مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

    متعلم كتب في : Jun 15 2005, 11:56 AM
    الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

    فيما يلى أسوق لإخوتى مقدمة كتاب ( مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل ) لأحمد فارس الشدياق . ولم يسمح الوقت بنسخ الكتاب كله ، فقلت : ما لا يُدرك كله لا يُترك كله .

    واخترت المقدمة لأهميتها .. وباقى الكتاب هو رصد لمناقضات إنجيل متى مع باقى الأناجيل .. وقد بلغ بها 176 مناقضة .. وقد اكتفى الشدياق فى أكثرها بإيراد النصوص المتناقضة دون التعليق عليها ، أو حتى التنبيه على موطن التناقض ، وخالف هذه السنة فى مواضع أخرى فعلق ونبه باختصار ملحوظ .

    وكلمة (شدياق) تعنى عند النصارى من كان أدنى من الكاهن درجة واحدة .

    ومؤلفنا وُلد فى لبنان 1805م من أبوين مارونيين ، سمياه فارسًا . وكان له أخ اسمه ( أسعد ) تحول من المذهب المارونى إلى المذهب الإنجيلى ( البروتستانتى ) ، فسُجن ولاقى من التعذيب ما لاقى .

    وقد سافر فارس الشدياق إلى أوربا ، وجال فى بلادها ، ثم سافر إلى تونس ، وهناك ألقى الله الهداية فى قلبه فأسلم لرب العالمين ، وتسمى بـ ( أحمد ) .

    وامتاز الشدياق بتبحره فى علوم اللغة ، وتمكنه منها بدرجة عالية . كما كان ذا قريحة شعرية . وقد خاض مجال التحقيق ، فجاد وأكثر ، حتى لا يعرف عدد الكتب التى حققها ، وله بصمة واضحة فى الترجمة ، حتى تنسب إليه ألفاظ ( الاشتراكية ) و( الجريدة ) و( الباخرة ) كأول من أطلقها فى العربية . وهذا بخلاف إصداره لصحيفة ( الجوائب ) فى الآستانة .

    ومن كتبه ( الساق على الساق فيما هو الفارياق ) و( الواسطة فى أحوال مالطة ) و( سر الليال فى القلب والإبدال ) و( كشف المخبّا عن فنون أوروبا ) و( اللفيف فى كل معنى ظريف ) .. و( المرآة فى عكس التوراة ) ...

    والحديث عن الشدياق وشخصيته ونشاطه العلمى وريادته ومؤلفاته لا ينتهى !

    توفى الشدياق 1887م .

    ولا يخفى أن كتاب ( المماحكات ) كان أحد مصادر الشيخ رحمت الله هندى فى كتابه ( إظهار الحق ).

    ومعذرة للإطالة .. !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    متعلم كتب في : Jun 15 2005, 12:44 PM
    مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل


    بسم الله الرحمن الرحيم


    وبعد حمد الله الذى لا تناقض فى كلماته ، ولا تبديل فى أحكامه وآياته ، فإنى لما رأيت مناقضات كتاب الأناجيل الأربعة كثيرة ، لا يمكن حصرها ، ولا يتأتى لزابر زَبْرها ، عمدت إلى أحدها ، وهو الإنجيل المنسوب إلى متى ، فعارضته بغيره من باقى الأناجيل الثلاثة ، معارضة تؤتّ الخصم أتــًا ، وتــَـبْـلــَـتــُـه بَـلتــًا .

    هذا ، ولما كان الخلاف والتخليط فى الرواية ، والتقديم والتأخير فى تأريخ الوقائع ، وتوقيت الحوادث ، ممن يدعون ـ أو يُدعى لهم ـ أنهم يكتبون من وحى الله ، بمنزلة المناقضة ، أشرت إلى ما عثرت عليه من ذلك بعض الإشارة ، ليدرجه اللبيب فى ضمن الغرض الذى قصدناه ، والموضوع الذى نحوناه ، وليعلم أن دعوى النصارى بكون هذه الأسفار الموجودة الآن بأيديهم وحيًا ، داحضة فارغة ، وأن مؤلف هذا الإنجيل لم يكن مشاهدًا بمرأى العين ما نقله ، وإنما قلد فى ذلك بعض الرواة فى عصره مجازفة ، وكذا غيره من غيرهم ، وأنه إذا بطلت الدعوى بعصمة متى عن الغلط فيما نقله عن عيسى ، أو أخبر به عنه ، لم يبق معذرة لغيره .

    ثم إنه ما عاد التناقض الذى وقع بين هؤلاء الأربعة ، فثم مناقضات عديدة بينهم وبين سائر المؤلفين من الرسل الحواريين ، كبطرس وبولس وغيرهما ، وبينهم أيضًا وبين أسفار اليهود ، التى استشهدوا منها بما عنّ لهم وراق تأييدًا لدعواهم ، بل تراها أيضًا فى كلام كل منهم مكذبًا بها نفسه ، أو مفسدًا عقيدته.

    وذلك كقول لوقا : 9 : 54 حكاية عن عيسى أنه قال لتلميذيه يعقوب ويوحنا ، وقد استأذناه فى أن يأمر فتنزل نار من السماء ، فتحرق أهل قرية فى السامرة ، لعدم إضافتهم إياهما : ( إنكما لا تعلمان من أى روح أنتما ؟ لأن ابن الإنسان لم يأت لإهلاك نفوس الناس بل لخلاصها ) . ثم لم يلبث أن قال فى 2 : 49 حكاية عن عيسى أيضًا أنه قال : ( إنما جئت لأبعث نارًا على الأرض ، وماذا يريد إن هى قد اضطرمت ) أى وماذا أريد إلا أن تضطرم .. إلى أن قال : ( أتظنون أنى جئت لألقى سلمًا على الأرض ؟ لا ، إنى أقول لكم ، لكن شقاقــًا ) .

    وكقول يوحنا فى الفصل الأول : ( الله لم يره أحد قط ) . ثم قال فى 14 : 9 حكاية عن عيسى أنه قال ( من رآنى فقد رأى الآب ) .

    إلا أنا أضربنا عن استيفاء هذا النوع من التناقض ؛ ثقة بأن ما نورده من النوع الأول كافٍ فى إثبات الحجة على الخصم ، وفى إفحامه عن الجواب .

    ومما يعد أيضًا من التناقض : سكوت بعض هؤلاء المؤرخين عما ذكره من معجزات عيسى الباهرة ، فإن متى ومرقس ولوقا لم يذكروا معجزة تحويل الماء خمرًا ، مع أنها كانت أولى معجزاته ، وبها ظهر مجده ، وآمنت به تلاميذه ، على ما ذكره يوحنا فى الفصل الثانى .

    وكذلك قضية بعث العازر من الموت ، وقد كان مضى عليه أربعة أيام ، ولو لم يكن هذا الأمر غريبًا خارقــًا للعادة ، لما كان يوحنا أطال فيه الكلام .

    على أن لوقا كان متتبعًا لجميع الأمور التى فعلها عيسى كما يعلم فى أول إنجيله ، وعبارته : ( رأيت أنا أيضًا إذ كنت تابعًا لكل شىء ، أن أكتب إليك أيها العزيز تاوفيلوس ، لتعرف حقائق الأمور التى وعظت بها ) . ومن أول سفر الأبركسيس حيث قال : ( إن الكتاب الأول قد أنشأته يا تاوفيلوس فى جميع ما ابتدأ عيسى أن يعلمه ويعلم به معًا إلى يوم ارتفاعه ) اهـ.

    وكذا قضية ماء البركة ، الذى كان يشفى أول نازل فيه عند تحريك الملك له ، وغسل عيسى أقدام تلاميذه ، وأمره لهم بالاقتداء به فى ذلك . كل ذلك تفرد بذكره يوحنا .

    وقد تفرد متى بذكر خروج الموتى من أجداثهم عند موت عيسى ، وظهورهم لأناس كثيرين فى المدينة ، وهو أعجب من حل الجحش الذى تواطأوا على ذكره ! .. وكذا ظهور النجم للمجوس ، وسيره معهم حتى بلغوا إلى أورشليم ، وهو أعجب وأغرب من جولان التلاميذ مع مريم المجدلانية وغيرها من النساء اللائى كن يصاحبن عيسى ورسله وينفقن عليه !

    وكثيرًا ما ترى أحد هؤلاء المؤرخين يذكر مثلاً عقيدة دينية ، أو أمرًا مهمًا ، أو حكمًا إلهيًا عن عيسى ، ولا يذكره غيره ، أو يذكر حديثــًا ثم ينتقل إلى غيره من دون علاقة ، ثم ترى تتمة ذلك الحديث قد أوردها غيره من دون إيراد أوله .

    فمثل هذا الخلل والتشويش لا يمكن أن يصدر عن وحى الله ، ولو أن أحد مؤلفى عصرنا هذا ارتكب مثل ذلك لما عذره عليه من الناس عاذر !

    وأغرب من ذلك مواطأتهم جميعًا على إيراد ما لا ينبغى العلم به ، وذلك كركوب عيسى مثلاً سفينة وخروجه منها ، وجلوسه عند البحر ، وعبوره من شاطئ ، ودخوله بيتــًا ، ومبيته عند مريم المشار إليها ، وسيره إلى برية ، وصعوده إلى جبل ، وتنقله من مكان إلى مكان ، من دون فائدة تحصل به .

    وأغرب منه ما ذكره لوقا 7 : 37 من أن عيسى وتلاميذه كانوا يجولون فى القرى ومعهم نساء ، منهم مريم هذه التى كان أمرها مشهورًا بالفجور والزنى .. وأنت خبير بأنه لا يتأتى لكل واحد فى البلاد الشرقية ، وخصوصًا فى القرى ، أن يبيت وحده فى محل مخصوص ، فلا بد أن هؤلاء الأولياء كانوا يبيتون مع تلك الوليات معًا .

    وكذكر هذا المؤلف وغيره اقتحام هذه الفاجرة فى بيت الفريسى ، الذى كان قد أضاف عيسى ، وإفاضتها الطيب على رأسه ، وغسلها قدميه بدموعها ، وتنشيفها إياهما بشعرها ، وقد كانت وقتئذ فاحشة بغيًا مباحة .. فهل يليق الآن بأحد مطارنة النصارى ، إذا كان ضيفــًا فى بيت أحد معارفه ، أن يأذن لقحبة فاحشة فى أن تغسل رجليه بمحضر ملأ من الناس ، من غير أن تبدى أمارة التوبة من قبل ، لا سرًا ولا جهرًا ؟!

    وكذكر يوحنا تجرد عيسى بعد العشاء عن ثيابه ، وتحزمه بمنشفة لغسل أقدام تلاميذه ، فهذا يوهم أن عيسى وقتئذ كان قد سرت فيه الخمرة ، حتى لم يكن يدرى ما يفعل ، فإن غسل الأقدام لا يوجب التجرد عن الثياب !

    وكقوله أيضًا فى 11 : 18 : إن عيسى كان يحب مريم ومرثا .. ومريم هذه هى التى دهنته بالطيب ، ومسحت قديمه بشعرها !

    وكقوله أيضًا فى الفصل الثالث عشر : ( وكان أحد تلاميذه متكئــًا فى حضن عيسى ) .. وهو الذى كان عيسى يحبه !

    وكقوله فى 7 : 3 بعد ذكر معجزة الخمر وإيمان التلاميذ ما نصه : ( فقالت له إخوته : انطلق من هنا وسر إلى أورشليم ، حتى ترى تلاميذك أيضــًا الأعمال التى تعملها ، إذ ليس أحد يعمل شيئــًا سرًا وهو يطلب أن يكون مشهورًا علانية ، فإن كنت تعمل هذه الأعمال فأظهر نفسك للعالم ) لأن إخوته أيضــًا لم يكونوا قد آمنوا به .

    فهذا يوهم أن تلك المعجزة التى ذكرها سابقــًا لم تكن علانية ، وأن عيسى كان يحاول بالحرى أن يفعل غيرها خفية ، وأن إخوته كانوا من أجل ذلك يسيئون الظن فيه .. وصاحب البيت أدرى بالذى فيه !

    وكقوله أيضًا فى 10 : 20 : إن كثيرًا من اليهود كانوا يقولون عن عيسى إنه مجنون وبه شيطان .

    وكقول مرقس أيضًا فى 3 : 21 وذلك بعد أن ذكر ازدحام الجمع على عيسى : ( حتى إنهم لم يقدروا على الأكل ، فلما سمعت أقاربه بذلك ، خرجوا ليمسكوه ، لأنهم قالوا إنه مجنون ) .

    فهذا يدل على أن أقارب عيسى قد قالوا ذلك وهم يعتقدونه ، أو أنهم ادعوا بكونه مجنونـًا إنجاءً له مما تورط فيه من حشد الجمع إليه ، وتعرضه لما لم يلق به مما ظُن فيه إلمام السوء به .

    وأشباه ذلك لا تحصى مما ظاهره وباطنه القدح فى عيسى لا المدح .

    والحاصل أن جميع ما أورده هؤلاء الأربعة عن عيسى ، سواء كان أحكامًا أو مواعظ أو قصص معجزات وأحوال ، فإنما هو موهوم غير محقق ولا معين .

    أما الأحكام والمواعظ فإنهم لم يتفقوا على إيرادها بلفظها ، فترى أحدهم يوردها بلفظها الماضى وغيره بالماضى أو الأمر ، بالسلب ، وغيره بالإيجاب ، وغيره بصورة الاستفهام ، وآخر يوردها مرة ، وغيره يكررها مرتين وثلاثــًا .

    فالزعم بأن عيسى كان يكرر معنى واحدًا مرات كثيرة ، يدل على أنه كان ذا بضاعة مزجاة ، وإلا فهو غلط من الناقل .

    وأما قصص المعجزات والأحوال ، فإن بعضهم يذكرها فى وقت ، وغيره فى وقت آخر ، فليس لنا من ذلك كله سوى مجرد الحدس والوهم فى إمكان وقوع ما ذكروه على سبيل المجازفة ، من دون علم بكيفيته وماهيته وخصوصيته وعلاقته ، مما لا يُعفى منه أحد من المؤرخين .

    وأكثر ما جرى الخلاف بينهم فى قضية ميلاد عيسى ، وانبعاثه من الموت ، وارتفاعه إلى السماء ، مع أنها من أهم الأمور .

    أما مولده ، فقد أضرب عن ذكره كل من مرقس ويوحنا ، واختلف فيه متى ولوقا ، كما سيمر بك .

    وأما صعوده ، فقد سكت عنه متى ويوحنا ، واختلف فيه مرقس ولوقا .

    فللمعترض هنا أن يقول : لأى سبب أضرب مرقس ويوحنا عن ذكر ميلاد عيسى من دون أب ، وهو أمر خارق للعادة ؟

    فإن قيل : إن ذلك كان لعلمهما أن غيرهما ذكره أو سيذكره .

    قلت : فلِمَ تواطأ إذن على ذكر الأمور الخسيسة ، والحوادث الأجنبية ، والكلام اللغو ؟ ولِمَ أسهبا الكلام على ذكر آلام عيسى ، وشكوى اليهود عليه ، وعلى قصة إرسال التلميذين لحل الجحش ، وغير ذلك كثير لا يحصى ؟

    ويا ليت شعرى ، أى فائدة تحصل من العلم بكون (زكـّـا) طلع على الجميزة لأنه كان قصيرة القامة ؟ .. وبكون بطرس اخترط سيفه وضرب به عبد رئيس الكهنة وكان اسمه (ملخس) فقط أذنه ؟ .. وبكون اليهود سخروا رجلاً كان آتيًا من الحقل اسمه (سمعان) وهو أبو الإسكندر ، ليحمل صليب عيسى خلفه ؟

    فإن قيل : إن ذلك لعدم علمهما بذكره .

    قلت : فلأى شىء أهملاه وهما مطلعان عليه ؟ .. فهل كانا يعلمان أن هذه الأناجيل الأربع تجمع فى مجلد واحد حتى يعرف الناس منها كلها المهم من أحوال عيسى ؟ .. ولِمَ جهلا إذن الأوقات التى ذكرا فيها تلك الوقائع والقصص ، وناقض أحدهما صاحبه فى ذلك أشد المناقضة ؟

    فلم يبق الآن إلا أن يقال كما أسلفنا آنفــًا : إن هؤلاء المؤلفين لم يكونوا مشاهدين بمرأى العين ما شهدوا به ، وإنما هى رويات مختلفة عن عيسى ، طارت فى البلاد ، فنقلها كل منهم بحسب ما بلغته من أفواه الرواة فى بلاده .

    وقد سميت هذا المؤلف : ( مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل ) ، ثم شفعته أيضًا بمسائل فى عقائد النصارى سميتها ( المسائل المفخمة فى العقائد المبهمة ) .

    وهذا أوان الشروع ، وبالله التوفيق .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    أبو نسيبة كتب في : Jun 16 2005, 09:17 PM

    الأخ الفاضل " متعلم " ..جزاك الله خيرا .
    لقد قرأت منذ بضع سنوات كتابا قد طبع في لبنان حول " فارس الشدياق " رحمه الله رحمة واسعة . وقد أشار فيه المؤلف إلى أنّ هذا اللغوي النحرير قد أعدّ ترجمة عربية شهيرة للكتاب المقدّس أنجزها بعد تمكّنه من اللغة العربية ومن أحد اللغات القديمة (وأظنها العبرية ) .وقد سحبت الكنيسة هذه الترجمة بعدما أسلم صاحبها ( والعجيب أنّ الكنيسة أبقت على التراجم أخرى ,كترجمة " كتاب الحياة " , مثقلة بالأخطاء النحوية والإملائية !!). وقد عاش الرجل منافحا عن الإسلام ووقف كالطود الشامخ ليردّ على عظيم النصارى " إبراهيم اليازجي " في معارك دينية وأدبية ساخنة .. وللأسف الشديد فإنّ الرجل لم يلق الاهتمام الواجب من المسلمين , وبقي ذكره خاملا بين أهل الحق , ولم يستغل مقامه السابق بين النصارى لإظهار تولّي رؤوس القوم عن عقيدة الكنيسة .

    وأثناء قرأتي لذاك الكتاب ,استوقفني حديث المؤلف عن كتاب لصاحبنا حول الكتاب المقدس , وقد وصفه صاحب السيرة بأنّه كان شديدا على النصارى , وقال أنّ مخطوطة له موجودة في العراق , وقد تشوّقت كثيرا لقراءته ,ولعلّه الكتاب الذي أنت بصدد طرحه في المنتدى .. فهلاّ تكرمت بعرضه كاملا مع ذكر دار النشر ومحقق الكتاب إن كان له محقق ..
    حفظك الله لإخوانك !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    متعلم كتب في : Jun 17 2005, 02:25 AM الحمد لله رب العالمين ..

    ( مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل )
    تأليف : أحمد فارس الشدياق
    تحقيق : الدكتور محمد أحمد عمايرة
    الطبعة الأولى 2003م
    دار وائل للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن
    هاتف :0096265335837
    فاكس : 0096265331661
    ص . ب : 1746 الجبيهة
    www.darwael.com
    e-mail:wael@darwael.com

    والكتاب يقع فى 144 صفحة بالمقدمة .. ومقاس الصفحة 14 × 22

    قال المحقق فى مقدمته : " ومن مصنفاته كتب دفعه إلى تأليفها علاقته المتوترة مع الكنيسة ، لعل أظهرها : المرآة فى عكس التوراة . وهو سفر ضخم يقع فى نحو سبعمائة صفحة ، وقد احترق مع ما احترق فى بيته. وهناك كتاب آخر هو مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل [وهو موجود فى مكتبة الأوقاف ببغداد] ، وهو هذا الكتاب ، [انظر ما كتبه عماد الصلح : أحمد فارس الشدياق : آثاره وعصره 25] ، ومخطوطته موجودة فى مكتبة الأوقاف ببغداد رقم 5150 ، وقد جاءت فى مجلد يحتوى كتابين : مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل ، والثانى : ارتباط التمدن بدين الإسلام " . انتهى كلام المحقق بلفظه ، وما بين الأقواس هوامش له.

    بالنسبة للشدياق ، فهو فعلاً لم يلق اهتمامًا كافيًا من المسلمين ، لكن ذلك اقتصر على مجالنا فقط ، أعنى مجال دعوة أهل الكتاب ، أما بالنسبة لمجال اللغة والأدب ، وقد كان نحريرًا مفوهـًا ، فقد اهتمت الأوساط العلمية بمؤلفاته فيها ، ودارت حولها الكثير من الدراسات ، والكثيرون لا يعرفون عن الشدياق إلا أنه كان لغويًا أديبًا .. وكان يكفى للباحثين كى يتنبهوا لمقام الشدياق فى مجال دعوة أهل الكتاب أنه كان أحد مصادر رحمت الله هندى فى كتابه إظهار الحق ، ونقل عنه نصًا فى أكثر من موضع .. ولكن الله يفعل ما يشاء ويختار ، ولكل أجل كتاب .

    أما بالنسبة لأخطاء ترجمات الكتاب المقدس ، فحدث ولا حرج ، وهى لا تقتصر على الترجمات إلى العربية فقط ، على أن أكثرها أخطاء هى تلك التى ترجمت إلى العربية .. العجيب أن النصارى يعلمون ذلك حق العلم ولا يحركون ساكنــًا .. والطريف أن إبراهيم اليازجى نفسه كان من أشد العائبين على الترجمات العربية للكتاب المقدس !

    وإجابة النصارى عن هذا الأمر هى أنهم لا يهتمون باللفظ كثيرًا وإنما بالمعنى .. على عادتهم فى فهم العداوة والفصام النكد بين الحرف والروح ، والحرف طبعًا يقتل ! .. وقد واجهت النصارى كثيرًا بأن التوصل للمعنى لا يتم إلا إذا اعتنينا باللفظ ، وأن معرفة الروح لن تحصل إلا بالتحقق من الحرف .. ولم أجد إجابة منهم على ذلك ، إلا على شاكلة : أنتم المسلمون تتشددون فى أمور ليس فيها خلاصكم !

    عدا مرة ، أجابنى نصرانى فيها بأن الترجمات لا يجوز لغير مؤلفيها تغييرها ، وإلا كان ذلك تعديًا وعدوانــًا .. فواجهته بأكثر من خمسين كتابًا ، مات مؤلفوها بعضهم منذ قرون ، وقد أعاد النصارى طباعتها أو تحقيقها ، مبدلين فيها ومغيرين ، بالحذف والتغيير والإضافة ، سواء فى الألفاظ أو الأسلوب أو الجمل أو الفقرات أو الفصول .. حتى العناوين لم تسلم من أيديهم ! .. وقد فوجئ النصرانى لعدم إلمامه بالأمر وطلب تأجيل مناقشة هذا الأمر .

    وبالمناسبة ، فعلى المسلمين ـ والنصارى ـ التنبه ، إلى أن أكثر كتب النصارى المطبوعة وعلى الإنترنت ليست كما كتبها مؤلفوها وتركوها .. ومن أشهر الأمثلة كتاب ( ميزان الحق ) لبفندر ، الذى أخزاه الله على يد الشيخ رحمت الله هندى ، فالنسخة التى يروجها النصارى الآن على الإنترنت ليست هى التى تركها بفندر ، وكان أول من سطا عليها ـ حسب علمى ـ ( تسدل ) صاحب كتاب مصادر الإسلام !

    وهناك سلسلة تراثية تطبعها مكتبة المحبة النصرانية ، وكلها تغيير وتبديل ، حتى أنهم أحيانــًا يضمون بعض الكتب إلى بعضها ـ وهى لعدة مؤلفين ـ على أنها لمؤلف واحد .. فليتنبه الباحث أيًا كانت ملته !

    ولئن ضاق وقتى الآن عن نسخ الكتاب ، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا .. والله قدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    4,740
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2016
    على الساعة
    06:52 PM

مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سلسلة لماذا أنا مسلم"إجابة شافية عن سؤال صعب" الاصدار الاول ""الربانية""
    بواسطة خالد حربي في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-09-2015, 01:22 PM
  2. أخيراااا إعترفوا أن الإنجيل "مخرف" و "مزيف"
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 16-06-2014, 11:55 PM
  3. صدق أو لا تصدق !! """التوراة والإنجيل تجعل من المسيح ملعون """
    بواسطة mataboy في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-06-2013, 09:44 AM
  4. كتاب مماحكات التأويل في مناقضات الانجيل
    بواسطة kholio5 في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-11-2007, 10:26 PM
  5. "الإنجيل يشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم"
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "

مماحكات التأويل فى مناقضات" الإنجيل "