رد على أسئلة العضو / الأخت عبورهـ
ألاحظ من أسئلتك البساطة وعد الإلمام الصحيح بأبسط أمور العقيدة المسيحية
سؤالك حول مثال السارق وعدم المسامحة له من سيده حتى يقتل ابنه الوحيد
أختي الفاضلة مثالك لا ينطبق على واقع مفهوم الخطيئة في المسيحية أولاً ! لهذا استنتاجات أسئلتك هي مغلوطة ...
أختي الفاضلة سوف أقوم بالرد على أسئلتك بمايلي : كما تعرفين بقصة الطوفان العظيم والنبي نوح وسفينته ... القصة موجودة في الكتاب المقدس في سفر التكوين و أيضاً مذكورة في القرآن الكريم في سورة نوح
في نص سفر التكوين يطلب من نوح بصنع الفلك مع ذكر طوله وعرضه وأرتفاعه وجمع كل الحيوانات مثنى مثنى والطوفان الذي غمر المعمورة ....
ما حقيقة هذه القصة ؟ كيف تقرأ ؟ كيف تفسر ؟ لاشك أختي بأن هذه القصة موحى بها من الله وكتبت بإلهام من الروح القدس لتوصيل عمل الله الخلاصي للبشرية ...
في القراءة الأولى للقصة نقف حول أمور غير مقبولة للعقل ولا للمنطق ...
فكيف جمعت الحيوانات كافة .؟. واين حصل هذا الطوفان ومتى ؟؟ .. ببساطة إذا بقي تفكيرنا حول النص بحرفيته فإننا لن نصل إلى فكر الله والهدف الروحي للقصة ..
الجواب الكنسي لذلك كمايلي : لاشك كاتب السفر استخدم الفنون والقصص والأساطير الموجودة في أيامه نعم كان يوجود طوفانات تحدث في أيامه وخصوصاً في بلاد الرافدين وحوض النيل وكيف أهلكت كثيراً ..... فالكتاب المقدس هو من عمل الله والإنسان . الله الموحي لعمله الخلاصي للبشرية .. والنبي كاتب السفر هو المعبّر لإرادة الله وكتب وحي الله بتصرف منه مستخدماً جميع الفنون الموجودة والحكم والتعاليم ..
وهكذا أراد كاتب السفر أن يوصلنا بأن الله يبغض الخطيئة وما هدف الله للإنسان هو أن يعطي الحياة والخلاص للبشرية وجميع الكائنات الحية رغم الموت الحاصل في الطوفان تنبثق الحياة الجديدة والخلاص ....لقد رأى آباء الكنيسة ومعلميها بأن السفينة رمزاً يشير إلى الخلاص بواسطة الكنيسة .. نعم يأختي في القراءة الثانية للقصة لا نقف ونقول ما هذا ؟ ! بل علينا أن نقول مامعنى هذا ؟ ! نعم القصة مليئة بالخرافات والبعد عن العلم .. أقول لاتقرأ القصة بحرفيتها بل تقرأ القصة ببعدها الروحي ..
أعود لأسئلتك راجياً أن أوصلت لك البعد الثاني في الفكر اللاهوتي المسيحي ...
ماهو مفهوم الخطيئة؟ الخطيئة الأولى للبشرية هي أصل كل الخطايا في الكتاب المقدس خطيئة أبوينا آدم وحواء كما في القرآن الكريم حين قال لهما الله لآتقربا من هذه الشجرة ... الخطيئة ليست خطيئة جنسية أو خطيئة أخرى الخطيئة هي خطيئة كبرياء وتمرد على تعاليم الله .. هي رفض الطاعة وهذا هو جوهر كل خطيئة ويجب علينا التفريق بين الخطيئة الأولى والخطايا ..فليست الخطيئة هي مفرد الخطايا ولا الخطايا هي جمع للخطيئة : الخطيئة هي رفض الطاعة لله هي الكبرياء أرفض الله بأن يكون هو محور حياتي والنتيجة هي ابتعادي عن الله وهذا الابتعاد يسبب الخطايا . فالانسان الذي لايكون الله محوراً لحياته لايمشي في تعاليمه فهو يلعن , يسب , يسرق , يزني , يشتهي ما هوليس له , لايصلي , يبغض الآخرين , ..... فابتعاد الانسان عن الله هو الخطيئة الأولى أو الأصلية لأنها أصل باقي الخطايا ...والخطايا الأخرى هي نتاج الخطيئة ألأولى ... لهذا علينا أن نفهم قصد الله الخلاصي للانسان بأن يعيده للحياة وأن يشارك الآنسان في ذلك لهذا أقول بأن هدف الله هو أن يؤله الانسان . صار الله انساناً لكي يشرك الانسان ويدعوه للحياة الخالدة معه ويصير الانسان مؤلهاً .
ولهذا أرسل الله الأنبياء لكي يعدوا الطريق لمجيئ الرب الفادي المخلص . يسوع لم يطهر الخطيئة فالخطيئة هي هي ... ولكن بما أن إجرة الخطيئة هي موت لهذا دفع إلهنا إجرة الخطيئة " هكذا أحب الله العالم لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون الحياة الأبدية " انجيل يوحنا 3/16
هذه حكمت الله أنه أختارملىء الزمان من بعد ما أعد البشرية وهيئها برسالة الأنبياء لمجيئه للخلاص .