1- صعود يسوع إلى السماء the asce msion
إن أحد أخطر تلك " العيوب الخطيرة " التي حاول أبرز علماء الكتاب المقدس الذين راجعوا النسخة R.S.V. لتنقيحها وتقويمها فيما يتعلق بصعود يسوع إلى السماء فتوجد إشارتان فقط في بشارات متى ، ومرقس ، ولوقا ، ويوحنا وهى الأناجيل المعتمدة لأهم حدث في التاريخ المسيحي وهو عن يسوع ( واصعد إلى السماء )[1] هاتان الإشارتان كانتا موجودتين في كل كتاب مقدس في كل لغة قبل عام 1952 عند طبع النصوص المنقحة لأول مرة وهى :
( أ ) " ثم إن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله "
( انجيل مرقس 16 : 19 )
(ب) " وفيما هو يباركاهم انفرد عنهم واصعد إلى السماء " ( لوقا 24 : 51 )
المفاجئة أن الإصحاح السادس عشر من انجيل مرقس ينتهي عند العدد الثامن [2].
وبعد فراغ فسيح محرج تظهر السطور المفقودة بحروف صغيرة كما لو كانت حاشية في ذيل الصحيفة . وإذا استطعت الحصول على النسخة المنقحة – طبعة عام 1952 R.S.V فستجد الكلمات الست الأخيرة من ( لوقا 24 : 51 ) أعنى ( وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد إلى السماء ) [3]قد حل محلها حرف صغير جدا ليقول لك انظر إلى الحاشية في أسفل الصفحة من فضلك حيث تجد الكلمات المفقودة وأي نصراني مستقيم الرأي لا يمكن أن يعتبر اى هامش أو حاشية في كتابه المقدس من كلام الله فلماذا يضع القساوسة المأجورون أعظم معجزة في دينهم في هامش متواضع ؟
إن المراجعين نسخة R.S.V عام 1952م النسخة القياسية المنقحة كانوا أوائل علماء الكتاب المقدس الذين استطاعوا أن يخرجوا المخطوطات الموغلة في القدم والتي ترجع إلى ثلاث قرون أو أربعة قرون بعد صعود يسوع المسيح . ونحن جميعا نتفق على أنه كلما كانت النسخة اقرب إلى المصدر كلما كان ذلك دليلا على صحتها وإنها أكثر صحة كوثيقة .
وبالطبع فان المخطوطات الأكثر قدماً إنما تستحق التصديق والاعتماد وأكثر من مجرد "قديمة " .
وعندما لم يجد الآباء المسيحيون بأن يسوع " ارتفع إلى السماء "
( مرقس 16 : 19 ) أو " اصعد إلى السماء " ( لوقا 24 : 51 ) في أقدم المخطوطات قاموا بتهذيب النصوص من هذه الكلمات في النسخة القياسية المنقحة عام 1952 .
2- الحقيقة المرة
إن الحقائق سالفة الذكر متفق عليها بإقرارات جهابذة العالم المسيحي بأن مصنفي البشارات القانونية والمدعوين ملهمين بالروح القدس لم يسجلوا في بشاراتهم كلمة واحدة حول صعود يسوع إلى السماء .
3- لن يستمر طويلا Not forlong
كان المبشرون المتحمسون Bible – Thumpess بطيئي الفهم لإدراك الدعاية . ففي الوقت الذي أدركوا فيه أن حجر الزاوية في دعوتهم الدينية المسيحية هي " صعود يسوع المسيح إلى السماء " وهى العبارة التي محيت نتيجة لبراعة علماء الكتاب المقدس المسيحيين وقد سأل ناشروا النسخة القياسية المنقحة R.S.V إلى أرباح صافية قيمتها 15.000.000 دولار خمسة عشر مليون دولار وصنع وكلاء الدعاية صياحاً وصراخاً يساندهم لجنتان لطائفتين من بين الخمسين طائفة لإجبار الناشرين على إعادة ما جاء بالحاشية إلى متن النص إلى كلام الله الموصى به في كل طبعة جديدة من النسخة القياسية المعتمدة R.S.V بعد عام 1952 .
ومن الاقتراحات على لجنة مراجعة الكتاب المقدس لتغيير المعنى أو تعديله من أفراد وكذلك من لجنتين من طائفتين . وأخذت اللجنة بهذه الاقتراحات ومن ثم أعيدت حاشيتان هما الحاشية المطولة لانجيل مرقس الإصحاح السادس عشر الذي كان ينتهي بالعدد الثامن فأضيفت الحاشية إلى المتن بدءا بالعدد التاسع حتى نهاية العدد العشرين وكذلك اعيدت نهاية انجيل لوقا 24 : 51 العبارة " واصعد إلى السماء " إلى المتن ( مقدمة نسخة الكتاب المقدس كولز صفحات 6 ، 7 )
ويتساءل السيد / احمد ديدات قائلا : لماذا أعيدتا ؟ ذلك لأنهما كانتا قد شطبتا وأزيلتا من قبل . ولماذا أزيلتا دلائل صعود يسوع إلى السماء في الموضع الأول ؟ والجواب لأن أقدم المخطوطات المتاحة تخلو تماماً من اى سند أو دلالة إلى الصعود إلى السماء : فقد كا0نا حاشية في ذيل الصفحة .
وفى الفصل الخامس إقرارات الدينونة .
Ellen G.Wlite من طائفة الادفنيست السبتيين في كتابها في تفسير الكتاب المقدس الجزء الأول صفحة 14 أقرت معترفة بأن الكتاب المقدس قابل للخطأ والصواب فتقول : ( إن الكتاب المقدس الذي تقرؤنه اليوم هو نتاج عمل نساخ عديدين ، استطاعوا في معظم الأحيان أن يجتازوا عملهم في التدوين بإتقان مدهش ومع هذا فإنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ سهوا ونسيانا أو عن قصد ) .
وفى الصفحات التالية لصفحة رقم 14 من كتابها سالف الذكر تقول " لقد رأيت الله حافظا بصفة خاصة " الكتاب المقدس "
ويستفهم الداعية الإسلامي السيد احمد ديدات قائلا :
من اى شئ ؟ وتستطرد ابلين ج هوايت فتقول :
" ومع ذلك فعندما كانت نسخ الكتاب المقدس يسيرة فان علماء الكتاب المقدس الجهابذة استطاعوا تلبية بعض الطلبات وتحقيق بعض الاقتراحات بتغيير وتحوير كلام الله ظنا منهم أنهم يبسطون ويوضحون . وهم في الحقيقة كانوا يجعلونها أكثر غموضا تلك التي كانت صريحة وجلية .
ويرجع ذلك إلى ميولهم الشخصية لتحقيق وجهات نظر مؤسساتهم الدينية وتقاليدهم المرعية والأعراف الموروثة " .
الشهود : the witnesses
إن اشد المبشرين من طائفة الأدفنيست صياحاً وضجيجاً وصراخا وهم المتهوسون الانجيليون bible thumpers من " شهود يهوه " ففي الصفحة الخامسة من تقديم نسخة الكتاب المقدس المترجمة إلى الإنجليزية في الصفحة رقم 5 المذكورة قبلاً اعتراف صريح يقر ويعترف بذلك :
" في حالة نسخ الأصول الموحى بها أى " المخطوطات المقدسة القديمة في حالة نسخها باليد فان عنصر الضعف الإنساني وسهولة انقياده لميوله الذاتية قد دخلا في النسخ . ولذلك فلن تجد من بين ألاف النسخ التي مازالت موجودة حتى يومنا هذا . في لغتها الأصلية بأنها نسخة مطابقة للأصل تماماً . والنتيجة التي لا مناص منها أنك لن تجد نسختين متطابقتين تماماً " .
على ما قسم pot-luck
من بين أكثر من أربعة ألاف مخطوطة متنوعة . يتباهى المسيحيون بخصوص ما اختاره أباء الكنيسة الأولون من أربعة كتب تتوافق مع تحيزهم وقوائم تقاليدهم الموروثة عن إبائهم وأطلقوا على هذه الكتب الأربعة الأناجيل ونسبوها إلى تلاميذ يسوع المسيح وهى انجيل متى ، وانجيل مرقس ، وانجيل لوقا وانجيل يوحنا .
وسوف نناقش ونحلل كل انجيل في الوقت المناسب له . أما الآن فدعونا نفحص استنتاج " شهود يهوه " في بحثهم العلمي المدون في مقدمة الكتاب المقدس والمحذوفة الآن .
" إن الحجة ، بناءا على ذلك بان المتن الأصلي للمخطوطات الإغريقية المسيحية ( المراد كتب العهد الجديد ) قد حدث فيها تحريف وتزييف وكذلك بالمثل فان المتن في النسخة السبعينية ( المراد كتب العهد القديم ) قد حرفت وزيفت " .
ومع هذا فان طائفة شهود يهوه ونظريتها الادفنيست غير القابلة للتغيير . بلغ بها الوقاحة في نشر ( 9 مليون نسخة ) الطبعة الأولى من 192 صفحة تحت عنوان " هل الكتاب المقدس حقاً كلام الله ؟ " .
من الغريب أننا نتعامل مع عقليات متهوسه .. وتهذى فإنهم يقولون قولاً باطلاً متعارضا متناقضاً إنهم يقولون : " مهما بلغ التحريف والتزييف أقصى مداه فلن يؤثر ذلك ولن يغير من صحة وأصالة الكتاب المقدس " .
ويقدم أمثلة فيقول :
موسى يكتب تفاصيل موته Moses writes own obituary
أيمكن أن يكون موسى قد كتب تفاصيل موته ؟ قبل وفاته إلى أن أصبح رفاتا ؟ هل حدث أن كتب يهودي تفاصيل موته ؟ مات موسى ودفنه الله كما جاء في سفر التثنية 34 : 5 – 7 .
" فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته " .

وفي الفصل السادس
يتكلم عن العهد الجديد ( الأناجيل ورسائل )
ويذكر لنا الشيخ أحمد ديدات أن الأربعة آلاف مخطوطة التي مازالت موجودة وهى موضع المباهاة والتفاخر . لا نسخه واحدة تحمل اسم مؤلفها أو توقيعه .
وإذا فحصنا الإنجيل الأول للحواري متى فكيف نذعن له ونقبله على انه كلام الله ؟ ونحن لسنا الوحيدين في هذا الاكتشاف بأن متى الحواري لم يدون " الإنجيل طبقا لرواية القديس متى " وان كاتبه مجهول لم يذكر اسمه ولم يوقع بتوقيعه عليه .
ويذكر لنا الشيخ احمد ديدات أن أبرز رجال الكنيسة الانجيليكانية البريطانية وهو ج . ب . فليبس J.B. Phillips أنه قسيس موظف بالكنيسة الانجيليكانية يتقاضى راتباً من أبراشيه بكاتدارئه شيشستر بانجلترا chichester cqthedral England ( وهذا يعنى أنه يمثل الرأي الكنسى الإنجليزي الرسمي وكونه يتقاضى راتباً من أبرشيته إنما يدل هذا على نزاهته وقناعته وانه بعيد عن الشبهات .
يقول " تنسب التقاليد القديمة جداً هذا الإنجيل إلى الحواري متى . ولكن علماء العصر الحاضر غالبا ما يرفضون هذا الرأي " وبمعنى أخر فان الحواري متى لم يدون هذا الإنجيل الذي يحمل اسمه . هذا هو الكشف الذي اكتشفه علماء النصارى من أبرزهم مكانة فلم يهتد إليه الهندوس أو المسلمون أو اليهود الذين قد يتهمون في نزاهتهم .

[1]- نصوص مقدسة تحت المجهر ص 39

[2] - تحريف مخطوطات الكتاب المقدس ص 94- 115

[3]- نصوص مقدسة تحت المجهر ص 39
يتبع