حاجة الصيدلي للعلم الشرعي
قال تعالى:(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه : 114 )
قال تعالى : ( من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين) ( متفق عليه)
على الصيدلي( وحتى غيره من المهن) ابتداء أن يكون آخذا من علم الشرع ما يعبد به ربه على الوجه المطلوب ,وما يدفع به عن نفسه ما ينافي الإيمان من شبهات أو شهوات ,ولا يلزم التعمق في ذلك أو التخصص في فروعه.
سئل الشيخ صالح الفزان( المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان):
ما رأي فضيلتكم فيمن يتعلم من المسلمين الطب والمخترعات الحديثة بقصد إغناء المسلمين عن الحاجة الى الكفار والمشركين؟
فأجاب حفظه الله: ( الحمدلله , لابأس في ذلك وويؤجر عليه , لكن بشرط أن يكون قد تعلم من دينه ما يحتاج اليه , فلا بد أن يتعلم أولا أمور الدين الضرورية , التي لا يعذر أحد بتركها , ثم يتعلم بعد ذلك أمور الطب وغيرها من العلوم ,أما ان يقبل على أمور الطب والعلوم الأخرى وهو يجهل امر دينه , فهذا لا يجوز) أ.هـ
فقد دأب المسلمون طوال تاريخهم , أن يكون كل ذي صنعة ومهنة ملما بأحكامها الشرعية , وذلك لما استقر في مسلمات عقيدتهم أن الأحكام الشرعية تستغرق الحياة كلها , فما من فعل يصدر عن إنسان إلا ولله فيه حكم.
فضل الصيدلة في الإسلام
الصيدله:(Pharmacology) علم تحضير الأدوية وتركيبها و وصفها , ويمكن ان يلحق بها ولو انه خارج التعريف العلمي التسويق الدوائي للمنتج.
كما يشمل المفهوم الجديد لعمل الصيدله : منابعة التأثيرات السريرية(Clinical Pharmacology) للأدوية وعمل التوعية اللازمة لضمان جودة الخدمات الدوائية وإيصالها للمريض بأمان وفعاليه .
وفضل الصيدلة وأهميتها تعود الى أهمية الدواء فهو حاجة أساسية من حاجات الأمه التي يجب توافرها والحصول عليها , لذا كانت الصيدله من فروض الكفاية على المسلمين.( وفرض الكفايه كما عرفه الشيخ الغزالي رحمه الله في احياء علوم الدين{ أما فرض الكفاية فهو علم لا يستغنى عنه في قوام امور الدنيا كالطب( ومنه الصيدله)}
يتبــــــــــــــــــع واول ما نتحدث عنه الأدلة التي وردت في فضل علم الصيدله واهميتها إن شاء الله .
الأدلة التي وردت في فضل علم الصيدله واهميتها
الأدلة التي وردت في فضل علم الصيدله واهميتها
اولا ماثبت في السنة على الحث على التداوي ومنه:
قوله :salla-y:(( تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهَرَم) صححه الألباني في صحيح الجامع.
قوله :salla-y:( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري.
قوله :salla-y:( إن الله تعالى لم ينول داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله, إلا السًام) صححه الألباني في صحيح الجامع.
قال ابن القيم في زاد المعاد:( وفي قوله :salla-s: (( لكل داء دواء)) تقويه لنفس المريض والطبيب وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه).
ثانيا: ما ورد من أقوال العلماء في فضل التطبب والتداوي:
قال العز بن عبدالسلام:( الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلامه والعافيه ولدرء مفاسد المعاطب والأسقام) قواعد الأحكام في مصالح الأنام.
وقال الإمام الشافعي( أداب الشافعي ومناقبه):( إنما العلم علمان: علم الدين وعلم الدنيا فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب)
وقال ايضا : ( لا اعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه)
ثالثا: في التداوي حفظا وصيانة لمقاصد الشريعة الخمسه:
المقصد الأول: حفظ الدين: وهذا المقصد يخص الصحة الجسدية والعقليه. فحفظ الدين يتضمن حفظ العبادات , وبالتالي فإن التداوي يسهم مباشرة في حفظ العبادات عن طريق الحفاظ على الصحة الجيدة مما يعطي العابد الطاقة الجسدية والعقليه اللازمة للقيام بمسؤليات العبادات.
والعبادات الأساسية التي تعتمد على الطاقة الجسدية هي الصلاة والصوم والحج , فالجسد الضعيف لا يتمكن من أداء العبادات هذه على اكمل وجه.
المقصد الثاني: حفظ النفس: هذا هو المقصد الأساسي للطب والتداوي , والتداوي لا يمنع او يؤجل الموت , لكنه محاولة للحفاظ على جودة عاليه للحياة حتى ميقات الموت.
المقصد الثالث: يساهم التداوي في حفظ النسل عن طريق التأكد من العناية الجيدة بالأطفال حتى يصبحوا أفرادا أصحاء في المجتمع يمكنهم تقديم نسل جديد ذي صحة جيده, وعلاج عقم الذكور والإناث والعناية بالسيدات الحوامل وغير ذلك.
المقصد الرابع : حفظ العقل: حيث يلعب التداوي والطب دورا في حفظ العقل عن طريق علاج الأمراض الجسدية حيث أن علاج الجسد من آلامه يزيح الضغط العصبي الذي يؤثر على الحالة العقليه, وكذلك علاج الحالات النفسيه لحفظ الوظائف العقليه.
المقصد الخامس: حفظ المال: إن المحافظه على صحة الأجيال وعلاج أي أمراض يضمن الحفاظ على الأموال حيث المجتمع السليم يكون منتجا ونشيطا للعمل.ةنجد المجتمعات ذات الصحة العامة المتدنية أقل انتاجا من المجتمعات ذات الصحة العامة الجيدة.
رابعا: عدم الإعتماد على غير المسلمين في مجال الصناعات الدوائية , لما لها من مفاسد كثيرة.يقول الدكتور حسن الفكي ( كتاب أحكام الأدوية): إن الكفار لا يحرمون ما حرم الله ورسوله :salla-s: فيدخلون في صناعة الأدوية المواد المحرمة مثل الكحول وبعض أجزاء الخنزير او الحيوانات الميته.وهذا مما حرمه الله في شريعه الإسلام.
ومن المفاسد ايضا ذهاب الأموال الى عير المسلمين خاصة ان الأدوية من أكثر ما تنفق فيها الأموال .
ومن المفاسد, أنه اذا كانت الأدوية في يد الأعداء فإنهم ربما منعوا تصديرها متى ارادوا.
وارجع الى الرابط التالي: http://www.ahram.org.eg/econ/Archive...0.htm&DID=8739
(تأثير إتفاقية التريبس علي بيزنس صناعة الدواء في مصر لايمكن إغفاله مطلقا, ففي الوقت الذي أكدت فيه إحصائيات ودراسات حديثة لجهاز الإحصاء ومركز معلومات مجلس الوزراء وغرفة صناعة الدواء أن خسائر الدول النامية المتوقعة من تطبيق الإتفاقية مع سريانها في يناير الماضي2005 ستصل إلي250 مليار دولار توقعت دراسة أخري أن تكون خسائر مصر من التريبس حوالي مليار جنيه, كما أن تطبيق إتفاقية الجات سيكون لها أضرار بالغة حسب الدراسة نفسها التي نفذها الدكتور محمد العزيزي عميد كلية الصيدلة بجامعة عين شمس تحت عنوان الأضرار المتوقعة من تطبيق الجات وحقوق الملكية الفكرية والتي أكدت أن صناعة الدواء المصرية تغطي93% من الإستهلاك فهي أكثر الصناعات نموا وتزيد قيمة الدواء المنتج حاليا علي7 مليارات جنيه وفي حالة إستيراده من الخارج ستصل القيمة إلي36 مليار جنيه ومايزيد لأن سعر الدواء المصري هو سدس سعر الدواء المناظر في الدول الأخري)
وارجعوا الى نفس الرابط لتروا نتيجه الاتفاقياتعلى التجارة عموما وعلى الدوء خصوصا.
ومن المفاسد أن الكفار غير مؤتمنين على المسلمين فلا يؤمن أن يصنعوا من الدوية ما فيه السموم القاتله أو المواد الضاره بصحة الإنسان عاجلا او اجلا.
ضوابط شرعية للتجارب الدوائية على الاحياء
ضوابط شرعية للتجارب الدوائية على الاحياء
1-أنواع البحث الطبي :
يمكن التعرف على أربعة أنواع من الأبحاث الطبية، من وجهة النظر الأخلاقية:
-1 البحث المتعلق بإجراء تجارب على البشر، وهذا هو النوع الذي يثير أكثر المخاوف الأخلاقية،
ويمكن إعادة تقسيم هذا النمط إلى فرعين آخرين هما:
أ) البحث الذي له طبيعة علاجية أو تشجيعية، ويتم على المرضى الذين يتوقعون فائدة
محتملة من جرّاء اشتراكهم.
ب ) البحث الذي له طبيعة علمية بحتة، حيث يتطوع له البشر بغرض تقدم علم الطب ولكنهم
لا يحصلون على أى فائدة علاجية أو تشجيعية من جرّاء ذلك، وهذه المرتبة من البحوث
تحتاج أكثر إلى حماية أخلاقية.
-2 البحث المتعلق بالبشر، ولكن ليس له صفة التجريبية، فيقع تحت هذا التصنيف أبحاث الأوبئة
والدراسات الميدانية والأبحاث الميدانية، وعلى الرغم من عدم وجوب تجارب في مثل هذه الدراسات إلا أنها يمكن أن تقتحم خصوصية الفرد وحتى المجتمع.
-3 البحث الخاص بالتجارب على الحيوان، وهذه النوعية لا تلقى الكثير من الاهتمام حالياً.
-4 البحث الذي لا يتعلق بإجراء تجارب على البشر أو الحيوان، وتقتصر تجاربه على البيئة
المحيطة بالإنسان ومصادر الماء والغذاء، وهذه النوعية ترتبط أيضاً، بمبادئ الأخلاق التي تغطى الأبحاث بصفة عامة طبية آكانت أم غير ذلك
أم غير ذلك.
2)عملية البحث:
يجب مناقشة الاهتمامات الأخلاقية في جميع مراحل عملية البحث:
1) اختيار موضوع البحث.
2) تصميم البحث : لا يقبل أى بروتوكول بحثى من الناحية الأخلاقية ما لم يخاطب ويناقش كافة
أوجه الاهتمامات الأخلاقية للدراسة.
3) تنفيذ الدراسة: تنبع جودة جراء الحماية الأخلاقية في تصميم أى بحث من إمكانية تنفيذها.
4) التقرير ونشر المعلومات.
22
3)التجارب على البشر :
أ) موضوع البحث :
-1 يجب وجود ما يشير إلى أن العلاج أو الإجراء المقترح يمكنه التفوق على البدائل المتاحة.
-2 يجب توفر البيانات الكافية من دراسات الحيوان ومن الدراسات التي أجريت على قليل من الأفراد مما يتأكد معه عامل السلامة ويشير إلى الفعالية. إن البحث المقبول أخلاقياً ذلك الذي يتم عن طريق إجراء محاولات إكلينيكية على ثلاث مراحل متتابعة 1،2،3 ويتم الانتقال إلى المرحلة التالية عقب نجاح المرحلة السابقة.
-3 لا يمكن تبرير إجراء محاولات إكلينيكية على علاج لا يحتمل توفره في البلد أو المجتمع، فمثلاً،
لا يجب اختبار العقاقير التي يحتمل ارتفاع تكلفتها أو التي لن يمكن تسويقها في بلد فقير، وهذا ينطبق بشكل خاص على البحث الصناعي والدولي.
-4 يجب أن يشترك في الأبحاث فقط من هم على دراية تامة بالخلفية العلمية عن الموضوع، وكذا من هم مؤهلون ولديهم الوسائل الضرورية لذلك.
-5 يجب أن لا يتعارض البحث مع قيم المجتمع الثقافية والأخلاقية والدينية والقانونية.
4)تصميم البحث : -
1) يعتبر البحث بشكل علمي غني راسخ متطلباً أخلاقياً، فالتصميم الذي لا يجيب عن أسئلة البحث
يعد غير مقبول أخلاقياً، لتعرض المرضى لعمليات لا لزوم لها، آما يجب أن يكون حجم العينة كافياً لإعطاء نتائج سليمة إحصائياً إلا أنها لا يجب أن تكون أكبر من اللازم لإعطاء النتيجة.
2) يجب تقييم أي مخاطر محتملة بشكل جيد ومتوازن مع الفوائد المحتملة. ويجب الإقلال من هذه
المخاطر بكافة الوسائل الممكنة، ويتضمن هذا البحث الدقيق عن الدلائل المغايرة ويجب
مراقبتها جيداً، وحين حدوث أية آثار معاآسة يجب تقييم العلاج على الفور.
3) يجب إعلام الأفراد تماماً، آما يجب أن يقدموا موافقتهم الحرة للاشتراك في التجربة، آما يجب
إجراء محاولات لأبحاث على الأطفال والمتخلفين عقلياً على الأمراض الخاصة بهم فقط، ويجب
توفر موافقة الوالدين أو الأوصياء.
4) السرية أمر واجب عند ممارسة مهنة الطب، وحيث أن المعلومات التي يتم تداولها عن طريق أشخاص مرتبطين بالبحث، لذا يجب اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان سرية السجلات، إما عن طريق تقييد سهولة الوصول إليها أو إبدال اسم المريض بأرقام شفرية.
يتبع............
حكم قتل الضفدع في التجارب العلمية
جاء في الفتوى رقم 352 لعام 2005م الصادرة عن دار الإفتاء المصرية ردًا على استفسار من مجموعة من الطلاب بصيدلة القاهرة عن حكم قتل وتشريح الضفدع في التجارب العلمية مع وجود البديل من الحيوانات الأخرى، أو حتى إمكانية الاكتفاء بمشاهدة عملية التشريح على ضفدعة واحدة فقط من خلال الفيديو أو الكمبيوتر بدلاً من قتل ما يزيد عن 1200 ضفدع في الأسبوع !! :
(المسلم في الدنيا صاحب قضية ورسالة: عبادة وعمارة، وهو في تحقيقه الرسالة المنوطة به يحترم بني آدم حتى الكافر منهم لآدميته، ويفي له حقه، ويحترم الحيوان والنبات، والجماد والبيئة،
قال :salla-y: : ((فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطبةٍ أجْرٌ)) (رواه الشيخان وغيرهما).
وقال:salla-y: : ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْفِي السَّمَاءِ))(1) (رواه الترمذي والبيهقي، وقال الترمذي حسن صحيح)،
وصح عنه:salla-y: أنه قال: ((إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ عَلَى كُلِّ شَيِءٍ فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحَةَ، وَلْيحِدّ أحَدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)) (رواه مسلم وغيره).
فالمسلم لا يعبث، وليست الغاية عنده مبررة للوسيلة، وتحكمه في سعيه المبارك خليفة في الأرض قواعد وضوابط...
منها: "ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أشدهما"،
ومنها: "الضرورات تبيح المحظورات"،
ومنها: "الضرورة تقدر بقدرها"،
وغيرها مما أخذ من مجموع النصوص المتكاثرة للشريعة الغراء، فصارت هذه القواعد ثوابت تنير للمسلم طريقه، ويهتدي بها في سعيه إلى الله تعالى ورحلته إلى الآخرة.
ولذلك وسعيًا لخدمة بني الإنسان وهو أشرف مخلوقات الله تعالى ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)) (الإسراء:70)وبحثًا عما ينفعه في دينه وبدنه ونفسيته وعقله وماله وعرضه ...
يجوز استخدام ما بَثَّهُ الله تعالى في كونه بغير تَعَدٍّ ولا عدوان، وبقدر الحاجة، من غير زيادة ولا طغيان استنباطًا من قوله تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ)) (الجاثية:13). وغيره من النصوص.
فما الوصول إلى الفوائد المرجوة منه من خلال المعامل والخامات أو الحاسوب والآلات، دون التعرض للأحياء فلا يجوز فيه العدول إلى التعدي على الأحياء،
وما أمكن الاستفادة فيه من الحيوانات والحشرات الفواسق التي سماها الشرع كذلك لضررها – كالفأرة والحدأة والكلب العقور والعقرب والحية لا يجوز الميل عنه إلى غيره من غير الفواسق،
وما يمكن الاكتفاء في حصول المصلحة البحثية منه على الحيوان لا يصلح بحال الانتقال عنه للإنسان،
وما أجزأه في تحصيل المطلوب منه بالقليل لا يقبل فيه استخدام الكثير.
والضفدع خاصة قد ورد فيه النهي عن قتله فمن ذلك:
عن عبد الرحمن بن عثمان أن رجلا من بني تميم قال: (ذكروا الضفدع عند رسول الله :salla-y: لدواء فنهى عن قتلها)2)،
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ))(3) رواه البيهقي.
وعليه فيحرم قتل الضفدع إلا لضرورة، وحيث جاء في سؤال السائل أن الخبراء قد قالوا بوجود بدائل محققة للغرض، متممة للنفع، مغنية عن الضفدع، فتنتفي الضرورة ويبقى أمر قتلها على التحريم) أ.هـ.
سؤال:
هل يجوز تشريح الضفادع بالنسبة لطلبة الكليات الذين يدرسون ذلك ؟
وقد يترتب على عدم تشريحها رسوب الطالب في المادة أو حرمانه من بعض الدرجات التي قد تمنعه من التفوق في الدراسة , فلا يتم تعينه معيداً في الكلية .
الجواب:
الحمد لله
الحكم في هذه المسألة يتطلّب النظر في أمرين مهمّين :
أولاً :
في حكم قتل الضفدع ، وكلام أهل العلم في ذلك .
وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم على قولين :
الأول : الكراهة ، وهو مذهب المالكية ، وقولٌ لبعض الشافعية والحنابلة .
انظر : "التمهيد" (15/178) ، "شرح العمدة لابن تيمية" (3/148) .
الثاني : التحريم ، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة ، وابن حزم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
انظر : "مشكل الآثار" للطحاوي (2/35) ، "المجموع" (9/29) ، "المغني" (9/338) ، "المحلى" (7/225) , "الفتاوى الكبرى" (2/139) .
والدليل على ذلك ما جاء عن عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه : أنَّ طَبِيْبًا سَأَلَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَن ضِفْدَعٍ يَجْعلُها فِي دَوَاءٍ ؟ فَنَهَاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِها .
رواه أبو داود (5269 ) وصححه النووي في "المجموع" (9/34) .
وقد سبق اختيار هذا القول في الموقع ، في جواب السؤال (1919) , (10220) .
ثانياً :
إذا دعت الحاجة أو الضرورة لتشريح الضفدع فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى , فقد أجاز العلماء تشريح جثة المسلم لأغراض التحقيق الجنائيّ أوالطبّ الوقائي ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (11962) .
فمن باب أولى جواز تشريح الحيوانات – وهي أقل حرمةً من الإنسان – لأغراض البحث العلميّ إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
وقد سبق في الموقع ذكر فتوى مختصرة في ذلك ، انظر جواب السؤال رقم (8509) .
ومما ينبغي التنبه له : أن على الطالب أن يحسن إلى الحيوان الذي يقوم بتشريحه , فيقوم بتخديره تخديراً كاملاً , ثم يسرع في قتله بعد الانتهاء من التشريح , وذلك لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( إنّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه ، فَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَه ) رواه مسلم (1955) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الحرم المكي" (1166) :
نحن ندرس في إحدى الجامعات بكلية العلوم قسم الأحياء ، وفي أثناء دراستنا نحتاج إلى تشريح بعض الحيوانات ، مثل الضفادع والفئران وغيرها ، لغرض التعليم والدراسة ، فما حكم هذا التشريح ؟
فأجاب :
" التشريح إذا دعت الضرورة إليه فلا بأس به ، ولكن يجب أن يعمل لهذه الحيوانات ما يجعلها لا تحسّ بالألم وقت التشريح ، وكذلك يجب أن يلاحظ أنّ الحيوانات التي تكون نجسةً بعد الموت فإنّه يجب التطهر منها " انتهى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-----------------------------------------------------------
(1) صححه الألباني – انظر صحيح أبي داود (4941).
(2) رواه أبو داود والنسائي – صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2991) وصحيح الجامع (6971).
(3) ضعيف – ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4788).
رد على الاخت الصيدلانية من الاردن
السلام عليكم ورحمة الله
ما معنى ان الصيدلي يأتي في المرتبة الثانية بعد الطبيب؟
كل شخص له مهنته الحلال محترم ولا يوجد رتب أصلا وإلا فما هو ترتيب المهندس والمحاسب والمحامي؟ أما في المجال الطبي فلكل واحد عمله ، فالطبيب لتشخيص المرض ، وهو يوصي بالدواء للمريض ، وهو يأخذا أصلا معلوماته عن الدواء ، خاصة المنتجات الجديدة من الصيادلة الذين ترسلهم شركات الدواء للأطباء لإطلاعهم على الجديد من الأدوية ، كما ان للصيادلة دور في الأبحاث الدوائية لإنتاج مزيد من الانواع الجديدة ، حتى في الصيدليات الأهلية ، الصيدلي له الدور الرئيسي حتى لو استعان بالمساعدين. فأنا كصيدلي صاحب صيدلية يعمل معي العديد من المساعدين الأكفاء تحت إشرافي ، وقد علمتهم التعامل مع الجمهور بنفسي ، ويرجعون لي عند اللزوم ، ولو كان للمريض استفسار فهو يسأل الصيدلي عنه أولا ، ثم أنه ليس من المعقول ان أقف وحدي في الصيدلية واتعامل مع العديد من الزبائن في نفس الوقت ولكل واحد منهم حاجة مختلفة ، أما ان الصيادلة تخلوا عن مهنتهم للمساعدين فهذا ليس صحيحا ، لأنه لا يمكن للصيدليات الإستعانه فقط بالصيادلة لأسباب عديدة ، أولا أسباب اقتصادية لآن الصيدلي راتبه أعلى من المساعدين ، وقد تحتاج الصيدلية لأربعة أو خمسة عاملين . ثانيا ليس هناك عدد كاف من الصيادلة يمكن ان يعوض المساعدين ، ثالثا الصيدلي الشاب لا يقتع ابدا بالعمل في صيدلية أهلية اكثر من بضعة أشهر لآنها لا يمكن ان تحقق له طموحاته ، لذلك فالمساعد أكثر استقرارا ، رابعا لا يمكن للصيدلي ان يسجن نفسه في الصيدلية 14 ساعة يوميا ، لذلك قد يستعين بصيدلي واحد والباقي من المساعدين ،
أخيرا احس انك نادمة على مهنتك ، ولكن تأكدي ان لكل مهنة متاعبها ،
والسلام عليكم