أختي أمة الله.. لم أنكر أنّها مضحكة.. و لكن ما أنكره هو السخرية من الآخر التي لا تقدّم و لا تأخّر كوننا دعاة فالأجدى بنا الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة..
فالحكمة، كما قلت سابقا، تجعل السامع يحكّم عقله و يحرّك بصيرته و يعيد النظر في ما اعتقد في صحّته دون أن تثير فيه ملكة الجدل و هذا العمل يتطلّب كثيرا من الصنعة حيث المقام يشبّه بمن يريد الإمساك بفارّ الذي بمجرّد الشعور بنيّة القادم يطلق ساقيه للريح..
والموعظة تجعل السامع يعيش المستقبل قبل يأتي فيعدّل استعداده له بما حصل له من تصوّر قريب من الحقيقة.. أو وضع السامع في واقع الآخر حتّى يعدّل من الحكم عليه المبنيّ على الظنّ.. كما تصرّفت امرأة العزيز التي استعملت الموعظة حيث وضعت النسوة اللاتي شنّعنها في مقامها فأعذرنها و وقعن في ما وقعت فيه..