذا الكلام"
"ثالثا: مجمع خلقيدونيا سنة 451 : نبذ هذا المجمع تعاليم (أوطيخا) القائق بان يسوع اقنوم (شخص ) واحد ولكن ليس له طبيعة بشرية بل طبيعة الهية فقط وقد قبلت كنيستا روما والقسطنطينية قرار هذا المجمع ورفضته الكنيسة القبطية واليعقوبية في سوريا"
"رابعا: الجدل حول تحطيم الايقونات: قام هذا الجدل في بيزنطة بين فترة 725-842 .حول هذه الايقونات (التصاوير) فمن قائلٍ انها تعيق تنصير المسلمين الى قائلً آخر بانها هرطقة وآخرين قالوا انها تسيء الى يسوع فعقد اجتماع ثانٍ في نيقيا واقر هذه الصور.
"خامسا:انشقاق الكنيسة الرومانية عن الكنيسة القسطنطينية ومصدر الخلاف عن مفهوم السلطة الكنسية ومراكزها ثم اصبح الخلاف عقائديا حول استعمال عبارة (الابن) فالكاثوليك والبروتستانت يستعملونها للدلالة على ايمانهم بالروح القدس والارثذوكس لا يستعملون هذه العبارة"
بعد كل هذه الاختلافات العقائدية نشات حركات الاصلاح والمجامع المسكونية لتحقيق الوفاق واصلاح ذات البين بين ارباب الديانة المحرفة والى اليوم لا تزال الجهود قائمة .
ولتكتمل الفائدة ان شاء الله اذكر بعض المجامع الاخرى التي عقدت منقولة من كتاب "اظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي رحمه الله.
"اولا: انعقد مجلس العلماء المسيحيين بحكم السلطان قسطنطين سنة 325 فقالوا كتاب يهوديت واجب التسليم لم يحرف وبقية الكتب مشكوك فيها" قلت :هذا الاجتماع الذي ذكره توماس اليسوعي ونقلته آنفاً
"ثانيا: عقد مجلس آخر عام 346 وزادوا سبعة كتب اخرى الى كتاب يهوديت وهي:استير،رسالة يعقوب،الرسالة الثانية لبطرس،الرسالة الثانية و الثالثة ليوحنا، رسالة يهودا، رسالة بطرس الى العبرانيون"
"ثالثا: عقد مجلس اخر عام 397 واضافوا كتب اخرى لما سبق ذكره وهي سفر الحكمة، طوبيا ، باروح ، كتابا المكابيين الاول والثاني، مشاهدات يوحنا"
"رابعا: سنة 1200 عند ظهور البروتستنت ردوا ما حكم به اهل المجالس السابقة حول كتب باروخ، طوبيا .... وقالوا انها مردودة علما ان الكاثوليك يسلمون انها صحيحة" انتهى
وهكذا تظل النصرانية تتارجح بين سيلان الكتب المقبولة والمردودة والاختلاف حول العقائد المحرفة والمفترية وستظل المجالس الكنسية تعقد بين الحين والاخر لكي تجعل حبل الكذب يطول اكثر وزمن الخداع يمتد اطول فترة ممكنة . وصدق الله تعالى "قُل يا أهلَ الكتابِ لَستُم على شيءٍ حتى تُقيموا التَوراةَ والانجيلَ وما أُنزلَ إليكم من رَّبكم وليزيدنًّ كثيراً منهم ما أُنزلَ إليكَ من ربكَ طُغياناً وَكُفراً فَلا تأسَ على القومَ الكافِرين" المائد 68
والله الهادي الى سواء السبيل