لا تدعوا لكم أباً على الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
رغبتي في هذه الصفحة هو الاستفسار عن النص الوارد في
متى 23: 9
و لا تدعوا لكم أبا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات
فأريد أن أستفسر من النصارى عن مغزى هذا النص ؟؟
لأني وجدت ان المسيحيين يدعون قساوستهم بأبونا أو البابا
فهل للنص علاقة بهذا الأمر أم له مغزى آخر
ولقد حصلت على الكثير من الاجابات المتعارضة في شأن هذا النص
فمنهم من يقول أن المسيح قصد به ألا يدعو الها آخر على الأرض
و في المقابل نجدهم يقولون أن المسيح اله رغم أنه على الأرض
ومنهم من يقول أن المسيح بهذا النص أفرد لنفسه الألوهية و يقصد ألا يدعون الها على الأرض من غير المسيح
وفي المقابل نجد أن النص يقول ان آباهم واحد في السماوات كما صرح المسيح بذلك
كما نجد أن المسيح يصف الآب الذي في السماوات بأنه الاله الحقيقي الوحيد وقال على نفسه أنه مرسل من عند هذا الاله
فماهي حقيقة هذا النص ؟؟
أنتظر اجابة من ضيوف المنتدى من المسيحيين
الأب الأرضي والأب السماوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kholio5
بسم الله الرحمن الرحيم
رغبتي في هذه الصفحة هو الاستفسار عن النص الوارد في
متى 23: 9
و لا تدعوا لكم أبا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات
فأريد أن أستفسر من النصارى عن مغزى هذا النص ؟؟
عزيزي ..
النص يوضح ضرورة عدم اتخاذ معلمي الشريعة من الكتبة والفريسيين قدوةً للمؤمنين بحيث يكون كلامهم منزلاً ولا نقاش فيه وكأنهم مؤلهين مثل الآب السماوي، فهم مكلفون بنقل ما يأمر به الله في كتابه المقدس إلى عامة الناس، أما ما زيد على ذلك من اجتهاداتهم الشخصية التي يُحملون بها الناس أحمالاً لا تطاق، وهم أنفسهم لا يرغبون بحملها، فينبغي على المؤمنين الحذر منها لأنهم يقولون ما لا يفعلون!
والنتيجة أن الكثير من هؤلاء الناس من كتبة وفريسيين يبحثون فقط عن السلطة، وذلك بعد أن اعتلوا كرسي موسى، وقد كان الأولى بهم أن يكونوا خُدَّاماً للناس بتعريفهم ما ورد في الكتاب المقدس من شرائع، لا أن يبحثوا عن مطامع دنيوية فيكون الناس بخدمتهم، فيتصدروا المجالس والمجامع وموائد الطعام لكي تلقى عليهم التحيات، ويدعوهم الناس معلمين، فالألقاب كانت هي غاية تلك الفئة من الناس.
وهذا الكلام يوضحه النص في متى 23.
فقدوة المؤمن هي أبوه السماوي.
أما عن قولك أن بعض المسيحيين يفسرون ذلك بألا يدعو المؤمنون إلهاً على الأرض من دون الله، فهو يطابق ما شرحناه سابقاً، بألا يعصموا الكتبة والفريسيين عن الخطأ فيكونوا كالآلهة في نظرهم، فهم أولاً وآخراً بشرٌ مثلهم.
وبذا يتضح أن المقصود من النص هو نفي القدسية عن الكتبة والفريسيين التي تصل إلى حد العصمة، فالآية موضع البحث لا علاقة لها بإثبات ألوهية يسوع المسيح أو عدمه تحديدا.
ً
وهذا كله لا يتعارض مع دعوة بعض الكهنة بالآباء لأنهم آباء أرضيين مسؤوليتهم خدمة المؤمنين، فقدوتهم وقدوتنا نحن المؤمنين هو الآب السماوي.
وللتوضيح أقول بأن كلمة (أب) لها دلالات كثيرة ، كأن تقول هذا أبي فلان أي أبي الفعلي بالجسد، أو أبي في الفن على سبيل المجاز، وتقول في نفس الوقت أن الله أبوك في السماء، فلا يكون هنالك تعارض بين نعت الكاهن بالأب، والله بالآب السماوي، لأنه لكل منهما دلالتها الخاصة
فأنت تقول (رب الأسرة) ،و (رب العرش) ولا ترى تعارض في استخدام كلمة (رب) في كلا الحالتين.