السؤال الأول
اسمح لي محاوري المحترم أن أوضح نقطة واحدة قبل الرد على كلامك .
لا يجوز أن أضع الإسلام في مقارنة مع ديانة أخرى لا أساس لها .. فجميع الديانات الموجودة على الأرض لا علاقة لها بالسماء ولكن اتباعها ينسبوها للسماء باطلاً وبلا أدلة أو براهين كمحاولة لإرضاء أطماعهم .
الدين الذي أنزله واصطفاه الله لعباده منذ خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة هو دين "الإسلام" فقط ولا يوجد شيء اسمه تعدد الأديان السماوية لأنه دين واحد وهو "الإسلام".
تعالى نضرب مثال صغير ولله المثل الأعلى :-
حين يتقدم شخص لوظيفة عليه اولاً أن يقدم جميع بياناته الشخصية وهذا ما تؤكده بطاقته الشخصية أو ما يُسمى "كشف العائلة" .
فأنا حين أريد أن أعرف اسمك وعنوانك ووظيفتك وديانتك وتاريخ ميلادك وحالتك الإجتماعية سأجدهم في بطاقتك الشخصية وأنت بدونها بلا هوية .
كذلك عندما أريد أن أعرف "دين الإسلام" فإذن أفتح بطاقته الشخصية (القرآن) لأتعرف عليه .. وعندما أريد أن أتعرف على المسيحية أفتح بطاقته الشخصية (الكتاب المقدس) واقرأ لأتعرف عليه .
فلو فتحت القرآن سأجده يتحدث عن الإسلام منذ خلق آدم إلى قيام الساعة حيث أنه أكد بأن دين الله هو الإسلام حين قال { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آلعمران:19]} ، وقال أن الله اصطفى الإسلام للناس حين قال { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة:132]} ، وأن الله اصطفى أنبياءه منذ خلق آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليهم جميعاً ليحملوا الإسلام للبشرية حين قال { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [آل عمران:33]} ، وأن مال الدنيا لا يساوي شيء بلا إسلام { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ [آل عمران:91]} ، ولن ينال العبد الحياة الأبدية إلا إذا مات على الإسلام حين قال { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:83] ، فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة:132]} ، لأن ما من نبي أرسله الله إلى الناس إلا وحمل معه الإسلام حيث أن موسى عليه السلام حمل الإسلام حيث قال { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ [يونس:84]}، والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام أكد بأنه جاء بالإسلام حيث قال { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:52]}.. فاليهودية والنصرانية هي مُسميات أطلقها اتباع موسى وعيسى عليهما السلام على أنفسهم{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى [المائدة:14]} ظانين بأن الحياة الأبدية لهم ولكن الله جل وعلا أكد بأنه لا اليهودية ولا النصرانية تدخل الجنة { وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [البقرة:135]} بل من اتبع ملة سيدنا ابراهيم عليه السلام هو من سينال الحياة الأبدية والتي هي ملة الإسلام { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحيل:123]}.
كما اننا لو نظرنا لمعنى كلمة الإسلام ورجعنا إلى معاجم اللغة علمنا أن معنى كلمة الإسلام هو : الانقياد والخضوع والإذعان والاستسلام و الامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض .
ولكن لو أبحرنا في الكتاب المقدس فلن نجد عن الديانة المسيحية شيء ، فلا المسيح كرز بها ولا يعرف عنها شيء ولم يعتنقها ولم يُلمح بها ولو بكلمة ، وطبقاً للعهد الجديد نجد المسيح اعتنق ديانة اليهود طبقاً للتشريعات التي طبقها على نفسه وعلى أمه {لوقا2(21-22)} .
إذن هوية الديانة المسيحية لا أساس لها في الكتاب المقدس ولم يذكرها ولم يعلن عنها ... فكل ما جاء بالعهد الجديد حول كلمة "مسيحي" (باليونانية Χριστιανός وأيضا χρηστιανός ، ترقيم استرونج هي نسبة إلى G5546) هو اسم يوناني وليس عربي ظهر في انطاكية (اع 11:26) أي بعد رفع المسيح بعشرة أعوام بهدف التوبيخ والتحقير من شأنهم ، وهذا اللقب معناه شتيمة "سافل" (قاموس الكتاب المقدس) وسخرية (1بط 4:16) لكل من ادعى إيمانه بالمسيح إله .
وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت مادة " مسيح -- مسيحيون ": "... ولعلها (أي كلمة مسيحي) كانت تنطوي أساسا على نوع من التهكم ، ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية ، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به"
ويذهب كاتبو قاموس الكتاب المقدس لنفس الرأي فيقولون تحت مادة "مسيحي" : "دعي المؤمنون مسيحيين اول مره في أنطاكية (اع 11 : 26) نحو سنة 42 أو 43 م. ويرجح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4 : 16)... قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين "
فهل عاقل يقبل أن يدعي أن الله اختار ديانة اسمها الأصلي "دين السفلة" أقصد "دين المسيحية"؟ [طبقا لما جاء بقاموس الكتاب المقدس].
إن أكبر المظالم في هذا الكون هو أن تدعوا الناس للهلاك وخسارة حياتهم الدنيوية والأبدية وأن تضللهم لتبعدهم عن الصراط المستقيم الذي هو طريق الله القويم .
فالآن دعني أسألك السؤال الأول وهو :
هل لديك أدلة من كتابك المقدس أن المسيحية هي دين الله الذي أصطفاه للبشرية على الأرض ولن يقبل الله من عباده دين إلا دين المسيحية مع العلم أن الأناجيل أشارت أن المسيح تفاخر بأن ينسب نفسه لليهودية (يوحنا 4:22)؟
*******************
السؤال الثاني
من الصعب جداً أن يشعر الإنسان بأنه أقل من الحيوان وأن حياة الحيوان أطهر من حياته الشخصية وهذا من المؤكد ينتج عندما تفقد حياته المنهجية والتشريعات بحلالها وحرامها لتنظم الحياة البشرية .
إن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة لا تقوم على الإحترام المتبادل إلا إذا عرف كل شخص حقوقه على الأخر وحلاله وحرامه .. وهذه المحرمات لا تأتي بالتخمين بل تأتي بنص صريح ومباشر ينظم هذه العلاقة ، فعدم وجود ما يُحرم تعني إباحة .
وحين سألنا رجال الدين المسيحي عن ما هو المسموح والغير مسموح به في الزواج المسيحي من الناحية الجنسية؟
قالوا : الكتاب المقدس لا يذكر أي شيء عن ما هو مسموح أو غير مسموح به في الزواج من الناحية. ولكن يوصي الكتاب الزوج والزوجة " لا يسلب أحدكم الآخر، الا أن يكون علي موافقة، الي حين، .." (كورنثوس الأولي 5:7). فأي شيء يجب أن يتم برضا الزوج والزوجة. ولا يجب علي أي طرف الضغط علي الطرف الآخر لممارسة أي شيء غير مريح أو يعتقد واحد منهم أنه نجس. ولكن ان اتفق الزوج أو الزوجة علي أي شيء كان فإن الكتاب المقدس لا يمانع.
ولكن هناك بعض الأشياء التي لا تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس في الناحية الجنسية من أي زواج وأن اتفق الزوج والزوجة علي ممارسته. فمبدأ "تبادل الزوجات" أو تعدد الزوجات" هو زني (غلاطية 19:5 و أفسس 3:5 وكولوسي 5:3 و تسالونيكي 3:4). الزني خطيئة وانت كانت بعلم الزوج أو الزوجة. ومشاهدة الأفلام والصور الأباحية خطيئة "لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم" (يوحنا الأولي 16:2). وفيما عدا ذلك لا يوجد أي شيء في الكتاب المقدس غير مسموح به في الزواج – حالما تتم ممارسة العلاقة برضاء الطرفين. المصدر
دعني الآن أسألك من خلال هذا الرد الكهنوتي ومن خلال مضمون الكتاب المقدس
أين هو النص الصريح والواضح والمباشرة بتحريم معاشرة الزوج (الذكر) لزوجته (مؤنثة) من الدُبر ؟
إن عدم وجود تشريع بالكتاب المقدس يُحرم أو يمنع أو يُجرم الوطء في الدُبر هو إباحة علنياً وفعلية .
أليس هذا ظُلم بين للمرأة جعلتها أقل من مستوى الحيوان الذي لا يعرف بمثل هذه الفعلة .
ملحوظة : لا تخلط أحداث سدوم بهذه النقطة لأننا نتحدث بين علاقة رجل بإمرأته وليس علاقة رجل برجل ... والإستعانة بسدوم سيضعنا تحت طائلة التخمين والتشريعات السماوية ليست مبنية على التخمين بل على النص المباشر ، كما أن قصة سدوم تتحدث عن علاقة الرجل جنسياً ببعضهم البعض وليس علاقة رجل بإمرأة .
فهل الكتاب المقدس أعطى للمرأة حقها في هذا الشأن أم تجاهل هذه النقطة بالسماح لها بفعل ما اتفقت عليها مع زوجها بالتراضي ؟
أنتظر ردك من الكتاب المقدس مصدر التشريع للمسيحية أو الانتقال لنقطة أخرى دون أي تعقيب مني على عدم وجود رد على السؤال الأول أو الثاني أو الاثنين معاً .