البحث عن ذى القرنين !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

البحث عن ذى القرنين !

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 30

الموضوع: البحث عن ذى القرنين !

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    34
    آخر نشاط
    19-05-2008
    على الساعة
    11:19 AM

    افتراضي (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً ) ... الكهف"83"

    ذو القرنين: هذا لقبه ، لأنه ربما كان في تكوينه ذا قرنين ، أو يلبس تاجاً له اتجاهان ، أو لأنه بلغ قرني الشمس في المشرق وفي المغرب.
    وقد بحث العلماء في: من هو ذو القرنين؟
    1- فمنهم من قال: هو الإسكندر الأكبر المقدوني الطواف في البلاد.
    (لكن الإسكندر الأكبر كان في مقدونيا في الغرب ، وذو القرنين جاب المشرق والمغرب.)
    2- ومنهم من قال: هو قورش الصالح ، وهذه رحلته في الشرق والغرب وبين السدين.
    (وهوعالماً محققاً من علماء الهند هو: أبو الكلام آزاد ـ وزير المعارف الهندي)
    كما أن الإسكندر كان وثنياً ، وكان تلميذاً لأرسطو، وذو القرنين رجل مؤمن كما سنعرف من قصته.

    وعلى العموم ، ليس من صالح القصة حصرها في شخص بعينه ، لأن تشخيص حادثة القصة يضعف من تأثيرها ، ويصبغها بصبغة شخصية لا تتعدى إلى الغير فنرى من يقول بأنها مسألة شخصية لا تتكرر.

    إذن: لو جاء العلم في ذاته سنقول: هذه الحادثة أو هذا العمل خاص بهذا الشخص ، والحق ـ سبحانه وتعالى ـ يريد أن يضرب لنا مثلاً يعم أي شخص ، ماذا سيكون مسلكه وتصرفه إن مكن الله له ومنحه الله قوة وسلطة؟
    ولو حدد القرآن هذه الشخصية في الإسكندر أو قورش أو غيرهما لقلنا: إنه حدث فردي لا يتعدى هذا الشخص ، وتنصرف النفس عن الأسوة به ، وتفقد القصة مغزاها وتأثيرها. ولو كان في تعيينه فائدة لعينه الله لنا.
    والحق ـ سبحانه ـ عندما ضرب مثلاً للذين كفروا، قال:

    (امرأة نوحٍ وامرأة لوط ..) .... سورة التحريم"10"

    ولم يعينهما على التحديد ، لأن الهدف من ضرب المثل هنا بيان الرسول المرسل من الله لهداية الناس لم يتمكن من هداية زوجته وأقرب الناس إليه ، لأن الإيمان مسألة شخصية ، لا سيطرة فيها لأحد على أحد.
    وكذلك لما ضرب الله مثلاً للذين آمنوا قال:

    (امرأة فرعون ..) ....سورة التحريم "11"

    ففرعون الذي أضل الناس وادعى الألوهية زوجته مؤمنة ، وكأن الحق سبحانه يلمح للناس جميعاً أن رأيك في الدين وفي العقائد رأي ذاتي ، لا يتأثر بأحد أياً كان ، لا في الهداية بنبي ، ولا في الغواية بأضل الضالين الذي ادعى الألوهية.
    وهكذا يحفظ الإسلام للمرأة دورها وطاقتها ويحترم رأيها.

    إذن: الحق سبحانه وتعالى أتى بهذه القصة غير مشخصة لتكون نموذجاً وأسوة يحتذي بها كل أحد ، وإلا لو شخصت لارتبطت بهذا الشخص دون غيره ، أما حينما تكلم الحق سبحانه عن مريم فنراه يحددها باسمها ، بل واسم أبيها ، ذلك لأن ما سيحدث لمريم مسألة خاصة بها ، ولن تحدث بعدها أبداً في بنات آدم ، لذلك عينها وشخصها ، لأن التشخيص ضروري في مثل هذا الموقف.
    أما حين يترك المثل أو القصة دون تشخيص ، فهذا يعني أنها صالحة لأن تتكرر في أي زمان أو في أي مكان.

    وقوله:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين ..) ...سورة الكهف "83"

    نلاحظ أن مادة السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن أخذت حيزاً كبيراً فيه ، فقد ورد السؤال للنبي من القوم ست عشرة مرة ، إحداها بصيغة الماضي في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ..)..سورة البقرة "186"

    وخمس عشرة مرة بصيغة المضارع ، كما في:

    ( يسألونك عن الأهلة ..) ... سورة البقرة "189"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين ..) ... سورة البقرة "215"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه .. ).. .سورة البقرة "217"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الخمر والميسر ..) ... سورة البقرة "219"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ..) ...سورة البقرة "219"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ..) ... سورة البقرة "220"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن المحيض .. ) ... سورة البقرة"222"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك ماذا أحل لهم .. ) ...سورة المائدة"4"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الساعة .. ) ... سورة الأعراف"187"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الأنفال .. ) ... سورة الأنفال "1"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الروح .. ) ... سورة الإسراء"85"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين .. ) ... سورة الكهف "83"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً .. ) ... سورة طه"105"

    خمسة عشر سؤالاً بالمضارع ، إلا أن الجواب عليها مختلف ، وكلها صادرة عن الله الحكيم ، فلابد أن يكون اختلاف الجواب في كل سؤال له ملحظ ، ومن هذه الأسئلة ما جاء من الخصوم ، ومنها ما سأله المؤمنون ، السؤال من المؤمنين لرسول الله ـ وقد نهاهم أن يسألوه حتى يهدأوا ـ إلحاح منهم في معرفة تصرفاتهم وإن كانت في الجاهلية ، إلا أنهم يريدون أن يعرفوا رأي الإسلام فيها ، فكأنهم نسوا عادات الجاهلية ويرغبون في أن تشرع كل أمورهم على وفق الإسلام.
    وبتأمل الإجابة على هذه الأسئلة تجد منها واحدة يأتي الجواب مباشرة دون (قل) وهي في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب .. ) ... سورة البقرة"186"

    وواحدة وردت مقرونة بالفاء (فقل) وهي قوله تعالى:

    ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً .. ) ... سورة طه"105"

    وباقي الأسئلة وردت الإجابة عليها بالفعل (قل) ، فما الحكمة في اقتران الفعل بالفاء في هذه الآية دون غيرها؟
    قالوا: حين يقول الحق سبحانه في الجواب (قل) فهذه إجابة على سؤال سأله رسول الله بالفعل ، أي: حدث فعلاً منهم ، أما الفاء فقد أتت في الجواب على سؤال لم يسأله ، ولكنه سيسأله مستقبلاً.

    فقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الجبال .. ) ... سورة طه"105"

    سؤال لم يحدث بعد ، فالمعنى: إذا سألوك فقل ، وكأنه احتياط لجواب عن سؤال سيقع. فإذا قلت: فما الحكمة في أن يأتي الجواب في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب .. ) ... سورة البقرة"186"

    خالياً من: قل أو فقل: مع أن (إذا) تقتضي الفاء في جوابها؟
    نقول: لأن السؤال هنا عن الله تعالى ، ويريد سبحانه وتعالى أن يجيبهم عليه بانتفاء الواسطة من أحد ، لذلك تأتي الإجابة مباشرة دون واسطة:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع .. ) ... سورة البقرة"186"

    قوله تعالى:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين .. ) ... سورة الكهف"83"

    أي: عن تاريخه وعن خبره والمهمة التي قام بها:

    ( قل سأتلو عليكم منه ذكراً .. )

    وأي شرف بعد هذا الشرف ، إن الحق تبارك وتعالى يتولى التأريخ لهذا الرجل ، ويؤرخ له في قرآنه الكريم الذي يتلى ويتعبد به إلى يوم القيامة والذي يتحدى به ، ليظل ذكره باقياً بقاء القرآن ، خالداً بخلوده ، يظل أثره فيما عمل أسوة وقدوة لمن يعمل مثله. إن دل على شيء فإنما يدل على أن العمل الصالح مذكور عند الله قبل أن يذكر عند الخلق.
    فأي ذكر أبقى من ذكر الله لخبر ذي القرنين وتاريخه؟
    و(منه) أي: بعضاً من ذكره وتاريخه ، لا تاريخه كله.
    أي: صيت حسن وشرف ورفعة كون القرآن يذكر هذا الاسم ، لأن الاسم إذا ذكر في القرآن ذاع صيته ودوي الآفاق.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً) ... سورة الكهف "84"

    التمكين: أي أننا أعطيناه إمكانات يستطيع بها أن يصرف كل أموره التي يريدها ، لأنه مأمون على تصريف الأمور على حسب منهج الله.
    أي: أعطيناه أسباباً يصل بها إلى ما يريد ، فما من شيء يريده إلا ويجعل الله له وسيلة موصلة إليه. فماذا صنع هو؟

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (فأتبع سبباً ) ... سورة الكهف"85"

    أتبع السبب ، أي: لا يذهب لغاية إلا بالوسيلة التي جعلها الله له ، فلقد مكن الحق لذي القرنين في الأرض ، وأعطاه من كل شيء سبباً ، ومع ذلك لم يركن ذو القرنين إلى ما أعطى ، فلم يتقاعس ، ولم يكسل ، بل أخذ من عطاء الله له بشيء من كل سبب.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً ) ... سورة الكهف"86"

    وبلوغه مغرب الشمس دليل على أنه لم يكن بهذا المكان ، بل كان قادماً إليه من المشرق. ومعنى (مغرب الشمس) هل الشمس تغرب؟
    هي تغرب في عين الرائي في مكان واحد ، وهكذا، إذن: غروبها بمعنى غيابها من مرأى عينك أنت ، لأن الشمس لا تغيب أبداً ، فهي دائماً شارقة غاربة ، بمعنى أنها حين تغرب على قوم تشرق على آخرين ، لذلك تتعدد المشارق والمغارب.
    وهذه أعطتنا دوام ذكر الله ودورانه على الألسنة في كل الأوقات ، فحين نصلي نحن الظهر مثلاً يصلي غيرنا العصر، ويصلي غيرهم المغرب ، وهكذا فالحق سبحانه مذكور في كل وقت بكل وقت ، فلا ينتهي الظهر لله ، ولا ينتهي العصر لله ، ولا ينتهي المغرب لله ، بل لا ينتهي الإعلام بواحدة منها طوال الوقت ، وعلى مر الزمن ، لذلك يقول أهل المعرفة: يا زمن وفيك كل الزمن.

    ثم يقول تعالى:
    ( وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ ..) ... سورة الكهف"86"

    أي: في عين فيها ماء. وقلنا: إن الحمأ المسنون هو الطين الذي اسود لكثرة وجوده في الماء. وفي تحقيق هذه المسألة قال عالم الهند أبو الكلام آزاد ، ووافقه فضيلة المرحوم الشيخ عبد الجليل عيسى ، قال: عند موضع يسمى (أزمير).

    وقوله تعالى:
    ( ووجد عندها قوماً ..)

    أي: عند هذه العين.

    ( قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )

    إذن: فهذا تفويض له من الله ، ولا يفوض إلا المأمون على التصرف.

    ( إما أن تعذب .. )

    ولابد أنهم كانوا كفرة أو وثنيين لا يؤمنون بإله ، فإما أن تأخذهم بكفرهم ، وإما أن تتخذ فيهم حسناً.
    لكن ما وجه الحسن الذي يريد الله أن يتخذه؟ يعني أنهم قد يكونون من أهل الغفلة الذين لم تصلهم الدعوة ، فبين لهم وجه الصواب ودلهم على دين الله ، فمن آمن منهم فأحسن إليه ، ومن أصر على كفره فعذبه ، إذن: عليك أن تأخذهم أولاً بالعظة الحسنة والبيان الواضح ، ثم تحكم بعد ذلك على تصرفاتهم.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكراً ) ... سورة الكهف "87"

    قوله تعالى:
    {فسوف نعذبه .. )

    يعطينا إشارة إلى المهلة التي سيعطيها لهؤلاء ، مهلة تمكنه أن يعظهم ويذكرهم ويفهمهم مطلوبات دين الله.

    ثم يقول تعالى:
    ( ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً )

    فلن نعذبه على قدر ما فعل ، بل نعذبه عقوبة دنيوية فقط ، لأن العقوبات الدنيوية شرعت لحفظ توازن المجتمع ، وردع من لا يرتدع بالموعظة ، وإلا فما فائدة الموعظة في غير المؤمن؟ لذلك نرى الأمم التي لا تؤمن بإله ، ولا بالقيامة والآخرة تشرع هذه العقوبات الدنيوية لتستقيم أوضاعها.
    وبعد عذاب الدنيا عقوبتها هنا عذاب أشد في الآخرة

    (عذاباً نكراً )

    والشيء النكر: هو الذي لا نعرفه ، ولا عهد لنا به أو ألفة ، لأننا حينما نعذب في الدنيا نعذب بفطرتنا وطاقتنا ، أما عذاب الله في الآخرة فهو شيء لا نعرفه ، وفوق مداركنا وإمكاناتنا.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً ) ... سورة الكهف"88"

    قوله تعالى:
    ( فله جزاء الحسنى .. )

    أي: نعطيه الجزاء الحسن

    ( وسنقول له من أمرنا يسراً )

    نقول له الكلام الطيب الذي يشجعه ويحفزه ، وإن كلفناه كلفناه بالأمر اليسير غير الشاق.
    وهذه الآية تضع لنا أساس عملية الجزاء التي هي ميزان المجتمع وسبب نهضته ، فمجتمع بلا جزاءات تثيب المجد وتعاقب المقصر مجتمع ينتهي إلى الفوضى والتسيب ، فإن أمن الناس العقاب تكاسلوا.
    إذن: فميزان المجتمع وأساس نهضته:

    ( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكراً "87" وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً ) "88"
    (سورة الكهف)

    فما أجمل أن نرصد المكافآت التشجيعية والجوائز ، ونقيم حفلات التكريم للمتميزين والمثاليين ، شريطة أن يقوم ميزان الاختيار على الحق والعدل.
    والحسنى: أفعل التفضيل المؤنث لحسن ، فإذا أعطيناه الحسنى فالحسن من باب أولى.

    ومن هذا قوله تعالى:
    ( ثم أتبع سبباً ) ... سورة الكهف"89"

    أي: ذهب إلى مكان آخر.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً) ... سورة الكهف"90"

    قوله تعالى:

    ( مطلع الشمس ..)

    كما قلنا في مغربها ، فهي دائماً طالعة ، لأنها لا تطلع من مكان واحد ، بل كل واحد له مطلع ، وكل واحد له مغرب حسب اتساع الأفق.

    ثم يقول تعالى:
    ( وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً )

    الستر: هو الحاجز بين شيئين ، وهو إما ليقيني الحر أو ليقيني البرد ، فقد ذهب ذو القرنين إلى قوم من المتبدين الذين يعيشون عراة كبعض القبائل في وسط أفريقيا مثلاً ، أو ليس عندهم ما يسترهم من الشمس مثل البيوت يسكنونها ، أو الأشجار يستظلون بها.
    وهؤلاء قوم نسميهم "ضاحون"
    أي: ليس لهم ما يأويهم من حر الصيف أو برد الشتاء ، وهم أناس متأخرون بدائيون غير متحضرين. ومثل هؤلاء يعطيهم الله تعالى في جلودهم ما يعوضهم عن هذه الأشياء التي يفتقدونها ، فترى في جلودهم ما يمنحهم الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف.
    وهذا نلاحظه في البيئات العادية، حيث وجه الإنسان وهو مكشوف للحر وللبرد، ولتقلبات الجو، لذلك جعله الله على طبيعة معينة تتحمل هذه التقلبات ، على خلاف باقي الجسم المستور بالملابس ، فإذا انكشف منه جزء كان شديد الحساسية للحر أو للبرد ، وكذلك من الحيوانات ما منحها اله خاصية في جلودها تستطيع أن تعيش في القطب المتجمد دون أن تتأثر ببرودته.
    وهؤلاء البدائيون يعيشون هكذا، ويتكيفون مع بيئتهم ، وتشغلهم مسألة الملابس هذه ، ولا يفكرون فيها ، حتى يذهب إليهم المتحضرون ويرون الملابس ، وكيف أنها زينة وستر للعورة فيستخدمونها.
    ونلاحظ هنا أن القرآن لم يذكر لنا عن هؤلاء القوم شيئاً وماذا فعل ذو القرنين معهم ، وإن قسنا الأمر على القوم السابقين الذين قابلهم عند مغرب الشمس نقول: ربما حضرهم ووفر لهم أسباب الرقي.
    وبعض المفسرين يرون أن ذا القرنين ذهب إلى موضع يومه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستة أشهر، فصادف وصوله وجود الشمس فلم ير لها غروباً في هذا المكان طيلة وجوده به ، ولم ير لها ستراً يسترها عنهم ، ويبدو أنه ذهب في أقصى الشمال.

    ويقول الحق سبحانه:
    ( كذلك وقد أحطنا بما لديه خبراً ) ... سورة الكهف "91"
    كذلك: يعني ذهب كذلك ، كما ذهب للمغرب ذهب للمشرق.

    ثم يقول تعالى:
    (ثم أتبع سبباً ) ... سورة الكهف "92"

    ذهب إلى مكان آخر.

    ثم يقول تعالى:
    ( حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً ) ... سورة الكهف "93"

    السد: هو الحاجز بين شيئين ، والحاجز قد يكون أمراً معنوياً ، وقد يكون طبيعياً محسوساً كالجبال ، فالمراد بالسدين هنا جبلان بينهما فجوة ، ومادام قد قال: (بين السدين) فالبين هنا يقتضي وجود فجوة بين السدين يأتي منها العدو.

    ( وجد من دونهما .. )

    أي: تحتهما.

    ( قوماً لا يكادون يفقهون قولاً )

    أي: لا يعرفون الكلام ، ولا يفقهون القول ، لأن الذي يقدر أن يفهم يقدر أن يتكلم ، وهؤلاء لا يقولون كلاماً ، ولا يفهمون ما يقال لهم ، ومعنى:

    ( لا يكادون ..)

    لا يقربون من أن يفهموا، فلا ينفي عنهم الفهم ، بل مجرد القرب من الفهم ، وكأنه لا أمل في أن يفهمهم. لكن ، يكف نفى عنهم الكلام ، ثم قال بعدها مباشرة:

    ( قالوا يا ذا القرنين ..)

    فأثبت لهم القول؟
    يبدو أنه خاطبهم بلغة الإشارة ، واحتال على أن يجعل من حركاتهم كلاماً يفهمه وينفذ لهم ما يريدون ، ولاشك أن هذه العملية احتاجت منه جهداً وصبراً حتى يفهمهم ويفهم منهم ، وإلا فقد كان في وسعه أن ينصرف عنهم بحجة أنهم لا يتكلمون ولا يتفاهمون. فهو مثال للرجل المؤمن الحريص على عمل الخير، والذي لا يألو جهداً في نفع القوم وهدايتهم.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً ) ... سورة الكهف "95"

    والقول هنا أيضاً قول دلالة وإشارة تفهمهم أنه في غنى عن الأجر، فعنده الكثير من الخير الذي أعطاه الله ، إنما هو في حاجة إلى قوة بشرية عاملة تعينه ، وتقوم معه بتنفيذ هذا العمل.
    ونفهم من الآية أن المعونة من الممكن في الأرض المالك للشيء يجب أن تكون حسبة لله ، وأن تعين معونة لا تحوج الذي تعينه إلى أن تعينه كل وقت ، بل أعنه إعانة تغنيه أن يحتاج إلى المعونة فيما بعد، كأن تعلمه أن يعمل بنفسه بدل أن تعطيه مثلاً مالاً ينفقه في يومه وساعته ثم يعود محتاجاً؛ لذلك يقولون: لا تعطني سمكة ، ولكن علمني كيف أصطاد ، وهكذا تكون الإعانة مستمرة دائمة ، لها نفس ، ولها عمر.
    ولما كان ذو القرنين ممكناً في الأرض ، وفي يده الكثير من الخيرات والأموال ، فهو في حاجة إلى مال بل إلى الطاقة البشرية العاملة، فقال:

    ( فأعينوني بقوةٍ ..)

    أي: قوة وطاقة بشرية قوية مخلصة.

    ( أجعل بينكم وبينهم ردماً )

    ولم يقل: سداً ، لأن السد الأصم يعيبه أنه إذا حصلت رجة مثلاً في ناحية منه ترج الناحية الأخرى ، لذلك أقام لهم ردماً أي: يبني حائطاً من الأمام وآخر من الخلف ، ثم يجعل بينهما ردماً من التراب ليكون السد مرناً لا يتأثر إذا ما طرأت عليه هزة أرضية مثلاً ، فيكون به التراب مثل "السوست" التي تمتص الصدمات.
    والردم أن تضع طبقات التراب فوق بعضها ، حتى تردم حفرة مثلاً وتسويها بالأرض ، ومن ذلك ما نسمعه عندما يعاتب أحدهم صاحبه ، وهو لا يريد أن يسمع ، فيقول له: اردم على هذا الموضوع.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطراً ) ... سورة الكهف "96"

    لم يكن ذو القرنين رجلاً رحالة ، يسير هكذا بمفرده ، بل مكنه الله من أسباب كل شيء ، ومعنى ذلك أنه لم يكن وحده ، بل معه جيش وقوة وعدد وآلات ، معه رجال وعمال ، معه القوت ولوازم الرحلة ، وكان بمقدوره أن يأمر رجاله بعمل هذا السد ، لكنه أمر القوم وأشركهم معه في العمل ليدربهم ويعلمهم ماداموا قادرين ، ولديهم الطاقة البشرية اللازمة لهذا العمل.

    والحق ـ تبارك وتعالى ـ يقول:
    ( لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها ..) ... سورة الطلاق "7"

    فمادام ربك قد أعطاك القوة فاعمل ، ولا تعتمد على الآخرين.
    لذلك تجد هنا أوامر ثلاثة:
    1- أعينوني بقوة.
    2- آتوني زبر الحديد.
    3- آتوني أفرغ عليه قطراً.
    زبر الحديد: أي قطع الحديد الكبيرة ومفردها زبرة. والقطر: هو النحاس المذاب.
    لكن ، كيف بنى ذو القرنين هذا السد من الحديد والنحاس؟
    هذا البناء يشبه ما يفعله الآن المهندسون في المعمار بالحديد والخرسانة ، لكنه استخدم الحديد ، وسد ما بينه من فجوات بالنحاس المذاب ليكون أكثر صلابة ، فلا يتمكن الأعداء من خرقه ، وليكون أملس ناعماً فلا يتسلقونه ، ويعلون عليه.

    فقوله تعالى:
    ( حتى إذا ساوى بين الصدفين .. ) ... سورة الكهف"96"

    الصدف: الجانب.
    أي: مال عنها جانباً.
    فمعنى: ساوى بين الصدفين. أي: ساوى الحائطين الأمامي والخلفي بالجبلين:

    ( قال انفخوا .. )

    أي: في الحديد الذي أشعل فيه ، حتى إذا التهب الحديد نادى بالنحاس المذاب.

    ( قال آتوني أفرغ عليه قطراً )

    وهكذا أنسبك الحديد الملتهب مع النحاس المذاب ، فأصبح لدينا حائط صلب عالٍ أملس.

    لذلك قال تعالى بعدها:
    ( فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً ) ... سورة الكهف"97"

    (أن يظهروه) أي: ما استطاعت يأجوج ومأجوج أن يعلوا السد أو يتسلقوه وينفذوا من أعلاه ، لأنه ناعم أملس ، ليس به ما يمكن الإمساك به:

    {وما استطاعوا له نقباً ) ... سورة الكهف"97"

    لأنه صلب.

    ثم يقول تعالى على لسان ذي القرنين:
    ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً ) ... سورة الكهف"98"

    لم يفت ذا القرنين ـ وهو الرجل الصالح ـ أن يسند النعمة إلى المنعم الأول ، وأن يعترف بأنه مجرد واسطة وأداة لتنفيذ أمر الله:
    لأنني أخذت المقومات التي منحني الله إياها ، واستعملتها في خدمة عباده. الفكر مخلوق لله ، والطاقة والقوة مخلوقة لله ، المواد والعناصر في الطبيعة مخلوقة لله، إذن: فما لي أن أقول: أنا عملت كذا وكذا؟

    ثم يقول تعالى:
    ( فإذا جاء وعد ربي ..) ... سورة الكهف "98"

    أي: الآخرة.

    ( جعله دكاء .. )

    فإياكم أن تظنوا أن صلابة هذا السد ومتانته باقية خالدة ، إنما هذا عمل للدنيا فحسب ، فإذا أتى وعد اله بالآخرة والقيامة جعله الله دكاً وسواه بالأرض ، ذلك لكي لا يغترون به ولا يتمردون على غيرهم بعد أن كانوا مستذلين مستضعفين ليأجوج ومأجوج. وكأنه يعطيهم رصيداً ومناعة تقيهم الطغيان بعد الاستغناء.

    ( وكان وعد ربي حقاً )

    واقعاً لاشك فيه.

    والتحقيق الأخير في مسألة ذي القرنين وبناء السد أنه واقع بمكان يسمى الآن (بلخ) والجبلان من جبال القوقاز، وهما موجودان فعلاً ، وبينهما فجوة مبني فيها ، وهذا المكان الآن بين بحر قزوين والبحر الأسود.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً ) ... سورة الكهف "99"

    فإذا كانت القيامة تركناهم يموج بعضهم في بعض ، كموج الماء لا تستطيع أن تفرق بعضهم من بعض ، كما أنك لا تستطيع فصل ذرات الماء في الأمواج ، يختلط فيهم الحابل بالنابل ، والقوي بالضعيف ، والخائف بالمخيف ، فهم الآن في موقف القيامة ، وقد انتهت العداوات الدنيوية ، وشغل كل إنسان بنفسه.

    وقوله تعالى:
    ( ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً )

    وهذه هي النفخة الثانية ، لأن الأولى نفخة الصعق.

    والله أعلم

    ( منقول بتصرف )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    14
    آخر نشاط
    18-10-2007
    على الساعة
    11:29 AM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاخوان الاعزاء
    ارجوا منكم ان تقدموا الاهم على المهم فليس شخصية ذي القرنين اهم من كيفية وصوله مغرب الشمس او مشرقها او قضية ياجوج او ماجوج وسدهما الحديدي الذي ما زال موجودا على الارض حتى ياتي موعد الله في دكه دكا ..الاخوان الاعزاء من كان منكم عنده كلمه تزيد الناس بصيره او هدايه فليقولها ولكن بدليل واضح للعاقل الناضج وتذكروا جيدا ان احد وزراء ذي القرنين هو الخضر عليه السلام الذي ذكر في الروايات انه عاصر النبي محمد(ص) لانه شرب من ماء الحياة التي كان يبحث عنها ذي القرنين وهو نفسه المذكور في قصة ملتقى البحرين وتعليمه للنبي موسى عليه السلام
    اسباب ثقب السفينه وقتل الصبي ورفع الجدار وهذا يدل على غزارة علمه واقصد الخضر عليه السلام
    الا يكون من الاجدر بكم ان تبحثوا عن السد وعن هولاء المخلوقات المفقوده المحبوسه داخل السد مع العلم ان السد بين جبلين وليس له سقف حديدي والاقمار الصناعيه بمتناول ايديكم ولو استطعتم ان تعثروا عليهم لخدمتم دينكم اي خدمه وجعلتم كل الناس يصدقون هذه القصه بدل السب والشتم والكلام الغير لا ئق فلا تجعلوا دينكم حاله حال الكنائس في العصور المظلمه التي كانت تحرق وتعدم العلماء والمفكرين
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يمكنك تغير التوقيع الإفتراضي من لوحة التحكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي



    أخوتى الأعزاء :

    أعدكم أننى سأستكمل الموضوع الذى أجده شيقاً ..... و أرجو مُراعاة أننى أستقطع من وقتى الكثير من أجل البحث عن الحقيقة فى هذا الموضوع ..... فالإبهام الإلهى فى هذا الموضوع لا يعنى أن البحث فى الموضوع من المُحرمات ..... و القرآن نفسه يحثنا على البحث و التقصى ..... و يخاطب أولى الالباب و المُتفكرين ......

    و للأخ خالد سنان و باقى الأخوة ..... ما زالت هذه هى المُقدمة ..... و الموضوع طويل و مليئ بالمفاجآت ..... و أذكركم .... أن عالماً جليلاً مثل الأستاذ الدكتور : عبد الصبور شاهين ..... كتب كتاباً عن أصل الإنسان ..... سخر منه الأستاذ الدكتور : زغلول النجار ... فى مُناظرة علنية ...... و مع ذلك لم يتهم أى منهم الآخر فى دينه و أنه خرج عن حدود الإجتهاد أو ثوابت الدين ...... الجدل كان جدلاً علمياً بحتاً ...... و كل منهما مرجعية دينية و علمية لها إحترامها و تقديرها ..... و خرجا من المناظرة التلفزيونية كما دخلاها ..... أحباء و أخوة و لا غرض لأى منهما إلا إحقاق الحق و نصرته !

    و الأخ سعد له ملحوظاته التى أحترمها ...... و يختلف و يتفق معى ..... و أبداً لم نخرج معاً عن أدب الحوار أو حدود المسموح فيما بين الباحثين عن الحق ..... أو من يحملون لواء العلم و الإيمان ..... العلم الذى هو عنوان الحضارة ...... و هو المأمور به فى أول آيات نزلت فى القرآن ......


    اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {العلق/1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {العلق/2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {العلق/3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {العلق/4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {العلق/5}

    و كلها حث على العلم و بالتالى الحضارة (ما حدش يقول لى بتفسر القرآن على مزاجك ! ..... الكلام واضح و لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل !) ...... أما الإيمان فهو ضابط لهذا العلم ليمنعه أن يشطح و يشط إلى حد العلم المُدمر مثل إستنساخ بنى البشر !

    و كما أقول دائماً ..... فاصل و نعود !

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    964
    آخر نشاط
    29-03-2012
    على الساعة
    02:06 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله القبطى مشاهدة المشاركة


    أخوتى الأعزاء :

    أعدكم أننى سأستكمل الموضوع الذى أجده شيقاً ..... و أرجو مُراعاة أننى أستقطع من وقتى الكثير من أجل البحث عن الحقيقة فى هذا الموضوع ..... فالإبهام الإلهى فى هذا الموضوع لا يعنى أن البحث فى الموضوع من المُحرمات ..... و القرآن نفسه يحثنا على البحث و التقصى ..... و يخاطب أولى الالباب و المُتفكرين ......

    و للأخ خالد سنان و باقى الأخوة ..... ما زالت هذه هى المُقدمة ..... و الموضوع طويل و مليئ بالمفاجآت ..... و أذكركم .... أن عالماً جليلاً مثل الأستاذ الدكتور : عبد الصبور شاهين ..... كتب كتاباً عن أصل الإنسان ..... سخر منه الأستاذ الدكتور : زغلول النجار ... فى مُناظرة علنية ...... و مع ذلك لم يتهم أى منهم الآخر فى دينه و أنه خرج عن حدود الإجتهاد أو ثوابت الدين ...... الجدل كان جدلاً علمياً بحتاً ...... و كل منهما مرجعية دينية و علمية لها إحترامها و تقديرها ..... و خرجا من المناظرة التلفزيونية كما دخلاها ..... أحباء و أخوة و لا غرض لأى منهما إلا إحقاق الحق و نصرته !

    و الأخ سعد له ملحوظاته التى أحترمها ...... و يختلف و يتفق معى ..... و أبداً لم نخرج معاً عن أدب الحوار أو حدود المسموح فيما بين الباحثين عن الحق ..... أو من يحملون لواء العلم و الإيمان ..... العلم الذى هو عنوان الحضارة ...... و هو المأمور به فى أول آيات نزلت فى القرآن ......


    اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {العلق/1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {العلق/2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {العلق/3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {العلق/4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {العلق/5}

    و كلها حث على العلم و بالتالى الحضارة (ما حدش يقول لى بتفسر القرآن على مزاجك ! ..... الكلام واضح و لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل !) ...... أما الإيمان فهو ضابط لهذا العلم ليمنعه أن يشطح و يشط إلى حد العلم المُدمر مثل إستنساخ بنى البشر !

    و كما أقول دائماً ..... فاصل و نعود !


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    miracle is not evidence
    but the great miracle is that without any miracle your transformation and nations are transformed one thousand million people do not drink alcohol because of instructions of one person called MOHAMAD
    المعجزات ليست الدليل على صدق العقيدة
    انما المعجزة الكبرى هي ان تتحول الامم وتتبدل احوالها من دون معجزات
    الف مليون من البشر لا يتعاطون الخمر بفضل تعاليم شخص اسمه محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي



    حقيقة يا أخوانى ..... أجد نفسى فى حيرة شديدة ..... من أين أبدأ ؟

    أولاً ..... أشكر الأخ العزيز الذى أوحى إلىّ بفكرة هذا الموضوع ..... فلقد دفعنى إلى البحث و التقصى ...... و سوف تعرفون قريباً كم حجم التنوير الذى فتح به الله علىّ ....... و لقد كشف الله لى أمراً ...... لو مكثت العمر كله لأبحث عنه ما وجدته !

    عموماً ..... لا أريد أن أطيل عليكم ..... و أعيد و أزيد فيما لا يُفيد ..... فسوف تكتشفون ذلك بأنفسكم .....

    و المُشكلة أنه أصبح يتوافر لدىّ عشرات الكتب و مئات صفحات الإنترنت التى تؤيد كلامى ..... و لا أعرف بأى منها أبدأ ...... و كل منها مُهم و مُفيد ! .....و مليئ بالمفاجئات القرآنية و البيانية و التى أنا مُستعد للنقاش فيها مع أىّ كان ....

    و لكن أريد أن أذكر شيئاً يتعلق بهذا الموضوع ريثما أتمكن من ترتيب أفكارى فى موضوع ذى القرنين !

    نُلاحظ أن الله تعالى قد ذكر بعض الأشخاص ..... الذين ليسوا أنبياء ..... إذ لم ينص على ذلك صراحة ..... أو نص على تلقيهم للوحى الإلهى ...... كما فى الآية رقم 163 فى سورة النساء ..... و لكنهم مُجرد عباد صالحين ..... كان كل منهم مُميزاً بشيئ ما إختصه به الله تعالى

    أعرف منهم ثلاثة على وجه التحديد ..... و أعتقد أن هؤلاء الثلاثة هم المعنيين بهذه الصفات ...... و من يعرف أكثر من هؤلاء الثلاثة فليُذكرنا بذلك ......

    و هم على وجه الترتيب ..... و على حسب ورودهم فى المُصحف الشريف:

    1- العبد الصالح الذى صاحبه الرسول موسى عليه السلام ......و الذى رجاه الرسول المُنتمى للرُسُل أولى العزم ..... أن يُعلمه مما علمه الله رشداً ! ...... و لم يطق النبى و الرسول أن يرى ما يفعله الرجل و يصبر عن سؤاله بالرغم من تحذيره له ..... ففارقه الرجل بعد فسّر له ما حدث منه ...... و لكن النبى الرسول ...... و الذى كانت يده و بطشه يسبقان رحمته و إنسانيته ..... تعلم من هذا الرجل (الذى يُسميه البعض بسيدنا الخضر عليه السلام ...... و إن كنت أحب أن أحتفظ بالإبهام القرآنى) .... أن الصبر فضيلة ..... و أنه يجب أن يصبر على ما قد يراه أموراً مُنكرة أو مُستهجنة .... فربما كان وراءها خير أو منفعة !

    أى هنا ..... نجد رسولاً من أولى العزم العظام و هو لا يستنكف أن يتعلم من شخص عادى منّ الله عليه ببعض العلم ...... بل ربما كان ذلك بأمر أو وحى إلهى ..... ليتعلم منه هذا النبى و الرسول فضيلة كان بحاجة إليها لتكتمل له كل الأسباب التى تُساعده فى مُهمته القادمة

    2- الرجل الثانى ..... هو ذو القرنين و الذى هو نحن بصدد البحث عنه ..... و القرآن لا ينص على أن ذا القرنين هذا كان نبياً ..... بل هو شخص مكنّ الله له فى الأرض و جعله يجوب الأرض من شرقها إلى غربها ..... و أعطاه سُلطة الحكم على الناس فى الدنيا ..... بالعذاب أو الصفح ..... و هذا الموضوع سنتحدث عنه بإستفاضة فيما بعد

    3- الرجل الثالث ..... هو ذلك الرجل الذى عنده علم من الكتاب و الذى أتى ذكره فى الآية رقم 40 من سورة النمل :

    اقتباس

    {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
    فنجده أحد المُحيطين بعرش النبى سُليمان .... ذلك النبى الذى دعا الله بأن يأتيه مُلكاً لا يتأتى لأحد من بعده ..... و هذا الرجل ..... صاحب العلم ...... إستطاع أن يأتى بعرش بلقيس فى أقل من لحظة .... و هو ما عجز عنه عفريت الجن .... بكل ما لدى الجن من قوة و مهارات تفوق قوة و مهارات البشر .... بدليل إستخدام النبى سُليمان (رضى الله عنه) لهم فى البناء و الغوص فى البحر

    و أجد فى ذكر هؤلاء الثلاثة و كأنه بشارة إلهية ...... و ترضية ربانية لكل بنى البشر ...... فالأنبياء هم مُختارون و مُصطفون ...... و لكن ما بال البشر الذين لم يحظوا بشرف الإختيار و الإصطفاء .... لقد عوضهم الله بهبة خاصة من عنده ..... عوضهم بالعلم ..... علم إلهى (العبد الصالح فى قصة موسى .... سورة الكهف) ..... أو علم من الكتاب (فى قصة سليمان .... سورة النمل) ..... أو عوضهم بالتمكين فى الأرض (ذو القرنين .... سورة الكهف)

    ربما تكون هذه نظرة فلسفية بعض الشيئ ...... و لكنها على أية حال تخلو من الصوفية أو الشيعية (فأنا لا أنتمى إلى أى منهما !) ...... و لكنها هى مُجرد خواطر دارت و تدور فى ذهنى أثناء بحثى فى هذا الموضوع أردت أن أتشارك معكم فيها !




    فاصل و نعود !

    إنتظروا المُفاجأة .....
    أين تغرب الشمس فى عين حمأة ؟!!!
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 15-08-2007 الساعة 02:34 AM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,286
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-11-2014
    على الساعة
    07:18 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    ايها الا خوة الكرام جزاكم الله خيرا فيما قد تقدموة من موا ضيع جميلة نتعلم منها الكثير والكثير تدا فعونا عن ديننا يجتهد كل منا الى معرفة امور دينة ونحمد الله على نعمة الا سلام وكفى بها نعمة
    نشعر بعظمة الا سلام ونحمد الله فى كل شىء
    وعندما اجد مجا نين النصارى من يدعوهم اتباعهم بعلماء النصارى اقل المسلمين علما واكثرهم يضعونهم فى مو ا قف محرجة نحمد الله على انه لم يضع اقل المسلمين علما فى تلك المو اقف المحرجة
    فمهما اختلف الراى نتمنى من الله ان يتقبل منا جميعا فربما اخالف اخى فى شىء ما واكون على خطا ويتقبل الله منى ويسامحنى وربما يكون اخى قد اخطا ويتقبل الله منة ويسامحة ومن المكن ان نكون نحن الا ثنين لم نخطىء ويتقبل الله منا جميعا
    وفى النهاية نحن اخوة فى الله واحبة ندعوا الله ان يو فقنا لما يحبة ويرضاة
    ونحن فى انتظار التكملة يا ستازنا عبدالله القبطى وجزاك الله خيرا واقسم بالله من الممكن ان تكونوا لا تعلمون قدر سعادتنا بمو اضيعكم فهى تسعدنا كثيرا وتساعدنا اكثر فى الرد على النصارى وفى العلم والمعرفة واقسم بالله كثيرا من المو اضيع تدور بزهنى كثيرا ليست فقط عند الاجلوس على المنتدى ولا كن وانا اسير بالشارع وبالمنزل وبالعمل و عندما ارى قسيسا كل ما يدور بزهنى كيف تا تى بة على منتديات اتباع المر سلين وجزاكم الله خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,286
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-11-2014
    على الساعة
    07:18 PM

    افتراضي

    والله عندما اجد قس فى اى مكان احمد الله على نعمة الا سلام ويدور بزهنى كيف تاتى بة على اتباع المر سلين ليرى فضائحه وفضا ئح اتباعة وليعلم انة عبارة عن ------ ليس الا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    2,131
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2015
    على الساعة
    11:28 AM

    افتراضي

    متابع إن شاء الله

    الأخ عبد الله القبطي ... أنا من المهتمين أشد الإهتمام بموضوع الرجل الذي أتى بعرش بلقيس لسيدنا سليمان ... وأذكر أنني بحثت عن التفسير فقيل أنه كان يعلم اسم الله الأعظم ... ولا أخفيك سرا أني أعتقد أن الموضوع ليس كذلك

    كان هدفي أن أعلم الوسيلة التي استطاع بها الرجل أن يكسر حاجزي الزمان والمكان ... خصوصا أن الله تعالى يقول عن سيدنا سليمان وجنده (وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين)

    فهل أجد عندك ما لم يسطر في الكتب ؟؟؟


    وهذه هديتي لك ... أرجو أن تقبلها

    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=16987

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا أنت ... أستغفرك وأتوب إليك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    2,131
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2015
    على الساعة
    11:28 AM

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل ... هل أنت تقصد الآية 163 أم 164 في النساء؟؟؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا أنت ... أستغفرك وأتوب إليك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    1,951
    آخر نشاط
    08-09-2011
    على الساعة
    01:40 PM

    افتراضي قبل الفاصل ..

    أخي في الله عبد لله القبطي .. لنجعل الفاصل مع هذه الأبيات الشعرية لو سمحت لأخيك وهي في صلب موضوعك ..


    الخلب: الطين: والثأط: الحماة. والحرمد. والأسود
    التعديل الأخير تم بواسطة صقر قريش ; 15-08-2007 الساعة 01:58 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

البحث عن ذى القرنين !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ذو القرنين
    بواسطة المعرفة في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 13-07-2008, 12:20 AM
  2. الرد المرغوب على شبهة ذو القرنين و الغروب
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-03-2006, 01:20 PM
  3. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-12-2005, 03:49 AM
  4. شبهة حول الاسكندر ذى القرنين
    بواسطة وليد في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-08-2005, 11:49 AM
  5. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

البحث عن ذى القرنين !

البحث عن ذى القرنين !