

-
محاولات اليونانيين وأتباعهم من الكهنة افساد مجتمع بنى اسرائيل
محاولات اليونانيين وأتباعهم من الكهنة افساد مجتمع بنى اسرائيل
المقدمة :-
حاول اليونانيين بعد سيطرتهم على العالم فى القرن الرابع قبل الميلاد نشر ثقافتهم فى أمة بنى اسرائيل فظهرت اليهودية الهلينستية والتي كانت من نتائجها الترجمة السبعينية وأيضا قيام بعض من بنى اسرائيل بالتشبه باليونانيين فى معتقداتهم وطرق معيشتهم وهؤلاء هم من اطلق عليهم اليهود كلمة يونانيين ،أما اليونانيين الحقيقي فكانوا يطلقون عليهم مسمى (الأمم)
ودلالة كلمة اليونانيين عند بنى اسرائيل تم تغير مفهومها فى القرن الرابع الميلادي لايهام الناس بعالمية الرسالة
(للمزيد عن دلالة كلمة يونانيين - راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
وفى مقابل ذلك ظهر اليهودي المتشدد المتمسك بالشريعة والتقليد ، فبدأ تتردد فى ذلك العصر كلمة اليهودي واليوناني فهي تقابلها بمفهوم عصرنا الحديث الاسلامي والعلماني
للمزيد عن دلالة اليهودي واليوناني راجع هذا الرابط :-
و يحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-3-3) :- أقدم نسخ العهد القديم تم كتابتها فى ظل رغبة الحكام اليونانيين نشر الثقافة والمعتقدات اليونانية
المبحث الثاني (2-3-3) :- أفكار اليهودية الهلينستية التي حاول كهنة اليهود أتباع اليونانيين بثها فى بنى اسرائيل عندما قاموا باعادة كتابة العهد القديم
المبحث الثالث (3-3-3) :- وصول الفساد الى فئة اليهود الذين قاوموا اليونانيين فى السابق وتركهم لأجزاء من الشريعة
-
المبحث الأول (1-3-3) :- أقدم نسخ العهد القديم تم كتابتها فى ظل رغبة الحكام اليونانيين نشر الثقافة والمعتقدات
اليونانية
و يتضمن هذا المبحث :-
المطلب الأول (1-1-3-3) :- محاولة اليونانيين اغواء بنى اسرائيل ليتركوا شريعتهم ويتشبهوا بهم
المطلب الثاني (2-1-3-3) :- جذب اليونانيين لرجال الدين اليهود لمساعدتهم فى نشر ثقافتهم الوثنية بين بنى اسرائيل
-
المطلب الأول (1-1-3-3) :- محاولة اليونانيين اغواء بنى اسرائيل ليتركوا شريعتهم ويتشبهوا بهم
1- استمرار تحريف كهنة اليهود لكتابهم
حتى كان السبي البابلي ثم عودتهم مرة أخرى الى فلسطينوهناك نصوص من العهد الجديد تؤكد على استمرار حدوث التحريف حتى فى زمان كتابة العهد الجديد أي استمرارية التحريف فى ظل حكم اليونانيين والرومانيين للعالم
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
وقد رأينا سابقا وخاصة من سفر أخبار الأيام الثاني وسفر المزامير وكذلك من سفر التثنية معنى عدم حفظهم للكتاب وهو تحريفهم البعض واخفاء البعض أي أنهم كانوا يزيدوا وينقصوا من الكلام
للمزيد راجع هذا الرابط :-
(ملحوظة :-
ليس معنى تحريفهم للكتاب أن كل الكتاب مزيف ولكن هناك نصوص ظلت صحيحة ولم تمتد اليها أيدهم ولذلك نجد التناقضات بين النصوص السليمة وبين النصوص المحرفة وهذا يعنى بقاء بعض النصوص سليمة كما تم كتابتها فى الأصل )
انتهى
2- بعد عودة اليهود من السبي البابلي
وكان هؤلاء هم سكان مملكة يهوذا والذين كان يطلق عليهم مسمى (اليهود) نسبة الى المملكة التي ينتموا اليها وهم عبارة عن سبطين وهما سبط يهوذا وسبط بنيامين ومعهم بعض من سبط لاوى
و كان قد ضاع منهم التوراة الحقيقية وكتب الأنبياء السابقين و تابوت العهد
لذلك عمد اليهود على اعادة صياغة كتابهم مرة أخرى وأصبحوا هم الموكلين بحفظ الكتاب والممثلين لبنى اسرائيل ، لذلك أصبح بمرور الزمان أي اسرائيلي هو يهودي أيضا أيا كان سبطه
(للمزيد عن من هو اليهودي - راجع الفصل الأول - الباب الخامس)
3- بداية ظهور اليونانيين على الساحة العالمية ومحاولتهم اغواء بنى اسرائيل وافسادهم
كان هذا فى القرن الرابع قبل الميلاد
ومن موسوعة ويكيبيديا نقرأ :-
(القرن الرابع قبل الميلاد يبدأ من أول يوم في العام 400 ق.م وينتهي بانتهاء آخر يوم من العام 301 ق. م)
انتهى
حيث غزا الاسكندر الأكبر العالم ثم بعد وفاته ثم تم تقسيم مملكته على قادة جيشه
فكان اليهود فى فلسطين تحت حكم مملكة البطالمة حتى عام 198 ق.م حين انتصر أنتيوخوس الثالث على بطليموس الخامس
فتم ضمهم إلى الإمبراطورية السلوقية
وكان اليونانيين بمختلف ممالكهم يريدون أن تستقر لهم الأوضاع لهذا قاموا بنشر ثقافتهم اليونانية فى العالم وحاولوا دمج ثقافتهم بثقافة البلدان التي استولوا عليها فيما يعرف بالعصر الهلنستي
وكان من ضمن الأمم التي بثوا فيها أفكارهم أمة بنى اسرائيل
واستخدموا فى البداية اسلوب الترغيب عن طريق منح اليهود العديد من الامتيازات عند استخدامهم اللغة والثقافة اليونانية وبالفعل انجذب بعض اليهود اليهم
فنقرأ من كتاب قصة الحضارة وهو كتاب موسوعي تاريخي من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت :-
كتاب قصة الحضارة -> حياة اليونان -> انتشار الهلنستية -> الهلنية والشرق -> الهلنية واليهود :-
( أدخل الغزاة اليونان في هذه الحياة البسيطة المتزمتة كل ما في الحضارة الأبيقورية من أسباب اللهو والغواية ….
كما نقرأ :-
كانت تقوم في كل واحدة من هذه المدن نظم ومؤسسات يونانية وهياكل للآلهة والإلهات اليونانية، ومدارس، ومجامع علمية، ومدارس وساحات للألعاب الرياضية،وألعاب يشترك فيها الناس وهم عراة. وأقبل على أورشليم من هذه المدن ومن الإسكندرية، وأنطاكية، وديلوس، ورودس يونان ويهود يحملون العدوى الهلنية، عدوى التبحر في العلم والفلسفة، والفن، والأدب، والاستمتاع بالجمال واللذة، والغناء، والرقص، والشراب، والطعام، والألعاب الرياضية، والعشيقات، والغلمان؛فضلاً عن السفسطة المرحة، التي ترتاب في جميع القوانين الأخلاقية، والتشكك الذي قضى على كل عقيدة في خوارق الطبيعة).- صفحة رقم 2671 - (8/392)
كما نقرأ :-
(وأحس اليهود الذين كانوا يطلبون المناصب من الموظفين اليونان بأن من حسن السياسة أن يتكلموا اللغة اليونانية، وأن يعيشوا كما يعيش اليونان، بل أن يقولوا بضع كلمات طيبة في حق الآلهة اليونانية.)
انتهى
راجع هذا الرابط :-
ثم انقلب الاسلوب بعد ذلك الى استخدام العنف من جانب اليونانيين لاجبار بنى اسرائيل على ترك معتقدهم
-
المطلب الثاني (2-1-3-3) :- جذب اليونانيين لرجال الدين اليهود لمساعدتهم فى نشر ثقافتهم الوثنية بين بنى اسرائيل
اتبع اليونانيين العديد من الطرق لاغواء بنى اسرائيل حتى يرتدوا عن دينهم أو على الأقل ترك الشريعة
وبالتأكيد فان اليونانيين لم يكن فى استطاعتهم اغواء بنى اسرائيل بدون مساعدة داخلية
فقاموا بجذب الكهنة اليهم حتى لا يكون على الساحة الا ما كتبه هؤلاء الكهنة من كتب يقدموها للناس ويقولوا لهم هذا هو كتابكم المقدس ، ووجدوا بالفعل البعض منهم ممن باعوا آخرتهم بدنياهم
ومثال هؤلاء نقرأ عنهم فى سفر إرميا :-
23 :10 لان الارض امتلات من الفاسقين لانه من اجل اللعن ناحت الارض جفت مراعي البرية و صار سعيهم للشر و جبروتهم للباطل
23 :11 لان الانبياء و الكهنة تنجسوا جميعا بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب
ثم نقرأ :-
23 :32 هانذا على الذين يتنباون باحلام كاذبة يقول الرب الذين يقصونها و يضلون شعبي باكاذيبهم و مفاخراتهم و انا لم ارسلهم و لا امرتهم فلم يفيدوا هذا الشعب فائدة يقول الرب
1- أهمية الكهنة بالنسبة لبنى اسرائيل
كان للكهنة أهمية كبرى بالنسبة لبنى اسرائيل
فكانوا مسؤولين عن حفظ كتابهم المقدس وعن تعليم اليهود الناموس وتفسيرها لهم (لا 10: 10 و11، تث 33: 10، 2مل 17: 27 و28، 2أخ 15: 3، 17: 7-9، إرميا 18: 18، حز 7: 26، 44: 23، ملا 2: 6 و7)
وكان يعتقد اليهود أن الكهنة يستشرون الله عز وجل ، وأن ما يقولوه هو ما أخبرهم به رب العالميين (خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و18: 5 و2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11)
للمزيد راجع هذا الرابط
2- وسائل جذب اليونانيين لكهنة اليهود
ومن مظاهر سعى اليونانيين لجذب رجال الدين اليهودي كان تعيين الكهنة من أتباعهم
ومن الأدلة على ذلك :-
أ- نقرأ من موقع الأنبا تكلا :-
(كان عدد كبير من الكهنة محبًا للثقافة اليونانية
(2 مكابيين 4: 14-16) وكان رؤساء الكهنة ياسون ومينيلاوس والقيموس الداعين إلى الهيلينية فوق الشعب إلى جانب المكابيين للذود عن نقاوة الدين اليهودي.)
انتهى
ب - وأيضا ما نقرأه من سفري المكابيين :-
فنرى كهنة أمثال الكيمس و ياسون (مكابيين أول 7: 5 ، 7: 21 )، (مكابيين الثاني 4: 7 ، 4: 13 ) قام اليونانيين بتنصيبهم كهنة
وذلك لمساعدتهم فى نشر الثقافة والأفكار اليونانية وترك الناموس أو على الأقل البعض منه وتدمير الدين الذى أتى به أنبياء الله عز وجل وتدمير أعمالهم (مكابيين أول 9: 54)
3- أقدم مخطوطات العهد القديم تعود الى زمان حكم اليونانيين والرومان للعالم
عمل بعض من كهنة بنى اسرائيل من أتباع اليونانيين على نشر الثقافة الهيلينية فقاموا باعادة كتابة العهد القديم
أ- أقدم مخطوطات العهد القديم ترجع الى فترة حكم اليونانيين للعالم :-
أن أقدم نسخ العهد القديم هي النسخ التي تم كتابتها فى ظل حكم اليونانيين وقيامهم بنشر ثقافتهم بين اليهود وسيطرتهم على الكهنة ، فالاسكندر الأكبر توفى فى عام 323 ق.م وكان اليونانيين قد أحكموا سيطرتهم على العالم فى ذلك الوقت
بينما أقدم مخطوطات العهد القديم وهى لفائف البحر الميت يتراوح تاريخها بين 100 ق. م الى 250 ق.م أي بعد أن بث اليونانيين أفكارهم وقصصهم بين بنى اسرائيل بمساعدة الكهنة أتباعهم
فنقرأ من موقع الأنبا تكلا عن أهم مخطوطات العهد القديم:-- لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
- بردية ناش وترجع للقرن الثاني الميلادي.
- مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادي.
- مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م
راجع هذا الروابط :-
مع ملاحظة الآتي :-
- أن النص الماسورتي كان فى القرون من 7 الى 10 الميلادي
أي أن مخطوطات الترجمة السبعينية كانت أقدم منها
- ان الاعتماد على معرفة نص الترجمة السبعينية يرجع الى المخطوطات السينائية والفاتيكانية والإسكندرانية و مخطوطات من القرن الرابع الميلادي تستعمل النص السبعيني
أما المخطوطة الأقدم للترجمة السبعينية والتي ذكرها مقع الأنبا تكلا فهي غير كاملة ولا يمكن الاعتماد عليها لمعرفة النص
- لم يكن لليهود قانون محدد لكتابهم بسبب اختلاف المخطوطات ولم تكن النصوص منقطة ولا مشكلة
- لا يوجد دليل مؤكد عن الطائفة اليهودية التي تنتمى اليها مخطوطات البحر الميت فيعتقد البعض أنها تتبع طائفة الأسينيين بينما ظهرت نظرية حديثة بأنها تتبع طائفة الصدوقيين أو تنتمى الى طائفة غير معروفة (مع الأخذ فى الاعتبار لاختلاف العقائد بين الطوائف اليهودية فى ذلك الزمان)
للمزيد عن مخطوطات الكتاب المقدس فى هذه الروابط :-
مخطوطات الكتاب المقدس (ويتضح منها أن أقدم نسخة للترجمة السبعينية والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد هي أجزاء غير كاملة أما الكاملة فتعود للقرن الرابع بعد الميلاد )
يتضح من هذه الروابط أن حتى الكتابات التي قيل أنها قديمة وترجع الى قرون قبل الميلاد ولكن أقدم مخطوطاتها تعود لقرون بعد الميلاد ، وأن أقدم هذه المخطوطات جميعها هي مخطوطات البحر الميت والتي يرجع تاريخها ما بين 150 ق.م الى 70 ميلادي والغير معروف لأي طائفة تنتمى
أي أن كل المخطوطات ترجع بنا الى عصر اليونانيين والرومان وهو العصر الذى حاولوا فيه نشر ثقافتهم وأفكارهم بين الأمم ومنهم بنى اسرائيل
ب- سفر التثنية يخبرنا أن من كتبه ليس سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ولا أحد ممن عاصره :-
والذى يؤكد أن الذى كتب تلك النصوص ليس هم الأنبياء الحقيقيين
هو هذا النص من سفر التثنية :-
34 :10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه
وهذا يعنى أن تلك النصوص تم كتابتها بعد سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بزمان طويل
ج- استغلال عدم وجود تشكيل فى اللغة العبرية المكتوبة القديمة وكذلك حلول اللغة الآرامية مكان العبرية :-
من ضمن الظروف التي استغلها كهنة اليهود من أتباع اليونانيين فى التحريف كان عدم وجود تشكيل فى اللغة العبرية المكتوبة قديما وعدم معرفة عامة الشعب باللغة العبرية لحلول الآرامية مكانها
أي أن من يفهم هذه اللغة المكتوبة كانت فئة معينة وكل ذلك فى ظل حرق اليونانيين كتب اليهود (المكابيين الأول 1: 59 )
فبعد العودة من السبي البابلي
اقتصر دور اللغة العبرية على الأمور الدينية فقط بينما أصبحت اللغة الآرامية هي لغة الحديث التي يستخدمها عامة الشعب ، فكان من السهل على هؤلاء الكهنة تغير مقاصد الكلمات التي تتشابه فى كتابتها ولكن تختلف فى نطقها ودلالتها
فاللغة العبرية المكتوبة القديمة (والتي تم كتابة الأسفار المقدسة بها )
لم تكن تعبر ولا تنقل ألفاظ وطريقة نطق المتحدث ولا نبرة صوته وبالتالي فهي لم تكن تعبر عن كل الفكرة
وهذا بسبب كتابة تلك اللغة بحروف ساكنة بدون علامات ترقيم ولا حروف متحركة
فالكلمات المكتوبة بحروف ساكنة بدون تشكيل يمكن نطقها بطرق مختلفة وقد يكون لها عدة معاني ومقاصد مختلفة لا توضحها الا الحروف المتحركة وعلامات الترقيم
و بعض الكلمات والتي تتشابه فى ترتيب الحروف يمكن أن تعطى أكثر من معنى مختلف
ويختلف المعنى حسب طريقة النطق ونبرة الصوت التي نعرفها شفهيا أو كتابة عن طريق التشكيل أو الحروف المتحركة
فالتشكيل لم يدخل على العبرية المكتوبة الا عن طريق الماسوراتيين (علماء اليهود الفلسطينيين) في فلسطين تحديدا في طبريا، وكان ذلك في الفترة (750-950 م).
موسوعة ويكيبيديا فى هذا الرابط :-
التعديل الأخير تم بواسطة الاسلام دينى 555 ; 02-03-2016 الساعة 08:29 PM
-
المبحث الثاني (2-3-3) :- أفكار اليهودية الهلينستية التي حاول كهنة اليهود أتباع اليونانيين بثها فى بنى اسرائيل عندما قاموا باعادة كتابة العهد القديم
حاول كهنة اليهود نشر الثقافة الهيلينية سواء كانت من الناحية الأخلاقية أو من الناحية العقائدية
واختراع عقائد تدمج المعتقدات اليهودية بالأفكار اليونانية عن طريق أخذ بعض الأفكار اليونانية الوثنية واضفاءها على الشخصيات الدينية فى بنى اسرائيل
فكانت اليهودية الهلينستية والتي بدأت من القرن الرابع قبل الميلاد
ومن الموسوعة البريطانية نقرأ عن الفترة الزمنية التي استمرت فيها اليهودية الهلينستية :-
Hellenistic Judaism (4th century bce–2nd century ce
و كان هدف اليونانيين الحقيقيين وأتباعهم من بنى اسرائيل فى تلفيق تلك القصص الكاذبة على أنبياء الله عز وجل هو تدمير الدين الذى زرعه فيهم رسل رب العالميين وتأجيج صراعاتهم
وتحطيم رموزهم الدينية و الوطنية حتى يدمجوهم فى حضارتهم ويطبعوهم بثقافتهم وحتى بطريقة تفكيرهم على أنبياءهم
يحتوى هذا المبحث على :-
المطلب الأول (1-2-3-3) :- نشر أخلاق اليونانيين بين بنى اسرائيل
المطلب الثاني (2-2-3-3) :- نشر عقائد شبيهة بمعتقدات اليونانيين الوثنيين بين بنى اسرائيل
-
المطلب الأول (1-2-3-3) :- نشر أخلاق اليونانيين بين بنى اسرائيل
1- الفساد الأخلاقي لليونانيين ومحاولتهم نشر تلك الأخلاق
انتشر الفساد بين اليونانيين فى ذلك الزمان بحيث أصبحت العلاقات الغير شرعية أمر مقنن ومعترف بها بعكس ما كان يدعو اليه أنبياء بنى اسرائيل
وكان البغاء أمر معترف به فى أثينا فيتم فرض ضريبة البغايا وكان نحت نساء عرايا أمر معتاد بالنسبة لهم
للمزيد راجع هذا الرابط :-
ولم يكتفى اليونانيين بفسادهم الأخلاقي ولكنهم عملوا على نشر ثقافة الدعارة المقدسة فى العالم
راجع هذا الرابط :-
كما نقرأ من سفر المكابيين الثاني عن تدنيس اليونانيين للهيكل :-
6: 4 و امتلا الهيكل عمرا وقصوفا (( واخذ الامم يفسقون بالمابونين ويضاجعون النساء في الدور المقدسة ويدخلون اليها ما لا يحل ))
6: 5 و كان المذبح مغطى بالمحارم التي نهت الشريعة عنها
2- تعليم اليهود شرب الخمر والعلاقات الغير شرعية والسير عرايا عن طريق تلفيق قصص فاسدة الى أنبياء الله عز وجل
مثل ما نسبه اليونانيين فى قصصهم الى آلهة الأوليمب عندما جعل اليونانيين أحد آلهتهم وهو زيوس يقيم علاقات غير شرعية بالنساء ويشرب الخمر، كما كانت ألعابهم يشترك فيها الناس وهم عراة
فتشبه كهنة اليهود بأفكار اليونانيين حتى فى وصفهم لأنبياءهم
فعلى سبيل المثال نقرأ بعض من هذه الأكاذيب والخرافات :- (منقول من موقع حراس العقيدة) :-
نبي الله نوح عليه السلام يشرب الخمر ويسكر ويتعرى . سفر التكوين [ 9: 20 ]نبي الله لوط يزني بابنتيه . سفر التكوين [ 19: 30 ]
نبي الله داود يزني بزوجة جاره ويدبر مؤامرة دنيئة لاغتاله فيها . سفر صموئيل الثاني [ 11: 2 ]
نبي الله هارون يكفر ويدعو اليهود إلى عبادة العجل . سفر الخروج [ 32: 2 ]
نبي الله سليمان يكفر ويعبد آلهة أخر . سفر الملوك الاول [ 11: 1 ]
نبي الله أيوب يسب الله . سفر أيوب [ 4: 18 ] و [ 30: 19 ] و [ 10: 1 ] و [ 10: 16 ]
نبي الله موسى يأمر بالسرقة بناء على طلب الرب . سفر الخروج [ 3: 22 ]
أنبياء الله موسى وهارون خانا الرب ولم يثقا به في وسط بني اسرائيل . سفر التثنية[52 32: 48، ]
نبي الله ابراهيم يقدم زوجته سارة إلي فرعون لينال الخير بسببها . سفر التكوين [ 12: 10، 19 ]
للمزيد راجع هذا الرابط :-
بدلا من اعطاء المثل والقيم العليا للمجتمع عن طريق الأنبياء يتم اعطاءهم مثل وقيم سيئة بقصص كاذبة عن أنبياء الله عز وجل لا تليق أبدا بين البشر بعضهم البعض
3- تأجيج الصراع بين الأسباط
كان أيضا من أحد أهداف نشر القصص الكاذبة الخرافية على أنبياء الله عز وجل والصالحين ومنهم آباء الأسباط هو تأجيج الصراع بين الأسباط حول أنسابهم حتى يظلوا دائما فى صراع دائم ولا يتحدوا
ونقرأ عن هذه الصراعات فى الرسائل المنسوبة الى بولس :-
الرسالة الأولى الى تيموثاوس :-
1 :4 (( و لا يصغوا الى خرافات و انساب لا حد لها )) تسبب مباحثات دون بنيان الله الذي في الايمان
وأيضا فى رسالة الى تيطس :-
3 :9 (( و اما المباحثات الغبية و الانساب و الخصومات )) و المنازعات الناموسية فاجتنبها لانها غير نافعة و باطلة
نشر تلك القصص والأكاذيب ومحاولة الاساءة الى أب أو أهم شخص فى كل سبط كان يساهم فى تأجيج صراع الأسباط ، لقد كان فى الأصل سبب انقسام بنى اسرائيل الى مملكتين هو صراع الأسباط ، وبدلا من محاولة مصالحتهم كان نشر الأكاذيب والاشاعات التي تساهم فى زيادة صراعاتهم
فعلى سبيل المثال :-
أ- الاساءة الى سبط يهوذا عن طريق نشر اشاعات و أكاذيب أن جزء منهم جاء من نسل زنا جدهم الأكبر يهوذا مع ثامار أرملة ابنه فولدت له زارح و فارص
فينتج من ذلك معايرة أبناء هذا السبط لأنهم من نسل زنا المحارم (تكوين 38 :6 الى 38 :30)
وهو نفس الاسلوب الذى استخدمه اليهود فى الاساءة الى الموآبيين وبنى عمون أعدائهم عندما اختلقوا قصة كاذبة أنهم أتوا من نسل زنا المحارم (تكوين 19 :30 الى 19 :38 )
وهذا يوضح لنا كيف كان عداء الأسباط بين بعضهم البعض فهو مثل عدائهم للموآبيين وبنى عمون
ب- و أيضا يتم الاساءة الى أسباط دان و نفتالي و راوبين والوقيعة بينهم
عن طريق الزعم أن راوبين خان والده مع سريته بلهة (تكوين 35 :22 ) وهى أم سبطي دان و نفتالي فينشأ الصراع بين الأسباط والاساءة الى بعضهم البعض
ج- حتى المنازعات الناموسية الموجودة فى الرسائل المنسوبة الى بولس
فكان سببها فى الأصل هو اليونانيين وأتباعهم من كهنة بنى اسرائيل عندما حاولوا أن يزينوا لبنى اسرائيل ترك الناموس
4 - اعطاء تشبيهات مجازية لا تليق
نرى بعد ذلك تلك النصوص فى كتاب المسيحيين المقدس والتي تعطى تعبيرات مجازية لا تليق أبدا بكتاب مقدس مثل سفر نشيد الانشاد وسفر هوشع
فعلى سبيل المثال :-
نرى تشبيه شرك بنى اسرائيل وعبادتهم البعل من دون الله عز وجل بامرأة زانية خانت زوجها ، فيأمر النبي بالزواج من امرأة زانية ويصف أفعالها (هوشع 3 :1 ، 3 :3 ، 3 :4 ) بالرغم من تحريم الناموس زواج الكهنة من الزانيات ولكن كما قلت فان الكاتب الذى أعاد كتابة هذا السفر فى زمان اليونانيين كان متأثر بالأفكار والثقافة اليونانية وليس بالناموس ، وأيضا نجد مثل تلك التشبيهات فى (سفر إرميا 5 :7 )
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة الاسلام دينى 555 في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 09-03-2016, 10:06 PM
-
بواسطة فداء الرسول في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-08-2015, 01:54 PM
-
بواسطة dahab في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-01-2011, 07:18 PM
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 31-05-2010, 03:40 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-03-2007, 11:47 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات