لا احد يلومني على كذبي

لأن مجد الله لم يزدد الا بكذبي

حتى الله لا يحق له أن يلومني على كذبي

فان لم أكذب لن يزداد مجد الله

فالله محتاج لكذبي ليزداد مجده

و ان لم اكذب ربما ينقص مجد الله

فلذلك لابد أن اكذب حتى يزداد مجد الله

فلماذا تومونني ؟؟؟

لماذا تلومونني ؟؟؟

لماذا تلومونني ؟؟؟

فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ (رومية 3: 8)

بهذه الفقرة الثامنة من الإصحاح الثالث من رسالته إلى أهل رومية (ليس يقينا)، لخص بولس منهج المسيحية القائم على الكذب.
وهو ليس أي كذب، بل هو كذب لمجد الله "لزيادة" صدقه لا كذب عليه! فهل من العدل إدانة هذا الكاذب الشريف الذي يسعى من وراء كذبه أن "يزداد" صدق الله؟!

:نعم يا بولس، فأنت مدان حسب اعترافك بالكذب لمجد إلهك في سبيل إظهار صدقه. ولكن أي مجد هذا، وأي إله هذا الذي يحتاج إلى كذبات بولس؟! هو حتما ليس الله تعالى الذي استعاروا اسمه من الإسلام ووضعوه في تراجمهم العربية، ولكنه إله بولس الواحد المثلث أو الثلاثة الموحد!
والذي يزداد مجده بكذبات بولس، كما ازداد مجده تاريخيا بكذبات من لحق ببولس من الكاذبين أمثاله.

فيكون بلا شك الأكثر كذبا لأجل مجد الرب هو الأكثر تقدما في المسيحية والأعلى منزلة، وهو إذ عمل على "زيادة" صدق ذلك الإله، لذا فالإله مدين له أيضا! وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. ليكذبوا لمجد إلههم أكثر، كي يزداد صدقه أكثر! وهنيئا للكاذبين.. عفوا ... هنيئا للممجدين لهذا الرب والعاملين على زيادة صدقه!

من تحليل تلك الفقرة نجد أمرين خطيرين؛
الأول هو الاعتقاد بأن صدق الله يزداد!
والثاني الاعتقاد بأن الكذب هو وسيلة زيادة هذا الصدق!
وأحد الأمرين أسوأ من الآخر.

أولا، إن صدق الله مطلق، ومن الجهل وسوء الأدب الاعتقاد بأن هذا الصدق يزداد بأي وسيلة كانت، فكيف إن كانت الوسيلة الكذب!

الفقرة تتضمن مغالطة منطقية وأخلاقية :
فالمغالطة المنطقية قائمة على أساس أن الكذب نقيض الصدق، فكيف يمكن أن يزيد النقيض نقيضه؟!
أما المغالطة الأخلاقية فهي اتخاذ وسيلة قذرة للوصول إلى هدف شريف، وهي الذرائعية أو البراغماتية التي يبدو أن بولس سبق فيها ميكافيللي!

إن هذا الإله العاجز الذي يحتاج إلى كذب بولس أو كذب غيره لزيادة صدقه، أو لكشف الحقائق الخاصة به، لا يستحق أن يعبد. فالإله الحق هو الله الحق جل وعلا، ولا سبيل للوصول إليه إلا بالحق، ولا يمكن كشف الحقائق التي أوجدها إلا بتحري الحق والصدق.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء 136)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( المائدة 9)

على المسيحيين أن يتذكروا أن "الحق يحررهم"، هذه الجملة التي أصبحت مضغة على ألسنة الدجالين دون أن يعملوا بها. فعلى كل فرد منهم أن يتحرى مكانه ليرى في أي جانب يقف