الإجابة : لا معنى لأرادتها هذه . إلا إذا اعترفنا أنها كانت تبحث عن يسوع الحي . وليس الميت . وقد تتذكر هذه الحقيقة بنفسك عند تحليل ردود الفعل نحو يسوع عندما رأته أخيراً متنكراً كبستاني " قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلى أبى " ( يوحنا 20 : 17 ) وهل الجسد المقام يتألم ؟
لعلك أدركت أنها أبصرت ملامح الحياة في الجسد الرخو عندما انزلوه من على الصليب إنها كانت على وشك أن تكون المرأة الوحيدة جنباً إلى جنب يوسف الذي في الرامة " فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر . وكانت مريم المجدلية ومريم أم يؤسى تنظران أين وضع " ( مرقس 15 : 46 – 47 ) .
" فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي. ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر " ( متى 27 : 59 – 61 ) ونيقوديموس الذي قام بشعائر دينية على جسد يسوع " وجاء أيضا نيقوديموس الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مرّ وعود نحو مئة منا. فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الاطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا. " ( يوحنا 19 : 39 – 40 ) هذا الإنسان نيقوديموس وبكيفية ما عن قصد وتعمد محى ذكره في الأناجيل الثلاثة التوفيقية . فان مدوني هذه الأناجيل متى ومرقس ولوقا يجهلونه على الإطلاق مع أنه كان التلميذ الخفي بحكم مركزه الديني المرموق " كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيس لليهود. " ( يوحنا 3 : 1 ) . كان تلميذاً غيوراً ليسوع المسيح منكراً لذاته .
لم يذكر حتى اسمه في الأناجيل الثلاثة الأولى في أي متن منها .
ويقول دكتور سكونفيلد Dr . Hggh jschonofield احد أعلام علماء الكتاب المقدس " انه من الصعب الإعراض عن البت في الأمر . ذلك أن الحذف في الحديث المنقول للأناجيل التوفيقية الثلاثة لهؤلاء التلاميذ الغامضين إنما كان حذفاً عن قصد " .
وعندما جاءت مريم المجدلية إلى القبر وجدت الحجر مدحرجاً (وفي أول الأسبوع جاءت مريمالمجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر " ( يوحنا20 : 1 ) (والأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان بل ملفوفاً في موضع وحده ) ( يوحنا 20 : 6 – 7 ) والسؤال يبدو الآن :
1- لماذا دحرج الحجر ؟ ولماذا وجدت اللفائف منحلة ؟
الإجابة : من المستحيل على جسم مادي محسوس أن يخرج خارج القبر والحجر يسد باب القبر وكذلك فان البدن الطبيعي لا يستطيع أن يمشى وحده إلى الخارج والأكفان تقمطه . أما بالنسبة للأجساد المقامة من الأموات فانه لن يكون ضرورياً دحرجة الحجر أو فك الأكفان وعلى الأرجح فان الأجساد المقامة من بين الأموات هي أجساد خالدة .
أما مساحة القبر يقول عنه عالم من علماء النصارى المشهورين الأسقف جيم يقول عن مساحة القبر أنه كان خمسة أقدام عرض وسبعة أقدام ارتفاع وخمسة عشر قدما طولا هل تتصور في أي مساحة وضع المسيح .
مريم المجدلية :
" مريم التي تدعى المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين " ( لوقا 8 : 1- 2 ) عندما ذهبت تفحص القبر ووجدته خاليا كان يسوع يراقبها عن قرب . ليس من السماء بل من الأرض اليابسة وعندما اقترب منها وجدها تبكى فسألها " قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين.من تطلبين.فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم.فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم " ( يوحنا 20 : 15 – 16 ) .
2- ألم يعرف ؟ ولماذا سأل سؤلا على ما يظهر ساذجا ؟
الإجابة : إنه يعلم لماذا تبكى ؟ ويعلم على اليقين عمن تبحث عنه وانه لم يسأل اى سؤال ساذج . في الواقع كان يداعبها ( يجرجر رجلها ) على سبيل المجاز طبعاً . إنه يعلم أنها كانت تبحث عنه في القبر . ولم تجده هناك فصرخت باكية لخيبة أملها وإحباط مسعاها . وهو يعلم أنها لن تعرفه خلال تنكره واستخفائه . مع أنه كان خلال المحاكمة والتعذيب ما يزال يتمتع بأحاسيس البشاشة والملاطفة يسألها " يا امرأة لماذا تبكين من تطلبين ؟ " ( يوحنا 20 : 15 ) . فظنت تلك أنه البستاني ( يوحنا 20 : 15 ) .
3- لماذا ظنت أن ( يسوع ) هو البستاني ؟ هل الأجساد التي قامت من بين الأموات تشبه البستاني ؟
الإجابة : أيمكن أن تتصور مشهد يوم القيامة . هل في القيامة الشبه يتغير ؟ بالطبع لا . إن كل واحد سيتحقق منك ويتعرف عليك بسرعة انه سيكون الواقع المحسوس أنت لا تحويه . إن كل واحد سوف يعرف الآخر . إذن لماذا ظنت مريم المجدلية أن " يسوع " هو البستاني ؟
الإجابة : ذلك لان يسوع كان متخفياً في شبه بستاني .
4- لماذا كان يسوع متخفياً في شبه البستاني ؟
الإجابة : ذلك لأنه كان يخاف من اليهود .
1- " .لان اليهود كانوا قد تعاهدوا انه إن اعترف احد بأنه المسيح يخرج من المجمع. " ( يوحنا 9 : 22 ) .
2- " فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا ماذا نصنع فان هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة ... فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه ... وكان أيضا رؤساء الكهنة والفريسيونأصدروا أمرا انه إن عرف احد أين هو فليدل عليه لكي يمسكوه " ( يوحنا 11 : 48 – 57 ) ويسوع المسيح كان قد احتاط لنفسه ولحياته .
3- " فلم يكن يسوع أيضا يمشي بين اليهود علانية " ( يوحنا 11 : 54 ) " لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع " ( يوحنا 2 : 42) " وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل . لأنه لم يرد أن تردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه " ( يوحنا 7 : 1 ) وجاهر بفضح نواياهم قائلا " ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " ( يوحنا 8 : 40 ) .
4- لم يكن له أين يسند رأسه فكان يبيت في جبل الزيتون " وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلى " ( لوقا 5 : 16 )
" وكان في النهار يعلم في الهيكل وفى الليل يخرج ويبيت في الجبل الذي يدعى جبل الزيتون " ( لوقا 21 : 37 )
10- لماذا كان يسوع يخاف من اليهود ؟
الإجابة : بسبب انه لم يمت وبالتالي فلا قيامة من الأموات أعنى انه من ثم لم يقم من الأموات لأنه لم يمت حتى يقوم فإذا كان قد مات ودفن وقام كما يقول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 15 : 3-4 " فأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب " وهذا ما حاول بولس تأكيده لان عدم الموت والقيامة تهدم العقيدة تماماً باعترافه وتدحض تعاليم بولس وتظهرها بأنها هرطوقية " وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور للّه لأننا شهدنا من جهة الله انه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام " (كورنثوس أولى 15 : 14 – 16 ) إذا كان قد مات وقام فلا مبرر لمخاوفة . لماذا ؟ ذلك بسبب أن الأجساد التي قامت من الموت لن تموت ثانية من ذا الذي قال هذا ؟ الكتاب يقول ذلك " وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة "
( العبرانيين 9 : 27 ) الرأي انه بقيامه الإنسان لا يمكن أن يموت مرتين . وفضلا عن ذلك فانه ادخر بياناً واضحاً في الكتاب بشأن القيامة إذ قال" إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة. " ( لوقا 20 : 36 ) .
( لا يستطيعون أن يموتوا أيضا ) ذلك بأنهم سيصيرون خالدين لن يكونوا تحت حكم الموت فلا جوع بعد ولا عطش . ولا آلام بعد أو أخطار جسدية بسبب أن الأجساد التي قامت من الموت تصير كالملائكة – أرواح – سيصبحون كالأرواح المخلوقة سيصبحون أرواحا كالملائكة .
إن مريم المجدلية لم تكن تبحث عن روح . إنها ظنت يسوع المتخفي كالبستاني قد نقله إلى مكان أخر فتقول له " يا سيد إن كنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا أخذه " ( يوحنا 20:15 )
انتبهوا إلى :
1- إنها كانت تبحث عنه لا عن الجثة . بل ابعد من ذلك .
2- إنها أرادت أن تعرف أين وضعوه ؟ ليس أين دفنوه ؟ من أجل أن تأخذه ( وأنا أخذه ) ( يوحنا 20 : 15 ) .
11- ماذا تريد أن تصنع بجثمان متعفن ؟
الإجابة : هل تريد أن تضعه تحت السرير ؟ غير معقول : أتريد أن تدهنه بالأطياب ؟ هذيان وعبث . أتريد أن تضعه في قبر ؟ إذا كان الأمر كذلك فمن الذي يحفر القبر .... !!
إنها تريد أن تأخذه بعيداً ( وأنا أخذه ) .
12- كيف تقدر بمفردها أن تحمل جثمان ميت ؟
الإجابة : إنها لم تفكر فقط في إنسان ميت . جثة متعفنة . إنها تتوقع أن يسوع حي . إنها ليست امرأة فائقة لكي تحمل الجثمان .
عندما قال لها " يا مريم " ( يوحنا 20 : 16 ) أرادت أن تمسك يسوع فقال لها في تحذير " لا تلمسيني " ( يوحنا 20 : 17 ) .
13- أقول لماذا لا تلمسيني ؟
الإجابة : هو يعرف رد فعلها وفرحها لأنها كانت تعرف انه حي والا لفوجئت بأنه حي وأغشى عليها ولذلك قال لها " لأني لم أصعد بعد إلى أبى " ( يوحنا 20 : 17)
14- أهي عمياء ؟ عندما قال " لأني لم اصعد بعد إلى أبى " .
الإجابة : بقوله يريد أن يشرح لها أنه " لم يمت بعد " .
15- ظهور يسوع لتلاميذه ( لوقا 24 : 36 – 39 )
" وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي " .
نستنتج مما سبق الآتي :
1- قام كل من يوسف ونيقوديموس بوضع يسوع في المقبرة .
2- قام كل من يوسف ونيقوديموس بدحرجة الحجر على المقبرة . (أي وضعه)
3- قام كل من يوسف ونيقوديموس بدحرجة الحجر من على المقبرة . (أي وضعه)
4- خروج المسيح من المقبرة .
5- مريم المجدلية تذهب ومعها الطيب وتبحث عنه فلا تجده في القبر .
6- ترى بستانيا ولا تعرف أنه المسيح وتسأل عن المسيح .
7- يقول لها المسيح " يا مريم " فتعرف أنه البستاني وتقول له يا معلم .
8- المسيح يطلب منها ألا تمس جسده .
9- المسيح يظهر للتلاميذ وعندما انبهروا طلب منهم أن يقوموا بجس جسده للتأكد بأنه جسده حي ويطلب سمك وعسل لكي يأكل أمامهم . المسيح قبل حدوث ذلك تنبأ بذلك عندما طلب اليهود منه آية وسألوه قائلين : " يا معلم نريد أن نرى منك آية " ( متى 12 : 38 ) أجابهم يسوع " فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان .........
هذا عن الكتاب الأول من دحرج الحجر .
يتبع