أنظري حواليك يا كريستينا .. ايه النظام الدقيق ده والتكامل المبهر الموجود بين الأشياء حوالينا في هذا الكون .. وابدئي بنفسك .. فتخيلي لو أن عضو واحد من أعضاء جسم الإنسان مكانش في المكان الصحيح ، الإنسان لن يعيش طبيعيا وحينقرض .. مثال آخر تخيلي لو أن الشمس ابتعدت قليلا عن الأرض .. الأرض ستتجمد ولن تبقى عليها حياة .. ولو اقتربت الشمس قليلا من الأرض سترتفع درجة حرارة الأرض ولن تبقى عليها حياة .. مثال آخر تخيلي انه نسبة الأوكسجين في الهواء لو ارتفعت قليلا أو نقصت قليلا احنا حنموت ..
يعني كل شيئ في هذا الكون محطوط في مكانه المناسب .. جميع الأشياء منظمة تنظيما دقيقا ومتكاملة فيما بينها .. ده يا كريستينا دليل على وجود الله القادر العالم الحكيم الكبير اللي خلق هذا الكون .. فأنت يا كريستينا لو كنت تمشي في صحراء مثلا وفجأة وجدت نفسك أمام بناية كبيرة ليها أبواب ونوافذ ثم دخلتي البناية ولقيتيها مفروشة وفيها مطبخ فيه ثلاجة وفي الثلاجة أكل وغيرها .. هل يقبل عقلك أن هذه البناية جاءت صدفة من غير واحد بناها ؟! .. فكيف يقبل عقلك أن هذا الكون العظيم المنظم نظاما دقيقا بشمسه وقمره ونهاره وليله وسمائه ووأرضه وإنسانه ، والمتكامل في كل أجزائه حتى على مستوى الخلية في الكائنات الحية والذرة في كل شيئ .. كيف يقبل عقلك أنه جاء صدفة وهو بهذا النظام الدقيق والتكامل المبهر أعظم من تلك البناية في الصحراء ؟
يقول الله جل جلاله :
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) الشمس
ويقول الله عز وجل :
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر
ثم اسألي نفسك يا كرستينا .. لو الله مكنش خلقنا .. طيب احنا جئنا منين ؟! .. هل جئنا من لا شيئ ؟ .. مش ممكن لأن "لا شيئ" لا يعطي شيئا .. فاقد الشيئ لا يعطيه مش كده .. طيب هذا الكون جاء منين ؟! .. هل احنا اللي خلقنا أنفسنا وخلقنا السموات والأرض ؟ .. طبعا لا .. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم :
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) سورة الطور
طيب إذا كان اللاشيئ مش ممكن يخلق الكون .. وإذا كنا مش احنا اللي خلقنا أنفسنا وخلقنا السموات والأرض .. وإذا كان آينشتاين أثبت أن الطاقة تتحول إلى مادة والمادة تتحول إلى طاقة وهذا يعني أنه من المستحيل أن تكون المادة والطاقة اللتين يتكون منهما الكون غير مخلوقتين .. وهذا ما تؤكده نظرية الإنفجار العظيم التي تقول أن للكون بداية .. ده معناه ايه ؟ .. ده معناه أن الله سبحانه وتعالى هو اللي خلقه ..
وفي كل شيء له آية = تدل على أنه الواحد
ثم أنت مسألتيش نفسك يا كريستينا ليه هناك حاجة في نفسك كانت دايما تقول لك أن الله موجود ؟ .. وليه الأغلبية العظمى من الناس يؤمنون بوجود الله ؟ .. الحاجة دي هي اللي نسميها احنا المسلمين الفطرة .. فالله عز وجل خلقنا مؤمنين بوجوده .. وإذا أنكرنا وجوده فذلك يكون نتيجة لفساد هذه الفطرة السليمة بسبب تلوثها بالوسط اللي يكون الإنسان عايش فيه إذا كان هذا الوسط بعيد عن الله سبحانه وتعالى الإله الحق الذي أنزل القرآن وأرسل الأنبياء والرسل ..
اقتباس:
ده لو في ربنا كان حجات كتيرة أوي في الدنيا دي متحصلش
ايه هي الأشياء اللي تحصل ؟ .. تقصدين حصول الظلم مثلا ؟ .. الظلم ده اللي بيحصل يا كريستينا دليل على وجود يوم القيامة اللي أخبرنا به الله عز وجل في القرآن .. وهو اليوم اللي حيحاسب فيه الله الظالم ويرد الحق للمظلوم .. وده دليل على أن طريق الخلاص الوحيد هو أن نؤمن بالله سبحانه وتعالى ونستسلم له ونعمل بما يرضيه ونتجنب الشر .. قال الله سبحانه وتعالى :
حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) سورة الشورى
أسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك للإسلام ..