عصمة نبي الله نوح عليه السلام من الخطيئة

قال تعالى :
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)
هود



أولا : كذب نوح

يبدو في ظاهر تلك الآيات الآتي أن نوح كذب وقال ابْنِي مِنْ أَهْلِي بينما الحقيقة فيما قالها الله في إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ

يقول الله تعالى :

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)
هود


أي أن المعنين بالنجاة فوق الفلك هم:

1- نوح
2- حيوانات
3- أهل نوح (إلا من سبق عليه القول)
4- من آمن (قلة قليلة)

وعليه فقد طلب نوح من ربه أن ينقذ ولده لأنه من أهله فأجبه ربه أنه ليس من أهلك , أي ليس من أهلك المعنيين بالنجاة فهو من المستثنيين بقوله إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ

وبذلك خرج الولد من جماعة قوم نوح , أهل الإيمان , لقوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقوله إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فبالرغم من أنه ولده بيولوجياً إلا أنه مخالف له دينياً فلا يحق لنوح أن يقول ولدي من أهلي وهو كافر وظاهر الأمر أن نوح لم يكن يعلم بكفر إبنه لقوله يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) وقول الله تعالى له فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ

وعليه تنتفي شبهة أن نوح كاذب لأن الولد ولده بالفعل ولكن إستثناه الله من النجاة لكفره



يتبع ....