

-
موضوع شبهتنا فى هذه المقالة عن أن الله وحاشا لله قد جاء باسم الموصول العائد على الجمع مفرداًً
وذلك فى قوله تعالى"وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا"
وكان الأفضل وضع كلمة "الذين" مكانها
ماشى
حاخدك على قد عقلك وأرد عليك فيما يلى
----------------
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فى قوله تعالى "وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا"
قال معناها
لعبتم كالذى لعبوا(1)
وانتهى التفسير
ما المراد بهذا القول
أن قتادة ذهب فى تفسير الآية إلى شرح معنى كلمة خاضوا دون الإشارة إلى كلمة "الذى" وكأن إتيان "الذى" فى هذا الموضع شيئ عادى لا يستحق الذكر
وتلبية لطلب زملائنا النصارى سوف نقوم بتوضيح معنى الذى كما جاء فى معظم التفاسير
**********
أولاً
أن تكون كلمة "الذى" عائدة على المفرد وفيه وجهان
الوجه الأول: أن تكون "الذى" عائدة على مفرد محذوف تقديره كالفوج الذى خاضوا أو كالخوض الذى خاضوا كما جاء فى تفسير فتح القدير والبيضاوى وغيرهم
.
الوجه الثانى: أن تكون "الذى" عائدة على مصدر مفرد محذوف تقديره "خوضا"ً و ذكر ذلك فى تفسير ابن كثير والقرطبي و غيرهم
أى أن يكون المعنى وخضتم خوضاً كالذى خاضواً وحتى لا يمل السامع من تكرار كلمة الخوض ومشتقاتها تم حذف المصدر لتخفيف الجملة
ومنه قول الشاعر
وثبت الله ما أتاك من حسن==فى المرسلين ونصراً كالذى نصروا
وفى هذا البيت حذف الشاعر الفعل وهو "نصرتم" أى نصرتم نصراً كالذى نصروا وذلك للتخفيف أيضاً
***********
ثانياً
أن تكون كلمة "الذى": عائدة على الجمع وفيه وجهان أيضاً
الوجه الأول: أن يكون أصلها "الذين" وحذفت النون كما جاء فى تفسير فتح القدير أما عن سبب حذفها فقد جاء فى فتح البارى عن تفسير قول النبى "تاركوا لى صاحبى" أنه إذا استطال الكلام قد تحذف نون اسم الموصول فتصبح "الذى"
.
الوجه الثانى: أنّ الذى اسم ناقص مثل من وما ويعبر عنه للواحد وللجمع على السواء كما جاء فى تفسير فتح القدير والقرطبى وغيرهم والمعنى يستقيم أيضاً إذا قلنا وخضتم كمن خاضوا أو خضتم كما خاضوا
ومنه قول الشاعر
وإن الذى حانت بفلج دماؤهم ==هم القوم كلا القوم يا أم خالد
وقول الله تعالى " وَالَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"الزمر33
كما أنه قد ينطبق أيضاً على قول الله تعالى
"مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ"البقرة17
*********
هذا والذى عقلوا الذى جاء يعلم أن التقدير هذا ومن عقلوا وهذا والذين عقلوا
والحمد لله حمداً كالذى حمدوا
وغاية أملى دعائكم فى سجودكم وقنوتُكم كذلك
.
وعلى الله قصد السبيل
.
م/أحمد حمدى
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حمزة الأسد ; 26-05-2007 الساعة 01:14 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 28-07-2008, 05:58 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 13-03-2007, 04:47 PM
-
بواسطة المهتدي بالله في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 06-03-2006, 11:54 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 25-12-2005, 04:10 PM
-
بواسطة zaidgalal في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات