.


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

* * *


ما دام السائل جمع بين الآية في القرءآن الكريم ، وبين قول صحابي . . فهو لا يريد قصة موسى

عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ،

بل أراد أن يذكر تعارضا ً بين القرءآن وتفسير الصحابي الجليل ،

وأتوقع أنه يقصد إستحالة أن يكون موسى عليه السلام قد نزل من الجبل بألواح التوراة كاملة

إذ أن ذلك يستحيل كما ً وكيفا ، فلو تصورنا أن الألواح حجارة ولذلك كسرت ، فإن آيات التوراة يلزمها أطنان من الحجارة لتكتب عليها ،

وذلك لاستحلة الكتابة على الحجر من الوجهين كما نفعل بالروق اليوم ، مما يزيد من حجمها ؟!! . .

وأيضا ً لم تذكر الآية الكريمة أنه ألقى الألواح من يده ؟!! ! . . . وإلا لكانت فألقى وليست وألقى ،

الفاء تعني التعاقب والقرب ، أما حرف العطف و تعني التراخي والفصل ،

على أن يكون الحدث كالتالي ،

ينزل نبي الله من الجبل بعد لقاء ربه ببعض الألواح ، فيرى ما يرى ، من قومه

فيقول بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم ،

ويدخل خيمته وهو أسفٌ لما فعله القوم في غيابه ، ثم يهم بوضع ألواح الشريعة التي أتى بها لتوه على بقية الألواح . .

ويتذكر وعد الله بأن غضبه على بني إسرائيل لن ينفك حتى يطهروا بأن يطبق الطورعليهم ،

فتطوع لذلك صالحيهم ليكفروا عما فعل عباد العجل وبالطبع سيكون موسى وهارون عليهما السلام أول المتطوعين من بني إسرائيل

فيجد موسى في نفسه حسرة ، فما الداعي أن تبقى ألواح التوراة بيدي عابدي العجل وقد هلاك هو والصالحين من قومه ،

فقام موسى عليه السلام بإلقاء الألواح من خيمته واحدة ً تلو الأخري فبدأ بأخر ما وضع وهي الوصاية العشر ،

ثم يتوقف لأمر ٍ ما ، ثم يعود فيستنسخ ما كسر بعدما ألتقى ربه على موعد القصاص وتاب الله عليهم كما يصورها لنا القرءآن العظيم :

{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ

قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء

أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
}الأعراف155

{ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154

والله تعالى أعلم . .

.