الوجه الأول لإعراب الآية
قال الله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً "[الأعراف : 160]
وذلك بإعتبار أن أسباط تميييييييييز- وهو الأولى عندى- وفى هذه الحالة فإننا نحتاج لتوضيح لماذا جاء التمييز جمعاً؟ ولماذا جاء العدد مؤنثاً؟
أسباط تمييز باعتبار المعنى
لأن أى قبيلة أو جماعة أو فرقة من الناس تنحدر من أصل واحد ما هى إلا أسباط لذلك الأصل
وبذلك
أسباط = قبيلة من أصل واحد
وهذا لا شائبة عليه وقد ذكرنا سابقاً أن سبيل التأنيث والتذكير قد يكون عائداً على المعنى وأن سبيل الجمع والإفراد قد يكون عائداً على المعنى إذن فالأولى فى التمييز الذى يوضح المعنى أن يكون عائداً على المعنى أيضاًكما أن الإتيان بالجمع"أسباط" كان لضرورة أخرى وهى أن الإتيان بالمفرد" السبط" يجعل معنى الجملة غير مفهوماً فالسبط يدل على المفرد لا الجمع فكيف يتم تقطيع ألف رجل مثلاً إلى 12 رجل
.
والآن لماذا جاء العدد مؤنثاً " اثْنَتَىْ " وهنا ذهب علماء النحو إلى أن التمييز عائداً على " أُمَماً" وأمما مؤنثة واستشهدوا بقول الشاعر
وإن كلاباً هذه عشر أبطن===وأنت بريء من قبائلها العشر
وأنا لا أوافق هذا الرأى حيث لا ينطبق على حالتنا فالمراد إثبات أن تأنيث العدد قد يأتى للتعبير عن كلمة مؤخرة لا المعنى المراد ولقد فات على كل المفسرين القدماء نقطة هامة لم ينتبه إليها إلا شيخنا الشعراوى جزاه الله خيراً ورحمه وهى أن
أنه على الرغم أن سبط مذكر فإن الأسباط مؤنثة![]()
![]()
ولقد بحثت كثيراً لأؤكد هذه المعلومة وقد جاء فى كتاب (الاتقان فى علوم القرآن) لجلال الدين السيوطى قاعدة لغوية تقول
"كل أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير حملاً على الإفراد ويجوز فيها التأنيث حملاً على الجمع"
وجاء فى كتاب (الكتاب) لسيبويه
"أن الجمع يؤنث وإن كان مفرده مذكراً"
ألا ترى أنك تقول هو الرجل وتقول هى الرجال وتقول هم جمل وهى الجمال وهو عير وهى الاعيار
كما قال الله تعالى
"تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ" [القمر : 20]
" فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ "[الحاقة : 7]
"جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ " [يونس : 22]
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً" [الأنبياء : 81]
مما سبق يتبين لنا أن الأسباط مفردة حملاً على المعنى ومؤنثة حملاً على الجمع
............
انتظروا الوجه الثانى من الإعراب
"وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ" [النحل : 9]
م/أحمد حمدى
المفضلات