اقتباس
الكتاب : بحر العلوم
المؤلف : السمرقندي

قوله تعالى : { وما نؤخره إلا لاجل معدود } يعني : إلى حين معلوم . ويقال : لانقضاء أيام الدنيا . ومعناه : أنا قادر على إقامتها الآن ، ولكن أؤخرها إلى وقت معدود ، { يوم يأت } يعني : إذا جاء يوم القيامة ، ويقال : يوم يأت ذلك اليوم ، { لا تكلم نفس إلا بإذنه } يعني : لا تتكلم نفس بالشفاعة ، إلا بأمره ، ويقال : معناه : لا يجترىء أحد أن يتكلم من هيبته ، وسلطانه بالاحتجاج ، وإقامة العذر إلا بإذنه .
قرأ عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، { يوم يأت } بغير ياء في الوصل والقطع ، وقرأ الباقون : بالياء عند الوصل . قال أبو عبيدة : القراءة عندنا على حذف الياء ، في الوصل والوقف . قال : ورأيت في مصحف الإمام عثمان : { يوم يأت } بغير ياء ، وهي لغة هذيل . قال : وروي عن عثمان ، أنه عرض عليه المصحف ، فوجد حروفا من اللحن ، فقال : لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل ، لم توجد فيه هذه الحروف ، فكانت قدم هذيلا في الفصاحة .
ثم قال { فمنهم شقى وسعيد } يعني : يوم القيامة من الناس شقي معذب في النار ، وسعيد ، يعني : مكرم في الجنة . قوله تعالى { فأما الذين شقوا } يعني : كتب عليهم الشقاوة ، { ففى النار لهم فيها زفير وشهيق } قال الربيع بن أنس الزفير في الحلق ، والشهيق في الصدر ، وروي عن ابن عباس ، أنه قال : زفير كزفير الحمار ، وهو أول ما ينهق الحمار والشهيق ، وهو أول ما يفرغ من نهيقه في آخره .
ورواه ابو عبيده في فضائل القرآن ، والسيوطي في الاتقان ج 2 ص 285 ، والدر المنثور ج 2 ص 745 وابن ابي داود في المصاحف ص 231 ، 232 .
الرد :-
قال ابن الأنباري في الأحاديث المروية في ذلك عن عثمان : لا تقوم بِها حجةٌ لانها منقطعةٌ غير متصلة وما يشهد عقل بأن عثمان -وهو إمام الأمة الذي هو إمام الناس في وقته وقدوتهم- يجمعهم على المصحف الذي هو الإمام فيتبين فيه خللا ويشاهد في خطه زللا فلا يصلحه كلا والله ما يتوهم عليه هذا ذو إنصاف وتمييز ولا يعتقد أنه اخرالخطا في الكتاب ليصلحه من بعده وسبيل الجائين من بعده البناء على رسمه والوقوف عند حكمه.
وقد رواه عكرمه عن عثمان
وعكرمه هذا مجهول ( حاشيه المصاحف ص 232 )
ورواه قتادة عن عثمان مرسلا ورواه نصر بن عاصم عنه مسندا ولكن فيه عبد الله بن فطيمة وهو مجهول لا يقبل خبره. انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 125، والإتقان في علوم القرآن ج2 ص 270. (جمع القرآن ص 187،188)
يتبع ان شاء الله