اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم ثاقب
أحب أن أوضح يا عزيزنا ديكارت ....
أن ما جعلنا نضع الاحتمالات هو لغز الأناجيل وليس لأننا تائهون لا نعرف الحق ....
الحق عندنا راسخ أن المسيح لم يتم قتله ولا صلبه ....
هذا أذكره للتوضيح أساسا لحوارنا ....
يتبع .....
عزيزي نجم ثاقب،
الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الكم من الاحتمالات لأنه في الحقيقة لا ألغاز عندنا نحن المسيحيين، لأن النصوص القاطعة لا تدع مجالاً للشك بأن المسيح قد صُلب ومات وقام من بين الأموات، لذا فتأويل نصوص أخرى ليس من المنطق في شيء ، والنص القاطع يقول :
"فلما ذاق يسوع الخل ، قال : قد أُكمل ! ثم نكس رأسه وأسلم الروح." يوحنا 19 : 30
والنص القاطع يقول : "أما يسوع فلما وصلوا إليه وجدوه قد مات ، فلم يكسروا ساقيه." يوحنا 19 : 33
لذا فنحن نرى أنه لا ألغاز في الإنجيل ، ولا حاجة لتأويل نصوص صريحة لا تقبل التأويل.
والحق عند المسيحيين أن يسوع المسيح قد صلب ومات على الصليب ومن ثم قام.
ولعل سبب كون الإنجيل يحتوي على ألغاز بالنسبة لكم هو أنكم تسقطون تفسيراتكم الإسلامية على النص الكتابي المسيحي، مع العلم أن آية واحدة بالنسبة لكم في القرآن قد شكلت لغزاً ما بعده لغز ، وهي :
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا"
سورة النساء 157
حيث أنه قد اختلف في من يكون الشبيه، فضلاً عن الاختلاف في إذا ما كان قد مات أم لا، وإليك ما ورد في تفسير ابن كثير بالتعليق على آية 55 من سورة آل عمران :
"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تختلفون."
"اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى " إِنِّي مُتَوَفِّيك وَرَافِعك إِلَيَّ " فَقَالَ قَتَادَةُ وَغَيْره : هَذَا مِنْ الْمُقَدَّم وَالْمُؤَخَّر تَقْدِيره إِنِّي رَافِعك إِلَيَّ وَمُتَوَفِّيك يَعْنِي بَعْد ذَلِكَ وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : إِنِّي مُتَوَفِّيك أَيْ مُمِيتك . وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَق عَمَّنْ لَا يُتَّهَم عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه قَالَ : تَوَفَّاهُ اللَّه ثَلَاث سَاعَات مِنْ أَوَّل النَّهَار حِين رَفَعَهُ إِلَيْهِ قَالَ اِبْن إِسْحَق : وَالنَّصَارَى يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّه تَوَفَّاهُ سَبْع سَاعَات ثُمَّ أَحْيَاهُ قَالَ إِسْحَق بْن بَشْر عَنْ إِدْرِيس عَنْ وَهْب : أَمَاتَهُ اللَّه ثَلَاثَة أَيَّام ثُمَّ بَعَثَهُ ثُمَّ رَفَعَهَا قَالَ مَطَر الْوَرَّاق : إِنِّي مُتَوَفِّيك مِنْ الدُّنْيَا وَلَيْسَ بِوَفَاةِ مَوْت وَكَذَا قَالَ اِبْن جَرِير تَوَفِّيه هُوَ رَفْعُهُ ......."
هذا إذا ما أخذنا بالإضافة إلى ما سبق بتفسير الجماعة الإسلامية الأحمدية لقضيتي صلب وموت المسيح القائل بأن المسيح قد صُلب ولكنه لم يمت على الصليب، لكنه قد مات بعد ذلك في كشمير.
ولعل هذا ما يقودنا لمعرفة حقيقة من يكون الذين اختلفوا في المسيح بحسب قول القرآن : إن الذين اختلفوا فيه ...!