دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية




    دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية


    "الأنوار البهية في اثبات نبوة سيد البرية"


    الكاتب/ يوسف عبد الرحمن





    لقد قدم لنا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من خلال دعوته المباركة ، شواهد كثيرة ومتنوعة ، شكّلت بمجموعها دليلاً وبرهاناً قاطعاً على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم ، وهي كما يلي:


    أولاً : إقرار الله تعالى له ولدعوته


    ثانياً: وعوده المستقبلية الصادقة


    ثالثاً : الحقائق العلمية


    رابعاً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية


    خامساً: هل يعقــل ؟!!


    سادساً : مخالفة القرآن لطبع الرسول ، وعتابه له


    سابعاً: مآثر لا يمكن أن تجتمع إلا لنبي مؤيد من الله


    ثامناً : عاش بين أصحابه وأهله وزوجاته


    تاسعاً : يتحدى وينتصر باسم الرب!


    عاشراً : يوم الفرقان يوم التقى الجمعان


    الحادي عشر : لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم


    الثاني عشر : استعداده للملاعنة والمباهلة على من خالفه


    الثالث عشر : دليل الإلزام


    الرابع عشر : قالوا عنه صلى الله عليه وسلم


    الخامس عشر : علامات الساعة


    السادس عشر : التمييز بين الصادق من الكاذب فيم دون دعوى النبوة فكيف بدعوى النبوة ؟!

    الحاشية



    سيتم مناقشة كل محور بشيء من التفصيل



    المصدر: http://www.alhakekah.com/islameyat/2.htm




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي



    أولاً : إقرار الله تعالى له ولدعوته :


    لقد بدأ النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - دعوته بمكة معلناً للناس أنه رسول مرسل من الخالق سبحانه وتعالى، وَأَنَّهُ قد أُنْزِلَ عليه كتاباً عظيماً اسمه القرآن الكريم ،


    فأخذ عليه الصلاة والسلام يُسْمِعُ قومه ما قد أوحاه الله إليه من هذا الكتاب ، فكان مما قرأه عليهم وهو في مكة هو قوله سبحانه وتعالى من سورة الاحقاف المكية : "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" ( أي هذا القرآن الذي يسمعونه ) "قُلْ إِنِ افْتَريتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ". ( الاحقاف : 8 ) أي: إن كنت قد تكلمت باسم الله باطلاً وافتريت عليه هذا القرآن لعاقبني الله على الافتراء عقوبة لا تقدرون على دفعها، ولا تملكون شيئاً من ردّها عليه، فكيف أفتريه وأتعرض لعقاب الله.


    وكان أيضاً قد قرأ عليهم قول الله سبحانه وتعالى من سورة الأنعام المكية : " قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ". ( الأنعام : 19 )

    أي قل يا محمد أي شيء أكبر شهادة من الله حتى يعترفوا بنبوتك، فإن أكبر الأشياء شهادة هو الله سبحانه وتعالى الذي تكلمت أنت باسمه مدعياً النبوة ، فهو سبحانه الشهيد بينك وبينهم في هذه القضية. [1]


    فهل فعلاً تحققت شهادته سبحانه وتعالى لهذا النبي الذي تكلم باسمه؟

    الجواب : نعم! تحققت وبكل تأكيد ومن خلال عدة مظاهر نذكر منها ما يلي :

    1) سمح له بعمل المعجزات .

    2) واستجاب له الدعوات .

    3) وحقق له النبوءات .

    4) ولم يتوفاه حتى أكمل رسالته.

    5) وسمح له في النهاية أن ينتصر على كل من وقف في وجه دعوته.

    6) وسمح له بأن يؤسس لدولته ويثبت أركانها فصارت له الحُجَّة وكتب له النصر، بعد أن كان ضعيفاً وخصومه أقوياء وكان فقيراً وهم أغنياء وكان وحيداً وهم ذوو عدد ...



    وكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا من خلال هذه المظاهر : صدق عبدي ونبيي فيما يرويه عني ، وأنا الذي بعثته نبياً رسولاً.

    وحاشاه سبحانه وتعالى أن يسمح لهذه المظاهر أن تجتمع فيمن يدعي النبوة كذباً ونفاقاً ، ليضل الناس، بل هي بمقام الإقرار الواضح و التصديق منه سبحانه وتعالى لنبوة رسوله الكريم.


    يروى أن سهيل بن عمرو قام على باب الكعبة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاح بالناس فاجتمعوا إليه فكان مما قال : " كنت اعلم ان هذا الدين سيمتد من طلوع الشمس إلى غروبها. فقالوا له ومن أين علمت ؟ قال : إني رأيت رجلاً وحيداً لا مال له ولا عز - يقصد النبي صلى الله عليه وسلم - قام في ظل هذا البيت فقال : إني رسول الله ، وإني سأظهر ، فكنا بين ضاحك وهازل وراجم ومستجهل ، فما زال أمره ينمي ويصعد حتى دِنّا له طوعاً وكرهاً ، والله لو كان من عند غير الله لكان كالكسرة في أيدي أي فتى من فتيان قريش .." [2]





    والآن لنتناول - أخي القارئ - ما قد قلناه بشيء من الشرح والتفصيل :


    فعن سماح الله له بعمل المعجزات فالأمثلة كثيرة جداً ، وقد أشار إليها القرآن الكريم بكل وضوح ، وذلك كما يلي :



    1) الآية 14 من سورة الصافات : " وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ .. وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ".

    2) الآية 2 من سورة القمر : " وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ".

    3) الآية 25 من سورة الأنعام : " وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ..".

    4) الآية 4 من سورة ص : " وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ".


    ففي هذه الآيات الكريمات نجد أن الـتعبير بـ " وَإِذَا رَأَوْا آيَةً " يدل بوضوح على انهم شاهدوا معجزة أو معاجز للنبي صلى الله عليه وسلم ، الأمر الذي اجمع عليه كافة علماء المسلمين المعتبرين في العالم ودلت عليه الروايات المتواترة أيضا .


    ومن المسلم به ان الآيات القرآنية سمعية وليست بصرية, وعليه لا يمكن ان يكون قوله تعالى : " وَإِذَا رَأَوْا آيَةً " عائد للآيات القرآنية , بالإضافة إلى ذلك فان التعبير بـ : " سِحْرٌ مُبِينٌ و سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ، سَاحِرٌ كَذَّابٌ " يتناسب تماماً مع المعجزات وخوارق العادات ، والواقع ان اتهامهم نبي الإسلام بالسحر ، وترويجهم لهذه المسألة بشكل واسع يدل على انهم رأوا منه خوارق عادات ومعجزات.


    ولـو لم تكن المعجزات حقيقـة واقعة في حياته صلى الله عليه وسلم لتشكك المسلمون آن ذاك بمصداقية القرآن الكريم ، و لقالوا كيف يشير القرآن إلـى معجزات لـم نشاهـدها و كيـف نصـدق ما لـم يقع؟ ولكان الأمر باعثا لتكذيب أتباعه له، وهذا لا يفعله عاقل فكيف بمن يدعي النبوة ويريد الناس أن تصدقه؟! [3]





    وأما عن استجابة الله له الدعوات فذلك معلوم بالتواتر من سيرته وأخباره وأحواله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك على سبيل المثال :

    يقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا ". [ الأحزاب : 9 ]

    فلقد تجمع الأحزاب - جماعات - من المشركين لقتال النبي ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، مقابل ثلاثة آلآف مسلم فقط ، وتحالفوا مع اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المسلمين في المدينة .

    فدعا النبي ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام فقال : " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمْ الأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ "[4] .

    فاستجاب الله دعاء رسوله وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية. وظل الرسول - صلى الله عليه وسلم - طوال حياته يسبح بحمد ربه ، فيقول في جل المناسبات : " ‏لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ". وعلمنا أن نردد ذلك في كل موطن .... إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة جدا، التي استجاب الله له فيها دعائه - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا لا يمكن أن يتيسر لكاذب، بل لا يكون إلا لصادق مؤيد من الله .


    هذا ولو لم تكن تلك الحادثة قد وقعت لتشكك المسلمون آن ذاك في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا : كيف نصدق ما لم يقع؟! إلا ان أمره صلى الله عليه وسلم كان يعلوا شيئاً فشيئاً وأتباعه يتزايدون حالاً فحالا ...


    وانظر أخى القارىء كيف تمنن عليهم بعد ذلك بقوله : " وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ". ( الاحزاب : 25 ) إذ قد صرف عنهم هؤلاء الاحزاب بالريح وكفاهم قتالهم ، وما نال المسلمين من الريح أذى مع قرب المسافة ، ولو لم تكن تلك الحادثة قد وقعت لما امتن بها عليهم ولا احتج بها والوليّ والعدو يسمع ، ولكان الأمر باعثا لتكذيب اتباعه له، وهذا لا يفعله عاقل فكيف بمن يدعي النبوة. صلى الله عليه وسلم .





    وأما عن قولنا بأن الله حقق له النبوءات فالشواهد عليه ستأتي في الكلام عن الدليل الثاني.





    وأما قولنا بأن الله لم يتوفاه حتى أكمل – عليه الصلاة والسلام – دعوته وختم رسالته ، وانتصر على كل من عانده

    فدليل ذلك ما يعرفه القاصي والداني من عاقبة أمره صلى الله عليه وسلم وكيف نال النصر والظفر والفتح والتمكين في الأرض ، وقال مخبراً عن ربه : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ ديناً " [ المائدة : 3 ] .

    والمدهش انه - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر عن ربه وهو في مكة عندما كان يواجه الأذى من قومه في سبيل تبليغ رسالة الله للناس بأن النصر و العاقبة ستكون له ، أخبر عن ذلك على سبيل الجزم والقطع والمسلمون قلة قليلة آن ذاك ، فنجد في الآية التاسعة والأربعين من سورة هود المكية : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " .

    هذه الآية جاءت تعقيباً على قصة نوح عليه السلام مع قومه ، التي انتهت بإغراق الكافرين بالطوفان ، وإنجاء نوح وأتباعه المؤمنين في السفينة ، ثم إنزالهم الأرض بعد الطوفان ، لاستئناف الحياة من جديد. فجاء التعقيب على ذلك بقوله تعالى : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " .

    يقول الله لرسوله محمد : " فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " أي : فاصبر يا محمد على أذاهم ، فالعاقبة لك كما كانت لنوح في هذه القصة . والفاء في قوله : " فاصبر " لتفريع ما قبلها لما بعدها . قال السعدي رحمه الله " : فستكون لك العاقبة على قومك، كما كانت لنوح على قومه. وهو ما تم بالفعل .

    والأدهش من ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قد خاطب قومه أيضاً من خلال القرآن الكريم وهو في مكة قبل الهجرة بأنه لو كان كاذباً على الله في دعواه النبوة فسوف لن يدعه الله بل سيقصمه ويهلكه ، فنجد في سورة الحاقة المكية النزول : " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ". [ الحاقة : 44 - 45 ]

    وعلى الرغم من انه - صلى الله عليه وسلم - قد تعرض بسبب دعوته الإسلامية إلى كثير من المواقف الحرجة جداً والتي أصبحت فيها حياته قاب قوسين أو أدنى من القتل والموت ، إلا أنه كان يخرج منها سالماً وكأن الله سبحانه وتعالى وبإصرار شديد لا يريد لمدعي النبوة هذا إلا أن يكمل دعوته ويختم رسالته!

    خذ على سبيل المثال الموقف المميت الذي تعرض له في معركة أحد .. وقبل ذلك إجماع المشركين على قتله ليلة الهجرة ، ثم تعقبهم له إلى الغار .. وموقفه البطولي يوم حنين .. وكلها شواهد تاريخية مشهورة معروفة .. فلا مناص اذن من القول ان محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يعمل فى ظل حماية الله ورعايته ..

    وأرى أنه من الروعة أن نقارن كل ذلك مع الوعود التي أخبر عنها النبي عن ربه وهو في مكة يوم لم تكن للإسلام القوة والمنعة بعد ، والمتمثلة في قوله تعالى : " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ". ( الاسراء : 60 ) قال الطبري في تفسيره : " يقول جل ثناؤه : واذكر يا محمد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة , فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته , ونحن مانعوك منهم , فلا تتهيب منهم أحدا ".

    وأيضاً قوله سبحانه وتعالى : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ". ( الطور : 48 ) أي انك بمرأى منا نراك ونحفظك.

    وقوله سبحانه تعالى : " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ". ( الزمر : 36 ).


    ولذلك فإنني أسألك أخي القارئ .. هل من المعقول أن يترك الله شخصاً ادعى النبوة وأخذ يتقول عليه كذباً بدون عقاب؟ وهل تبلغ الجرأة بذلك المـتـقول على الله أن يدعي بأن الله وعده بالحفظ والكفاية من بطش الناس؟ وإذا افترضنا جدلاً بأنه قد افترى على الله كذباً وزعم أن الله وعده بالحفظ والكفاية من بطش الناس ، فهل يُحقق الله كلام ذلك الكذاب ويعصمه فعلاً من بطش الناس ومحاولات القضاء عليه ، حتى يكمل رسالته ويأسس لدولته ويهزم اعدائه ويكثر اتباعه في كل مكان؟


    والحق ان دليل إقرار الله له ولدعوته - صلى الله عليه وسلم - هو دليل عقلي يخاطب العقول إن كانت تَعِي !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي




    ثانياً: وعوده المستقبلية الصادقة:


    لقد جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بكتاب يُخبر فيه عن الله بوعود مستقبلية ستـقع ، وبالفعل تحققت هذه الوعود وسمح الله لها أن تقع تصديقاً وتأييداً لنبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

    ومن هذه الوعود ما تحقق في حياته صلى الله عليه وسلم .

    ومنها ما تحقق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .

    وقد جاءت هذه الوعود لتعلن عن أخبار مستقبلية وتجزم بأحداث قادمة كما يلي :

    الوعد الجازم بنصرة الله للرسول والتمكين له :

    لقد كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يتوعد قريشاً قبل هجرته وهو بمكة، والمسلمون آن ذاك قلة قليلة بينهم، يتوعدهم بنصر الله له وظهوره عليهم، فكان يتلـو عليهم من القرآن الكريم، ما أنزل الله بالأمم السابقة، أمة أمة، إلى أن قال لهم كما في سورة القمر المكية : " أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ، أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ، أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ". ( القمر : 43 )

    وتلا عليهم من سورة هود المكية ما جاء من قصة نوح عليه السلام مع قومه ، وكيف أن العاقبة كانت له ، فجاء التعقيب على ذلك بقوله سبحانه وتعالى : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ". ( هود : 49 ) أي فاصبر على أذاهم مجتهداً في التبليغ ، فالعاقبة لك كما كانت لنوح في هذه القصة.

    وتلا عليهم من سورة ابراهيم المكية فقال : " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ... إلى قوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ .. " ( ابراهيم : 9 )

    وتلا عليهم من سورة الانعام المكية قول الله سبحانه وتعالى : " فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ". ( الانعام : 5 ) أي ان هذا الحق الذي كذبوه واستهزءوا به - والمراد به هنا النبي وما اوحي اليه - ستأتيهم أخباره عندما ينتصر الاسلام ويعلوا أمره.

    وتلا عليهم من سورة الانعام المكية قول الله سبحانه وتعالى : " وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ ". ( الانعام : 34 )

    وفي هذه الآية تعزية للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن كذبه من قومه، وفيها وعد ضمني بالنصر له كما انتصر اولئك الرسل ، ولهذا قال : " وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِ " قال ابن عباس : أي لمواعيد الله، وفي هذا تقوية للوعد. وقوله : " وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ " أي ولقد جاءك بعض أخبار المرسلين الذين كُذّبوا وأُوذوا كيف أنجيناهم ونصرناهم على قومهم فتسلَّ ولا تحزن فإِن الله ناصرك كما نصرهم .

    هذا وبعد أن هاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينه المنورة ، أعاد هناك توعده أيضاً لكفار أهل الكتاب وغيرهم من مشركي العرب بنصر الله له وظهوره عليهم ، فقرأ عليهم من سورة آل عمران قول الله سبحانه وتعالى : "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ" ( آل عمران : 12 )أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار من اليهود وغيرهم ستغلبون أي في الدنيا وتحشرون أي يوم القيامة إلى جهنم وبئس المهاد.

    وقرأ عليهم من سورة الانفال متوعداً ومنذراً : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ .." ( الانفال : 36 )

    ثم أخبر عليه الصلاة والسلام عن أولئك المتربصين له من يهود ونصارى وغيرهم من مشركي العرب بأنهم مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن يطفئوا نور دعوته الربانية ، فقرأ من سورة الصف قول الله سبحانه وتعالى : " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" ( الصف : 8 )

    ولقد صدق الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به عن ربه ، إذ قد انتصر في النهاية على كل من وقف في وجه دعوته ، فعاد إلي مكة فاتحاً منتصراً كما يعلم الجميع ، فصارت له الكلمة وكانت له العقبى كما قال و أخبر ... فلك اللهم ربنا الحمد على هذه المواعيد الصادقة.





    الوعد الجازم باستخلاف النبي وأصحابه في الأرض :


    تحقق وعد الله سبحانه وتعالى باستخلاف النبي وأصحابه في الأرض وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمناً وقد جاء هذا الوعد في وقت كان المؤمنون فيه قلقين خائفين لا يبيتون إلا بالسلاح كما سيأتي ، فأنزل الله وعده العظيم لهم بقوله كما في سورة النور آية : 55 : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ".

    عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة ، فكانوا لايبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله تعالى؟! فنزل قول الله سبحانه وتعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض .. ".

    وهو ما تم بالفعل ، فقد استخلف الله المسلمين ، ومكن لهم دينهم ، وأبدلهم بالخوف أمناً ، فأيةُ آية أو نبوة أصح وأبين من هذه؟!

    ومما يدلك - أخي القارىء - على أن هذا الوعد قد نزل والصحابة غير متمكنين وانهم كانوا خائفين هو قوله : " وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ".

    فلا يجوز أن يخبرهم بما لم يكونوا عليه ويمتن عليهم بذلك والعدو والوليّ يسمعه وهو يعلم أنهم يعلمون أنه قد كذبهم ، ثم يؤكد هذا بأن يقول هذا قول الله لكم ، ووعد الله لا وعدي ..

    وانظر كيف جاء تأويل الآية على أوسع معانيها في عصر الصحابة أنفسهم الذين وقع لهم خطاب المشافهة في قوله ( مِنْكُمْ ) فبدلوا من بعد خوفهم أمناً لا خوف فيه ، واستخلفوا في أقطار الأرض ... فسبحان من أنزل هذه المواعيد الصادقة.

    وللمزيد من هذه الوعود الصادقة فليرجع القارىء الكريم إلى مقال : ( الأخبار المستقبلية في القرآن ودلالتها على مصدره الرباني ) اضغط هنا .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    696
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-11-2012
    على الساعة
    03:50 PM

    افتراضي

    السلام عليكم
    جزاكى الله خيرا اختى رائععععععععععععع جدااااااا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي




    ثالثاً : الحقائق العلمية :

    بالرغم من أن محمداً - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عاش في بيئة وزمن عُرف بندرة العلم وندرة الأدوات العلمية ، إلا أنه جاء بكتاب قد حفل بالكثير من الحقائق العلمية التي لم يكتشفها العلم إلا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على مصدره الرباني ) اضغط هنا و هنا.




    التعديل الأخير تم بواسطة د/مسلمة ; 17-07-2010 الساعة 12:56 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي




    رابعاً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية :

    فإذا أضفنا إلى كل ما سبق أن هذا القرآن بما احتواه من علوم ومعارف مختلفة : إلهية - علمية - تشريعية - تربوية - اقتصادية .. الخ قد أتى به رجل نشأ كما يعرف القاصي والداني مع بني قومه في اواسط جزيرة العرب ، في بيئة بدوية من الأعراب ، اتصفت بالأمية ، قبل 1400 عام .. فنحن إذن أمام معجزة حقيقية لا يجادل فيها إلا مكابر معاند مستغلق المشاعر ... فإن كنت - أخي القارىء - في شك من ذلك فالتبحر التفكير بعقلك إلى ذلك الزمن متخيلاً نفسك في تلك البادية متحرياً حال البدويين. لتخرج بفائدة عظيمة ألا وهي أن هذا الكتاب بما احتواه من علوم ومعارف لا يمكن أن يكون نتاج تلك البيئة إلا بوحي إلهي ..



    التعديل الأخير تم بواسطة د/مسلمة ; 17-07-2010 الساعة 01:19 AM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي



    خامساً: هل يعقــل ؟!! :

    محمد صلى الله عليه وسلم رجل أثارت دعوته إلى التوحيد حفيظة المشركين وحميتهم بحيث شكلوا خطراً حقيقياً على حياته منذ اللحظة الأولى التي جهر فيها بدعوته، وكلنا يتذكر الاضطهاد والأذى اللذان تعرض لهما فترة إقامته بمكة، وكذلك إجماع المشركين على قتله ليلة الهجرة،

    كما لم تكن حياته، صلوات الله وسلامه عليه، في المدينة المُنورة بعد الهجرة أكثرُ أمناً ولا أرغد عيشاً فقد أثارت دعوته حقد اليهود ومكرهم، حيثُ تشابكت أيدي اليهود والمشركين فشكلوا خطرا مُزدوجاً على حياة هذا النبي الكريم،

    وكثُرت المؤامرات الهادفة إلى اغتياله كتلك التي حاول اليهود فيها إلقاء صخرة عليه وهو في زيارة لحيَهم ، كما حاولوا تسميمه عن طريق إطعامه بعضاً من شاة مسمومة أثناء زيارته لخيبر، ولا ننسى غزوة الأحزاب التي اتحد فيها المشركون واليهود لمحاربة الإسلام واستئصاله، وغيره كثير من المؤامرات الهادفة للقضاء عليه وعلى دعوته.

    لا يُمكن لعاقل أن يُصدق أن رجل مثل محمد، صلى الله عليه وسلم، والذي انشغل بدعوة الناس دعوة عملية .. وانشغل بأعدائه ... وانشغل بتأسيس الدولة الإسلامية ... وانشغل بفتوحاته المقدسة ... رجل عانى في حياته الخاصة،

    لا يُمكن لعاقل ان يُصدق أن هذا الرجل استطاع في ظل هذه المحن والمشاغل أن يأتي بكتاب يتناول فيه جوانب مختلفة من العلوم والمعارف البلاغية والأدبية ، والتربوية ، والتشريعية ، والعلمية ، وغير ذلك. لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن كل هذا من نتاج فكر رجل عاش حياة كتلك التي عاشها محمد صلى الله عليه وسلم ...

    لقد كانت حياته مليئة بالمحن والمشاغل التي تتطلب انشغال الذهن بأمور بعيده كل البعد عن الإخبار عن حقائق علمية أو التأسيس لمناهج تربوية ... لكنه الله سبحانه وتعالى الذي علم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأوحى إليه ما أوحى ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي



    سادساً : مخالفة القرآن لطبع الرسول ، وعتابه له :

    ان من أدلة صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ما نجده من مخالفة القرآن الكريم لطبع الرسول ، و عتابه له في المسائل المباحة ، وأخرى كان يجيئه القول فيها على غير ما يحبه ويهواه ؛ فيخطئه في الرأي يراه ، ويأذن له في الشيء لا يميل إليه كقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ". [التحريم:1]

    وقوله تعالى : " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ". [ الأحزاب : 37 ]

    وقوله : " عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ". [التوبة : 43 ]

    وقوله : " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى " [ عبس :5-10 ] .

    أيُعقل أن يؤلف محمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب ثم يوجه العتاب إلى نفسه ؟

    ألم يكن له في السكوت عنها استبقاء لحرمة آرائه ؟


    بل إن هذا القرآن لو كان يفيض عن وجدانه , لكان يستطيع عند الحاجة أن يكتم شيئاً من ذلك الوجدان ، و لو كان كاتماً شيئاً لكتم أمثال هذه الآيات ، و لكنه الوحي لا يستطيع كتمانه "وما هو على الغيب بضنين" [ التكوير الآية : 24 ] .

    وقد أقر بهذا الدليل بعض المستشرقين ، مثل المستشرق (ليتنر) حيث قال : مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان محمد كاذبا - كما يقول أغبياء النصارى بحقه - لما كان لذلك الوحي من وجود [5].

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,115
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-09-2015
    على الساعة
    01:35 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله الأندلسية مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    جزاكى الله خيرا اختى رائععععععععععععع جدااااااا
    جزانا وإياكِ أختي الكريمة

    بارك الله فيكِ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    302
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-04-2015
    على الساعة
    07:36 AM

    افتراضي

    تمام بارك الله فيكي
    لا اله الا الله محمد رسول الله

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من دلائل صدق نبوة محمد صلى الله عليه ( متجدد)
    بواسطة عمر مرزوق في المنتدى البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2010, 03:39 PM
  2. من دلائل صدق نبوة محمد صلى الله عليه ( متجدد)
    بواسطة عمر مرزوق في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-08-2010, 03:12 AM
  3. نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أشرف مليحى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-02-2010, 12:22 AM
  4. من دلائل نبوة الرسول صلي الله عليه وسلم
    بواسطة fayza في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 07-02-2007, 02:38 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية

دلائل صحة نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم العقلية والنقلية