و نعود للآية القرآنية الكريمة
نعود للشك و الاختلاف
اليهود واقفون يتابعون الصلب من بعيد
لا يستطيعون أن يروا ملامح المصلوب جيدا
و لكنهم يشعرون بشئ من عدم الراحة و الشك
لعل المصلوب يختلف فى بعض صفاته الجسدية عن المسيح
لعله أطول أو أقصر أو أبدن أو أنحف
و هم لا يستطيعون الاقتراب من الصليب ليتحققوا
و لكنهم فى شك من أمر المصلوب
يغلب على ظنهم أنه المسيح و لكنهم يشكون
و يموت المصلوب
و هم يظنون أنهم صلبوا المسيح بن مريم 
و لكنهم ما قتلوه يقينا
بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزا حكيما
يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين
ثم قام اليهود بعد أن هدأت الأحداث بفتح القبر و استخراج الجثة
و علموا أن المسيح لم يصلب
و استيقنت أنفسهم أنه نبي حماه الله و لكنهم كتموا الأمر و أصروا على الكفر
و ربما كانت النساء المؤمنات اللاتى تابعن الصلب فى نفس الشك أيضا من أمر المصلوب
و يكون السبب الرئيسى أيضا لزيارة القبر هو التحقق من هوية المصلوب
و حين قال المسيح يا مريم كما اعتاد أن يناديها علمت على الفور أنه المسيح لأنها كانت تظن أنه لم يصلب و كانت تشك أن المصلوب شخص آخر
و الله أعلم
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات