القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    14,298
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-06-2019
    على الساعة
    06:45 PM

    افتراضي القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس


    يقول وليم كامبل ضارباً بالعلم عرض الحائط :

    اقتباس
    درسنا في القسم الأول (فصل 2) بعض الافتراضات، كان آخرها افتراض د بوكاي أن (نظرية الوثائق) في أصل التوراة وتطويرها نظرية صحيحة، وهي تُسمى أحياناً (نظرية النقد العالي) أو تُسمى باسم الرجلين اللذين أسساها، وهما (جراف، وولهاوزن) عام 1880م، وقد بُنيت على الافتراضات التالية:

    حدث تطوّر وارتقاء في الدين من تعدُّد الآلهة إلى التوحيد، وعلى هذا تكون التوراة نتاج التطوّر الطبيعي للأحاسيس الدينية عند الشعب اليهودي ولا دخل في ذلك للوحي الإلهي عن طريق الملائكة أو الروح القدس.

    لم يرِد للعادات المذكورة في حياة إبرهيم ذِكرٌ خارج التوراة (مثل زواجه من أخته غير الشقيقة، وطرد إبرهيم لجاريته هاجر بناءً على طلب سارة) كما لم يرد ذكر الحثيين خارج التوراة فتكون أحداث حياة إبرهيم وإسحق ويعقوب وسائر الآباء بلا أساس تاريخي، بل هي مجرد قصص أو أساطير.

    لم يكن موسى وبنو إسرائيل يعرفون الكتابة، لأنها لم تكن قد عُرفت بعد.

    إذاً لم يكتب موسى الأسفار الخمسة الأولى من التوراة سنة 1400 أو 1300 ق م، كما تقول التوراة والقرآن ولكن كتبها أو جمعها كُتّاب مجهولون بعد ذلك بمئات السنين.

    وبحسب هذه النظرية يكون أول الذين كتبوا شخصٌ أطلق على الله اسم (يهوه) عام 900 ق م ومعناه (السرمدي) الذي بلا بداية ولا نهاية ويقولون إنه كتب تكوين أصحاحي 1 و2 مع أجزاء أخرى ويقولون إنه جاء كاتب ثانٍ أطلق على الله اسم (إلوهيم) وكتب أجزاء كثيرة من التوراة ثم جاء كاتب ثالث نسج هاتين الكتابتين معاً في قصة واحدة نحو سنة 650ق م ويقولون إنك تقدر أن تميّز بين إنتاج الكاتبين الأوَّلين بملاحظة إطلاق اسم (يهوه) أو (إلوهيم) على الله.

    ولم يكن هذا الدليل كافياً بحد ذاته للتفريق بين إنتاج الكاتبَين، فأخذ هؤلاء النقاد المتطرفون بعين الاعتبار عاملي (الأسلوب) و(الأفكار اللاهوتية) والتي ظنوا أنها تساعدهم للتمييز بين نصَّي (يهوه) و(إلوهيم) أما السفر الخامس من التوراة (وهو التثنية) فيقولون إنه كُتب سنة 621 ق م وهذا بالطبع كذبة كبيرة ثم تدَّعي النظرية أن بعض الكهنة أضافوا وثيقة رابعة تبدأ بقصة الخلق في تكوين 1 ، ثم قاموا بإعادة ترتيب التوراة في صورتها الحالية نحو عام 400 ق م، بعد نحو ألف سنة من حياة موسى وأطلقوا على هذه النظرية اسمJEDP وقد جاءت من الحروف الأولى من Jehovah, Elohim, Deuteronomy, Priestly

    واضح من هذا التقديم المختصر لنظرية الوثائق أنها تشكك في صحة وحي التوراة ولو صدَقت لكان العهد القديم خدعة أدبية كبيرة!

    ولم يكن أصحاب (نظرية الوثائق) يؤمنون بالمعجزات التي أجراها موسى والمسيح، ولا بمعجزة إعلان الله عن ذاته بالوحي، فلا كلّم الله موسى ولا تكلم بواسطة غيره ولو أن هؤلاء المتطرفين درسوا أيضاً القرآن لرفضوا أن يكون الله قد أوحى بشيء إلى محمد، لأن الكفر بالمعجزات والوحي هو الاعتقاد الأساسي من وراء هذه النظرية وقد خصّص د بوكاي عدة صفحات من كتابه ليقدم هذه النظرية، ونتيجة لذلك أعلن أن الكتاب المقدس مليء بالمتناقضات والحقائق غير الأكيدة ولما كان المسلمون يقولون إن المسيحيين حرّفوا كتابهم، فإن أقوال د بوكاي (الذي يجيء من خلفية مسيحية، والذي يؤكد نفس أقوالهم) ستزيدهم بما يقولون اقتناعاً، وستملأ نفوسهم بالانشراح.

    وأذكر أن أستاذ الدين في جامعة ووستر المشيخية بأمريكا (أثناء دراستي التمهيدية لدراسة الطب) علّمنا هذه النظرية كحقيقة واقعة فسأله زميلٌ لي:


    (ولكن لو صدَقت النظرية لكان الكتاب المقدس عارٍ عن الصدق) فأجابه (وكأنه يخاطب صبياً في السادسة من عمره): (يمكنك أن تصدّق الكتاب المقدس إن شئت ذلك).

    ولما لم أكن وقتها أمتلك حقائق تدحض ما قاله الأستاذ من أن موسى لم يكتب التوراة، (مع أن المسيح قال إنه كتبها) قبلتُ ما قال، مما زعزع ثقتي في التوراة كوحيٍ إلهي، فرفضتُ المسيحية وأصبحت (لاأدرياً) لم أكن ملحداً، لكني لم أكن أدري ماذا أعتقد في الله ولكن شكراً لله (الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ) (1تيموثاوس 2:4) أنه لم يتركني في جهلي، بل قادني إلى من علّموني الحقائق التي تثبت صحّة كتب التوراة والأنبياء، والتي أشارك القارئ فيها في هذا الفصل.

    تأثير هذه النظرية على القرآن

    في القسم الثاني (فصل 1) رأينا كيف يعلن القرآن وجود توراة صحيحة بين يدي مريم العذراء ويوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) والمسيح وبالرغم من أن البعض يختلفون معي في أن تلك النسخ مطابقة للنسخ التي بين أيدينا اليوم، إلا أن تلك الآيات القرآنية تقدّم حقائق نتفق عليها كلنا فالقرآن يقول إن إبرهيم شخصية تاريخية وقد كلّمه الله، ويقول إن الله أعطى موسى الألواح التي كتبها له (قَالَ (الله) يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) (سورة الأعراف 144 و145 - من العهد المكي المتأخر) وقد يسأل سائل: ماذا يفيدك هذا الاقتباس هنا؟ والإجابة: إن كانت قصص إبرهيم وإسحق ويعقوب في التوراة أساطير، فتكون كذلك في القرآن! وإن كانت الكتابة مجهولة زمن موسى (1400 ق م) فلم يكن ممكناً لموسى ولا لغيره أن يقرأوا (الألواح) التي حوَت من كل شيء موعظة، وتفصيلاً لكل شيء، ويكون القرآن موضع انتقاد أصحاب (نظرية الوثائق)!

    لذلك سنلقي نظرة متأنية على نظرية الوثائق لنرى ماذا يقول أصحابها عن المعجزات:

    استحالة الوحي والمعجزات

    أبدى الأستاذ أ كيونن (أحد معتنقي هذه النظرية) رأيه في القُوى الخارقة للطبيعة، قال:

    (إن كنا نعزو جزءاً من حياة بني إسرائيل إلى التدخل الإلهي المباشر، ونقبل (ولو لمرةٍ واحدة) أن هناك وحياً خارقاً للطبيعة، فإن رؤيتنا الكلية تختل ولن تكتمل هذه الرؤية إلا إذا افترضنا حدوث تطور طبيعي لكل هذه الظواهر) وقال أيضاً: (القول إن الله يتدخل في حياة الآباء الأولين يكوّن في نظري أحد العوامل الرئيسية ضد صحة الأحداث التاريخية)

    في الاقتباس الأول يقول كيونن: إن أية حادثة خارقة للطبيعة تُخِل برؤيتنا المتكاملة، وفي الاقتباس الثاني يعلن أن من يصدق أن الله تكلم مع إبرهيم وهاجر وإسحق ويعقوب، يبرهن أن أسفار موسى الخمسة غير تاريخية.

    أما يوليوس ولهاوزن، أحد مؤسسَي النظرية فيسخر من حدوث المعجزات زمن الخروج، وفي سيناء يوم أعطى الله موسى الألواح، ويقول: (مَن يقدر أن يؤمن بهذا؟) 1 ولا زال بعض الأساتذة اليوم يؤمنون بهذه النظرية بسبب إنكارهم للمعجزات وقد كتب الأستاذ لانجدون جيلكي من جامعة شيكاغو سنة 1962 يصف قصص التوراة عن الخروج يقول: (هناك أعمال وأقوال يظن العبرانيون أن الله فعلها وقالها، ولكننا ندرك بالطبع أنه لا فعلها ولا قالها) ويقول عن عبور البحر الأحمر: (نحن ننكر الطبيعة المعجزية لهذه الأحداث، ونقول إن سببها ريح شرقية)2

    هذه النظرية تفترض الآتي:

    أ. لم يكلم الله إبرهيم.

    ب. لم يتلقَّ موسى من ربه ألواحاً.

    ج. لم تحدث معجزة شق مياه البحر الأحمر وعبور بني إسرائيل على اليابسة وغرق فرعون وجيشه.


    ولم يغفل الأستاذ (عبد الله يوسف علي) هذه النقاط، فقال: (إن فكر مدرسة النقد العالي فكر مدمّر (رينان) يشك في حقيقة أن موسى شخص تاريخي ويعتقد أنه شخص أسطوري ونحن نرفض الفكر الذي لا يؤمن أن الله أوحى لأنبيائه).

    وهكذا يتضح لنا أن إنكار النبوّة وتاريخية شخصية موسى يشكل هجوماً على القرآن كما يشكله على الكتاب المقدس.

    الشك وتحديد التاريخ

    أدّى شكُّ أصحاب هذه النظرية إلى شكٍ في تاريخ وثائق التوراة ولنأخذ مثلاً من حياة النبي دانيال تقول التوراة إن دانيال أُمر أن يسجل محادثاته مع الملك البابلي نبوخذ نصر ويقول رجال علم التاريخ ورجال علم التاريخ الكتابي إن هذا يعود إلى عام 600 ق م، فيكون أن دانيال كتب سفره عام 600 ق م ولكن أصحاب (نظرية الوثائق) يعترضون لماذا؟ لأنه بالإضافة إلى المعجزات المذكورة في سفر دانيال، يذكر الأصحاح 8:20 و21 من السفر نبوّةً مفصَّلة عن أحداث سياسية ستحدث بعد 300 سنة تقول النبوة: (أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الْأَوَّلُ) وقد أوحى الله لدانيال بهذه النبوة في عهد بيلشاصر، حفيد نبوخذ نصر وهي تقول إن مادي وفارس ستهزم بابل، ثم تنهزم أمام اليونان وقد تحقّقت النبوّة أيام الإسكندر الأكبر عام 330 ق م، أي بعد دانيال بنحو 300 سنة.

    ولكن أصحاب تلك النظرية لا يؤمنون بمعجزة النبوة فماذا كان موقفهم من هذه النبوة القوية؟ قالوا: (لما كانت (النبوة) قد تحققت عام 330 ق م، فلا بد أن شخصاً آخر كتبها بعد عام 330 ق م، بعد أن تمّت الأحداث، ثم عزاها إلى دانيال ليصدقها الناس) وهم يقصدون أنه: لما كانت المعجزات مستحيلة لا يكون دانيال قد تنبأ بالمستقبل، ويكون عَزْو الكتاب للنبي دانيال تزويراً.

    ويقتبس د بوكاي من كتابات أصحاب هذه النظرية قولهم إن سفر دانيال (رؤية مربكة من وجهة النظر التاريخية ويقول البعض إنها مؤلَّف يرجع إلى القرن الثاني ق م في عصر المكابيين) (ص 36) ولكن الذي أوقع الارتباك في نفوس أصحاب النظرية هو صِدق النبوة وتحقيقها!


    وهناك سبب آخر أربك أصحاب النظرية: لقد تنبأ دانيال في أصحاح 9:25 و26 (عام 600 ق م) بخراب هيكل أورشليم، وتحققت هذه النبوة عام 70م بعد صعود المسيح إلى السماء بثلاثين سنة ولقد تنبأ دانيال (1) بأن أورشليم والهيكل سيُعاد بناؤهما، و(2)أن المسيح سيأتي، و(3) يُقطع المسيح وليس له (ليس لأجل نفسه)، و(4) شعب رئيس آتٍ يُخرب المدينة والقُدس وهذا ما فعله تيطس الروماني عام 70م.

    ولا يملك أصحاب نظرية الوثائق، ولا د بوكاي تعليقاً على نبوات دانيال هذه التي تحققت بعد زمن المكابيين بقرنين من الزمان وسنناقش في فصل قادم بعض النبوات التي تحققت، برهاناً على صحّة التوراة.
    الرد على هذا الكلام :

    لماذا دائماً المسيحي يقحم القرآن كلما واجه مشكلة تهدد كيان كتابه الذي لا نعرف من الذي قدسه ! ، وما دخل علم الوثائق وكون أن هناك من لا يؤمن بالمعجزات أم لا ؟

    يا وليم واجه العلم والعلماء بوثائق كتابك وبعد ذلك عارض كما شئت في امور المعجزات .

    إن القرآن لديه جميع الوثائق التي تثبت صدقه وبراهين في الإعجاز اللغوي والبلاغي والعلمي ليكون معجزة لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة .. ولكن كما ذكرنا من قبل أن جميع الوثائق والأدلة تثبت بما لا يدع مجال للشك ان البايبل ليس كتاب إلهي وليس له سند او تواتر أو أصول أو وثائق تثبت صحة وهذا امر ظاهر جداً بسبب اختلاف الطوائف المسيحية في عدد الأسفار وكذا المضمون الذي لا يرقى ليكون كلام وحى .

    وقد قدمنا من قبل كل الدلائل التي تثبت تحريف البايبل بأعتراف المصادر المسيحية ومنها قاموس الكتاب المقدس وكذا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية و الموسوعة الكاثوليكية .

    فطالما أن المسيحية تتهرب من العلم فهذا يُرجعنا للعصور الوسطى وهرطقة الكنيسة لأن العلم مصدر علم وهو إدراك الشيء بحقيقته، والتوثيق مصدر وَثَّق بمعنى حكم وقوَّى وثبت، وبذلك يكون المراد من اللفظتين مجتمعتين علم التوثيق "إدراك حقيقة ما أحكم وقوى وثُبِّتَ"

    من يملك الحجة عنده القدرة على مواجهة العالم بحجته ولكن الواضح إن المسيحية إنهارت فور مواجهتها للعلم لإثبات صحة العهدين .

    وقد تحدث عن مفهوم الوثائق الإمام (الونشريسي) بقوله: "أعلم أن علم الوثائق من أجل العلوم قدراً وأعلاه إنابة وخطراً إذ بها تَثْبُتُ الحقوق، ويتميز الحر من الرقيق، ويتوثق بها، لذا سميت معانيها وثاقاً".

    فالتوثيق علماً عرفه (ابن فرحون) فقال: "هي صناعة جليلة شريفة، وبضاعة عالية منيفة، تحتوي على ضبط أمور الناس على القوانين الشرعية".

    أما الأستاذ (عمر الجيدي) فقال عن علم التوثيق: "هو الذي ينظم سير العلاقات بين الأشخاص، ويحدد معالم التعامل بينهم طبقاً للنصوص التشريعية، واجتهادات الفقهاء، وما جرى به علم القضاة من غير إغفال عرف الناس وعاداتهم، فهو إذن علم بين عناصر كل اتفاقية معقودة بين شخصين أو عدة أشخاص يضمن استمرارها، وأثر مفعولها، ويحسم مادة النزاع بين الأطراف المتعاقدة، موضحاً لكل من العاقد له، والمعقود عليه، ما له وما عليه".

    أما (حاجي خليفة) فقال: "هو علم باحث عن كيفية ثبت الأحكام الثابتة عن القاضي في الكتب والسجلات على وجه يصح ا لاحتجاج به عند انقضاء شهود الحال، قال: وبعضها من علم الإنشاء، وبعضها من الرسوم والعادات والأمور الاستحسانية".

    ويعرف علم الوثائق في اللغات الأوروبية باسم "علم الديبوماتيك"، وقد اشتق ذلك الاسم منن الكلمة اليونانية (Diplom) ومعناها صحيفة مطوية، و قد سميت كذلك لأنها كانت تكتب في الأزمنة الماضية، إما على قراطيس البردي، أو قطع الرق، أو الورق عندما انتشرت صناعته في العالم، ثم تطوى الصحيفة بحيث تصير ملفوفة، وتحزم أحياناً بشريط منن الجلد أو القماش، وقد يختم على هذا الشريط حفظاً للوثيقة من العبث والتزييف.

    إذن فعلم التوثيق أصبحت له معان متعددة، فهو الذي يهتم بضبط أمور الناس عن طريق الإثبات بالكتابة، وأيضاً يقوم بتنظيم المكتبات وضبطها لتسهيل البحث على الباحث، وهو من جهة أخرى ينصب حول دراسة الوثيقة، وقال الدكتور قاسم السامرائي: وهو أمر متعب لأن الدارس لهذا الفن يجمع بين عمل الآثاري في حفره وتنقيبه، وبين عمل المحقق الباحث في فك الرموز والطلاسم التي يقدمها النص.

    علم التوثيق يحتل منزلة رفيعة ومكانة كبيرة في الحياة الإنسانية لأنه يعمل على حفظ الحقوق، طبقاً للقوانين الشرعية، وبه تضبط المراكز القانونية للأشخاص والأشياء، ونورد أقوال العلماء في مكانته كالتالي:

    يقول (الونشريسي) في مقدمة كتاب (المنهج الفائق) متحدثاً عن سبب تأليفه علم الوثائق مبرزاً أهميته ومكانته: "فإني لما رأيت علم الوثائق من أجل ما سكر في قرطاس، وأنفس ما وزن في قسطاس، وأشرف ما به الأموال والأعراض والدماء والفروج تستباح وتحمى، وأكبر زكاة للأعمال وأقرب رحما، وأقطع شيء تنبذ به دعاوى الفجور وترمى، وتطمس مسالكها الذميمة وتعمى".

    ويقول (ابن فرحون): "هي صناعة جليلة شريفة وبضاعة عالية منيفة تحتوي على ... مجالسة الملوك والاطلاع على أمورهم وعيالهم، وبغير هذه الصناعة لا ينال أحد ذلك، ولا يسلك هذه المسالك".

    ويقول (الهواري) في شرحه وثائق بناني عن علم الوثائق: فإن علم الوثائق من أجل العلوم قدراً، وأعظمها خطراً، إذ به تنضبط أمور الناس على القوانين الشرعية، وتحفظ دماؤهم وأموالهم على الضوابط المرعية.

    فالتوثيق عن طريق الكتابة، يحصل في وقت لا نزاع فيه، وتقرر فيه الحقائق على طبيعتها، فعند تقديمها للقضاء، تنطق الكتابة بتلك الحقائق التي سبق إثباتها بدون غرض، أو تميز، أو خطأ أو نسيان.

    والكتابة في رحاب التوثيق كفتها راجحة، ومتى كانت بعيدة عن التزوير فهي أدق أداء، وأكثر ضبطاً للواقع، ثم هي لا يرد عليها النسيان، فهي دليل هيئ مقدماً ليحيط بالواقعة المراد إثباتها إحاطة شاملة، لأنها إنما أعدت لهذه الغرض.

    حظيت الوثيقة بمكانة رفيعة منذ ظهورها،، فلا يكتبها إلا عالم بأصولها وفروعها، مطلع على قواعدها وشروطها وكيفية تسطيرها وترتيبها بعداً عن اللحن وعن كل ما يمكن أن يؤدي إلى تحريف لفظها، فيتحول بذلك معناها، وتصبح باطلة فارغة من محتواها.

    والوثائق تشمل الإجراءات والمراسيم والقوانين والأوامر وحسابات الأموال وغير ذلك مما ينشأ في أثناء تأدية أي عمل من أي نوع ، ولأهميتها أصبحت لها ولاية قانونية حتى تكون بعيدة عن أيدي العابثين، برزت أهميتها في العصر الحديث، فأنشئت لها المعاهد والأقسام في كليات الجامعات والمدارس الخاصة، ونظراً لهذه الأهمية، أنشئ الاتحاد الدولي للتوثيق.
    FID International rederation for doc ume ntation) ) سنة 1895م، باسم المعهد الدولي للببليوغرافيا (International institute of bibliography) ثم تغيير هذا الاسم سنة 1981م إلى المعهد الدولي للتوثيق، وانتهى هذا الاسم في سنة 1988م، إلى الاتحاد الدولي للتوثيق، وظهر بعد ذلك المجلس الدولي للتوثيق، وظهر بعد ذلك المجلس الدولي للتوثيق (International counic of archives)، ويهتم الاتحاد بتشجيع الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية المتعلقة بمختلف جوانب التوثيق، وهذه الموضوعات تصدر عنها من وقت لآخر مقالات في جريدة الاتحاد الدولي للتوثيق الربع سنوية.

    فمن وحدات علم الوثائق علم الوحدات التوثيقية: هي إما مكتبات أو مراكز للتوثيق متخصصة أو متعددة التخصصات، وتتخذ شكلين اثنين:
    الأول: كلاسيكي يعتمد على المعالجة اليدوية بالوسائل التالية::
    أ- لفائف البردي ب-أدراج الرق ج-السجلات د-المطبوعات.
    الثاني: حديث يقوم على المعالجة الآلية، ويتم ذلك عن طريق جمع الوثائق وترتيبها، وتصنيفها وفهرستها، وتسجيلها في جذيذات أو تخزينها في الحاسوب وفقاً للأنماط الدولية المعتمدة، ليسهل بالتالي البحث عنها واسترجاعها ووضعها رهن إشارة المستفيدين.

    ومن احد علوم علم الوثائق هو علم المواد الوثائقية: فلقد كان اعتماد الوثائق في القدم على الوسائل التقليدية كالرق والكاغد، والنسيج والزجاج، والخشب والحجر والجلد والجريد.
    وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية تعددت المواد الوثائقية المبتكرة كالآتي:
    1-التصوير الفوتوغرافي.
    2-تصوير الميكروفيلم.
    3-الخرائط والرسوم.
    4-أشرطة للتسجيل الصوتي.
    5-الأفلام السينمائية.
    6-الشرائح.
    7-العلامات التجارية.
    8-الأرشيف الشفوي المتكامل: ويضم أقوال الشهود الذين عاصروا الأحداث التاريخية حيث أن التسجيل بالكتابة وحدها لا يمكن أن يلم بكل أطراف الحادثة التاريخية.

    فللتوثيق أهمية كبيرة في تنظيم سير المعاملات وإقامتها على أساس وطيد، لكشف نوايا المتعاقدين أو المتصرفين واضحة جلية في معاملاتهم، والمحافظة على المحررات التي تثبتها وصيانتها على مر الأيام، لأن إثبات التصرفات والعقود والوثائق والتصديق على التصرفات القانونية الواردة منها، والحكم بصحتها ولزومها لتكون لها الصفة الرسمية والقوة التنفيذية يكفل تحقيق الطمأنينة التامة على الحقوق، واستقرار المعاملات، وإغلاق باب الشر والمنازعات.

    فوائد التوثيق:
    1-صيانة الوثائق من أن تكون عرضة للضياع.
    2-قطع المنازعة بين الأطراف.
    3-التحرز من بطلان الوثائق وفسادها.
    4-رفع ودفع الشك والارتياب بين الأطراف.


    أما حول شبهة إن كان موسى عليه السلام هو كاتب التوراة أم الله ، فهذا امراً تحدث حوله جميع العلماء وأثبتوا أن موسى عليه السلام بريء من هذه التوراة المزعومة لأن القرآن أثبت أن الله أنزل على موسى التوراة دفعة واحدة :

    قال تعالى :
    { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ }
    [الأعراف145]

    فأين هي هذه الألواح ؟

    خر 31:18
    ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين باصبع الله


    وقد أوضح العلامة والطبيب الفرنسي( موريس بوكاي) في كتابه (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) أن عالم الأديان "أدمون جاكوب" في دراساته للعهد القديم يذكر أنه حتى القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً لم يكن هناك نص واحد للتوراة" وكان السبب الرئيسي ما لقيه اليهود من اضطهاد من قبل الكلدانيين والبابليين والفرس واليونان…الخ.

    و قال آدم كلارك إن ما ورد في تثنية 1: 1-5 هي مقدمة لباقي الكتاب وليست من كلام موسى لأنه كتب بصيغة الضمير الغائب و الضمير المتكلم في آن واحد وهذا غير مقبول .

    و قال آدم كلارك إن الأصحاح الأخير من التثنية ليس من أقوال موسى، لأنه لا يمكن أن يذكر الإنسان خبر وفاته ودفنه ، وفكذب الجميع وقال البعض أن كاتبه هو (يشوع) والبعض الآخر قال (عزرا) والمتبقي منهم قالوا (السبعين شيخاً) .. وهذا كله يخالف ويناقض ما جاء بسفر التثنية بقول موسى :
    31: 26 خذوا كتاب التوراة هذا و ضعوه بجانب تابوت عهد الرب الهكم ليكون هناك شاهدا عليكم

    وهذا يدل على أن موسى كتب التوراة وانتهى .. فمن اين آتوا بهذه التخاريف ؟

    هذه اقل القليل في اثبات تحريف التوراة ، علماً بأن قاموس الكتاب المقدس قال : العهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد ، وأقدم النسخ من مخطوطات العهد القديم في اللغة العبرية هي التي وجدت في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة في حلب قروناً طويلة .

    ونرى أن الفراعنة تمكنوا من الحفاظ على المخطوطات لأكثر من 7 آلاف عام ولكن رب العهد القديم عجز في أن يحفظ كلامه لمدة الف عام فقط ... يا للهول .


    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=2379
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=11084
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=11172










    إن ما حدث من تعارُض بين نظرية علم الوثائق والبايبل نتج بسبب هروب المسؤولين بالكنيسة بتقديم الوثائق لإثبات صحة البايبل ، وأي نوع من أنواع الهروب يكشف أن علم الوثائق أثبت أن البايبل هو كتاب بشر ولا علاقة له بكلام الله ولا يرقى للوحي .

    يتبع :-

    التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 30-08-2007 الساعة 02:34 PM
    إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
    .
    والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
    وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى
    (ارميا 23:-40-34)
    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
    .
    .
    الموسوعة المسيحية العربية *** من كتب هذه الأسفار *** موسوعة رد الشبهات ***

القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-11-2007, 12:35 AM
  2. القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم .. الجزء الخامس عشر
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-11-2007, 05:28 PM
  3. القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم... الجزء الثامن
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-09-2007, 01:17 PM
  4. القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم .. الجزء السابع
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-07-2007, 03:14 PM
  5. القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم .. الجزء 4
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-06-2007, 03:33 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس

القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ... الجزء الخامس