بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
قال الله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً "[الأعراف : 160]
موضوع هذه الشبهة عن جمع المعدود " أَسْبَاطاً" وتأنيث العدد " اثْنَتَىْ "
أى أن المفروض أن تكون الآية المزعومة كما يلى
وقطعناهم اثني عشر سبطاً
وهذا هو الرد بعون الله
********
ألم تقرأ هذه الآيات
"فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ "[البقرة : 60]
"وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً" [المائدة : 12]
"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" [يوسف : 4]
كان أحرى بك أن تسأل عن سبب جمع التمييز وتأنيث العدد
إن هذه الآية حقها أن تدرس لعلماء اللغة ليتعلم منها الناس الفصاحة والبلاغة فما أجملها وما أبدع صياغتها
اخوتى فى الله أين أذهب أنا العبد الفقير وسط البلغاء والعلماء فى اللغة وكل منهم يدلوا بدلوه فى هذه الآية منذ اختراع النحو حتى يومنا هذا. هذه الآية تحتاج دراسة نحوية لغوية تاريخية عقلية دينية .....
عموماً أرجوا ان يكون ما كتبت لكم قد نال رضا الله وما كان من صواب فبتوفيق من عند الله وما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان والله والرسول منه براء
.....
المقدمة الطويلة المملة
أولاً: يجب أن نعرف معنى كلمة سبط لغوياً وأسباط ،الأسباط كما جاءت فى القرآن
سبط = تتابع أو هى نوع معين من الشجر تعلفه الإبل
ولذلك اطلق السبط على ولد الولد كتشبيه بأفرع الشجرة
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله لكل نبي سبط فمن سبطك يا رسول الله فغضب رسول الله من ذلك فقال السائل: أعوذ بالله من غضب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا خير الأنبياء وسبطاي الحسن والحسين وهما خير الأسباط.(1)
الأسباط: بالتعريف هم أبناء سيدنا يعقوب بن إسحاق
أسباط نكرة: هم فروع بنى إسرائيل
تفسير الطبرى:الأسباط اثنى عشر رجلاً من ولد يعقوب بن إسحاق ولد كل رجل منهم أمة من الناس فسموا أسباط
***
ثانياً: يجب أن نعرف ما معنى التمييز
إن العدد غالباً مبهم فلا يعقل مثلاً أن تقول
"اشتريت اثنتى عشرة"
يجب أن تكمل الجملة فتقول "اشتريت اثنتى عشرة بيضة مثلاً" فالبيضة تمييز لإزالة الإبهام
وهنا سؤال ماذا لو كان المعنى ليس مبهماً ويفهم من النص ومن لم يفهمه يكون بلا عقل. هل من الضرورى ذكر التمييز ساعتها
أنظر يا أخى إلى الآيات الكريمات التالية
"فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ" [البقرة : 196]
"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً" [البقرة : 234]
"يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً" [طه : 103]
"قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ" [القصص : 27]
ومسك الختام
"عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ" [المدّثر : 30]
كل من هذه الآيات محذوف تمييز العدد ولا زال المعنى ليس مبهماً
***
ثالثاً: الحذف بين البلاغة والنحو
لماذا الحذف؟ إن الحذف إحدى طرق الإيجاز وجاء حيث كان أبلغ وأرقى وذكر المحذوف عبثاً يتنزه عنه الفصيح والبليغ لأن المعنى يفهم بدونه
ما هى ضوابط الحذف؟ علشان البلاغيون والنحويون ميزعلوش من بعض تم وضع هذه الضوابط
• ألا يكون ما يحذف أصلاً
• ألا يكون ما يحذف مؤكداً
• ألا يؤدى إلا اختصار المختصر
• ألا يكون عوضاً عن شئ
• ألا يؤدى حذفه إلى تقوية العامل الضعيف
• ألا يكون عاملاً ضعيفاً
• ألا يؤدى حذفه إلى تهيئة العامل للعمل(2)
****
معلش الموضوع صعب نكمل غداً بإذن الله
-------
(1) لباب الأنساب
(2) الحذف فى الأساليب العربية
المفضلات