اقتباس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء الاسلام
لا تتكلم الاية فيما يبدوا منها عن اختلاف اليهود الذين همّوا بصلب المسيح !
.
فيما أظن و الله أعلم أخي الكريم
أن الآية تتحدث عن اختلاف من هموا بصلب المسيح 
و الدليل أن الآية الكريمة تنتهى بقوله تعالى:
و ما قتلوه يقينا
أى أنهم كانوا يشكون هل قتلوه أم لم يقتلوه(أى أم قتلوا شخصا غيره على الأرجح)
و قد راجعت تفسير ابن كثير فوجدته يقول ما فهمته من الآية
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أَيْ رَأَوْا شَبَهه فَظَنُّوهُ إِيَّاهُ وَلِهَذَا قَالَ " وَإِنَّ الَّذِينَ اِخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم إِلَّا اِتِّبَاع الظَّنّ " يَعْنِي بِذَلِكَ مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ قَتَلَهُ مِنْ الْيَهُود وَمَنْ سَلَّمَهُ إِلَيْهِمْ مِنْ جُهَّال النَّصَارَى كُلّهمْ فِي شَكّ مِنْ ذَلِكَ وَحَيْرَة وَضَلَال وَسُعُر وَلِهَذَا قَالَ : وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا أَيْ وَمَا قَتَلُوهُ مُتَيَقِّنِينَ أَنَّهُ هُوَ بَلْ شَاكِّينَ مُتَوَهِّمِينَ .
تفسير الجلالين
"وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ" أَيْ فِي عِيسَى "لَفِي شَكّ مِنْهُ" مِنْ قَتْله حَيْثُ قَالَ بَعْضهمْ لَمَّا رَأَوْا الْمَقْتُول الْوَجْه وَجْه عِيسَى وَالْجَسَد لَيْسَ بِجَسَدِهِ فَلَيْسَ بِهِ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هُوَ هُوَ "مَا لَهُمْ بِهِ" بِقَتْلِهِ "مِنْ عِلْم إلَّا اتِّبَاع الظَّنّ" اسْتِثْنَاء مُنْقَطِع أَيْ لَكِنْ يَتَّبِعُونَ فِيهِ الظَّنّ الَّذِي تَخَيَّلُوهُ "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" حَال مُؤَكِّدَة لِنَفْيِ الْقَتْل
و ما أتحفظ عليه هنا هو نقطة أنهم رأوا الوجه وجه عيسى 
فطبقا للأناجيل التى لا نسلم بصحتها تماما و لكننا نحاجج بها النصارى
أن اليهود رأوه حتى قادوه إلى بيلاطس
أما بعدها فقد سلم المصلوب للجنود الرومان حتى وضع على الصليب
و حتى لو كان اليهود قد تابعوه فمن المحتمل جدا أنهم لم يروا وجهه لأنه محاط بالجنود
أما على الصليب فكانت الناس تتابع الصلب من مسافة طبقا للإنجيل فى يوم كسفت فيه الشمس
فكيف يرون وجه المصلوب جيدا؟
و قد وجدت فى تفسير القرطبى ما تقوله و أن الخلاف المراد به الخلاف فى طبيعة المسيح من لاهوت و ناسوت أو هل صلب أم لم يصلب
و أن الضمير فى و ما قتلوه يقينا يعود على الظن و ليس على المسيح أى و ما قتلوا ظنهم يقينا أى أنهم ظلوا فى شك و لم يصلوا إلى اليقين
و إن كنت أرى فى التفسير السابق شئ من التكلف
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات