والآن ....نسأل :




هل كان يصح أصلاً أن يستشهد فادي بالنص اليوناني السبعيني ...للتوراة ...؟!!!


فادي يُكرر ....


اقتباس
مطلوب منى انى اشرحلك تانى ان اللفظ يهوة ترجم الى ايجو ايمى فى السبعينية قبل ميلاد المسيح بمائتين عام؟؟؟


هل التوراة اليونانية السبعينية...نص أصلي .!!!!!
أو يُمكن الوثوق فيه؟!!!!!




بالطبع لا يصح ....لأنه لابد أن يُثبت أنها نفسها تلك التوراة المُلهمة

تعالوا نرى تاريخ تلك التوراة التي يستشهد بها ....!!!!


___________________________________


ما هو سبب ظهور الترجمة اليونانية السبعينية؟
!!!


سبب كتابة هذه التوراة نعرفها من رسالة مخطوطة مُكتشفة لرجل يُسمى أريستياس كتبها لأخيه فيلوقراط. ومنها نعلم أن الوثني بطليموس الثاني (بطليموس فيلادلفيوس ) أراد أن يُكمل مكتبته ويُوفر فيها ما أراده الوثنيون ويزيد من عدد كتبه من 250 ألف إلى 500 ألف كتاب , فسأل عامل مكتبته الفيلسوف الاثيني ديمتريوس عن ما تحتاجه المكتبة من كتب فأشار عليه بترجمة الكتب المقدسة التي بأيدي يهود الإسكندرية ووضعها بالمكتبة. فأمر الملك بترجمتها إلى اليونانية .وكتب الملك رسالة إلى الحبر الاعظم في أورشاليم أن يُرسل له 6 أحبار من كل قبيلة من قبائل اليهود الإثنى عشر ومقابل ذلك أن يُحرر الملك أكثر من مئة الف عبد يهودي بمصر وأرسل طاولة توضع في قدس الأقداس من الذهب الخالص ومرصعة بالفضة والأحجار الكريمة.فأرسل الحبر الأعظم أليعازر 72 حبراً إلى الإسكندرية ومعهم مدارج كُتب فيها الكتاب بأحرف من ذهب ,ستة من كل قبيلة.مهرة في الكتاب وعلماء باللغة اليونانية!!! [1]
أخذ ديمتريوس هؤلاء الإثنين والسبعين حبراً إلى جزيرة فرعون ووضعهم في بناء في شمال الجزيرة قُبالة البحر وأنهوا الترجمة في 72 يوماً ...!!وتم إرسال جميع اليهود إلى الجزيرة لتُقرأ عليهم الترجمة ثم أخيراً أقيمت الصلوات وخُتِمت باللعنة على من يُضيف او يحذف شيئاً من هذه الترجمة ...!!...تم أخذها وقُرئت على الملك.[2]
هذه القصة ذكرها أيضاً مؤرخو الإسكندرية اليهود اريستوبولس وفيلو ويوسيفوس.
نفس هذه القصة زكرها آباء الكنائس وتناقلوها عن رسالة أريستياس دون أدنى محاولة في التشكيك فيها او التأكد من صوابها او خطأها[3]


________________________________________


هل يُمكن تصديق هذه الخُزعبلات؟!!!

1- بالطبع لا ...لأن اليهود من بعد موسى ويشوع فقدوا 10قبائل كاملة لا يعرفون عنها شيئاً حتى اليوم .وجميع يهود الدنيا هم من قبيلتين ونصف فقط .... فكيف يدّعي كاتب هذه الخُزعبلة أنه قد جمع 6 من كل قبيلة ليصل العدد إلى 72 ويبدو أن كاتبها مُغيّب عن تاريخ اليهود ...[4]!!!..

2- وماذا عن 72 يوم و72 كاتب ...أليست مُبالغة قليلاً ...!!!


3- الأغرب والأعجب في هذه القصة هي أنه قد زكرها ثلاث يهود من الإسكندرية , أحدهم فيلو والذي ادّعى قداستها وأنها مُلهمة بالوحي الإلهي ومنه توارث آباء الكنائس القول بقداستها , وجاء يوسيفوس ويذكر نفس ما يقوله فيلو إلا أنه لم يذكر أبداً شيء عن قداستها وإلهاميتهاوكأنها إضافة من فيلو ..!!...


4- الأعجب والمُخزي أن صاحب القصة الأصلي اريستياس لم يذكر أي شيء عن قداستها أو إلهاميتها والسبب في إلهاميتها وإضفاء القداسة عليها هو رواية فيلو اليهودي اليوناني السكندري...!!!بل إن الإنجيل العربي كله يعترف المسيحيون بان الإلهامية ليست في ترجمته , فكيف الآن يثنظر إلى الإلهامية في ترجمة السبعينية؟!!!!...هل يُلهم تراجم اليهود ويُحرم المسيحيون من بركة الإلهامية؟!!!


5- اريستوبوليس والذي ينسب الامر بترجمتها إلى فيلادلفيوس فإن يوسابيوس القيصري واكليمنضس السكندري[5] يُطلقان على اسمه الإمبراطور فيلوميتير....!!!!!


6- يُصدق الآباء قصة إلهاميتها والإيمان بقدسيتها بل وبكل خرافات القصة , بل ويزيدزن عليها ....ومع ذلك يُناقضون بعضهم حين التحدث عن خرافات إلهاميتها ..كما سنرى بعد قليل !!!


7- الغريب في الأمر أن رسالة أريستياس التي اعتمد عليها كل آباء الكنيسة مع بعض الإختلافات بينهم إلا أنه يذكر ويؤكد أن الترجمة تمت لكت موسى الخمسة[6] ....وهنا نسأل أئمة المسيحية في كل مكان ...من أين ظهر إذن الترجمة اليونانية لكتب الأنبياء الصغار والكبار والكتب الأوكريفية ؟!!!!


8- القديس جستين الشهيد يُخالف أريستياس ويجعل بطليموس يُرسل للمك هيرودوس وليس للحبر أليعازر بطلب لرجال يقومون بالترجمة ...!!


9- وما يُقنعنا أن بطليموس الملك الذي كان يمتلك أكثر من مئة ألف يهودي في الإسكندرية ...ألم يجد منهم أحد قادر على ترجمة التوراة, حتى يتركهم ويُرسل إلى أورشاليم؟!!!


10- ثم أن تلك القصة تحكي ان فيلادلفيوس كافأ كل يهودي من الذين قاموا بالترجمة ب 20 دراخما , وهذا دون الدون , ولا يُصدقه عاقل ..!!! ....فهذا الشُّح يُناقض نفس تلك القصة التي تدعي أن بطليموس حرر اليهود جميعاً مقابل الترجمة , إن مثل هذا الحدث لا يضرب القصة فقط في مقتل , بل يضرب تاريخية بطليموس , بل إن يوسيفوس تنبه لهذا وقام بتغيير ال 20 دراخما إلى 2000 دراخما ...ومع ذلك مازالت تظل أقل القليل.!!!![7]

____________________________________

والأن لعرض روايات الإلهامية ...المتناقضة ...!!!
____________________________________




الروايات المُختلفة للإلهامية ...أوهام ....تناقضات ...وغرائب....!!!


1- اليهودي فيلو: يهودي هيلليني , عاش في الإسكندرية يوناني جهل العبرانية ..ويدّعي أنه وبعد 72 يوم ومقارنة النُسخ الإثنين والسبعين فوجدهم مُتطابقين تمام التطابق فيما بينهم وما بين النص العبراني الأصلي , فهم ما كانوا مُجرد مُترجمين وإنما انبياء مُلهمون ...!!![8]...وكأنه أراد أن يؤلف إلهاميتها ليُصبح لليهود اليونانيون أو لنقل ليهود الشتات نفس القيمة التي تُوازي الكتب العبرانية التي ليهود العبرانية ...!!!


2- يوسيفوس : ولأنه يهودي عبراني , يستطيع قراءة كتابه العبري, ولا حاجة له بالترجمة اليونانية فإنه لا يذكر إطلاقاً أي شيء عن إلهاميتها , بل ويتبع كل ما قاله اريستياس صاحب القصة الأصلية تماماً ولا يختلف معه إلا في نهاية القصة...فأريستياس يقول في نهايتها أن مراسم الخطبة على مسامع اليهود خُتِمت باللعنة على من يُضيف او يحذف شيئاً من هذه الترجمة , بينما نجد يوسيفوس يُحول اللعنة إلى دعوة عامة بعدم حذف ما قد يُعتبر زيادة أو زيادة ما قد يكون عيباً [9]


3- جوستين الشهيد: يُشير إلى القداسة والإلهامية من طرف خفي ...لكن العجيب والغريب ...أنه يجعل بطليموس يُرسل للملك هيرودوس يأمره بان يُرسل له من يُترجم الكتاب [10]..وهذا بخلاف ما رواه اريستياس....وبخلاف الإلهامية المُدّعاة ...!!


4- إيريناوس : بعد قرابة ربع قرن من مقولة جوستين الشهيد , يبرع في إضافة التالي (الإمبراطور يفصل الإثنين وسبعين حبراً في 72 غرفة منفصلة ,وأن يُترجم كل فرد منهما الكتاب كاملاً , ولا يُقابل أحدهما الآخر ولا يراه , حتى يضمن أن تكون الترجمة تماماً كما هي , وبعد 72 يوماً ومقارنة التراجم ببعضها البعض فوجىء الجميع أنهم اتفقوا في كل كلمة وكل حرف فعرف الأمميون أن هذه الترجمة كانت بالوحي الإلهي [11]....!!!!!...وما يقوله أريناوس ويُضيفه لم يقله أحد قبله ...!!!...ثم ما الغرابة في ذلك؟!!...فقد ضاع الكتاب العبراني وفُقد ...وألهم الرب عزرا فكتبه كما هو حرفاً حرفاً ...!!!


5- كليمندس السكندري (190 م ) : نادى بالإلهامية وأخيراً هو أول من أضاف قائلا "أنه قد تُرجمت كُتُب الأنبياء"[12] ولا نعلم من أين مصدره ....!!!


6- إبيفانوس : وروعة التفاصيل والإضافات ....!!!! ....يُخبرنا أن الملك كان له 36 منزل في جزيرة فرعون , ووضع في كل منزل اثنين , اثنين , في كل منزل حيث لا يوجد شبابيك في الجدران وفقط ضوء الشمس حيث سيدا المترجمون عملهم من الضباح إلى المساء تحت الضبّة والمٌفتاح , وفي المساء يتم نقلهم في 36 مركب إلى حيث يكون الملك بطليموس فلادلفيوس ..لتناول العشاء معه ثم يصعد كل منهم اثنين , اثنين , للنوم في 36 غرفة وكل ذلك حتي يمنع الملك أن يلتقي أي جوز مع الآخر ..!!..وبلعد مقارنة ال 36 نسخة من كل ترجمة مع بعضهم البعض وُجدوا متطابقين تمام التطابق ...!!!وهذا يؤكد بكل وضوح أن هؤلاء الرجال كانوا مُحاطين بالروح القُدُس ...!!!..وما يُضيفه أحدهم يُضيفه الجميع دون أن يلتقوا وما يحذفه أحدهم يحذفه الجميع دون أن يلتقوا ..وما يحذفونه فلا أهمية له, وما يُضيفونه بالتأكيد مهم...!!!.....


7- القديس جيروم : المُميّز دائماً ...يقلب طاولة الإلهامية على أصحابها ....!!!!..ولا يعترف إلا بالنص الأصلي العبراني ...في حين أن مُعاصره اغسطينوس تغنى بالإلهامية وقال أن الأنبياء الذين تكلموا بالوحي هم من ترجموا الكتاب , وروح النبوة التي نطقت فيهم هي من نطقت في المترجمين ..!!!...إلا أنه يُضيف أول إضافة تهدم ما قاله من قبله ....تهدم إدعاء إبيفانوس وفيلو وإيريناوس ...فإنه يقول (والإختلافات التي بين الترجمة والأصل تعود إلى عمق الفهم النبوي عند هؤلاء المُترجمين المساقين بالروح).[13]


وبعد كل ما سبق من إلهامية مُدّعاة ومن قصص خيالية , زاد فيها كل شخص على الآخر إلى أن وصلتنا بهذه الصورة العجيبة التي لا يقرأها عاقل إلا ويُدرك في الحال أنها خرافات ...!!....والآن ....هل يعرف المسيحيون ...وهل يستطيع أن يُعلمهم فادي إن كان أساساً يعلم أن التوراة اليونانية ...ظلت تحت التنقيح والتجهيز ليس قرنين قبل المسيح بل وحتى قرنين بعده .....






التوراة اليونانية وأربعمائة عام من الإضافة والحذف ....!!!


هل يعلم النصارى أن فيلو الذي نشر إلهامية التوراة اليونانية حتى بين آباء الكنيسة الأولى ...
كان قد كتب الكُتب التي تتكون منها هذه التوراة ؟!!!

هل يعلم النصارى أن التوراة اليونانية السبعينية كما يذكرها فيلو كانت تفتقر ل :
1- كتاب نشيد الأناشيد
2- كتاب دانيال..
3- كتاب أستير
4- سفر الحكمة , إكليزيا بن سيراخ ...!!

ولكننا اليوم نُشاهد ونرى بعيوننا المجردة هذه الكتب موجودة في التوراة اليونانية السبعينية....


وهنا نسأل قساوسة النصارى من أين أتت ومن ترجمها ...وهل ينطبق عليها الإلهامية التي تنطبق على غيرها ممن كان لهم نصيب في أن يُترجمهم الإثنا وسبعون حبراً مساقين بالروح القدس؟!!!!


هل يعلم النصارى شيئاً عن تلك الكُتُب المُلهمة من عند الله التي تُسمى Sibylline Oracles ؟!!![14]
إن هذه الكُتُب ألّفها نفس يهود الإسكندرية حين وُجِدت في نفس توقيت السبعينية منذ القرن الثاني قبل الميلاد , وأضافوا عليها فقرات من هنا وهناك حتى ان بعض النقاد قال أنها سفر الرؤيا قبل التنقيح ,و صنع يهود الشتات ذلك حتى يُضاهوا العبرانيين بانهم أهل الفلسفة والمنطق , ولكن الغريب في تلك الكُتُب أن الكنيسة الأولى استلمتها من اليهود ونقّحتها وأضافت في كلماتها جمل تتنبأ عن ابن الله , وأصبحت كُتُب ملهمة يستشهد بها كليمندوس السكندري وهو نفسه استشهد بالسبعينية , ويستشهد بها .



ماذا حلّ بالإلهام يا أهل الإلهام؟!...

لما لا يستشهد بها آباء اليوم كما استشهد بها آباء الأمس ...
ألا يكون الذي أخرجها من الكنائس كاف أن يُخرج السبعينية منها؟!!![15].....لما لا يتغنى به مسيحيو اليوم في إثبات المسيحية كما فعل المُهرطق المسيحي لاكتانيتيوس في القرن الرابع؟!!![16]..وكما فعل ثيوفيللوس أسقف أنطاكية , وكما فعل أوجستينوس في القرن الخامس والذي استخدمها ليُثبت أن المسيح قد تنبأت عنه الكُتُب ؟!!![17]



إن هذه الإلهامية التي يدّعيها مسيحيو اليوم للتوراة السبعينية ما أخذت حجمها إلا من آباء الأمس , وآباء الأمس هم أنفسهم من أخطأوا وآمنوا بما ليس من عند الله ولا يعترف به مسيحيو اليوم....!!




يتبع
_____________________________________

[1] Hody de bibl, ****, orig,(oxon 1705) and Philo “vita mosis” ,11,6,p.139

[2] Tischendorf, V.T.Gr. (1879), prolegg .p.xiii.n.

[3] ذكرها أوريجانوس في وذكرها جوستين الشهيد في apol,i.31,dial.68,71”cohort ad graecos” وذكرها ايرناوس iii,21.2f , وذكرها ترتليان apol.18 وذكرها كيرلس الاورشليمي فيcatech, iv,34
وذكرها جيروم في praef in gen,praef in libre.quaest,hebr.

[4]http://en.wikipedia.org/wiki/Ten_Lost_Tribes

[5] Stromata,1:22

[6] josephus,Ant.proaem,p.30,38,312,309.

[7] On the price of slaves,zen.mem,II.5.2

[8] Vita mosis,II.7,II.140

[9] Ant.XII.2,13.

[10] Apol.I.31,2-5.

[11] نقل ذلك عنه يوسابيوس القيصري – تاريخ الكنيسة – ترجمة مرقص عزيز , المجلد الثامن .

[12] Stromata.I,148.p.409

[13] Aug,de Civ dei, XVIII 42,43

[14]http://www.sacred-****s.com/cla/sib/index.htm

[15]http://en.wikipedia.org/wiki/Sibylline_Oracles


[16]http://en.wikipedia.org/wiki/Lactantius

[17] De Civ. Dei. B., XVIII