بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للبشارات التى أشرتم إليها فى التوراة والأنجيل فإننا يجب أن نعرض الحقائق التالية أولا قٌبل أخذ ما فيها أو التهافت عليها :
أولا إن أقدم نسخة عثر عليها للتوراة مكتوبة باللغة العبرية والأرامية واليونانية تعود إلى حوالى ألف سنة بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام .
ثانيا : عندما بدأ أول نقد حقيقى للتوراة فى القرن السادس عشر بواسطة العالم اللاهوتى الفرنسى سيمون ريشار والذى قام بدراسة اللغة العبرية أولا قبل أن يقدم على عملية النقد ودرس معها ما يعرف بفقه اللغة وجد أن التوراة التى بين يديه قد كتبت على ثلاثة مصادر رئيسية أو قل ثلاثة عصور رئيسية وأن اللغة التى كتبت بها هذه التوراة لا يمكن أن تعود إلى عصر واحد على الأقل لغويا ناهيك عن تغيير أسم الله من ألوهيم إلى يهوه ثم ذكر بأسم لورد وهى ما يدل على تدخل الأيدى البشرية فى إعادة الصياغة والكتابة والتحريف بل إن باقى أسفار التوراة عدا الأسفار الخمسة الأولى تعتبر أسفارا تاريخية شابتها الغلطات التاريخية عند مضاهاتها بأحداث التاريخ الحقيقية من خلال الأبحاث والتنقيب الأثرى فى أرض فلسطين بل شابتها الألفاظ والحكايات الجنسية الجارحة والتى لا يمكن أن يحتويها كتاب مقدس مثل التوراة التى ذكرها المولى عز وجل بأنها نور من عنده.
ثالثا : لايمكننا أن ننسى أبدا ماحدث فى مجمع نيقية فى عهد الأمبراطور الرومانى قطسطنطين فى القرن الثالث الميلادى حينما قام بحرق ما كتب من الكتاب المقدس بشطريه الأنجيل والتوراة وقام بكتابة كتب جديدة توحد الديانة فى أرجاء الأمبراطورية .
رابعا : لايمكن أبدا أن ننسى مخطوطين رئيسيين وجدا فى القرن العشرين فى حوالى منتصفه وهما ما يعرف بأنجيا نجع حمادى ( وهو لا يعتبر إنجيل بكافة المعايير على أية حال ) ونسخته الأصلية موجودة بالمتحف القبطى بالقاهرة وهو مخطوط لايزال مثيرا للجدل حيث أنه لم يذكر فيه حكاية الصلب على الأطلاق بل إن ماهو مرسوم عليه فى صفحته الأولى ليس الصليب وإنما مفتاح الحياة عند المصريين القدماء وقد إختفت بالطبع صفحات كثيرة منه على إعتبار دأب أهل الكتاب فى جعل الكتاب قراطيس يظهرونها ويخفون كثيرا منها والمخطوط الثانى الأكثر إثارة للجدل هو بالطبع لفائف البحر الميت والتى كتبتها مجموعة من اليهود المعتزلين للمجتمع اليهودى بذاته لأعتقادهم بضلال اليهود الموجودين فى تلك الحقبة التى تعود إلى مائتى سنة قبل الميلاد تقريبا وهى تحتوى على العديد من أسفار التوراة وطقوس هذه الجماعة المختلف على إسمها حتى الآن ولكن ما يعنينا منها هو أمرين رئيسيين الأمر الأول ان أغلب هذه المخطوطات والتى تبلغ حوالى الثلاثة آلاف مخطوطة قد تم الأستحواذ عليها وإخفاؤها عن أعين الدارسين والباحثين وذلك بطغط من الفاتيكان ونفوذ المعهد التوراتى اليهودى ولم يسمح إلا بنشر النذر اليسير منها والصدمة التى أصابت الفاتيكان فى مقتل أنها لم يرد فيها اى ذكر للمسيح عليه السلام رغم كافة البشارات التى تعج بها كتب العهد القديم اللاحقة أما المر الثانى الذى يخصنا فى هذه اللفائف هو ما أميط عنه اللثام خطأ أن هذه الجماعة قد بشرت فعليا بقرب الدينونة وقرب ظهور نبى لآخر الزمان ولكن بالطبع نحن لا نعلم عن هذا الأمر الكثير نظرا لإخفاء هذه المخطوطات عن أعين الباحثين والدارسين .
إن كل ما ذكرته هنا أن الأعتداد بالنبوءات التى وردت فى التوراة أو ما يسمى اليوم بالأنجيل لا نستطيع الأخذ بها ماخذا جديا وذلك لثبوت تحريفها تحريفا يكاد يلمس أصلاب الحقائق الثابتة بها ولكن ما يكفينا من بشارات تتعلق بالرسول عليه الصلاة والسلام هو ما ورد بالقرآن ذاته الذى هو كتاب الحق الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه والقرآن الكريم يخبرنا صراحة وحقيقة بمدى العبث الذى قام به العابثون والفاسقون من أهل الكتاب سواء فى التوراة أو الأنجيل وكيف أنهم كانوا فى زمن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمون من كتبهم والتى لاندرى أين هى الآن ( حيث إعتادوا إخفاؤها وإظهار ما يريدون منها فقط ) كانوا يعلمون ويعرفون كما يعرفون أبناءهم علامات الرسول وبشارات زمانه ولكنهم جحدوا ما عرفوا من الحق توافقا مع طبيعتهم ثم أنكروه ثم كفروا به .